❞ كتاب إسلامية لا وهابية الفصل الثالث 5 ❝  ⏤ ناصر بن عبد الكريم العقل

❞ كتاب إسلامية لا وهابية الفصل الثالث 5 ❝ ⏤ ناصر بن عبد الكريم العقل


مسألة التكفير والتشدد والقتال من أهم وأخطر المسائل التي أثارها خصوم الدعوة من أهل البدع والأهواء والافتراق عليها، بل وبعض المحايدين وبعض المؤيدين البعيدين عن الساحة الداخلية للدعوة أو الذين لم تتهيأ لهم الفرصة الكافية للتعرف على حقيقة الدعوة منهجاً وواقعاً، أثاروا دعوى أن الإمام محمد بن عبدالوهاب وأتباعه يكفرون المسلمين ويستحلون قتالهم، وقد تفرع عن هذه الدعوى القول بأنهم خوارج ومتشددون ونحو ذلك.

والحق أن المتأمل لحال الدعوة يجد الحقائق التالية:

1- أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب وعلماء الدعوة وحكامها آل سعود الملتزمين بمنهج الدعوة كانوا على مذهب السلف في عدم استحلال دم المسلم وقتاله إلا بدليل شرعي، ولم يعرف من منهجهم الخروج عن هذا الأصل في الجملة إلا حالات نادرة ليست على المنهج المتبع لديهم وكانوا يصرحون بهذا الأصل الشرعي العظيم في كتبهم وخطبهم ويلتزمونه في منهجهم كما بينا وسنبين بعد.

2- أن خصومهم هم البادئون بالقتال بإعلان الحرب المسلحة وغير المسلحة على الدعوة ودولتها وأتباعها بل أعلنت قوى الشر استعمال القوة والقتال للشيخ وأتباعه قبل وصوله الدرعية وقبل أن يكون لهم كيان حيث هدده سليمان بن محمد الحيدي في الأحساء (من بني خالد) وأنذر عثمان بن معمر -أمير العيينة- إن لم يتخذ موقفاً حازماً ضد الشيخ الإمام وكذلك فعل ابن شامس العنزي .
ناصر بن عبد الكريم العقل - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الإتجاهات العقلانية الحديثة ❝ ❞ مجمل أصول أهل السنة والجماعة في العقيدة ❝ ❞ الغلو الأسباب والعلاج ❝ ❞ أثر العلماء في تحقيق رسالة المسجد (ط. الأوقاف السعودية) ❝ ❞ دراسات في الأهواء والفرق والبدع ❝ ❞ الخوارج أول الفرق في تاريخ الإسلام ❝ ❞ أثر العلماء في تحقيق رسالة المسجد ❝ ❞ الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة ❝ ❞ کفار سے مشابہت ایک شرعی وتحقیقی جائزہ ❝ الناشرين : ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة ❝ ❞ دار الوطن للطباعة والنشر والتوزيع - السعودية ❝ ❞ دار القاسم للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الفضيلة ❝ ❞ دار الصميعي للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار كنوز إشبيليا ❝ ❞ وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ❝ ❱
من فكر إسلامي الفكر والفلسفة - مكتبة المكتبة التجريبية.

نبذة عن الكتاب:
إسلامية لا وهابية الفصل الثالث 5


مسألة التكفير والتشدد والقتال من أهم وأخطر المسائل التي أثارها خصوم الدعوة من أهل البدع والأهواء والافتراق عليها، بل وبعض المحايدين وبعض المؤيدين البعيدين عن الساحة الداخلية للدعوة أو الذين لم تتهيأ لهم الفرصة الكافية للتعرف على حقيقة الدعوة منهجاً وواقعاً، أثاروا دعوى أن الإمام محمد بن عبدالوهاب وأتباعه يكفرون المسلمين ويستحلون قتالهم، وقد تفرع عن هذه الدعوى القول بأنهم خوارج ومتشددون ونحو ذلك.

والحق أن المتأمل لحال الدعوة يجد الحقائق التالية:

1- أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب وعلماء الدعوة وحكامها آل سعود الملتزمين بمنهج الدعوة كانوا على مذهب السلف في عدم استحلال دم المسلم وقتاله إلا بدليل شرعي، ولم يعرف من منهجهم الخروج عن هذا الأصل في الجملة إلا حالات نادرة ليست على المنهج المتبع لديهم وكانوا يصرحون بهذا الأصل الشرعي العظيم في كتبهم وخطبهم ويلتزمونه في منهجهم كما بينا وسنبين بعد.

2- أن خصومهم هم البادئون بالقتال بإعلان الحرب المسلحة وغير المسلحة على الدعوة ودولتها وأتباعها بل أعلنت قوى الشر استعمال القوة والقتال للشيخ وأتباعه قبل وصوله الدرعية وقبل أن يكون لهم كيان حيث هدده سليمان بن محمد الحيدي في الأحساء (من بني خالد) وأنذر عثمان بن معمر -أمير العيينة- إن لم يتخذ موقفاً حازماً ضد الشيخ الإمام وكذلك فعل ابن شامس العنزي . .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

أن الخصوم كانوا كثيراً ما يغدرون بأتباع الدعوة من الدعاة القضاة والعلماء وطلاب العلم والمعلمين الذين كان يبعثهم الشيخ محمد والولاة والمشايخ -المؤيدين للدعوة- للقرى والبادية والأقاليم لتعليم الناس دينهم وإجراء الأحكام الشرعية بينهم بل كثيراً ما يعلنون العصيان على الحاكم الإمام محمد بن سعود، وينقضون البيعة والعهد، ويخرجون على الجماعة والإمام، وهذا ما يحرمه الإسلام، ويأمر بتأديب من يفعله.
4- وكان حكام الحجاز غالباً يعلنون العداء لدعوة التوحيد وأتباعها وكانت عداوتهم متنوعة عقديةً وسياسية وإعلامية ثم عسكرية، وأحياناً يقتلون بعض العلماء والدعاة بل والرسل الذين يبعثهم أهل الدعوة إليهم.
5- وكانوا يمنعونهم من حقوقهم المشروعة كإبلاغ الدعوة، وكأداء فريضة الحج، فقد منعوهم منه سنين طويلة ثم أذنوا فيه سنة (1197هـ)، ثم الشريف غالب منعهم من الحج مرة أخرى منذ سنة (1203هـ) وما بعدها ثم غزا معتدياً، فقد بدأ الشريف غالب وغيره من حكام الحجاز الحرب على الدعوة وأتباعها قبل أن يبدؤوهم.
    وأعلن الحرب المسلحة ضدهم، وقد اعترف خصوم الدعوة بذلك وذكره مؤرخوهم معتزين به( ).
    وعلى هذا فإنه عند التحقيق العلمي المتجرد يثبت قطعاً أن ما يقال عن الإمام وعلماء الدعوة وحكامها (آل سعود) وأتباعها حول التكفير واستحلال قتال المسلمين ودمائهم كلها مما لا يصح أو مما قد يكون لـه وجه شرعي معتبر قام عليه الدليل الشرعي، ذلك أن تكفير من يستحق التكفير شرعاً وسب من يستحق السب شرعاً ليس من التكفير والسب المذموم ولا القسوة، بل مما هو مطلوب شرعاً في الدين الإسلامي بشروطه وضوابطه التي يعرفها الراسخون في العلم.
    إذن فقد ثبت أنهم لم يبدءوا القتال ولم يقاتلوا ابتداء إنما بدأ القتال خصومهم.
    ثم إنه من الطبيعي أن اختيار منهج القوة والحزم والقتال عند الضرورة هو الحل الأمثل في كثير من الأحوال ومنها الحال التي وصلت إليها الدعوة مع خصومها.
    ونظراً لقوة الباطل والهوى وتمكنه من قلوب كثير من الناس وحياتهم لم تقبل نفوسهم الحق ولم تذعن لأهله.
كما أن الناظر لحال كثيرين من الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها تشنيعاً على الدعوة وأتباعها في شبهة التكفير يجد العجب من تحيُّزهم ضد السنة وأهلها في هذه المسألة (وغيرها) وإغفالهم لأهل البدع الخلَّص الذين يكفِّرون خيار الأمة؛ فيكفِّرون صحابة رسول الله  وأزواجه أمهات المؤمنين، ويكفِّرون السلف الصالح.
بل إن أكثر مزاعم التكفير والتشدد التي ألصقت بالدعوة وإمامها حدثت من أولئك الذين يكفّرون خيار الأمة ويستنقصونهم، ومن أشياعهم الذين يشاركونهم في بدع المقابرية والقباب والمشاهد والمزارات البدعية، والطرق الصوفية والموالد والأذكار المحدثة، ومن المعلوم لدى كل باحث ومحقق: أن أصل هذه البدع ومنشأها كان من مكفِّرة الصحابة والسلف الصالح، فأين العدل والإنصاف والتحقيق الذي يدَّعونه؟، وأين الغيرة على الحق والدين وعلى الأولياء والصالحين التي يزعمونها؟ و هم يهينون الصالحين ببدعهم. وأين النصح للمسلمين الذي يتظاهرون به؟! وهم يروجون البدع وينصرونها.
وكذلك مسألة التشدد:
فالتشدد الذي يدعي بعضهم أنه من سمات الدعوة وأهلها ليس تشدداً مذموماً حسب المعايير الشرعية والعلمية. بل هو إن وقع أحياناً فهو نوع من الحزم والصلابة في الحق وهو ما تقتضيه البيئة والظروف، والحاجة والمصلحة في عهدهم، فهو المناسب للبيئة البدوية والقروية التي يعيشها المجتمع النجدي وما عليه العرب في سجيتهم التي تتسم بالصراحة والصرامة والإباء، فالحزم هنا هو الحل المناسب والأمثل أمام تمرد الأعراب والجهال والسفهاء، وتجاه قوة الشر، والخصوم، وأمام قوة الباطل وأهله وتمكنهم، والإسلام كما أنه دين الحق والرحمة واليسر فهو كذلك لا يلغي مبدأ الحزم والصرامة في تثبيت الحق ورد الباطل، فالوضع المتردي من كل الجوانب اقتضى هذا المنهج الحازم أحياناً لا سيما في جزيرة العرب التي هي درع الإسلام ولما تتميز به من خصائص دينية وبيئية وقبلية.
 



نوع الكتاب : doc.
عداد القراءة: عدد قراءة إسلامية لا وهابية الفصل الثالث 5

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل إسلامية لا وهابية الفصل الثالث 5
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات docقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات doc
يمكن تحميلة من هنا 'http://www.microsoftstore.com/store/msmea/ar_EG/pdp/Office-365-Personal/productID.299498600'

المؤلف:
ناصر بن عبد الكريم العقل - Naser Ben Abed alkrem Aqil

كتب ناصر بن عبد الكريم العقل ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الإتجاهات العقلانية الحديثة ❝ ❞ مجمل أصول أهل السنة والجماعة في العقيدة ❝ ❞ الغلو الأسباب والعلاج ❝ ❞ أثر العلماء في تحقيق رسالة المسجد (ط. الأوقاف السعودية) ❝ ❞ دراسات في الأهواء والفرق والبدع ❝ ❞ الخوارج أول الفرق في تاريخ الإسلام ❝ ❞ أثر العلماء في تحقيق رسالة المسجد ❝ ❞ الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة ❝ ❞ کفار سے مشابہت ایک شرعی وتحقیقی جائزہ ❝ الناشرين : ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة ❝ ❞ دار الوطن للطباعة والنشر والتوزيع - السعودية ❝ ❞ دار القاسم للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الفضيلة ❝ ❞ دار الصميعي للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار كنوز إشبيليا ❝ ❞ وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ❝ ❱. المزيد..

كتب ناصر بن عبد الكريم العقل