إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا وسيئاتِ أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي ، واشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار شهادةٌ أدخرها ليومٍ تذهل فيه العقول وتشخص فيه الأبصار شهادةٌ أرجو بها النجاةَ من دار البوار وأؤمل بها جناتٍ تجري من تحتها الأنهار، هو الأولُ فليس قبله شيء والآخرُ فليس بعده شيء والظاهر فليس فوقه شيء والباطن فليس دونه شيء، ليس كمثلهِ شيء وهو السميع البصير وأشهد أن محمد عبده ورسوله المصطفى المختار الماحي لظلام الشرك بثواقب الأنوار صلى الله عليه وعلى اله وأصحابه البررة الأطهار صلاةً تدوم بتعاقب الليل والنهار .
(يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) . [ آل عمران ـ102 ]
(يَأَيّهَا النّاسُ اتّقُواْ رَبّكُمُ الّذِي خَلَقَكُمْ مّن نّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتّقُواْ اللّهَ الّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء/ 1 ]
( يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )[ الأحزاب 70 – 71 ]
أما بعد
لما كان زادُ الداعيةِ إلى الله – بعد تقوى الله – أن يكونَ على علمٍ صحيح مرتكزٍ على الكتاب والسنةِ الصحيحةِ حيث يستمدُ من نورهما نوراً ومن ضيائهماً لمعانًا ليضئ له الطريق في الدعوةِ إلى الله على بصيرة امتثالا لقوله تعالى: (قُلْ هَـَذِهِ سَبِيلِيَ أَدْعُو إِلَىَ اللّهِ عَلَىَ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [سورة: يوسف - الآية: 108]
ولما كان الكتاب والسنة الصحيحة لطالب العلم كالجناحين للطائر يتمسك بهما ويعض عليهما بالنواجذ لأن التمسك بهما هو سبيل النجاةِ من الضلال لقول النبي r فيما ثبت في المستدرك عن أبى هريرة رضي الله عنه (تركتُ فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض )
ولأنه يجب على طالب العلم أن يتمسك بالوحيين كليهما (الكتاب والسنة الصحيحة) وليس الكتاب فقط لقول النبي r فيما ثبت فى سنن أبي داوود عن المقدام ابن معد يكرب رضي الله عنه أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ.، ولأن ما حرَّم رسول الله مثل ما حرم الله بنص السنة الصحيحة لما رواه ابن ماجة عن المقدام بن معد يكرب ) أن النبي r قال : يُوشِكُ الرَّجُلُ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي فَيَقُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ أَلَّا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ r مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ .
ولذا كان السلف الصالح يدعون إلى التمسك بالوحيين كليهما ويضللون من يتمسك بالكتاب فقط , قال أبو قلابة: إذا رأيت رجل يقول هات الكتاب ودعنا من السنة فاعلم أنه ضال.
[*] وقال الإمام احمد رحمه الله :
دين النبي محمــدٍ أخبـارُ نعم المطيةُ للفتى الآثـــارُ
لا ترغبَنَّ عن الحديثِ وأهله فالرأيُ ليـلٌ والحديثُ نهـارُ
[*] وقال الشافعي رحمه الله :
كُلُ العلومِ سوى القرآنِ مشغلةٌ إلا الحديثِ وعلم الفقه في الدين
العلمُ ما كان فيه قال حدثـنا وما سوى ذاك وسواسِ الشياطين
لهذه الأسبابِ مجتمعة رأيت أن أقدم هذا الجهدَ المُقِّل المُسَمَّى (تَمَامُ المِنَّةِ فِي صَحِيْحِ كُتُبِ السُّنَّةِ) عساه أن يكون عوناً بعد الله تعالى لكل طالب علم في فروع العلم المختلفة في بُغْيَتِهِ من الحديث الصحيح مشكولاً مشروحاً ،ليكون على بينةٍ من أمره وبصيرةٍ من دينه ، مبتدأً بالأهم فالمهم فأبدأ بأحاديث التوحيد لأن التوحيدَ هو أول ما يجب على العبد أن يتعلمه من دينه وأول ما يجب أن يدعو به إلى الله تعالى لأنَّ التوحيدَ مُقَدَّمٌ على العمل والأصلُ الذي يترتبُ عليه غيره إذ لا ينفع مع الشركِ عمل ، ثم أحاديث الفقه لأن الفقهَ هو أول ما يجب على العبد أن يتعلمه من دينه بعد التوحيد لأنه لا يتحقق للعبد متابعةُ النبيr في عباداته ومعاملاته إلا عن طريق الفقه ، ثم أنتقل إلى أحاديث الفضائل ليتحلى بها طالب العلم ثم أعقبها أحاديث الرذائل ليتخلى عنها ، ثم أحاديث الفتن لأن الإنسانَ إذا حَصَّنَ نفسه بالتوحيد والفقه والفضائل كان سبباً أوفى للنجاة من الفتن بفضل الله تعالى وتوفيقه لأن السعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفتن بنص السنة الصحيحة، فيكون هذا الكتاب عوناً بعد الله تعالى للداعيةُ إلى الله في كل ما يحتاجه من أدلة من السنة الصحيحة في فروع العلم ُمَرتَبَة حسب أهميتها مما يُؤهله إلى الدعوة إلى الله على بصيرة .
محمد نصر الدين محمد عويضة - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ سبيل الإتقان في متشابه القرآن ❝ ❞ الثمرات الدنية في الخطب المنبرية ( الجزء السابع ) ❝ ❞ الثمرات الدنية في الخطب المنبرية ( الجزء الخامس ) ❝ ❞ الثمرات الدنية في الخطب المنبرية ( الجزء الأول ) ❝ ❞ الثمرات الدنية في الخطب المنبرية ( الجزء الثالث ) ❝ ❞ الثمرات الدنية في الخطب المنبرية ( الجزء الثامن) ❝ ❞ الثمرات الدنية في الخطب المنبرية ( الجزء التاسع) ❝ ❞ الثمرات الدنية في الخطب المنبرية ( الجزء الثاني ) ❝ ❞ صفوة المسائل في التوحيد والفقه والفضائل : التوحيد ❝ ❱ من الحديث الشريف السنة النبوية الشريفة - مكتبة كتب إسلامية.
قراءة كتاب تمام المنة في صحيح كتب السنة ج7 أونلاين
معلومات عن كتاب تمام المنة في صحيح كتب السنة ج7:
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
وصف الكتاب : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا وسيئاتِ أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي ، واشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار شهادةٌ أدخرها ليومٍ تذهل فيه العقول وتشخص فيه الأبصار شهادةٌ أرجو بها النجاةَ من دار البوار وأؤمل بها جناتٍ تجري من تحتها الأنهار، هو الأولُ فليس قبله شيء والآخرُ فليس بعده شيء والظاهر فليس فوقه شيء والباطن فليس دونه شيء، ليس كمثلهِ شيء وهو السميع البصير وأشهد أن محمد عبده ورسوله المصطفى المختار الماحي لظلام الشرك بثواقب الأنوار صلى الله عليه وعلى اله وأصحابه البررة الأطهار صلاةً تدوم بتعاقب الليل والنهار .
(يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) . [ آل عمران ـ102 ]
(يَأَيّهَا النّاسُ اتّقُواْ رَبّكُمُ الّذِي خَلَقَكُمْ مّن نّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتّقُواْ اللّهَ الّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء/ 1 ]
( يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )[ الأحزاب 70 – 71 ]
أما بعد
لما كان زادُ الداعيةِ إلى الله – بعد تقوى الله – أن يكونَ على علمٍ صحيح مرتكزٍ على الكتاب والسنةِ الصحيحةِ حيث يستمدُ من نورهما نوراً ومن ضيائهماً لمعانًا ليضئ له الطريق في الدعوةِ إلى الله على بصيرة امتثالا لقوله تعالى: (قُلْ هَـَذِهِ سَبِيلِيَ أَدْعُو إِلَىَ اللّهِ عَلَىَ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [سورة: يوسف - الآية: 108]
ولما كان الكتاب والسنة الصحيحة لطالب العلم كالجناحين للطائر يتمسك بهما ويعض عليهما بالنواجذ لأن التمسك بهما هو سبيل النجاةِ من الضلال لقول النبي r فيما ثبت في المستدرك عن أبى هريرة رضي الله عنه (تركتُ فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض )
ولأنه يجب على طالب العلم أن يتمسك بالوحيين كليهما (الكتاب والسنة الصحيحة) وليس الكتاب فقط لقول النبي r فيما ثبت فى سنن أبي داوود عن المقدام ابن معد يكرب رضي الله عنه أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ.، ولأن ما حرَّم رسول الله مثل ما حرم الله بنص السنة الصحيحة لما رواه ابن ماجة عن المقدام بن معد يكرب ) أن النبي r قال : يُوشِكُ الرَّجُلُ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي فَيَقُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ أَلَّا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ r مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ .
ولذا كان السلف الصالح يدعون إلى التمسك بالوحيين كليهما ويضللون من يتمسك بالكتاب فقط , قال أبو قلابة: إذا رأيت رجل يقول هات الكتاب ودعنا من السنة فاعلم أنه ضال.
[*] وقال الإمام احمد رحمه الله :
دين النبي محمــدٍ أخبـارُ نعم المطيةُ للفتى الآثـــارُ
لا ترغبَنَّ عن الحديثِ وأهله فالرأيُ ليـلٌ والحديثُ نهـارُ
[*] وقال الشافعي رحمه الله :
كُلُ العلومِ سوى القرآنِ مشغلةٌ إلا الحديثِ وعلم الفقه في الدين
العلمُ ما كان فيه قال حدثـنا وما سوى ذاك وسواسِ الشياطين
لهذه الأسبابِ مجتمعة رأيت أن أقدم هذا الجهدَ المُقِّل المُسَمَّى (تَمَامُ المِنَّةِ فِي صَحِيْحِ كُتُبِ السُّنَّةِ) عساه أن يكون عوناً بعد الله تعالى لكل طالب علم في فروع العلم المختلفة في بُغْيَتِهِ من الحديث الصحيح مشكولاً مشروحاً ،ليكون على بينةٍ من أمره وبصيرةٍ من دينه ، مبتدأً بالأهم فالمهم فأبدأ بأحاديث التوحيد لأن التوحيدَ هو أول ما يجب على العبد أن يتعلمه من دينه وأول ما يجب أن يدعو به إلى الله تعالى لأنَّ التوحيدَ مُقَدَّمٌ على العمل والأصلُ الذي يترتبُ عليه غيره إذ لا ينفع مع الشركِ عمل ، ثم أحاديث الفقه لأن الفقهَ هو أول ما يجب على العبد أن يتعلمه من دينه بعد التوحيد لأنه لا يتحقق للعبد متابعةُ النبيr في عباداته ومعاملاته إلا عن طريق الفقه ، ثم أنتقل إلى أحاديث الفضائل ليتحلى بها طالب العلم ثم أعقبها أحاديث الرذائل ليتخلى عنها ، ثم أحاديث الفتن لأن الإنسانَ إذا حَصَّنَ نفسه بالتوحيد والفقه والفضائل كان سبباً أوفى للنجاة من الفتن بفضل الله تعالى وتوفيقه لأن السعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفتن بنص السنة الصحيحة، فيكون هذا الكتاب عوناً بعد الله تعالى للداعيةُ إلى الله في كل ما يحتاجه من أدلة من السنة الصحيحة في فروع العلم ُمَرتَبَة حسب أهميتها مما يُؤهله إلى الدعوة إلى الله على بصيرة .
للكاتب/المؤلف : محمد نصر الدين محمد عويضة . دار النشر : . سنة النشر : 2013م / 1434هـ . عدد مرات التحميل : 5367 مرّة / مرات. تم اضافته في : الإثنين , 25 مارس 2019م. حجم الكتاب عند التحميل : 960 كيلوبايت .
تعليقات ومناقشات حول الكتاب:
ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:
مهلاً ! قبل تحميل الكتاب .. يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf يمكن تحميلة من هنا 'تحميل البرنامج'
نوع الكتاب : pdf. اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
محمد نصر الدين محمد عويضة Mohamed Nasr El Din Mohamed Aweidah
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ سبيل الإتقان في متشابه القرآن ❝ ❞ الثمرات الدنية في الخطب المنبرية ( الجزء السابع ) ❝ ❞ الثمرات الدنية في الخطب المنبرية ( الجزء الخامس ) ❝ ❞ الثمرات الدنية في الخطب المنبرية ( الجزء الأول ) ❝ ❞ الثمرات الدنية في الخطب المنبرية ( الجزء الثالث ) ❝ ❞ الثمرات الدنية في الخطب المنبرية ( الجزء الثامن) ❝ ❞ الثمرات الدنية في الخطب المنبرية ( الجزء التاسع) ❝ ❞ الثمرات الدنية في الخطب المنبرية ( الجزء الثاني ) ❝ ❞ صفوة المسائل في التوحيد والفقه والفضائل : التوحيد ❝ ❱.