كتاب من أحكام المريض وآدابهكتب إسلامية

كتاب من أحكام المريض وآدابه

يورد الشيخ "عبدالله بن جارالله الجار الله" في هذه الرسالة المختصرة جملة من أحكام المريض، وتداويه، وآداب زيارته وعيادته، حيث بين الكاتب أن المسلم لا يخلو من حالتين: • الأول: نعم من الله تعالى تترادف عليه كالصحة والمال والولد والأمن والاستقرار فقيدها الشكر وهو مبني على ثلاثة أركان الاعتراف بها باطنا، والتحدث بها ظاهرا، وصرفها في مرضات الله والاستعانة بها على طاعته لتستقر وتزيد. • الثاني: محن من الله تعالى يبتليه بها كالمرض والخوف والجوع ففرضه فيها الصبر والتسلي ليأجره الله ويثيبه على ذلك ويكفر عنه الذنوب والسيئات. وأن الواجب على المسلم حبس النفس عن التسخط بالمقدور وحبس اللسان عن الشكوى إلى المخلوقين العاجزين وحبس الجوارح عن المعصية كلطم الخدود وشق الثياب عند المصيبة فقد برئ الرسول صلى الله عليه وسلم ممن فعل ذلك. وقد وضع الكاتب بعض الوصايا النافعة الطيبة حول أحكام عيادة المرضى، وما ينبغي الالتزام به من الهدى النبوي في زيارة المرضى وعيادتهم وتداويهم. آداب عيادة المريض 1 - النية الصالحة: بأنْ يَقصد بعيادة المريض وجْهَ الله - عزَّ وجلَّ - وتحصيل الأَجْر منه سبحانه، والفوز بِثَوابه، وأن يقوم بأداء حقِّ أخيه المسلم؛ ليزداد التَّرابط والتَّراحم بين المسلمين. مِمَّا يُعينه على تلك النِّية أن يَعرف فضل عيادة المريض، وسوف أسوق بعض الأحاديث الواردة في ذلك فيما يلي: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إنَّ الله - عزَّ وجلَّ - يقول يوم القيامة: يا بنَ آدم، مرضْتُ فلم تَعُدْني، قال: يا رب، كيف أعودك وأنت ربُّ العالَمين؟ قال: أمَا علمتَ أنَّ عبدي فلانًا مَرِض، فلم تَعُده؟ أما علمتَ أنَّك لو عُدْتَه لوجدتَني عندَه؟))[1]. وعن معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((خمسٌ مَن فعل واحدةً منهنَّ كان ضامنًا على الله: من عاد مريضًا، أو خرج مع جنازة، أو خرج غازيًا، أو خرج على إمامٍ يريد تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته فيَسْلم الناس منه ويَسْلَم من النَّاس))[2]، ومعنى "تعزيره": توقيره ونُصْرته. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَن عاد مريضًا، ناداه منادٍ من السماء: طِبْتَ وطاب ممشاك، وتبوَّأتَ من الجنة منْزِلاً))[3]. وعن ثوبانَ رضي الله عنه عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((إنَّ المسلم إذا عاد أخاه المسلم، لم يزَلْ في خُرْفة الجنة حتى يرجع))، قيل: يا رسول الله، وما خُرفة الجنة؟ قال: ((جنَاها))[4]. وعن عليٍّ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: ((ما من مسلمٍ يَعود مسلمًا غدوةً، إلاَّ صلَّى عليه سبعون ألف ملَكٍ حتى يُمسي، وإن عاده عشيَّة إلاَّ صلَّى عليه سبعون ألفَ ملَك حتَّى يُصبح، وكان له خريفٌ في الجنَّة))[5]. ومعنى "الخريف": سكَّة "وطريق" بين صَفَّين من النَّخيل يَجْتني من أيِّهما شاء[6]. 2 - اختيار الوقت المناسب: فلا يعود في وقتٍ يسبِّب له حَرجًا أو ضجرًا، أو يشقُّ فيه على أهل المريض؛ ولذلك لم تنصَّ الأحاديثُ على تحديد أوقاتٍ لعيادة المريض، قال ابن القيِّم رحمه الله: "ولم يكن من هدْيِه - عليه الصَّلاة والسَّلام - أن يخص يومًا من الأيام بعيادة المريض، ولا وقتًا من الأوقات، بل شَرع لأمته عيادة المريض ليلاً ونهارًا، وفي سائر الأوقات"[7]. وفي "الفروع" لابن مُفْلِح قال: "ويَتوجَّه اختلافُه باختلاف النَّاس، والعمل بالقرائن وظاهر الحال"[8]. وعلى هذا؛ فعلى العائد أن يَختار الأوقات التي اعتادها النَّاس، أو الأوقات التي يُسمَح فيها بالزِّيارة، ولا شكَّ أن العادة تختلف من بلدٍ إلى بلد، ومن قوم إلى قوم، ومن زمن إلى زمن. قال الحافظُ رحمه الله: "وفي إطلاقِ الحديث: أنَّ العيادة لا تتقيَّد بوقتٍ دون وقت، لكن جرَت العادةُ بها في طرَفَي النَّهار"[9]. قلتُ: مقصودُه العادة في زمَنِهم؛ لكي لا يشترط استمرارها، وهكذا يحمل كلُّ ما ورد عن السَّلَف، فقد نقلَ الأثرم عن الإمام أحمد أنَّهم قالوا له بعد منتصف النَّهار في الصيف: نعود فلانًا؟ قال: "ليس هذا وقتَ عيادة"[10]. 3 - العيادة لكلِّ مرض: وذلك لعموم الأحاديث الواردة في عيادة المريض: قال الحافظُ رحمه الله: "واستدلَّ بعموم قوله: ((عودوا المريض)) على مشروعيَّة العيادة في كلِّ مريض"[11]. وقيَّد الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله عيادةَ المريض لمن حبَسه المرض، فإنْ كان المرض لا يحبسه، فيشهد الناس ويشهدونه، فلا يحتاج إلى عيادة، كمن به زكام لا يمنعه من الخروج[12]. استثنى بعضُ العلماء عيادةَ الأرمد (وهو وجَعٌ بالعين)؛ أيْ: أنه لا يُعاد، ولكن الرَّاجح عيادته، وقد ورد عن زيدِ بن أرقم رضي الله عنه قال: "عادني رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم من وجعٍ كان بعيني"[13]. وأمَّا ما ورد مرفوعًا: ((ثلاثٌ لا يُعاد صاحِبُهن: الرَّمَد، وصاحب الضرس، وصاحب الدُّمل))، فلا يَصِح[14]. 4 - ولا تُحدَّد أول الزيارة بوقت: ذهب بعضُ العلماء إلى أنَّ عيادة المريض تبدأ بَعْد ثلاثة أيام من بداية مرَضه، وجزم بذلك الغزاليُّ في "إحياء علوم الدِّين"، ومستندهم في ذلك ما رواه ابن ماجه عن أنس: "كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لا يعود مريضًا إلاَّ بعد ثلاث"، وهو حديثٌ ضعيف جدًّا، لا يجوز الاحتجاج به[15]. قلتُ: والرَّاجح ما ذهب إليه جمهورُ العلماء: أنَّ ابتداء الزيارة لا يُخَصُّ بوقت يمضي من ابتداء مرضه؛ لعموم قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((عودوا المريض)). قال الحافظ رحمه الله: "ويُؤخَذ من إطلاقه: عدمُ التَّقييد بزمانٍ يَمضي من ابتداء مرَضِه، وهو قول الجمهور"[16]. 5 - ويُعاد المريض حتَّى ولو لم يعلم بِعُوَّاده: فإذا كان المريض مثلاً فاقدًا للوعي، كأنْ يكون في حالة إغماء، أو صرَع، أو جنونٍ، فلا يَمنع ذلك من عيادته بحجَّة أن المريض لا يَعلم بِعُوَّاده. في هذه الرسالة بين بعض أحكام المريض وآدابه.
عبد الله بن جار الله بن إبراهيم الجار الله - عبد الله بن جار الله بن إبراهيم آل جار الله، ينتهي نسبه إلى قبيلة النواصر من بني تميم، ولد في المذنب، من بلدان القصيم ونشأ نشأة صالحة طيبة، درس منذ صغره في الكتاتيب، وحفظ القرآن على يد والده. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الجامع الفريد للأسئلة والأجوبة على كتاب التوحيد ❝ ❞ الهداية لأسباب السعادة ❝ ❞ تذكير الأبرار بحقوق الجار ❝ ❞ الورد اليومي ❝ ❞ الصبر وأثره في حياة المسلم ❝ ❞ تذكير الغافل بفضل النوافل ❝ ❞ الحياء وأثره في حياة المسلم ❝ ❞ تذكير المسلمين بصفات المؤمنين ❝ ❞ الزواج وفوائده وآثاره النافعه ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ شبكة الألوكة ❝ ❞ دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار العاصمة للنشر والتوزيع ❝ ❞ المكتبة التوفيقية ❝ ❞ مؤسسة قرطبة ❝ ❞ مكتبة الطرفين للنشر والتوزيع ❝ ❞ مكتبة دار الحميضي ❝ ❱
من كتب إسلامية متنوعة - مكتبة كتب إسلامية.

وصف الكتاب : يورد الشيخ "عبدالله بن جارالله الجار الله" في هذه الرسالة المختصرة جملة من أحكام المريض، وتداويه، وآداب زيارته وعيادته، حيث بين الكاتب أن المسلم لا يخلو من حالتين:

• الأول: نعم من الله تعالى تترادف عليه كالصحة والمال والولد والأمن والاستقرار فقيدها الشكر وهو مبني على ثلاثة أركان الاعتراف بها باطنا، والتحدث بها ظاهرا، وصرفها في مرضات الله والاستعانة بها على طاعته لتستقر وتزيد.

• الثاني: محن من الله تعالى يبتليه بها كالمرض والخوف والجوع ففرضه فيها الصبر والتسلي ليأجره الله ويثيبه على ذلك ويكفر عنه الذنوب والسيئات.

وأن الواجب على المسلم حبس النفس عن التسخط بالمقدور وحبس اللسان عن الشكوى إلى المخلوقين العاجزين وحبس الجوارح عن المعصية كلطم الخدود وشق الثياب عند المصيبة فقد برئ الرسول صلى الله عليه وسلم ممن فعل ذلك.

وقد وضع الكاتب بعض الوصايا النافعة الطيبة حول أحكام عيادة المرضى، وما ينبغي الالتزام به من الهدى النبوي في زيارة المرضى وعيادتهم وتداويهم.


آداب عيادة المريض

1 - النية الصالحة:

بأنْ يَقصد بعيادة المريض وجْهَ الله - عزَّ وجلَّ - وتحصيل الأَجْر منه سبحانه، والفوز بِثَوابه، وأن يقوم بأداء حقِّ أخيه المسلم؛ ليزداد التَّرابط والتَّراحم بين المسلمين.

مِمَّا يُعينه على تلك النِّية أن يَعرف فضل عيادة المريض، وسوف أسوق بعض الأحاديث الواردة في ذلك فيما يلي:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إنَّ الله - عزَّ وجلَّ - يقول يوم القيامة: يا بنَ آدم، مرضْتُ فلم تَعُدْني، قال: يا رب، كيف أعودك وأنت ربُّ العالَمين؟ قال: أمَا علمتَ أنَّ عبدي فلانًا مَرِض، فلم تَعُده؟ أما علمتَ أنَّك لو عُدْتَه لوجدتَني عندَه؟))[1].

وعن معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((خمسٌ مَن فعل واحدةً منهنَّ كان ضامنًا على الله: من عاد مريضًا، أو خرج مع جنازة، أو خرج غازيًا، أو خرج على إمامٍ يريد تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته فيَسْلم الناس منه ويَسْلَم من النَّاس))[2]، ومعنى "تعزيره": توقيره ونُصْرته.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَن عاد مريضًا، ناداه منادٍ من السماء: طِبْتَ وطاب ممشاك، وتبوَّأتَ من الجنة منْزِلاً))[3].

وعن ثوبانَ رضي الله عنه عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((إنَّ المسلم إذا عاد أخاه المسلم، لم يزَلْ في خُرْفة الجنة حتى يرجع))، قيل: يا رسول الله، وما خُرفة الجنة؟ قال: ((جنَاها))[4].

وعن عليٍّ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: ((ما من مسلمٍ يَعود مسلمًا غدوةً، إلاَّ صلَّى عليه سبعون ألف ملَكٍ حتى يُمسي، وإن عاده عشيَّة إلاَّ صلَّى عليه سبعون ألفَ ملَك حتَّى يُصبح، وكان له خريفٌ في الجنَّة))[5].

ومعنى "الخريف": سكَّة "وطريق" بين صَفَّين من النَّخيل يَجْتني من أيِّهما شاء[6].

2 - اختيار الوقت المناسب:

فلا يعود في وقتٍ يسبِّب له حَرجًا أو ضجرًا، أو يشقُّ فيه على أهل المريض؛ ولذلك لم تنصَّ الأحاديثُ على تحديد أوقاتٍ لعيادة المريض، قال ابن القيِّم رحمه الله: "ولم يكن من هدْيِه - عليه الصَّلاة والسَّلام - أن يخص يومًا من الأيام بعيادة المريض، ولا وقتًا من الأوقات، بل شَرع لأمته عيادة المريض ليلاً ونهارًا، وفي سائر الأوقات"[7].

وفي "الفروع" لابن مُفْلِح قال: "ويَتوجَّه اختلافُه باختلاف النَّاس، والعمل بالقرائن وظاهر الحال"[8].

وعلى هذا؛ فعلى العائد أن يَختار الأوقات التي اعتادها النَّاس، أو الأوقات التي يُسمَح فيها بالزِّيارة، ولا شكَّ أن العادة تختلف من بلدٍ إلى بلد، ومن قوم إلى قوم، ومن زمن إلى زمن.

قال الحافظُ رحمه الله: "وفي إطلاقِ الحديث: أنَّ العيادة لا تتقيَّد بوقتٍ دون وقت، لكن جرَت العادةُ بها في طرَفَي النَّهار"[9].

قلتُ: مقصودُه العادة في زمَنِهم؛ لكي لا يشترط استمرارها، وهكذا يحمل كلُّ ما ورد عن السَّلَف، فقد نقلَ الأثرم عن الإمام أحمد أنَّهم قالوا له بعد منتصف النَّهار في الصيف: نعود فلانًا؟ قال: "ليس هذا وقتَ عيادة"[10].

3 - العيادة لكلِّ مرض:

وذلك لعموم الأحاديث الواردة في عيادة المريض:

قال الحافظُ رحمه الله: "واستدلَّ بعموم قوله: ((عودوا المريض)) على مشروعيَّة العيادة في كلِّ مريض"[11].

وقيَّد الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله عيادةَ المريض لمن حبَسه المرض، فإنْ كان المرض لا يحبسه، فيشهد الناس ويشهدونه، فلا يحتاج إلى عيادة، كمن به زكام لا يمنعه من الخروج[12].

استثنى بعضُ العلماء عيادةَ الأرمد (وهو وجَعٌ بالعين)؛ أيْ: أنه لا يُعاد، ولكن الرَّاجح عيادته، وقد ورد عن زيدِ بن أرقم رضي الله عنه قال: "عادني رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم من وجعٍ كان بعيني"[13].

وأمَّا ما ورد مرفوعًا: ((ثلاثٌ لا يُعاد صاحِبُهن: الرَّمَد، وصاحب الضرس، وصاحب الدُّمل))، فلا يَصِح[14].

4 - ولا تُحدَّد أول الزيارة بوقت:

ذهب بعضُ العلماء إلى أنَّ عيادة المريض تبدأ بَعْد ثلاثة أيام من بداية مرَضه، وجزم بذلك الغزاليُّ في "إحياء علوم الدِّين"، ومستندهم في ذلك ما رواه ابن ماجه عن أنس: "كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لا يعود مريضًا إلاَّ بعد ثلاث"، وهو حديثٌ ضعيف جدًّا، لا يجوز الاحتجاج به[15].

قلتُ: والرَّاجح ما ذهب إليه جمهورُ العلماء: أنَّ ابتداء الزيارة لا يُخَصُّ بوقت يمضي من ابتداء مرضه؛ لعموم قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((عودوا المريض)).

قال الحافظ رحمه الله: "ويُؤخَذ من إطلاقه: عدمُ التَّقييد بزمانٍ يَمضي من ابتداء مرَضِه، وهو قول الجمهور"[16].

5 - ويُعاد المريض حتَّى ولو لم يعلم بِعُوَّاده:

فإذا كان المريض مثلاً فاقدًا للوعي، كأنْ يكون في حالة إغماء، أو صرَع، أو جنونٍ، فلا يَمنع ذلك من عيادته بحجَّة أن المريض لا يَعلم بِعُوَّاده.

في هذه الرسالة بين بعض أحكام المريض وآدابه.

للكاتب/المؤلف : عبد الله بن جار الله بن إبراهيم الجار الله .
دار النشر : .
سنة النشر : 2012م / 1433هـ .
عدد مرات التحميل : 6239 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الأحد , 24 مارس 2019م.
حجم الكتاب عند التحميل : 205.4 كيلوبايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

نبذه عن الكتاب:
آداب عيادة المريض

1 - النية الصالحة:

بأنْ يَقصد بعيادة المريض وجْهَ الله - عزَّ وجلَّ - وتحصيل الأَجْر منه سبحانه، والفوز بِثَوابه، وأن يقوم بأداء حقِّ أخيه المسلم؛ ليزداد التَّرابط والتَّراحم بين المسلمين.

مِمَّا يُعينه على تلك النِّية أن يَعرف فضل عيادة المريض، وسوف أسوق بعض الأحاديث الواردة في ذلك فيما يلي:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إنَّ الله - عزَّ وجلَّ - يقول يوم القيامة: يا بنَ آدم، مرضْتُ فلم تَعُدْني، قال: يا رب، كيف أعودك وأنت ربُّ العالَمين؟ قال: أمَا علمتَ أنَّ عبدي فلانًا مَرِض، فلم تَعُده؟ أما علمتَ أنَّك لو عُدْتَه لوجدتَني عندَه؟))[1].

وعن معاذ بن جبلٍ رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((خمسٌ مَن فعل واحدةً منهنَّ كان ضامنًا على الله: من عاد مريضًا، أو خرج مع جنازة، أو خرج غازيًا، أو خرج على إمامٍ يريد تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته فيَسْلم الناس منه ويَسْلَم من النَّاس))[2]، ومعنى "تعزيره": توقيره ونُصْرته.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَن عاد مريضًا، ناداه منادٍ من السماء: طِبْتَ وطاب ممشاك، وتبوَّأتَ من الجنة منْزِلاً))[3].

وعن ثوبانَ رضي الله عنه عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((إنَّ المسلم إذا عاد أخاه المسلم، لم يزَلْ في خُرْفة الجنة حتى يرجع))، قيل: يا رسول الله، وما خُرفة الجنة؟ قال: ((جنَاها))[4].

وعن عليٍّ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: ((ما من مسلمٍ يَعود مسلمًا غدوةً، إلاَّ صلَّى عليه سبعون ألف ملَكٍ حتى يُمسي، وإن عاده عشيَّة إلاَّ صلَّى عليه سبعون ألفَ ملَك حتَّى يُصبح، وكان له خريفٌ في الجنَّة))[5].

ومعنى "الخريف": سكَّة "وطريق" بين صَفَّين من النَّخيل يَجْتني من أيِّهما شاء[6].

2 - اختيار الوقت المناسب:

فلا يعود في وقتٍ يسبِّب له حَرجًا أو ضجرًا، أو يشقُّ فيه على أهل المريض؛ ولذلك لم تنصَّ الأحاديثُ على تحديد أوقاتٍ لعيادة المريض، قال ابن القيِّم رحمه الله: "ولم يكن من هدْيِه - عليه الصَّلاة والسَّلام - أن يخص يومًا من الأيام بعيادة المريض، ولا وقتًا من الأوقات، بل شَرع لأمته عيادة المريض ليلاً ونهارًا، وفي سائر الأوقات"[7].

وفي "الفروع" لابن مُفْلِح قال: "ويَتوجَّه اختلافُه باختلاف النَّاس، والعمل بالقرائن وظاهر الحال"[8].

وعلى هذا؛ فعلى العائد أن يَختار الأوقات التي اعتادها النَّاس، أو الأوقات التي يُسمَح فيها بالزِّيارة، ولا شكَّ أن العادة تختلف من بلدٍ إلى بلد، ومن قوم إلى قوم، ومن زمن إلى زمن.

قال الحافظُ رحمه الله: "وفي إطلاقِ الحديث: أنَّ العيادة لا تتقيَّد بوقتٍ دون وقت، لكن جرَت العادةُ بها في طرَفَي النَّهار"[9].

قلتُ: مقصودُه العادة في زمَنِهم؛ لكي لا يشترط استمرارها، وهكذا يحمل كلُّ ما ورد عن السَّلَف، فقد نقلَ الأثرم عن الإمام أحمد أنَّهم قالوا له بعد منتصف النَّهار في الصيف: نعود فلانًا؟ قال: "ليس هذا وقتَ عيادة"[10].

3 - العيادة لكلِّ مرض:

وذلك لعموم الأحاديث الواردة في عيادة المريض:

قال الحافظُ رحمه الله: "واستدلَّ بعموم قوله: ((عودوا المريض)) على مشروعيَّة العيادة في كلِّ مريض"[11].

وقيَّد الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله عيادةَ المريض لمن حبَسه المرض، فإنْ كان المرض لا يحبسه، فيشهد الناس ويشهدونه، فلا يحتاج إلى عيادة، كمن به زكام لا يمنعه من الخروج[12].

استثنى بعضُ العلماء عيادةَ الأرمد (وهو وجَعٌ بالعين)؛ أيْ: أنه لا يُعاد، ولكن الرَّاجح عيادته، وقد ورد عن زيدِ بن أرقم رضي الله عنه قال: "عادني رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم من وجعٍ كان بعيني"[13].

وأمَّا ما ورد مرفوعًا: ((ثلاثٌ لا يُعاد صاحِبُهن: الرَّمَد، وصاحب الضرس، وصاحب الدُّمل))، فلا يَصِح[14].

4 - ولا تُحدَّد أول الزيارة بوقت:

ذهب بعضُ العلماء إلى أنَّ عيادة المريض تبدأ بَعْد ثلاثة أيام من بداية مرَضه، وجزم بذلك الغزاليُّ في "إحياء علوم الدِّين"، ومستندهم في ذلك ما رواه ابن ماجه عن أنس: "كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لا يعود مريضًا إلاَّ بعد ثلاث"، وهو حديثٌ ضعيف جدًّا، لا يجوز الاحتجاج به[15].

قلتُ: والرَّاجح ما ذهب إليه جمهورُ العلماء: أنَّ ابتداء الزيارة لا يُخَصُّ بوقت يمضي من ابتداء مرضه؛ لعموم قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((عودوا المريض)).

قال الحافظ رحمه الله: "ويُؤخَذ من إطلاقه: عدمُ التَّقييد بزمانٍ يَمضي من ابتداء مرَضِه، وهو قول الجمهور"[16].

5 - ويُعاد المريض حتَّى ولو لم يعلم بِعُوَّاده:

فإذا كان المريض مثلاً فاقدًا للوعي، كأنْ يكون في حالة إغماء، أو صرَع، أو جنونٍ، فلا يَمنع ذلك من عيادته بحجَّة أن المريض لا يَعلم بِعُوَّاده.
 
في هذه الرسالة بين بعض أحكام المريض وآدابه.

معنى الاسلام
ما هو الاسلام
ما هو الاسلام الصحيح
شرح تعريف الاسلام
معلومات عن الاسلام
بحث عن الدين الاسلامي
تعريف الاسلام للاطفال
موقع الاسلام

مفهوم الدين pdf
معنى الدين
الدين الاسلامي
ما هو الدين الحقيقي في العالم
المعتقدات الدينية الاسلامية
الدين المال
تعريف الدين الحق
بحث عن الدين

اداب عيادة المريض

اداب زيارة المريض في المستشفى

اداب زيارة المريض عند اهل البيت

حق المريض في الاسلام

زيارة المريض للاطفال

قصص عن زيارة المريض



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل من أحكام المريض وآدابه
عبد الله بن جار الله بن إبراهيم الجار الله
عبد الله بن جار الله بن إبراهيم الجار الله
Abdullah bin Jarallah bin Ibrahim Al Jarallah
عبد الله بن جار الله بن إبراهيم آل جار الله، ينتهي نسبه إلى قبيلة النواصر من بني تميم، ولد في المذنب، من بلدان القصيم ونشأ نشأة صالحة طيبة، درس منذ صغره في الكتاتيب، وحفظ القرآن على يد والده. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الجامع الفريد للأسئلة والأجوبة على كتاب التوحيد ❝ ❞ الهداية لأسباب السعادة ❝ ❞ تذكير الأبرار بحقوق الجار ❝ ❞ الورد اليومي ❝ ❞ الصبر وأثره في حياة المسلم ❝ ❞ تذكير الغافل بفضل النوافل ❝ ❞ الحياء وأثره في حياة المسلم ❝ ❞ تذكير المسلمين بصفات المؤمنين ❝ ❞ الزواج وفوائده وآثاره النافعه ❝ الناشرين : ❞ جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ❝ ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ شبكة الألوكة ❝ ❞ دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار العاصمة للنشر والتوزيع ❝ ❞ المكتبة التوفيقية ❝ ❞ مؤسسة قرطبة ❝ ❞ مكتبة الطرفين للنشر والتوزيع ❝ ❞ مكتبة دار الحميضي ❝ ❱.



كتب اخرى في كتب إسلامية متنوعة

كي نستفيد من رمضان دروس للبيت والمسجد PDF

قراءة و تحميل كتاب كي نستفيد من رمضان دروس للبيت والمسجد PDF مجانا

أحسن الحديث PDF

قراءة و تحميل كتاب أحسن الحديث PDF مجانا

السهر: أسبابه أقسامه PDF

قراءة و تحميل كتاب السهر: أسبابه أقسامه PDF مجانا

أولويات العمل الإسلامي في الغرب PDF

قراءة و تحميل كتاب أولويات العمل الإسلامي في الغرب PDF مجانا

الجنة سلعة الله الغالية فأين المشترون PDF

قراءة و تحميل كتاب الجنة سلعة الله الغالية فأين المشترون PDF مجانا

الأحاديث الواردة في قراءة سورة الكهف يوم الجمعة دراسة حديثية PDF

قراءة و تحميل كتاب الأحاديث الواردة في قراءة سورة الكهف يوم الجمعة دراسة حديثية PDF مجانا

الوقف ومبادئ الإجراءات القضائية دراسة شرعية تأصيلية على ضوء نظام المرافعات بالمملكة العربية السعودية PDF

قراءة و تحميل كتاب الوقف ومبادئ الإجراءات القضائية دراسة شرعية تأصيلية على ضوء نظام المرافعات بالمملكة العربية السعودية PDF مجانا

الإمام جعفر بن أبي طالب وآله رضي الله عنهم PDF

قراءة و تحميل كتاب الإمام جعفر بن أبي طالب وآله رضي الله عنهم PDF مجانا

المزيد من كتب علوم القرآن في مكتبة كتب علوم القرآن , المزيد من كتب إسلامية متنوعة في مكتبة كتب إسلامية متنوعة , المزيد من إسلامية متنوعة في مكتبة إسلامية متنوعة , المزيد من كتب الفقه العام في مكتبة كتب الفقه العام , المزيد من كتب التوحيد والعقيدة في مكتبة كتب التوحيد والعقيدة , المزيد من مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف في مكتبة مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف , المزيد من كتب أصول الفقه وقواعده في مكتبة كتب أصول الفقه وقواعده , المزيد من التراجم والأعلام في مكتبة التراجم والأعلام , المزيد من السنة النبوية الشريفة في مكتبة السنة النبوية الشريفة
عرض كل كتب إسلامية ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..