❞ كتاب نقد آراء ومرويات العلماء والمؤرخين على ضوء العبقريات ❝  ⏤ صالح بن سعد اللحيدان

❞ كتاب نقد آراء ومرويات العلماء والمؤرخين على ضوء العبقريات ❝ ⏤ صالح بن سعد اللحيدان

لما كان الأمر يتعلق بالبحث في تكوين صفات وملامح شخوص غير عادية على رأسها صاحب الخلق العظيم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون، وبعض رموز الأمة من أصحاب رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، ومن غير أصحابه.

فإذا كان العالم والمؤرخ والباحث يتحرى الموضوعية، والدقة والمصداقية فيما يكتب في قضايا العلم فإن حرصه على تحري تلك الصفات في الكتابة عن قائد الغر المحجلين الى الجنة وأصحابه سيكون آكد، وأقرب على أقل تقدير الى الصحة منه الى غيرها.

وأحسب أن كاتب العبقريات يمتلك ذلك كله، وأوسع من ذلك وحسبه أنه قدم للقراء رؤيته وفق منهج وضعت يدك على حقيقته، وطبيعته، وقد أشاد فضيلتكم بمكانة العقاد العلمية، والتمستم له العذر في غير موضع من مقدمة الكتاب القيمة التي أعدها من المقدمات الممحصات التي كشفت مادة الكتاب كشفاً وافياً.

إن بعض المتداخلين مع آراء وأفكار الدارسين والباحثين من القدماء والمتأخرين يقتنص ما يقع من هنات عند من تقدمه إلى الكتابة سواء كانت تلك الهنات حقيقةً أو هماً وقع فيه المتأخر ليقدم هذا المنتقد نفسه على أنه أوفر حظوة عند قرائه.

وأنت ترى انه لولا اقتحام المتقدم دائرة الكتابة وتقديمه ما قدمه من معرفة صحيحة أو قريبة من الصحة أو حتى غير صحيحة ما كان للمتأخر المتداخل فرصة الاسهام في الكتابة.

لكن الطريقة التي تداخل بها فضيلة الشيخ صالح اللحيدان مع مادة العبقريات توحي لك بأدب العلماء مع العلماء، فقد قدّم الشيخ غير شهادة يشيد فيها بشخصية العقاد، فقد أشار إلى أن العبقريات من أجمل ما كتب عن أولئك الأفذاذ، وكان بإمكان هذا الجمال أن يكتمل لو عمق العقاد التحليل التاريخي وفق المادة الموثقة تاريخيا من منطلق تحقق الرواية والدراية وهما ضابطا العلم اللذان يكشفان طرق السند الصحيحة والضعيفة والمجهولة، وبهما يعرف الرجال من حيث الثقة من عدمها.

وقد ألمح إلماحة سريعة إلى أن العقاد قد ركب مركبا غير ما عُرف به من مخزون أدبي ونقدي، وهي إلماحة في مكانها لكنها لا تلغي أو تصادر حق العقاد في الدرس التاريخي، فالخطاب العربي في أنساقه المتنوعة والمتعددة يأخذ بعضها برقاب بعض ويؤثر بعضها في بعض، ولا تجد خطاباً عربياً يستقل أو ينفصل عن خطاب نظراً لطبيعة هذه الانساق الخطابية التي تنطلق في مرتكزاتها من الخطاب الإلهي، وتعود إليه بما تحمله من خبرة إنسانية يوجهها الخطاب الإلهي وفق تصوره، ومنظوره الكوني.

فأنت لا يمكن أن تطلب من العقاد ألا يكتب إلا فيما عرف به من معرفة، صحيح أن العقاد خلق أديبا، ولم يخلق عالما، لكنه عرف بذهنيته الفكرية، ولك أن توافقه في منتج هذه الذهنية أو تخالفه، وأن تناقش مواطن الاختلاف أو الاتفاق، وتبقى الحقيقة العلمية هي الفيصل بينكما، إن هذه النظرة الى التخصص المعرفي قد دفعت الشيخ صالح في مقدمته الى اتهام حركة النقد التراثية بأنها حركة لم تدرك علل النص إلا من حيث التذوق الأدبي، وأن البحث في معرفة النص كان مضطرباً، وهو اتهام غير دقيق لأن التذوق للنص يمثل الصدمة الأولى وهي صدمة تستفز الذهن للبحث فيما وراء التذوق من معرفة مفيدة أو غير مفيدة، إذ من المتفق عليه عند جمهرة النقاد قديما وحديثا وعند كل الأمم والشعوب أن الأدب لا يكون أدبا إلا إذا كان مبنيا على المفيد والماتع، والمفيد هو المعرفة، ومع أن العقاد كتب في غير تخصصه في نظر الشيخ صالح إلا أن هذا الكاتب قد تكررت الاشادة به وبعبقرياته فالعقاد ما كان يعوذه خلل ما في المعرفة كما هي عبارة الشيخ.

والعبقريات عمل جيد، والعقاد حصيف ومدرك، وهو خير من طه حسين في فقه التحليل وإن كانت الموازنة هنا غير دقيقة وكذلك موازنته بتوفيق الحكيم، وأبي ريّة، لاختلاف منهج العقاد في العبقريات عن مناهج هؤلاء، وتصوره عن تصوراتهم.
صالح بن سعد اللحيدان - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ نقد آراء ومرويات العلماء والمؤرخين ❝ ❞ نقد آراء ومرويات العلماء والمؤرخين على ضوء العبقريات ❝ الناشرين : ❞ دار راجح للدراسات للنشر والتوزيع ❝ ❱
من كتب الفرق والأديان فرق ومذاهب وأفكار وردود - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
نقد آراء ومرويات العلماء والمؤرخين على ضوء العبقريات

2004م - 1445هـ
لما كان الأمر يتعلق بالبحث في تكوين صفات وملامح شخوص غير عادية على رأسها صاحب الخلق العظيم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون، وبعض رموز الأمة من أصحاب رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، ومن غير أصحابه.

فإذا كان العالم والمؤرخ والباحث يتحرى الموضوعية، والدقة والمصداقية فيما يكتب في قضايا العلم فإن حرصه على تحري تلك الصفات في الكتابة عن قائد الغر المحجلين الى الجنة وأصحابه سيكون آكد، وأقرب على أقل تقدير الى الصحة منه الى غيرها.

وأحسب أن كاتب العبقريات يمتلك ذلك كله، وأوسع من ذلك وحسبه أنه قدم للقراء رؤيته وفق منهج وضعت يدك على حقيقته، وطبيعته، وقد أشاد فضيلتكم بمكانة العقاد العلمية، والتمستم له العذر في غير موضع من مقدمة الكتاب القيمة التي أعدها من المقدمات الممحصات التي كشفت مادة الكتاب كشفاً وافياً.

إن بعض المتداخلين مع آراء وأفكار الدارسين والباحثين من القدماء والمتأخرين يقتنص ما يقع من هنات عند من تقدمه إلى الكتابة سواء كانت تلك الهنات حقيقةً أو هماً وقع فيه المتأخر ليقدم هذا المنتقد نفسه على أنه أوفر حظوة عند قرائه.

وأنت ترى انه لولا اقتحام المتقدم دائرة الكتابة وتقديمه ما قدمه من معرفة صحيحة أو قريبة من الصحة أو حتى غير صحيحة ما كان للمتأخر المتداخل فرصة الاسهام في الكتابة.

لكن الطريقة التي تداخل بها فضيلة الشيخ صالح اللحيدان مع مادة العبقريات توحي لك بأدب العلماء مع العلماء، فقد قدّم الشيخ غير شهادة يشيد فيها بشخصية العقاد، فقد أشار إلى أن العبقريات من أجمل ما كتب عن أولئك الأفذاذ، وكان بإمكان هذا الجمال أن يكتمل لو عمق العقاد التحليل التاريخي وفق المادة الموثقة تاريخيا من منطلق تحقق الرواية والدراية وهما ضابطا العلم اللذان يكشفان طرق السند الصحيحة والضعيفة والمجهولة، وبهما يعرف الرجال من حيث الثقة من عدمها.

وقد ألمح إلماحة سريعة إلى أن العقاد قد ركب مركبا غير ما عُرف به من مخزون أدبي ونقدي، وهي إلماحة في مكانها لكنها لا تلغي أو تصادر حق العقاد في الدرس التاريخي، فالخطاب العربي في أنساقه المتنوعة والمتعددة يأخذ بعضها برقاب بعض ويؤثر بعضها في بعض، ولا تجد خطاباً عربياً يستقل أو ينفصل عن خطاب نظراً لطبيعة هذه الانساق الخطابية التي تنطلق في مرتكزاتها من الخطاب الإلهي، وتعود إليه بما تحمله من خبرة إنسانية يوجهها الخطاب الإلهي وفق تصوره، ومنظوره الكوني.

فأنت لا يمكن أن تطلب من العقاد ألا يكتب إلا فيما عرف به من معرفة، صحيح أن العقاد خلق أديبا، ولم يخلق عالما، لكنه عرف بذهنيته الفكرية، ولك أن توافقه في منتج هذه الذهنية أو تخالفه، وأن تناقش مواطن الاختلاف أو الاتفاق، وتبقى الحقيقة العلمية هي الفيصل بينكما، إن هذه النظرة الى التخصص المعرفي قد دفعت الشيخ صالح في مقدمته الى اتهام حركة النقد التراثية بأنها حركة لم تدرك علل النص إلا من حيث التذوق الأدبي، وأن البحث في معرفة النص كان مضطرباً، وهو اتهام غير دقيق لأن التذوق للنص يمثل الصدمة الأولى وهي صدمة تستفز الذهن للبحث فيما وراء التذوق من معرفة مفيدة أو غير مفيدة، إذ من المتفق عليه عند جمهرة النقاد قديما وحديثا وعند كل الأمم والشعوب أن الأدب لا يكون أدبا إلا إذا كان مبنيا على المفيد والماتع، والمفيد هو المعرفة، ومع أن العقاد كتب في غير تخصصه في نظر الشيخ صالح إلا أن هذا الكاتب قد تكررت الاشادة به وبعبقرياته فالعقاد ما كان يعوذه خلل ما في المعرفة كما هي عبارة الشيخ.

والعبقريات عمل جيد، والعقاد حصيف ومدرك، وهو خير من طه حسين في فقه التحليل وإن كانت الموازنة هنا غير دقيقة وكذلك موازنته بتوفيق الحكيم، وأبي ريّة، لاختلاف منهج العقاد في العبقريات عن مناهج هؤلاء، وتصوره عن تصوراتهم. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

نقد آراء ومرويات العلماء والمؤرخين على ضوء العبقريات من الفرق والأديان والردود تحميل مباشر :

 

 

لما كان الأمر يتعلق بالبحث في تكوين صفات وملامح شخوص غير عادية على رأسها صاحب الخلق العظيم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون، وبعض رموز الأمة من أصحاب رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، ومن غير أصحابه.

فإذا كان العالم والمؤرخ والباحث يتحرى الموضوعية، والدقة والمصداقية فيما يكتب في قضايا العلم فإن حرصه على تحري تلك الصفات في الكتابة عن قائد الغر المحجلين الى الجنة وأصحابه سيكون آكد، وأقرب على أقل تقدير الى الصحة منه الى غيرها.

وأحسب أن كاتب العبقريات يمتلك ذلك كله، وأوسع من ذلك وحسبه أنه قدم للقراء رؤيته وفق منهج وضعت يدك على حقيقته، وطبيعته، وقد أشاد فضيلتكم بمكانة العقاد العلمية، والتمستم له العذر في غير موضع من مقدمة الكتاب القيمة التي أعدها من المقدمات الممحصات التي كشفت مادة الكتاب كشفاً وافياً.

إن بعض المتداخلين مع آراء وأفكار الدارسين والباحثين من القدماء والمتأخرين يقتنص ما يقع من هنات عند من تقدمه إلى الكتابة سواء كانت تلك الهنات حقيقةً أو هماً وقع فيه المتأخر ليقدم هذا المنتقد نفسه على أنه أوفر حظوة عند قرائه.

وأنت ترى انه لولا اقتحام المتقدم دائرة الكتابة وتقديمه ما قدمه من معرفة صحيحة أو قريبة من الصحة أو حتى غير صحيحة ما كان للمتأخر المتداخل فرصة الاسهام في الكتابة.

لكن الطريقة التي تداخل بها فضيلة الشيخ صالح اللحيدان مع مادة العبقريات توحي لك بأدب العلماء مع العلماء، فقد قدّم الشيخ غير شهادة يشيد فيها بشخصية العقاد، فقد أشار إلى أن العبقريات من أجمل ما كتب عن أولئك الأفذاذ، وكان بإمكان هذا الجمال أن يكتمل لو عمق العقاد التحليل التاريخي وفق المادة الموثقة تاريخيا من منطلق تحقق الرواية والدراية وهما ضابطا العلم اللذان يكشفان طرق السند الصحيحة والضعيفة والمجهولة، وبهما يعرف الرجال من حيث الثقة من عدمها.

وقد ألمح إلماحة سريعة إلى أن العقاد قد ركب مركبا غير ما عُرف به من مخزون أدبي ونقدي، وهي إلماحة في مكانها لكنها لا تلغي أو تصادر حق العقاد في الدرس التاريخي، فالخطاب العربي في أنساقه المتنوعة والمتعددة يأخذ بعضها برقاب بعض ويؤثر بعضها في بعض، ولا تجد خطاباً عربياً يستقل أو ينفصل عن خطاب نظراً لطبيعة هذه الانساق الخطابية التي تنطلق في مرتكزاتها من الخطاب الإلهي، وتعود إليه بما تحمله من خبرة إنسانية يوجهها الخطاب الإلهي وفق تصوره، ومنظوره الكوني.

فأنت لا يمكن أن تطلب من العقاد ألا يكتب إلا فيما عرف به من معرفة، صحيح أن العقاد خلق أديبا، ولم يخلق عالما، لكنه عرف بذهنيته الفكرية، ولك أن توافقه في منتج هذه الذهنية أو تخالفه، وأن تناقش مواطن الاختلاف أو الاتفاق، وتبقى الحقيقة العلمية هي الفيصل بينكما، إن هذه النظرة الى التخصص المعرفي قد دفعت الشيخ صالح في مقدمته الى اتهام حركة النقد التراثية بأنها حركة لم تدرك علل النص إلا من حيث التذوق الأدبي، وأن البحث في معرفة النص كان مضطرباً، وهو اتهام غير دقيق لأن التذوق للنص يمثل الصدمة الأولى وهي صدمة تستفز الذهن للبحث فيما وراء التذوق من معرفة مفيدة أو غير مفيدة، إذ من المتفق عليه عند جمهرة النقاد قديما وحديثا وعند كل الأمم والشعوب أن الأدب لا يكون أدبا إلا إذا كان مبنيا على المفيد والماتع، والمفيد هو المعرفة، ومع أن العقاد كتب في غير تخصصه في نظر الشيخ صالح إلا أن هذا الكاتب قد تكررت الاشادة به وبعبقرياته فالعقاد ما كان يعوذه خلل ما في المعرفة كما هي عبارة الشيخ.

والعبقريات عمل جيد، والعقاد حصيف ومدرك، وهو خير من طه حسين في فقه التحليل وإن كانت الموازنة هنا غير دقيقة وكذلك موازنته بتوفيق الحكيم، وأبي ريّة، لاختلاف منهج العقاد في العبقريات عن مناهج هؤلاء، وتصوره عن تصوراتهم.



سنة النشر : 2004م / 1425هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 9.4 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة نقد آراء ومرويات العلماء والمؤرخين على ضوء العبقريات

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل نقد آراء ومرويات العلماء والمؤرخين على ضوء العبقريات
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
صالح بن سعد اللحيدان - SALH BN SAD ALLHIDAN

كتب صالح بن سعد اللحيدان ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ نقد آراء ومرويات العلماء والمؤرخين ❝ ❞ نقد آراء ومرويات العلماء والمؤرخين على ضوء العبقريات ❝ الناشرين : ❞ دار راجح للدراسات للنشر والتوزيع ❝ ❱. المزيد..

كتب صالح بن سعد اللحيدان