كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيانكتب إسلامية

كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

مرآة الزمان في تاريخ الأعيان: وقد ورد اسمه أيضًا: (مرآة الزمان في وفيات الفضلاء والأعيان)، كتاب من تأليف أبي المظفر شمس الدين يوسف بن الأمير حسام الدين قِزُغْلِي، المعروف بسبط ابن الجوزي. ولد ونشأ ببغداد، ورباه جده أبو الفرج ابن الجوزي، وانتقل إلى دمشق فاستوطنها، وتوفي فيها سنة 654هـ. مرآة الزمان في تواريخ الأعيان" هو كتاب من أمهات كتب التراث لأبي المظفر يوسف بن قز أوغلي بن عبد الله، المعروف بسبط ابن الجوزي، المتوفي سنة (654هــ) وقد أراد مصنفه أن يكون له من اسمه نصيب، حيث قال في مقدمته: "وقد سميته (مرآة الزمان في تواريخ الأعيان) ليكون اسماً يوافق مسمىً، ولفظاً يطابق معنىً" وللمصنف ما أراد. فالناظر في هذا الكتاب كأنما ينظر من خلال مرآة زمانية تعكس له مجريات أحداث الأمم السالفة، ووقائع العصور الغابرة، فكأنه يراها رأي العين؛ وإلى هذا، فإن كتاب مرآة الزمان يعدّ موسوعة تاريخية كبيرة لإشتماله على أحداث فترة زمنية طويلة تمتد من ذكر بدء الخلق إلى أحداث ووفيات سنة 654هـ، وهي سنة وفاة مصنفه، فهو بهذا من المراجع المهمة التي لا غنى عنها لكل باحث لما يتضمنه من أحداث موثقة وأخبار موسعة لا توجد في غيره من المصادر. ومن جهة ثانية، فإن الإعتقاد السائد بأن البسط ضمني كتابه كتاب (المنتظم) وبني عليه بعد إنتهائه، إعتقاد غير صحيح ويتلاشى بمقارنة سريعة لأي سنة من السنوات المشتركة بينهما، ليظهر الفرق الشاسع بين الكتابين من حيث الأحداث الواردة والتراجم المذكورة، صحيح ان السِّبط أفاد من كتاب جدّه ولكنه لم يقتصر على ما فيه، بل جمع إليه من المصادر التي بين يديه الشيء الكثير، لم يفتقر أبو المظفر على النقل فحسب، ولكنه كان يدلي بآرائه ووجهة نظره، وتجلى ذلك من خلال تنقيدات لطيفة انتقد بها سابقيه، أو تعليقات طريفة علّق بها بعض الأخبار، أو إضافات سديدة كان يضيفها إذا ما رأى حاجة تدعو إلى ذلك. بالإضافة إلى ذلك كان للمصنف إستطرادات كثيرة أضفت غالبيتها العظمى على الكتاب رونقاً وبهاءً، وأخرجته من عباءته التاريخية، وألبسته حلّة أدبية رائعة الجمال؛ ويمكن القول بأن كثرة النقول التي اوردها أبو المظفّر في كتابه هذا، وإتساعها وتنوعها يدلّ على سعة إطلاعه وتبحره وتفننه في كثير من العلوم، إضافة إلى ضخامة المكتبة التي استند إليها في تصنيفه، وتنوع أبوابها، وإشتمالها على فنون كثيرة من العلم، كالتفسير، والحديث والفقه، والسيرة، والتاريخ والجغرافيا، والفلك، والطبّ، والأدب، واللغة، والشعر، ولا أدلّ على كثرة مصادر من بعض الأخبار التي أوردها لم يتم الوقوف إليها على مصدر واحد، على كثرة المصادر المتاحة، ونقولات من كتب مفقودة لم يتم الوصول إليها. من هنا، فإنه وأمام هذا التنوع من المصادر والإستقصاء في إيراد الاخبار، فلا عجب ان يكون كتاب "مرآة الزمان" هذا معنياً ثرّاً، ومنهلاً عذباً، نهل منه عدد غير قليل من العلماء والمؤرخين من معاصري سبط ابن الجوزي أو ممن جا بعده، فقد أفاد منه العلامة أبو شامة المقدسي (665هـ) في المذيّل على الروضتين، وابن خلكان (681هـ* في وفيات الأعيان، والإمام الذهبي (748هـ) في سير أعلام النبلاء وتاريخ الإسلام... وغيرهم من أعلام المؤرخين وأصحاب التراجم والسير. من هنا، تأتي أهمية هذه الطبعة المحققة، حيث انصرف جلّ إهتمام المحقق إلى إخراج النص أقرب ما يكون إلى ما أثبته عليه المصنف، وقد عمد إلى مقابلته على النسخ الخطية بدقة، كما تمّ ضبط النص وترقيمه وتفصيله، وتخريج الآيات والأحاديث والآثار، وعزو الأخبار والوقائع إلى مصادرها قدر الإمكان، والتعريف بالأماكن والمصطلحات التاريخية - على كثرتها - والترجمة الموجزة لبعض الأعلام، وذكر مصادر الأعلام المترجمين وتخريج الأبيات الشعرية، مع ذكر البحر العروض قبلها، ونسبتها إلى قائلها إن لم يذكر، وشرح الغريب من الألفاظ، والتنبيه على بعض الأوهام التي وقع فيها المصنف أو تابع فيها من سبقه. ومن ثم قام المحقق بإعداد فهارس العامة اللازمة لهذا الكتاب، والتي تسهل الإستفادة منه، وتجعله قريب المأخذ سهل المجتنى لكل طالب علم، وتجدر الإشارة إلى أن المحقق ضمن عمله هذا ترجمة للمصنف اتبعها بوصف مفصل للنسخ الخطية التي اعتمدها. مصادر الكتاب اعتمد سبط ابن الجوزي في كتابه (مرآة الزمان) على مصادر متعددة ومتنوعة وفقاً للأخبار التي يوردها في كتابه، وهو يذكر أسماء مؤلفيها أحيانًا، ويغفل عن ذلك أحيانًا أخرى. وتتصف مصادره بأنها مصادر موثوقة، لأنها مأخوذة من مؤرخين معاصرين للأحداث، وهم أحيانًا موظفين إداريين، كالمسبحي والقضاعي، وهي أيضًا مصادر محلية، إذ أنه استعمل مصادر دمشقية عن دمشق، عراقية عن العراق، ومصرية عن مصر، وهكذا غيرها. كما أن المصادر المعتمدة متنوعة الأهواء والمذاهب، إذْ لا يأنف السبط عن استعمال أي مصدر لسبب من الأسباب، إضافةً إلى ذلك فإن مصادر المؤلف لم تكن دائمًا مكتوبة، بل هناك مصادر شفوية تعتمد إما على روايات ثقات أو على شهادات عينية أو شخصية لمشاركين في الحدث، كما يعتمد على خبرته الخاصة لتصحيح بعض أخطاء وردت عند مؤرخين عرفوا بمصداقيتهم، لأنه خبر بنفسه ذلك الحدث. محتوى الكتاب ابتدأ المؤرخ كتابه بفصول مهمة ركز فيها على قواعد أساسية لا بد للقارئ من معرفتها ثم شرع في موضوع كتابه، وجاءت الفصول وفق ما يلي: الفصل الأول: في معرفة التاريخ وهل فرّقت العرب بينه وبين التّواريخ. الفصل الثاني: في عيون التواريخ والآثار وأسانيد الأخبار. الفصل الثالث: في انقضاء مدة العالم وما تقدم من السنين وتقادم. الفصل الرابع: فيما ينبغي للمؤلف إستعماله من الكلام المتسق النظام. الفصل الخامس: في تراجم الأبواب.
سبط ابن الجوزي - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ❝ ❞ الجليس الصالح والأنيس الناصح ❝ ❞ مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج19 ❝ ❞ مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج2 ❝ ❞ مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج16 ❝ ❞ مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج11 ❝ ❞ مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج10 ❝ ❞ مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج3 ❝ ❞ مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج1 ❝ الناشرين : ❞ دار الكتب العلمية بلبنان ❝ ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❱
من التراجم والأعلام - مكتبة كتب إسلامية.

وصف الكتاب : مرآة الزمان في تاريخ الأعيان: وقد ورد اسمه أيضًا: (مرآة الزمان في وفيات الفضلاء والأعيان)، كتاب من تأليف أبي المظفر شمس الدين يوسف بن الأمير حسام الدين قِزُغْلِي، المعروف بسبط ابن الجوزي. ولد ونشأ ببغداد، ورباه جده أبو الفرج ابن الجوزي، وانتقل إلى دمشق فاستوطنها، وتوفي فيها سنة 654هـ.

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان" هو كتاب من أمهات كتب التراث لأبي المظفر يوسف بن قز أوغلي بن عبد الله، المعروف بسبط ابن الجوزي، المتوفي سنة (654هــ) وقد أراد مصنفه أن يكون له من اسمه نصيب، حيث قال في مقدمته: "وقد سميته (مرآة الزمان في تواريخ الأعيان) ليكون اسماً يوافق مسمىً، ولفظاً يطابق معنىً" وللمصنف ما أراد.

فالناظر في هذا الكتاب كأنما ينظر من خلال مرآة زمانية تعكس له مجريات أحداث الأمم السالفة، ووقائع العصور الغابرة، فكأنه يراها رأي العين؛ وإلى هذا، فإن كتاب مرآة الزمان يعدّ موسوعة تاريخية كبيرة لإشتماله على أحداث فترة زمنية طويلة تمتد من ذكر بدء الخلق إلى أحداث ووفيات سنة 654هـ، وهي سنة وفاة مصنفه، فهو بهذا من المراجع المهمة التي لا غنى عنها لكل باحث لما يتضمنه من أحداث موثقة وأخبار موسعة لا توجد في غيره من المصادر.

ومن جهة ثانية، فإن الإعتقاد السائد بأن البسط ضمني كتابه كتاب (المنتظم) وبني عليه بعد إنتهائه، إعتقاد غير صحيح ويتلاشى بمقارنة سريعة لأي سنة من السنوات المشتركة بينهما، ليظهر الفرق الشاسع بين الكتابين من حيث الأحداث الواردة والتراجم المذكورة، صحيح ان السِّبط أفاد من كتاب جدّه ولكنه لم يقتصر على ما فيه، بل جمع إليه من المصادر التي بين يديه الشيء الكثير، لم يفتقر أبو المظفر على النقل فحسب، ولكنه كان يدلي بآرائه ووجهة نظره، وتجلى ذلك من خلال تنقيدات لطيفة انتقد بها سابقيه، أو تعليقات طريفة علّق بها بعض الأخبار، أو إضافات سديدة كان يضيفها إذا ما رأى حاجة تدعو إلى ذلك.

بالإضافة إلى ذلك كان للمصنف إستطرادات كثيرة أضفت غالبيتها العظمى على الكتاب رونقاً وبهاءً، وأخرجته من عباءته التاريخية، وألبسته حلّة أدبية رائعة الجمال؛ ويمكن القول بأن كثرة النقول التي اوردها أبو المظفّر في كتابه هذا، وإتساعها وتنوعها يدلّ على سعة إطلاعه وتبحره وتفننه في كثير من العلوم، إضافة إلى ضخامة المكتبة التي استند إليها في تصنيفه، وتنوع أبوابها، وإشتمالها على فنون كثيرة من العلم، كالتفسير، والحديث والفقه، والسيرة، والتاريخ والجغرافيا، والفلك، والطبّ، والأدب، واللغة، والشعر، ولا أدلّ على كثرة مصادر من بعض الأخبار التي أوردها لم يتم الوقوف إليها على مصدر واحد، على كثرة المصادر المتاحة، ونقولات من كتب مفقودة لم يتم الوصول إليها.

من هنا، فإنه وأمام هذا التنوع من المصادر والإستقصاء في إيراد الاخبار، فلا عجب ان يكون كتاب "مرآة الزمان" هذا معنياً ثرّاً، ومنهلاً عذباً، نهل منه عدد غير قليل من العلماء والمؤرخين من معاصري سبط ابن الجوزي أو ممن جا بعده، فقد أفاد منه العلامة أبو شامة المقدسي (665هـ) في المذيّل على الروضتين، وابن خلكان (681هـ* في وفيات الأعيان، والإمام الذهبي (748هـ) في سير أعلام النبلاء وتاريخ الإسلام... وغيرهم من أعلام المؤرخين وأصحاب التراجم والسير.

من هنا، تأتي أهمية هذه الطبعة المحققة، حيث انصرف جلّ إهتمام المحقق إلى إخراج النص أقرب ما يكون إلى ما أثبته عليه المصنف، وقد عمد إلى مقابلته على النسخ الخطية بدقة، كما تمّ ضبط النص وترقيمه وتفصيله، وتخريج الآيات والأحاديث والآثار، وعزو الأخبار والوقائع إلى مصادرها قدر الإمكان، والتعريف بالأماكن والمصطلحات التاريخية - على كثرتها - والترجمة الموجزة لبعض الأعلام، وذكر مصادر الأعلام المترجمين وتخريج الأبيات الشعرية، مع ذكر البحر العروض قبلها، ونسبتها إلى قائلها إن لم يذكر، وشرح الغريب من الألفاظ، والتنبيه على بعض الأوهام التي وقع فيها المصنف أو تابع فيها من سبقه.

ومن ثم قام المحقق بإعداد فهارس العامة اللازمة لهذا الكتاب، والتي تسهل الإستفادة منه، وتجعله قريب المأخذ سهل المجتنى لكل طالب علم، وتجدر الإشارة إلى أن المحقق ضمن عمله هذا ترجمة للمصنف اتبعها بوصف مفصل للنسخ الخطية التي اعتمدها.

مصادر الكتاب
اعتمد سبط ابن الجوزي في كتابه (مرآة الزمان) على مصادر متعددة ومتنوعة وفقاً للأخبار التي يوردها في كتابه، وهو يذكر أسماء مؤلفيها أحيانًا، ويغفل عن ذلك أحيانًا أخرى. وتتصف مصادره بأنها مصادر موثوقة، لأنها مأخوذة من مؤرخين معاصرين للأحداث، وهم أحيانًا موظفين إداريين، كالمسبحي والقضاعي، وهي أيضًا مصادر محلية، إذ أنه استعمل مصادر دمشقية عن دمشق، عراقية عن العراق، ومصرية عن مصر، وهكذا غيرها. كما أن المصادر المعتمدة متنوعة الأهواء والمذاهب، إذْ لا يأنف السبط عن استعمال أي مصدر لسبب من الأسباب، إضافةً إلى ذلك فإن مصادر المؤلف لم تكن دائمًا مكتوبة، بل هناك مصادر شفوية تعتمد إما على روايات ثقات أو على شهادات عينية أو شخصية لمشاركين في الحدث، كما يعتمد على خبرته الخاصة لتصحيح بعض أخطاء وردت عند مؤرخين عرفوا بمصداقيتهم، لأنه خبر بنفسه ذلك الحدث.

محتوى الكتاب
ابتدأ المؤرخ كتابه بفصول مهمة ركز فيها على قواعد أساسية لا بد للقارئ من معرفتها ثم شرع في موضوع كتابه، وجاءت الفصول وفق ما يلي:

الفصل الأول: في معرفة التاريخ وهل فرّقت العرب بينه وبين التّواريخ.

الفصل الثاني: في عيون التواريخ والآثار وأسانيد الأخبار.

الفصل الثالث: في انقضاء مدة العالم وما تقدم من السنين وتقادم.

الفصل الرابع: فيما ينبغي للمؤلف إستعماله من الكلام المتسق النظام.

الفصل الخامس: في تراجم الأبواب.

للكاتب/المؤلف : سبط ابن الجوزي .
دار النشر : مؤسسة الرسالة .
سنة النشر : 2013م / 1434هـ .
عدد مرات التحميل : 40173 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الأحد , 20 مارس 2016م.
حجم الكتاب عند التحميل : 8.4 ميجا بايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

مرآة الزمان في تاريخ الأعيان: وقد ورد اسمه أيضًا: (مرآة الزمان في وفيات الفضلاء والأعيان)، كتاب من تأليف أبي المظفر شمس الدين يوسف بن الأمير حسام الدين قِزُغْلِي، المعروف بسبط ابن الجوزي. ولد ونشأ ببغداد، ورباه جده أبو الفرج ابن الجوزي، وانتقل إلى دمشق فاستوطنها، وتوفي فيها سنة 654هـ.

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان" هو كتاب من أمهات كتب التراث لأبي المظفر يوسف بن قز أوغلي بن عبد الله، المعروف بسبط ابن الجوزي، المتوفي سنة (654هــ) وقد أراد مصنفه أن يكون له من اسمه نصيب، حيث قال في مقدمته: "وقد سميته (مرآة الزمان في تواريخ الأعيان) ليكون اسماً يوافق مسمىً، ولفظاً يطابق معنىً" وللمصنف ما أراد.

فالناظر في هذا الكتاب كأنما ينظر من خلال مرآة زمانية تعكس له مجريات أحداث الأمم السالفة، ووقائع العصور الغابرة، فكأنه يراها رأي العين؛ وإلى هذا، فإن كتاب مرآة الزمان يعدّ موسوعة تاريخية كبيرة لإشتماله على أحداث فترة زمنية طويلة تمتد من ذكر بدء الخلق إلى أحداث ووفيات سنة 654هـ، وهي سنة وفاة مصنفه، فهو بهذا من المراجع المهمة التي لا غنى عنها لكل باحث لما يتضمنه من أحداث موثقة وأخبار موسعة لا توجد في غيره من المصادر.

ومن جهة ثانية، فإن الإعتقاد السائد بأن البسط ضمني كتابه كتاب (المنتظم) وبني عليه بعد إنتهائه، إعتقاد غير صحيح ويتلاشى بمقارنة سريعة لأي سنة من السنوات المشتركة بينهما، ليظهر الفرق الشاسع بين الكتابين من حيث الأحداث الواردة والتراجم المذكورة، صحيح ان السِّبط أفاد من كتاب جدّه ولكنه لم يقتصر على ما فيه، بل جمع إليه من المصادر التي بين يديه الشيء الكثير، لم يفتقر أبو المظفر على النقل فحسب، ولكنه كان يدلي بآرائه ووجهة نظره، وتجلى ذلك من خلال تنقيدات لطيفة انتقد بها سابقيه، أو تعليقات طريفة علّق بها بعض الأخبار، أو إضافات سديدة كان يضيفها إذا ما رأى حاجة تدعو إلى ذلك.

بالإضافة إلى ذلك كان للمصنف إستطرادات كثيرة أضفت غالبيتها العظمى على الكتاب رونقاً وبهاءً، وأخرجته من عباءته التاريخية، وألبسته حلّة أدبية رائعة الجمال؛ ويمكن القول بأن كثرة النقول التي اوردها أبو المظفّر في كتابه هذا، وإتساعها وتنوعها يدلّ على سعة إطلاعه وتبحره وتفننه في كثير من العلوم، إضافة إلى ضخامة المكتبة التي استند إليها في تصنيفه، وتنوع أبوابها، وإشتمالها على فنون كثيرة من العلم، كالتفسير، والحديث والفقه، والسيرة، والتاريخ والجغرافيا، والفلك، والطبّ، والأدب، واللغة، والشعر، ولا أدلّ على كثرة مصادر من بعض الأخبار التي أوردها لم يتم الوقوف إليها على مصدر واحد، على كثرة المصادر المتاحة، ونقولات من كتب مفقودة لم يتم الوصول إليها.

من هنا، فإنه وأمام هذا التنوع من المصادر والإستقصاء في إيراد الاخبار، فلا عجب ان يكون كتاب "مرآة الزمان" هذا معنياً ثرّاً، ومنهلاً عذباً، نهل منه عدد غير قليل من العلماء والمؤرخين من معاصري سبط ابن الجوزي أو ممن جا بعده، فقد أفاد منه العلامة أبو شامة المقدسي (665هـ) في المذيّل على الروضتين، وابن خلكان (681هـ* في وفيات الأعيان، والإمام الذهبي (748هـ) في سير أعلام النبلاء وتاريخ الإسلام... وغيرهم من أعلام المؤرخين وأصحاب التراجم والسير.

من هنا، تأتي أهمية هذه الطبعة المحققة، حيث انصرف جلّ إهتمام المحقق إلى إخراج النص أقرب ما يكون إلى ما أثبته عليه المصنف، وقد عمد إلى مقابلته على النسخ الخطية بدقة، كما تمّ ضبط النص وترقيمه وتفصيله، وتخريج الآيات والأحاديث والآثار، وعزو الأخبار والوقائع إلى مصادرها قدر الإمكان، والتعريف بالأماكن والمصطلحات التاريخية - على كثرتها - والترجمة الموجزة لبعض الأعلام، وذكر مصادر الأعلام المترجمين وتخريج الأبيات الشعرية، مع ذكر البحر العروض قبلها، ونسبتها إلى قائلها إن لم يذكر، وشرح الغريب من الألفاظ، والتنبيه على بعض الأوهام التي وقع فيها المصنف أو تابع فيها من سبقه.

ومن ثم قام المحقق بإعداد فهارس العامة اللازمة لهذا الكتاب، والتي تسهل الإستفادة منه، وتجعله قريب المأخذ سهل المجتنى لكل طالب علم، وتجدر الإشارة إلى أن المحقق ضمن عمله هذا ترجمة للمصنف اتبعها بوصف مفصل للنسخ الخطية التي اعتمدها.

مصادر الكتاب
اعتمد سبط ابن الجوزي في كتابه (مرآة الزمان) على مصادر متعددة ومتنوعة وفقاً للأخبار التي يوردها في كتابه، وهو يذكر أسماء مؤلفيها أحيانًا، ويغفل عن ذلك أحيانًا أخرى. وتتصف مصادره بأنها مصادر موثوقة، لأنها مأخوذة من مؤرخين معاصرين للأحداث، وهم أحيانًا موظفين إداريين، كالمسبحي والقضاعي، وهي أيضًا مصادر محلية، إذ أنه استعمل مصادر دمشقية عن دمشق، عراقية عن العراق، ومصرية عن مصر، وهكذا غيرها. كما أن المصادر المعتمدة متنوعة الأهواء والمذاهب، إذْ لا يأنف السبط عن استعمال أي مصدر لسبب من الأسباب، إضافةً إلى ذلك فإن مصادر المؤلف لم تكن دائمًا مكتوبة، بل هناك مصادر شفوية تعتمد إما على روايات ثقات أو على شهادات عينية أو شخصية لمشاركين في الحدث، كما يعتمد على خبرته الخاصة لتصحيح بعض أخطاء وردت عند مؤرخين عرفوا بمصداقيتهم، لأنه خبر بنفسه ذلك الحدث.

محتوى الكتاب
ابتدأ المؤرخ كتابه بفصول مهمة ركز فيها على قواعد أساسية لا بد للقارئ من معرفتها ثم شرع في موضوع كتابه، وجاءت الفصول وفق ما يلي:

الفصل الأول: في معرفة التاريخ وهل فرّقت العرب بينه وبين التّواريخ.

الفصل الثاني: في عيون التواريخ والآثار وأسانيد الأخبار.

الفصل الثالث: في انقضاء مدة العالم وما تقدم من السنين وتقادم.

الفصل الرابع: فيما ينبغي للمؤلف إستعماله من الكلام المتسق النظام.

الفصل الخامس: في تراجم الأبواب.

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان 

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج1

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج2

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج3

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج4

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج5

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج6

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج7

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج8

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج9

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج10

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج11

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج12

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج13

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج14

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج15

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج15

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج16

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج17

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج18

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج18

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج19

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج20

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج21

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج22

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج23

عمليات بحث متعلقة بـ مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

صاحب كتاب مرآة الزمان في تاريخ الاعيان

سبط ابن الجوزي

الزمان pdf



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل مرآة الزمان في تواريخ الأعيان
سبط ابن الجوزي
سبط ابن الجوزي
The tribe of Ibn al Jawzi
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ❝ ❞ الجليس الصالح والأنيس الناصح ❝ ❞ مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج19 ❝ ❞ مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج2 ❝ ❞ مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج16 ❝ ❞ مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج11 ❝ ❞ مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج10 ❝ ❞ مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج3 ❝ ❞ مرآة الزمان في تواريخ الأعيان ج1 ❝ الناشرين : ❞ دار الكتب العلمية بلبنان ❝ ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❱.



كتب اخرى في التراجم والأعلام

معرفة الصحابة PDF

قراءة و تحميل كتاب معرفة الصحابة PDF مجانا

من تكلم فيه الدارقطني في كتاب السنن من الضعفاء والمتروكين والمجهولين (ط. أوقاف قطر) PDF

قراءة و تحميل كتاب من تكلم فيه الدارقطني في كتاب السنن من الضعفاء والمتروكين والمجهولين (ط. أوقاف قطر) PDF مجانا

عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشدي العظيم والإمام العادل الرحيم PDF

قراءة و تحميل كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشدي العظيم والإمام العادل الرحيم PDF مجانا

عثمان بن عفان رضي الله عنه الحيي السخي ذو النورين PDF

قراءة و تحميل كتاب عثمان بن عفان رضي الله عنه الحيي السخي ذو النورين PDF مجانا

رجال الفكر والدعوة في الإسلام PDF

قراءة و تحميل كتاب رجال الفكر والدعوة في الإسلام PDF مجانا

المرتضى سيرة أمير المؤمنين سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب PDF

قراءة و تحميل كتاب المرتضى سيرة أمير المؤمنين سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب PDF مجانا

الداعية الكبير الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي ودعوته إلى الله PDF

قراءة و تحميل كتاب الداعية الكبير الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي ودعوته إلى الله PDF مجانا

شخصيات وكتب PDF

قراءة و تحميل كتاب شخصيات وكتب PDF مجانا

المزيد من كتب علوم القرآن في مكتبة كتب علوم القرآن , المزيد من كتب إسلامية متنوعة في مكتبة كتب إسلامية متنوعة , المزيد من إسلامية متنوعة في مكتبة إسلامية متنوعة , المزيد من كتب الفقه العام في مكتبة كتب الفقه العام , المزيد من كتب التوحيد والعقيدة في مكتبة كتب التوحيد والعقيدة , المزيد من مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف في مكتبة مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف , المزيد من كتب أصول الفقه وقواعده في مكتبة كتب أصول الفقه وقواعده , المزيد من التراجم والأعلام في مكتبة التراجم والأعلام , المزيد من السنة النبوية الشريفة في مكتبة السنة النبوية الشريفة
عرض كل كتب إسلامية ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..