❞ كتاب المختصر المحتاج إليه من تاريخ الحافظ أبي عبد الله محمد بن سعيد بن محمد بن الدبيثي ج1 ❝  ⏤ شمس الدين الذهبي

❞ كتاب المختصر المحتاج إليه من تاريخ الحافظ أبي عبد الله محمد بن سعيد بن محمد بن الدبيثي ج1 ❝ ⏤ شمس الدين الذهبي

ابن الدبيثي، وهو أبو عبد الله، محمد بن أبي المعالي سعيد بن أبي طالب بن أبي الحسن علي بن الحجاج بن محمد بن الحجاج، المعروف بابن الدُّبَيْثي، فقيه ومحدث ومؤرخ شافعي من أهل واسط؛ سمع الحديث كثيراً وعلق تعاليق مفيدة، ومن المؤرخين النبلاء في العصر العباسي، ومن أفضل علماء عصره في الحديث وعلومه، وخلف مصنفات تاريخية اعتنى بها الدارسون.

ولادته ونشأته
ولد ابن الدبيثي، يوم الاثنين 26 رجب 558 هـ/ 1163م، بواسط جنوب بغداد، وذكر أن نسبته إلى دبيثى، وهي قرية تقع في نواحي واسط، وأصله من كنجة، وقدم جده علي من دبيثى وسكن واسط وبها توالدوا (والدُّبَيْثيّ: بضم الدال المهملة وفتح الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها ثاء مثلثة)، ونشأ ابن الدبيثي في أسرة موسرة، وكان والدهُ من الأعيان وقدم إلى بغداد وسكن دار الخلافة العباسية، ودفع ابنه إلى طلب العلم، وتلقى دروسه في حفظ القرآن الكريم، وأقبل على قراءة القرآن بالقراءات السبع والعشر، وسمع الحديث النبوي من مئات الشيوخ ودرس الفقه والأدب واللغة وغيرها على عدد من علماء بغداد في عصره، وأراد الاستزادة من التحصيل وطلب العلم، فرحل وحج سنة 579 هـ، وجاور وأخذ عن علماء الحجاز، وسافر إلى مصر، ودخل مدينة الموصل ودرس على جماعة من كبار شيوخها، ولهُ شعر جيد. ومنه قوله:

خبرت بني الأيام طراً فلم أجدصديقاً صدوقاً مسعداً في النوائب
وأصفيتهم مني الوداد فقابلواصفاء ودادي بالقذى والشوائب
وما أخترت منهم صاحب وأرتضيتهُفأحمدتهُ في فعلهِ والعواقب

شيوخه ومَن أخذ منه من العلماء والمحدثين
حدث عنه: ابن النجار، وأبو بكر بن نقطة، وأبو عبد الله البرزالي، والمؤرخ ظهير الدين الكازروني، وعز الدين أحمد الفاروثي الواعظ، وجمال الدين الشريشي المفسر، وتاج الدين علي بن أحمد الغرافي، وآخرون. وقد سمع منه من شيوخه المحدث أحمد بن طارق وأبو طالب بن عبد السميع. وروى عنه بالإجازة: القاضي تقي الدين سليمان بن أبي عمر الحنبلي.

آراء العلماء والمؤرخين فيه
بلغ ابن الدبيثي مكانة علمية رفيعة ومنزلة مرموقة، وذاع صيته وطافت شهرته الآفاق، وأشاد بمكانته وعلمه وورعه وزهده العلماء، فقال عنه ياقوت الحموي: "شيخنا الذي استفدنا منه وعنه أخذنا"، وقال الضياء المقدسي: "هو حافظ وحدث بتاريخ واسط، وقَلَّ أن يجمع شيئاً إلا وأكثره على ذهنه وله معرفة تامة بالأدب"، وقال عنه المؤرخ ابن النجار:"هو سخي بكتبه وأصوله، صحبته سنين فما رأيت منه إلا الجميل والديانة وحسن الطريقة، وما رأت عيناي مثله في حفظ التواريخ والسير وأيام الناس".

آثاره ومؤلفاته
1- ذيل تاريخ مدينة السلام
اتبع ابن الدبيثي خطة سابقيه، في التراجم من حيث النطاق والنوعية، وكان كتابه هذا ذيلاً على كتاب أبي سعد عبد الكريم ابن السمعاني الحافظ (المُذَيَّل هو الآخر على تاريخ بغداد للخطيب البغدادي)، فإنه ألزم نفسه بأن لا يذكر أحدًا ممن ذكرهم السمعاني، إلا إذا تأخرت وفاة المترجم له عن وفاة السمعاني وهي عام 562 هـ، أو إذا وقع وهم في تراجمهم، وقد استدرك ابن الدبيثي في كتابه على السمعاني جماعة فاته ذكرهم فلم يترجم لهم، وقد بدأ الكتاب بالمتوفين بعد عام 562 هـ، وسار ابن الدبيثي بتاريخه إلى زمانه، ووقف عند سنة 621 هـ، كما ترجم في تاريخه لمن كان ببغداد من الخلفاء وولاة عهودهم، والوزراء، وأرباب الولايات، والفقهاء، والنقباء، والقضاة، والعدول، والخطباء، والفقهاء، ورواة الحديث، والقراء، وأهل الفضل والأدب، والشعراء، والصوفية، والأطباء، والصيادلة وغيرهم، وسجل لحياته العلمية ودراساته ورحلاته وشيوخه وطرف من علاقاته.

2- تاريخ واسط
كما ألَّف ابن الدبيثي تاريخاً لواسط، التي كانت من أهم المراكز العلمية المهمة التي راجت فيها أسواق الأدب والعلم ووصفه المؤرخون بأنه "تاريخ كبير"، وعرض فيه معلومات دقيقة عن الجوانب الحضارية والفكرية لواسط، وعلمائها، وبعض مدارسها ومدرسيها، ويحتوي على تراجم شافية لعدد من رجال واسط، القرّاء والمحدثين والفقهاء والأدباء، وعن الصِلَات العلمية بينها وبين العالم الإسلامي، وأشهر البيوت العلمية، وتضمن معلومات مفيدة عن علم الحديث، وتميز عرضه بالدقة والشمول، نظراً لأنه من أبناء المدينة، وعاصر الكثير من شيوخها وعلمائها، واعتمد على كتب تاريخية لعلماء واسطيين مثل "تاريخ الحكام" لأبي العباس أحمد بن بختيار بن المندائي.

3- معجم الشيوخ، جمعه بنفسه.
وفاته
مرض ابن الدبيثي في آخر حياته مرضاً شديداً، وتوفي ببغداد يوم الاثنين لثمان خلون من شهر ربيع الآخر سنة 637 هـ /1239م، ودفن بالمقبرة الوردية.
شمس الدين الذهبي - هو ُمحدث وإمام حافظ. جمع بين ميزتين لم يجتمعا إلا للأفذاذ القلائل في تاريخنا، فهو يجمع إلى جانب الإحاطة الواسعة بالتاريخ الإسلامي حوادث ورجالاً، المعرفة الواسعة بقواعد الجرح والتعديل للرجال، فكان وحده مدرسة قائمة بذاتها.

والإمام الذهبي من العلماء الذين دخلوا ميدان التاريخ من باب الحديث النبوي وعلومه، وظهر ذلك في عنايته الفائقة بالتراجم التي صارت أساس كثير من كتبه ومحور تفكيره التاريخي، وقيل أن سُمي الإمام الذهبي بالذهبي لأنه كان يزن الرجال كما يزن الجوهرجي الذهب.

سمع بدمشق، ومصر، وبعلبك، والإسكندرية. وسمع منه الجمع الكثير، وكان شديد الميل إلى رأي الحنابلة، وله تصانيف في الحديث، وأسماء الرجال؛ قرأ القرآن، وأقرأه بالروايات، وقد بلغت مؤلفاته التاريخية وحدها نحو مائتي كتابًا، بعضها مجلدات ضخمة.



❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ السيرة النبوية (الذهبي) ❝ ❞ سير أعلام النبلاء (ط بيت الأفكار) ❝ ❞ الطب النبوي للذهبي (ت. البدراوي) ❝ ❞ الكبائر للذهبي (ط: العلمية) ❝ ❞ الجرح والتعديل المجلد الاول ❝ ❞ تهذيب سير أعلام النبلاء ❝ ❞ تذكرة الحفاظ ❝ ❞ طلب العلم قواعد ونصائح وحكم ❝ ❞ الكبائر للذهبي (ت: مشهور) ❝ الناشرين : ❞ دار الكتب العلمية بلبنان ❝ ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❞ مكتبة الملك فهد الوطنية ❝ ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❞ دار المعرفة للطباعة والنشر ❝ ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الكتاب العربي ❝ ❞ المكتب الإسلامي للطباعة والنشر ❝ ❞ دار ابن الجوزي ❝ ❞ دار الغرب الإسلامي ❝ ❞ عالم الكتب ❝ ❞ دار ابن كثير ❝ ❞ مكتبة الرشد ❝ ❞ دار الوطن للطباعة والنشر والتوزيع - السعودية ❝ ❞ دار صادر ❝ ❞ دار البشائر الإسلامية ❝ ❞ دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ❝ ❞ مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الوطن للطباعة والنشر والعلاقات العامة ❝ ❞ المكتبة التوفيقية ❝ ❞ بيت الأفكار الدولية للنشر والتوزيع ❝ ❞ مكتبة العلوم والحكم ❝ ❞ دار الراية للنشر والتوزيع ❝ ❞ مكتبة القرأن للطبع والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الصحابة للتراث بطنطا ❝ ❞ مكتبة ابن تيمية ❝ ❞ دار الصحوة للنشر ❝ ❞ مكتبه المنار ❝ ❞ دار أضواء السلف ❝ ❞ مكتبة دار البيان ❝ ❞ الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء ❝ ❞ دار ابن الأثير للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الأندلس الخضراء ❝ ❞ دار الفرقان للنشر والتوزيع ❝ ❞ مؤسسة الكتب الثقافية ❝ ❞ دار الكتب السلفية ❝ ❞ دار إحياء الكتب العربية ❝ ❞ دار أحياء العلوم - بيروت ❝ ❞ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - السعودية ❝ ❞ دار الفتح ❝ ❞ دار عمار ❝ ❞ دار ابن عفان ❝ ❞ دار الثريا للنشر ❝ ❞ الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ❝ ❞ دار الوطن ❝ ❞ مطبعة حكومة الكويت ❝ ❞ لجنة إحياء المعارف العثمانية - حيدر آباد ❝ ❞ دار الامام البخاري ❝ ❞ دار اليسر ❝ ❞ مكتب المطبوعات الاسلامية ❝ ❞ الفاروق الحديثة للطباعة والنشر ❝ ❞ مكتبة الغرباء الأثرية ❝ ❞ مكتبة الدار ❝ ❞ دار الامام احمد ❝ ❞ دار الشريف للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار البشائر للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الندوة الجديدة، بيروت - لبنان ❝ ❞ مكتبة الفرقان - عجمان ❝ ❞ دار البصيرة ❝ ❞ مكتبة الصديق ❝ ❞ مكتبة الصحوة الاسلاميه ❝ ❞ مكتبة النهضة الحديثة ❝ ❞ مكتبة آفاق المعرفة ❝ ❞ دار المتنبى للنشر والتوزيع ❝ ❞ دائرة المطبوعات و النشر ❝ ❞ دار الميمنة ❝ ❞ لجنة احياء المعارف النعمانية ❝ ❞ مطبعة الزمان، بغداد - العراق ❝ ❱
من التراجم والأعلام - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
المختصر المحتاج إليه من تاريخ الحافظ أبي عبد الله محمد بن سعيد بن محمد بن الدبيثي ج1

ابن الدبيثي، وهو أبو عبد الله، محمد بن أبي المعالي سعيد بن أبي طالب بن أبي الحسن علي بن الحجاج بن محمد بن الحجاج، المعروف بابن الدُّبَيْثي، فقيه ومحدث ومؤرخ شافعي من أهل واسط؛ سمع الحديث كثيراً وعلق تعاليق مفيدة، ومن المؤرخين النبلاء في العصر العباسي، ومن أفضل علماء عصره في الحديث وعلومه، وخلف مصنفات تاريخية اعتنى بها الدارسون.

ولادته ونشأته
ولد ابن الدبيثي، يوم الاثنين 26 رجب 558 هـ/ 1163م، بواسط جنوب بغداد، وذكر أن نسبته إلى دبيثى، وهي قرية تقع في نواحي واسط، وأصله من كنجة، وقدم جده علي من دبيثى وسكن واسط وبها توالدوا (والدُّبَيْثيّ: بضم الدال المهملة وفتح الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها ثاء مثلثة)، ونشأ ابن الدبيثي في أسرة موسرة، وكان والدهُ من الأعيان وقدم إلى بغداد وسكن دار الخلافة العباسية، ودفع ابنه إلى طلب العلم، وتلقى دروسه في حفظ القرآن الكريم، وأقبل على قراءة القرآن بالقراءات السبع والعشر، وسمع الحديث النبوي من مئات الشيوخ ودرس الفقه والأدب واللغة وغيرها على عدد من علماء بغداد في عصره، وأراد الاستزادة من التحصيل وطلب العلم، فرحل وحج سنة 579 هـ، وجاور وأخذ عن علماء الحجاز، وسافر إلى مصر، ودخل مدينة الموصل ودرس على جماعة من كبار شيوخها، ولهُ شعر جيد. ومنه قوله:

خبرت بني الأيام طراً فلم أجدصديقاً صدوقاً مسعداً في النوائب
وأصفيتهم مني الوداد فقابلواصفاء ودادي بالقذى والشوائب
وما أخترت منهم صاحب وأرتضيتهُفأحمدتهُ في فعلهِ والعواقب

شيوخه ومَن أخذ منه من العلماء والمحدثين
حدث عنه: ابن النجار، وأبو بكر بن نقطة، وأبو عبد الله البرزالي، والمؤرخ ظهير الدين الكازروني، وعز الدين أحمد الفاروثي الواعظ، وجمال الدين الشريشي المفسر، وتاج الدين علي بن أحمد الغرافي، وآخرون. وقد سمع منه من شيوخه المحدث أحمد بن طارق وأبو طالب بن عبد السميع. وروى عنه بالإجازة: القاضي تقي الدين سليمان بن أبي عمر الحنبلي.

آراء العلماء والمؤرخين فيه
بلغ ابن الدبيثي مكانة علمية رفيعة ومنزلة مرموقة، وذاع صيته وطافت شهرته الآفاق، وأشاد بمكانته وعلمه وورعه وزهده العلماء، فقال عنه ياقوت الحموي: "شيخنا الذي استفدنا منه وعنه أخذنا"، وقال الضياء المقدسي: "هو حافظ وحدث بتاريخ واسط، وقَلَّ أن يجمع شيئاً إلا وأكثره على ذهنه وله معرفة تامة بالأدب"، وقال عنه المؤرخ ابن النجار:"هو سخي بكتبه وأصوله، صحبته سنين فما رأيت منه إلا الجميل والديانة وحسن الطريقة، وما رأت عيناي مثله في حفظ التواريخ والسير وأيام الناس".

آثاره ومؤلفاته
1- ذيل تاريخ مدينة السلام
اتبع ابن الدبيثي خطة سابقيه، في التراجم من حيث النطاق والنوعية، وكان كتابه هذا ذيلاً على كتاب أبي سعد عبد الكريم ابن السمعاني الحافظ (المُذَيَّل هو الآخر على تاريخ بغداد للخطيب البغدادي)، فإنه ألزم نفسه بأن لا يذكر أحدًا ممن ذكرهم السمعاني، إلا إذا تأخرت وفاة المترجم له عن وفاة السمعاني وهي عام 562 هـ، أو إذا وقع وهم في تراجمهم، وقد استدرك ابن الدبيثي في كتابه على السمعاني جماعة فاته ذكرهم فلم يترجم لهم، وقد بدأ الكتاب بالمتوفين بعد عام 562 هـ، وسار ابن الدبيثي بتاريخه إلى زمانه، ووقف عند سنة 621 هـ، كما ترجم في تاريخه لمن كان ببغداد من الخلفاء وولاة عهودهم، والوزراء، وأرباب الولايات، والفقهاء، والنقباء، والقضاة، والعدول، والخطباء، والفقهاء، ورواة الحديث، والقراء، وأهل الفضل والأدب، والشعراء، والصوفية، والأطباء، والصيادلة وغيرهم، وسجل لحياته العلمية ودراساته ورحلاته وشيوخه وطرف من علاقاته.

2- تاريخ واسط
كما ألَّف ابن الدبيثي تاريخاً لواسط، التي كانت من أهم المراكز العلمية المهمة التي راجت فيها أسواق الأدب والعلم ووصفه المؤرخون بأنه "تاريخ كبير"، وعرض فيه معلومات دقيقة عن الجوانب الحضارية والفكرية لواسط، وعلمائها، وبعض مدارسها ومدرسيها، ويحتوي على تراجم شافية لعدد من رجال واسط، القرّاء والمحدثين والفقهاء والأدباء، وعن الصِلَات العلمية بينها وبين العالم الإسلامي، وأشهر البيوت العلمية، وتضمن معلومات مفيدة عن علم الحديث، وتميز عرضه بالدقة والشمول، نظراً لأنه من أبناء المدينة، وعاصر الكثير من شيوخها وعلمائها، واعتمد على كتب تاريخية لعلماء واسطيين مثل "تاريخ الحكام" لأبي العباس أحمد بن بختيار بن المندائي.

3- معجم الشيوخ، جمعه بنفسه.
وفاته
مرض ابن الدبيثي في آخر حياته مرضاً شديداً، وتوفي ببغداد يوم الاثنين لثمان خلون من شهر ربيع الآخر سنة 637 هـ /1239م، ودفن بالمقبرة الوردية. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

ابن الدبيثي، وهو أبو عبد الله، محمد بن أبي المعالي سعيد بن أبي طالب بن أبي الحسن علي بن الحجاج بن محمد بن الحجاج، المعروف بابن الدُّبَيْثي، فقيه ومحدث ومؤرخ شافعي من أهل واسط؛ سمع الحديث كثيراً وعلق تعاليق مفيدة، ومن المؤرخين النبلاء في العصر العباسي، ومن أفضل علماء عصره في الحديث وعلومه، وخلف مصنفات تاريخية اعتنى بها الدارسون.

ولادته ونشأته
ولد ابن الدبيثي، يوم الاثنين 26 رجب 558 هـ/ 1163م، بواسط جنوب بغداد، وذكر أن نسبته إلى دبيثى، وهي قرية تقع في نواحي واسط، وأصله من كنجة، وقدم جده علي من دبيثى وسكن واسط وبها توالدوا  (والدُّبَيْثيّ: بضم الدال المهملة وفتح الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها ثاء مثلثة)، ونشأ ابن الدبيثي في أسرة موسرة، وكان والدهُ من الأعيان وقدم إلى بغداد وسكن دار الخلافة العباسية، ودفع ابنه إلى طلب العلم، وتلقى دروسه في حفظ القرآن الكريم، وأقبل على قراءة القرآن بالقراءات السبع والعشر، وسمع الحديث النبوي من مئات الشيوخ ودرس الفقه والأدب واللغة وغيرها على عدد من علماء بغداد في عصره، وأراد الاستزادة من التحصيل وطلب العلم، فرحل وحج سنة 579 هـ، وجاور وأخذ عن علماء الحجاز، وسافر إلى مصر، ودخل مدينة الموصل ودرس على جماعة من كبار شيوخها، ولهُ شعر جيد. ومنه قوله:

خبرت بني الأيام طراً فلم أجد        صديقاً صدوقاً مسعداً في النوائب
وأصفيتهم مني الوداد فقابلوا        صفاء ودادي بالقذى والشوائب
وما أخترت منهم صاحب وأرتضيتهُ        فأحمدتهُ في فعلهِ والعواقب

شيوخه ومَن أخذ منه من العلماء والمحدثين
حدث عنه: ابن النجار، وأبو بكر بن نقطة، وأبو عبد الله البرزالي، والمؤرخ ظهير الدين الكازروني، وعز الدين أحمد الفاروثي الواعظ، وجمال الدين الشريشي المفسر، وتاج الدين علي بن أحمد الغرافي، وآخرون. وقد سمع منه من شيوخه المحدث أحمد بن طارق وأبو طالب بن عبد السميع. وروى عنه بالإجازة: القاضي تقي الدين سليمان بن أبي عمر الحنبلي.

آراء العلماء والمؤرخين فيه
بلغ ابن الدبيثي مكانة علمية رفيعة ومنزلة مرموقة، وذاع صيته وطافت شهرته الآفاق، وأشاد بمكانته وعلمه وورعه وزهده العلماء، فقال عنه ياقوت الحموي: "شيخنا الذي استفدنا منه وعنه أخذنا"، وقال الضياء المقدسي: "هو حافظ وحدث بتاريخ واسط، وقَلَّ أن يجمع شيئاً إلا وأكثره على ذهنه وله معرفة تامة بالأدب"، وقال عنه المؤرخ ابن النجار:"هو سخي بكتبه وأصوله، صحبته سنين فما رأيت منه إلا الجميل والديانة وحسن الطريقة، وما رأت عيناي مثله في حفظ التواريخ والسير وأيام الناس".

آثاره ومؤلفاته
1- ذيل تاريخ مدينة السلام
اتبع ابن الدبيثي خطة سابقيه، في التراجم من حيث النطاق والنوعية، وكان كتابه هذا ذيلاً على كتاب أبي سعد عبد الكريم ابن السمعاني الحافظ (المُذَيَّل هو الآخر على تاريخ بغداد للخطيب البغدادي)، فإنه ألزم نفسه بأن لا يذكر أحدًا ممن ذكرهم السمعاني، إلا إذا تأخرت وفاة المترجم له عن وفاة السمعاني وهي عام 562 هـ، أو إذا وقع وهم في تراجمهم، وقد استدرك ابن الدبيثي في كتابه على السمعاني جماعة فاته ذكرهم فلم يترجم لهم، وقد بدأ الكتاب بالمتوفين بعد عام 562 هـ، وسار ابن الدبيثي بتاريخه إلى زمانه، ووقف عند سنة 621 هـ، كما ترجم في تاريخه لمن كان ببغداد من الخلفاء وولاة عهودهم، والوزراء، وأرباب الولايات، والفقهاء، والنقباء، والقضاة، والعدول، والخطباء، والفقهاء، ورواة الحديث، والقراء، وأهل الفضل والأدب، والشعراء، والصوفية، والأطباء، والصيادلة وغيرهم، وسجل لحياته العلمية ودراساته ورحلاته وشيوخه وطرف من علاقاته.

2- تاريخ واسط
كما ألَّف ابن الدبيثي تاريخاً لواسط، التي كانت من أهم المراكز العلمية المهمة التي راجت فيها أسواق الأدب والعلم ووصفه المؤرخون بأنه "تاريخ كبير"، وعرض فيه معلومات دقيقة عن الجوانب الحضارية والفكرية لواسط، وعلمائها، وبعض مدارسها ومدرسيها، ويحتوي على تراجم شافية لعدد من رجال واسط، القرّاء والمحدثين والفقهاء والأدباء، وعن الصِلَات العلمية بينها وبين العالم الإسلامي، وأشهر البيوت العلمية، وتضمن معلومات مفيدة عن علم الحديث، وتميز عرضه بالدقة والشمول، نظراً لأنه من أبناء المدينة، وعاصر الكثير من شيوخها وعلمائها، واعتمد على كتب تاريخية لعلماء واسطيين مثل "تاريخ الحكام" لأبي العباس أحمد بن بختيار بن المندائي.

3- معجم الشيوخ، جمعه بنفسه.
وفاته
مرض ابن الدبيثي في آخر حياته مرضاً شديداً، وتوفي ببغداد يوم الاثنين لثمان خلون من شهر ربيع الآخر سنة 637 هـ /1239م، ودفن بالمقبرة الوردية.

المختصر المحتاج إليه من تاريخ الحافظ أبي عبد الله محمد بن سعيد بن محمد بن الدبيثي

المختصر المحتاج إليه من تاريخ الحافظ أبي عبد الله محمد بن سعيد بن محمد بن الدبيثي ج2

المختصر المحتاج إليه من تاريخ الحافظ أبي عبد الله محمد بن سعيد بن محمد بن الدبيثي ج1

التراجم والأعلام

شخصيات اسلاميه 

السيرة الذاتيه



نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة المختصر المحتاج إليه من تاريخ الحافظ أبي عبد الله محمد بن سعيد بن محمد بن الدبيثي ج1

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل المختصر المحتاج إليه من تاريخ الحافظ أبي عبد الله محمد بن سعيد بن محمد بن الدبيثي ج1
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
شمس الدين الذهبي - shams aldiyn aldhahabii

كتب شمس الدين الذهبي هو ُمحدث وإمام حافظ. جمع بين ميزتين لم يجتمعا إلا للأفذاذ القلائل في تاريخنا، فهو يجمع إلى جانب الإحاطة الواسعة بالتاريخ الإسلامي حوادث ورجالاً، المعرفة الواسعة بقواعد الجرح والتعديل للرجال، فكان وحده مدرسة قائمة بذاتها. والإمام الذهبي من العلماء الذين دخلوا ميدان التاريخ من باب الحديث النبوي وعلومه، وظهر ذلك في عنايته الفائقة بالتراجم التي صارت أساس كثير من كتبه ومحور تفكيره التاريخي، وقيل أن سُمي الإمام الذهبي بالذهبي لأنه كان يزن الرجال كما يزن الجوهرجي الذهب. سمع بدمشق، ومصر، وبعلبك، والإسكندرية. وسمع منه الجمع الكثير، وكان شديد الميل إلى رأي الحنابلة، وله تصانيف في الحديث، وأسماء الرجال؛ قرأ القرآن، وأقرأه بالروايات، وقد بلغت مؤلفاته التاريخية وحدها نحو مائتي كتابًا، بعضها مجلدات ضخمة. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ السيرة النبوية (الذهبي) ❝ ❞ سير أعلام النبلاء (ط بيت الأفكار) ❝ ❞ الطب النبوي للذهبي (ت. البدراوي) ❝ ❞ الكبائر للذهبي (ط: العلمية) ❝ ❞ الجرح والتعديل المجلد الاول ❝ ❞ تهذيب سير أعلام النبلاء ❝ ❞ تذكرة الحفاظ ❝ ❞ طلب العلم قواعد ونصائح وحكم ❝ ❞ الكبائر للذهبي (ت: مشهور) ❝ الناشرين : ❞ دار الكتب العلمية بلبنان ❝ ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❞ مكتبة الملك فهد الوطنية ❝ ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❞ دار المعرفة للطباعة والنشر ❝ ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الكتاب العربي ❝ ❞ المكتب الإسلامي للطباعة والنشر ❝ ❞ دار ابن الجوزي ❝ ❞ دار الغرب الإسلامي ❝ ❞ عالم الكتب ❝ ❞ دار ابن كثير ❝ ❞ مكتبة الرشد ❝ ❞ دار الوطن للطباعة والنشر والتوزيع - السعودية ❝ ❞ دار صادر ❝ ❞ دار البشائر الإسلامية ❝ ❞ دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ❝ ❞ مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الوطن للطباعة والنشر والعلاقات العامة ❝ ❞ المكتبة التوفيقية ❝ ❞ بيت الأفكار الدولية للنشر والتوزيع ❝ ❞ مكتبة العلوم والحكم ❝ ❞ دار الراية للنشر والتوزيع ❝ ❞ مكتبة القرأن للطبع والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الصحابة للتراث بطنطا ❝ ❞ مكتبة ابن تيمية ❝ ❞ دار الصحوة للنشر ❝ ❞ مكتبه المنار ❝ ❞ دار أضواء السلف ❝ ❞ مكتبة دار البيان ❝ ❞ الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء ❝ ❞ دار ابن الأثير للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الأندلس الخضراء ❝ ❞ دار الفرقان للنشر والتوزيع ❝ ❞ مؤسسة الكتب الثقافية ❝ ❞ دار الكتب السلفية ❝ ❞ دار إحياء الكتب العربية ❝ ❞ دار أحياء العلوم - بيروت ❝ ❞ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - السعودية ❝ ❞ دار الفتح ❝ ❞ دار عمار ❝ ❞ دار ابن عفان ❝ ❞ دار الثريا للنشر ❝ ❞ الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ❝ ❞ دار الوطن ❝ ❞ مطبعة حكومة الكويت ❝ ❞ لجنة إحياء المعارف العثمانية - حيدر آباد ❝ ❞ دار الامام البخاري ❝ ❞ دار اليسر ❝ ❞ مكتب المطبوعات الاسلامية ❝ ❞ الفاروق الحديثة للطباعة والنشر ❝ ❞ مكتبة الغرباء الأثرية ❝ ❞ مكتبة الدار ❝ ❞ دار الامام احمد ❝ ❞ دار الشريف للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار البشائر للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الندوة الجديدة، بيروت - لبنان ❝ ❞ مكتبة الفرقان - عجمان ❝ ❞ دار البصيرة ❝ ❞ مكتبة الصديق ❝ ❞ مكتبة الصحوة الاسلاميه ❝ ❞ مكتبة النهضة الحديثة ❝ ❞ مكتبة آفاق المعرفة ❝ ❞ دار المتنبى للنشر والتوزيع ❝ ❞ دائرة المطبوعات و النشر ❝ ❞ دار الميمنة ❝ ❞ لجنة احياء المعارف النعمانية ❝ ❞ مطبعة الزمان، بغداد - العراق ❝ ❱. المزيد..

كتب شمس الدين الذهبي