كتاب ذنوب الخلوات pdf، تأليف فاطمة سامي، هذا الكتاب يتحدث عن ذنوب الخلوات (معاصي السر) التي يقع بها الكثير من الناس.
فالإيمان يزيد وينقص، فإنما يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية.
فكلما قل الإيمان قل العمل الصالح، وكلما قل الغمل الصالح كثرت الفتن وكلما كثرت الفتن زاد اختبار العبد.
فأول ما تبدأ المعصية تبدأ بخاطرة ثم عزيمة فإرادة وفي النهاية يكون العمل.
فمجاهدة النفس في ترك المعصية وحل محلها الطاعة يكون من أصعب الأمور علي النفس، إلا بالاستعانة بالله عز وجل وطلب عونه في الجهاد مع النفس.
قال الحافظ ابن الجوزي رحمه الله :
" الحذر الحذر من الذنوب، خصوصًا ذنوب الخلوات ، فإن المبارزة لله تعالى تُسقط العبد من عينه . وأصلح ما بينك وبينه في السر، وقد أصلح لك أحوال العلانية " .انتهى من "صيد الخاطر" (ص 207) .
وليس المقصود بهذا الحديث ، فيما يظهر : كلّ من ارتكب معصية في السر ، فإن صغائر الذنوب لا يسلم منها أحد ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ ) رواه الترمذي (2499) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
والذي يظهر أن المقصود بهذا الحديث ، المنافقون أو أهل الرياء ، الذين يُظهرون أمام الناس الصلاح والتقوى فإذا ابتعدوا عن أعين الناس ظهروا على حقيقتهم ، فلم يراعوا لله عز وجل حرمة .
قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله :
( الْكَبِيرَةُ السَّادِسَةُ وَالْخَمْسُونَ بَعْدَ الثَّلَاثِمِائَةِ : إظْهَارُ زِيِّ الصَّالِحِينَ فِي الْمَلَأِ وَانْتِهَاكُ الْمَحَارِمِ وَلَوْ صَغَائِرَ فِي الْخَلْوَةِ ) أَخْرَجَ ابْنُ مَاجَهْ بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَعْمَالٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بَيْضَاءَ فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ هَبَاءً مَنْثُورًا .... الحديث.
ثم قال في آخر البحث :
تَنْبِيهٌ : عَدُّ هَذَا هُوَ ظَاهِرُ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ وَلَيْسَ بِبَعِيدٍ وَإِنْ لَمْ أَرَ مَنْ ذَكَرَهُ ؛ لِأَنَّ مَنْ كَانَ دَأْبُهُ إظْهَارَ الْحَسَنِ وَإِسْرَارَ الْقَبِيحِ يَعْظُمُ ضَرَرُهُ وَإِغْوَاؤُهُ لِلْمُسْلِمِينَ ؛ لِانْحِلَالِ رِبْقَةِ التَّقْوَى وَالْخَوْفِ مِنْ عُنُقِهِ " انتهى من "الزواجر عن اقتراف الكبائر"
وبناء على هذا ، فمن يظهر للناس أنه يحبهم ، ولكنه في حقيقة الأمر يبغضهم ويحسدهم ، فقد وقع في ذنوب الخلوات القلبية .
ومثله : من يظهر لهم الصلاح ، وهو ليس كذلك ، أو يظهر التعفف والصيانة ، فإذا خلا بنفسه ، استجلب الأفكار والخواطر الفاسدة : فإنه يُخشى عليه أن ينطبق هذا الوعيد الشديد الوارد في هذا الحديث ، وهو ضياع حسناته .
قراءة و تحميل كتاب المفرد في علم التشخيص و دلائل الإصابات PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب طريق الأبرار: 20 حديثا تملؤها الأسرار PDF مجانا