طفولة شيخ الاسلام ابن تميمة وعوامل تكوين
ربما بعض الناس الذين لا يعرفون قدر شيخ الإسلام ابن تيمية في الصورة الوافية، يقولوا أنتم تبالغون في ذكر محاسن شيخ الإسلام والتمحور حول بيان مواهبه وإنجازاته ونحو ذلك، ونفس المعنى قيل لعالم جليل وعالم فذ وهو الإمام الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى، فقال: من قرأ كلامي هذا عن شيخ الإسلام يظن أنني أبالغ في وصفه، لكن من عرف شيخ الإسلام يتهمني في التقصير في حقه، إنني قصرت عما يستحقه من ذكر محاسنه رحمه الله تعالى.
فيما يأتي من الكلام ربما تتداخل بعض البحوث أحيانًا ويحصل تكرار في بعض الكلمات فنعتذر عن هذا التكرار بالذات في المرحلة الحالية لأن المراجع التي أرجع إليها كثيرة جدًا، فيحصل التكرار أحيانًا رغم عني، وفي نفس الوقت نتسلى بما قاله العلماء لما عقدوا مقارنة بين البخاري ومسلم، فكان مما قال بعضهم أخذوا عن البخاري قالوا ايه؟ قالوا البخاري فيه المكرر قلت: المكرر أحلى، يعني كالسكر كل ما بيحصل تكرير للسكر يزداد حلاوته، ففي مثل ذكر هؤلاء الصالحين والربانيين يعني لا شك أن الإنسان يعني يتمتع بسماع سيرتهم العطرة حتى لو تكرر منها شيء.
حرص شيخ الإسلام كما ذكرنا على تحصيل العلوم مبكرًا، فجمع وعقل وفهم وبرد وفاق أهل زمانه، ولكونه حصل العلم وجالس أهله وهو في سن مبكرة، كثر عدد شيوخه الذين أخذ عنهم، حتى قيل إن شيوخه الذين سمع منهم أزيد من مائتي شيخ، أكثر من مائتي شيخ تعلم عنهم، وهذا يدل أيضًا على اجتهاده في التحصيل منذ وقت مبكر، حتى يستطيع أن يطلب العلم على كل هذا أو على هذا العدد الكبير من الشيوخ.
خرج لنفسه مشيخة رواها عنه الذهبي روى فيها 40 حديثًا عن أكثر من 40 شيخًا وشيخة، وقد طبعت في مجموع الفتاوى في الجزء الثامن عشر، من صفحة 76 إلى 121 كما طبعت مفردة في دار القلم، وعدد الشيوخ الواردين في المشيخة 41 وأربع شيخات.
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ وقدم مع أهله، سنة 7 فسمع من ابن عبد الدايم وابن أبي اليسر، الكمال ابن عبد وابن الصيرفي وابن أبي الخير وخلق كثير.
وزاد الصفدي والشيخ شمس الدين، والقاسم الإربلي وابن علام، وقال ابن شاكر الكثبي في أو كتبه في وفوات الوفيات وسمع شيخنا الكثير من ابن أبي اليسر والكمال بن عبد والشيخ شمس الدين الحنبلي والقاضي شمس الدين بن عطاء الحنفي، والشيخ جمال الدين بن الصيرفي ونجم الدين بن عساكر والنجيب بن المقداد وابن أبي الخير وابن علام، وأبي بكر الهروي، والكمال عبد الرحيم، وفخر الدين بن البخاي، وابن شيبان، وشرف بن القوات، وزينب بنت مكي وخلق كثير.
وشيوخه الذين سمع منهم أزيد من مائتي شيخ، ومن شيوخه كما ذكرنا من قبل والده الشيخ عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية خطيب حران وإمامها، والإمام المقرئ كمال الدين أبو إسحاق إبراهيم ابن فارس التميمي، ومنهم أيضًا الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد القوي بن بدران المرزاوي المقدسي الصالحي.
من شيوخه أيضًا ست الدار بنت عبد السلام بن تيمية عمة شيخ الإسلام، روى شيخ الإسلام عنها، طيب بالنسبة لشيخ الإسلام هل كان شيخ الإسلام مع هذا العدد الهائل من الشيوخ الذين تلقى عنهم هل كان مقلدًا لشيوخه؟ يذكر الدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود في كتابه الرائع موقف ابن تيمية من الأشاعرة، موقف ابن تيمية من الأشاعرة، يقول:
كل عالم يبدأ حياته العلمية غالبًا ما يبدأها بتقليد شيوخه الذين أخذ عنهم ووثق في علومهم، والمتتبع لحياة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يلمس منها أن ما أعطاه الله من ذكاء، وقوة حافظة، وسرعة إدراك وجو علمي مليء بالعلماء وبالكتب التي ألفها من كان قبلهم ساعدهم على أن يكون ذا قدرة علمية مستقلة بعيدة عن التقليد الأعمى، ولذلك استمر طوال حياته على منهج واحد لم يتغير، لم يتغير أبدًا عن خطه، بخلاف بعض العلماء خاصة من غاصوا في علم الكلام والفلسفة، تجد الواحد منهم يمر في حياته بأكثر من مرحلة، كل مرحلة لها منهج وطريقة تخالف المرحلة الأخرى.
من أشهر من وقع منه ذلك؟ الأشعري في أشهر وأعمق أثرًا، أبو حامد الغزالي، كان في محاضرات قديمة في غاية الأهمية كان اسمها رحلة الإمام العائد أبي حامد الغزالي، تكلمنا فيها بالتفصيل على كل المراحل التي مر بها شيخ الإمام أبو حامد الغزالي، وهناك دراسة نتعرض لها إن شاء الله بالتفصيل في غاية الأهمية وهي كتيب أو دراسة للدكتور رشاد سالم رحمه الله تعالى بعنوان: "مقارنة بين الغزالي وابن تيمية" وهي محاكمة، محاكمة التقليدية لأن كل من الرجلين يمثل المدرستين المتصارعتين بين أهل السنة والأشاعرة أو أهل الحديث والصوفية ونحو ذلك فكل رجل وهو رمز المدرسة التي ينتمي إليها.
قراءة و تحميل كتاب علاقة شيخ الإسلام ابن تيمية بابن كثير PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب مزايا بين الامامين ابن تميمة والغزالي 1 PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب مزايا بين الامامين ابن تميمة والغزالي 2 PDF مجانا