❞ كتاب صفات شيخ الإسلام ابن تيمية ❝  ⏤ محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم

❞ كتاب صفات شيخ الإسلام ابن تيمية ❝ ⏤ محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم

تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَلِيمِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ النُّمَيْرِيُّ الْحَرَّانِيُّ (661هـ - 728هـ / 1263م - 1328م) المشهور باسم ابن تيميَّة. هو فقيه ومحدث ومفسر وفيلسوف ومتكلم وعالم مسلم مجتهد من علماء أهل السنة والجماعة. وهو أحد أبرز العلماء المسلمين خلال النصف الثاني من القرن السابع والثلث الأول من القرن الثامن الهجري. نشأ ابن تيميَّة حنبلي المذهب فأخذ الفقه الحنبلي وأصوله عن أبيه وجده، كما كان من الأئمة المجتهدين في المذهب، فقد كان يفتي في العديد من المسائل على خلاف معتمد الحنابلة لما يراه موافقاً للدليل من الكتاب والسُنة ثم على آراء الصحابة وآثار السلف.

وُلد ابن تيميَّة سنة 661هـ المُوافقة لسنة 1263م في مدينة حران للفقيه الحنبلي عبد الحليم ابن تيمية و"ست النعم بنت عبد الرحمن الحَرَّانية"، ونشأ نشأته الأولى في مدينة حران. بعد بلوغه سن السابعة، هاجرت عائلته منها إلى مدينة دمشق بسبب إغارة التتار عليها وكان ذلك في سنة 667 هـ. وحال وصول الأسرة إلى هناك بدأ والده عبد الحليم ابن تيمية بالتدريس في الجامع الأموي وفي "دار الحديث السُّكَّرية". أثناء نشأة ابن تيمية في دمشق اتجه لطلب العلم، ويذكر المؤرخون أنه أخذ العلم من أزيد من مائتي شيخ في مختلف العلوم منها التفسير والحديث والفقه والعربية. وقد شرع في التأليف والتدريس في سن السابعة عشرة. بعد وفاة والده سنة 682 هـ بفترة، أخذ مكانه في التدريس في "دار الحديث السُّكَّرية"، بالإضافة إلى أنه كان لديه درس لتفسير القرآن الكريم في الجامع الأموي ودرس "بالمدرسة الحنبلية" في دمشق.

واجه ابن تيمية السجن والاعتقال عدة مرات، كانت أولها سنة 693 هـ/1294م بعد أن اعتقله نائب السلطنة في دمشق لمدة قليلة بتهمة تحريض العامة، وسبب ذلك أن ابن تيمية قام على أحد النصارى الذي بلغه عنه أنه شتم النبي محمد. وفي سنة 705 هـ/1306م سُجن في القاهرة مع أخويه "شرف الدين عبد الله" و"زين الدين عبد الرحمن" مدة ثمانية عشر شهراً إلى سنة 707 هـ/1307م، بسبب مسألة العرش ومسألة الكلام ومسألة النزول. وسجن أيضاً لمدة أيام في شهر شوال سنة 707 هـ/1308م بسبب شكوى من الصوفية، لأنه تكلم في القائلين بوحدة الوجود وهم ابن عربي وابن سبعين والقونوي والحلاج. وتم الترسيم(2) عليه في سنة 709 هـ/1309م مدة ثمانية أشهر في مدينة الإسكندرية، وخرج منه بعد عودة السلطان الناصر محمد بن قلاوون للحكم. وفي سنة 720 هـ/1320م سُجن بسبب "مسألة الحلف بالطلاق" نحو ستة أشهر. وسجن في سنة 726 هـ/1326م حتى وفاته سنة 728 هـ/1328م، بسبب مسألة "زيارة القبور وشد الرحال لها". وبالإضافة إلى ذلك، فقد تعرض للمضايقات من الفقهاء المتكلمين والحكام بسبب عقيدته التي صرح بها في الفتوى الحموية في سنة 698 هـ/1299م والعقيدة الواسطية في سنة 705 هـ/1306م التي أثبت فيهما الصفات السمعية التي جاءت في الكتاب والسنة مثل اليد والوجه والعين والنزول والاستواء والفوقية، مع نفي الكيفية عنها.

عاصر ابن تيمية غزوات المغول على الشام، وقد كان له دور في التصدي لهم، ومن ذلك أنه التقى 699 هـ/1299م بالسُلطان التتاري "محمود غازان" بعد قدومه إلى الشام، وأخذ منه وثيقة أمان أجلت دخول التتار إلى دمشق فترة من الزمن. ومنها في سنة 700 هـ/1300م حين أشيع في دمشق قصد التتار الشام، عمل ابن تيمية على حث ودفع المسلمين في دمشق على قتالهم، وتوجهه أيضاً إلى السُلطان في مصر وحثه هو الآخر على المجيء لقتالهم. إلا أن التتار رجعوا في ذلك العام. وفي سنة 702 هـ/1303م اشترك ابن تيمية في "معركة شقحب" التي انتهت بانتصار المماليك على التتار، وقد عمل فيها على حث المسلمين على القتال، وتوجه إلى السُلطان للمرة الثانية يستحثه على القتال فاستجاب له السلطان. وقد أشيع في ذلك الوقت حكم قتال التتار حيث أنهم يظهرون الإسلام، فأفتى ابن تيمية بوجوب قتالهم، وأنهم من الطائفة الممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام. وخرج ابن تيمية أيضاً مع نائب السلطنة في دمشق في سنة 699 هـ/1299م وفي سنة 704 هـ/1305م وفي سنة 705 هـ/1305م لقتال أهل "كسروان" و"بلاد الجرد" من الإسماعيلية والباطنية والحاكمية والنصيرية، وقد ذكر في رسالة للسُلطان أن سبب ذلك هو تعاونهم مع جيوش الصليبيين والتتار.

ظهر أثر ابن تيمية في أماكن مختلفة من العالم الإسلامي، فقد ظهر في الجزيرة العربية في حركة محمد بن عبد الوهاب، وظهر أثره في مصر والشام في محمد رشيد رضا من خلال الأبحاث التي كان ينشرها في "مجلة المنار"، وظهر تأثيره في المغرب العربي في الربع الثاني من القرن العشرين عند عبد الحميد بن باديس وفي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

وانتقل تأثيره إلى مراكش على أيدي الطلبة المغاربة الذين درسوا في الأزهر. وهناك من يقول أن تأثيره في مراكش أقدم حينما ظهر تأييد السلطانين محمد بن عبد الله وسليمان بن محمد لحركة محمد بن عبد الوهاب، وأنه ظهر في موجة ثانية في أوائل القرن العشرين على يد كل من القاضي محمد بن العربي العلوي وعلال الفاسي. وفي شبه القارة الهندية فقد وصلت آراؤه إلى هناك مبكراً في القرن الثامن الهجري بعد قدوم بعض تلاميذه إليها، منهم "عبد العزيز الأردبيلي" و"علم الدين سليمان بن أحمد الملتاني" واختفى أثره فيها إلى القرن الحادي عشر الهجري،، حتى ظهرت "الأسرة الدهلوية" ومنها ولي الله الدهلوي وابنه عبد العزيز الدهلوي وإسماعيل بن عبد الغني الدهلوي الذين كانوا كلهم متأثرين بابن تيمية.

ومن المتأثرين به النواب صديق حسن خان القنوجي البخاري ونذير حسين الدهلوي وعبد الرحمن المباركفوري وشمس الحق العظيم آبادي، بالإضافة إلى شبلي بن حبيب الله النعماني وأبو الكلام آزاد. ويبرز استدلال السلفية الجهادية بكتب وفتاوى ابن تيمية في عدة مواقف، كما يظهر تأثر رموز هذا التيار به مثل محمد عبد السلام فرج وأسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي.


شرع بإذن الله تعالى في ذكر بعض الصفات التي تميز بها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، ولا شك أن أول الصفات التي ينبغي أن نتعرفها صفاته الخلقية، فقد كان رحمه الله تعالى أبيض، أسود الرأس واللحية قليل الشيب شعره إلى شحمة أذنيه، وفي الحقيقة لما قرأت في الصفة الخلقية لشيخ الإسلام كنت أبحث عن صفة معينة حسية في جسده، ترى ما هي أهم صفة في إنسان يبحث عنها؟ عينه، كنت أريد وصف العين كثيرا ما ينم عن الشخصية.

فانظر إلى كلام بعض الأئمة في وصف شيخ الإسلام حينما جاء يصف يقول كأن عينيه لسانان ناطقان، وهو تعبير يتسق تماما مع شخصية شيخ الإسلام ابن تيمية، يعني يشع منها الذكاء وكأن العين هي التي تتكلم وليس اللسان، فهذا هو الذي كنت أنتظر وأنا أقرأ في صفته الخلقية فلما وقفت على هذا الوصف فعلا وصف في غاية الدقة بالنسبة لشخصية شيخ الإسلام، يقول كأن عينيه لسانان ناطقان، ربعة من الرجال، يعني متوسط الطول لا هو بالطويل البائن ولا القصير الشائن، بعيد ما بين المنكبين، جهْوَري الصوت، فصيح اللسان، سريع القراءة، تعتريه حِدَّة، ثمَّ يقهرها بحلم وصفح.

هذا مجمل الصفات الخلقية لشيخ الإسلام رحمه الله تعالى، من صفات شيخ الإسلام التي تجسدت في هذه الشخصية الغريبة النادرة كرمه وزهده وورعه، يقول العلامة عبد الباقي بن عبد المجيد اليمني في كتابه لقطة العجلان في مختصر وفيات الأعيان، يقول عن شيخ الإسلام: خصه الله مع هذه المزايا بكرم يستقل الدنيا لوافده ويستنذر الكبريت الحمر لقاصده مع أمر بالمعروف وإغاثة للملهوف، خصه الله بهذه المزايا بكرم يستقل الدنيا لوافده، يعني هذا الكرم إذا أتى عليه وافد أو ضيف أو زائر فإنه لو بذل كل الدنيا في إكرامه لشعر أنه بذل شيئا قليلا، ولم يوفيه حقه هذا من شدة كرمه.

ويستنذر من النذر، النذر الشيء القليل، ويستنذر الكبريت الأحمر لقاصده من يقصده فالكبريت الأحمر الذي يضرب به المثل في النضرة والنفاسة، لكنه يراه قليلا لقاصده مع أمر بالمعروف وإغاثة للملهوف.

وقال صاحب ذيل تاريخ الإسلام: هذا مع ما كان عليه من الكرم الذي لم أشاهد مثله قط، وقد يتعجب بعض الناس لأن بالذات صفة الكرم والجود والسخاء في شيخ الإسلام صفة غريبة جدا يعني شيء عجيب، مع أن الإنسان قد يخال إنما شيخ الإسلام كان رجلا فقيرا جدا، يعني تقريبا لا مال له ومع ذلك كيف يكون كريما؟ قلنا من قبل مرار أن الكرم حالة نفسية ليست حالة الجيب، هذه حالة النفس السخية، فالفقير يمكن أن يكون في غاية السخاء والكرم لأنه يجود كما يقولون بالموجود بما استطاع، وممكن الغني صاحب الملايين ويكون بخيلا ويضن بالمليم يعني، فإذًا الكرم ليست حالة مادية لكن هي أساسا حالة نفسية شعور وطباع وسخاء يجبل عليه الإنسان.

فلذلك شيخ الإسلام يحكى عنه أمور مدهشة وهذه الصفة بالذات بارزة فيه بروزا عجيبا لكل من اقترب منه وعاشره رحمه الله تعالى، تعرض له مرة رجل مسكين ووقف ما تكلم فرثى شيخ الإسلام لحاله وما كان معه شيء، فقام بنزع عمامته أمام الحاضرين وشقها نصفين وأعطاه نصفها وألبسه إياه عمامة، في مرة أخرى لم يجد شيء إلا أن تصدق بالثوب الذي كان عليه، خلع ثوبه وأعطاه للسائل.
محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم - محمد إسماعيل المقدم (1952)، من مواليد الإسكندرية، ومؤسس الدعوة السلفية بها [1]، إلى جانب آخرين مثل الدكتور سعيد عبد العظيم، والدكتور أحمد فريد، والدكتور ياسر برهامى.. المقدم طبيب حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة، ومن مشايخ الدعوة السلفية بمصر والعالم الإسلامي. له العديد من المؤلفات بالإضافة إلى المحاضرات المسموعة والمصورة. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ علو الهمة ❝ ❞ خدعة هرمجدون ❝ ❞ محو الأمية التربوية ❝ ❞ عودة الحجاب ❝ ❞ أصول بلا أصول: بحث وافي في رد عدوان الصوفية ومدعي المهدية على مصادر التلقي والمرجعية الشرعية ❝ ❞ حرمة أهل العلم ❝ ❞ اللحية لماذا ؟ ❝ ❞ أدلة الحجاب : بحث جامع لفضائل الحجاب وأدلة وجوبه والرد على من أباح السفور ❝ ❞ فقه أشراط الساعة ❝ الناشرين : ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ دار ابن الجوزي ❝ ❞ دار طيبة للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الوطن للطباعة والنشر والتوزيع - السعودية ❝ ❞ الدار العالمية للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الإيمان للطبع والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار التوحيد للنشر ❝ ❞ دار بلنسية ❝ ❞ دار الأرقم للنشر والتوزيع - الكويت ❝ ❞ دار العقيدة ❝ ❞ ط. دار الامل ❝ ❞ دار القمة ودار الإيمان ❝ ❞ دار طيبة الدمشقية للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❱
من التراجم والأعلام - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
صفات شيخ الإسلام ابن تيمية

تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَلِيمِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ النُّمَيْرِيُّ الْحَرَّانِيُّ (661هـ - 728هـ / 1263م - 1328م) المشهور باسم ابن تيميَّة. هو فقيه ومحدث ومفسر وفيلسوف ومتكلم وعالم مسلم مجتهد من علماء أهل السنة والجماعة. وهو أحد أبرز العلماء المسلمين خلال النصف الثاني من القرن السابع والثلث الأول من القرن الثامن الهجري. نشأ ابن تيميَّة حنبلي المذهب فأخذ الفقه الحنبلي وأصوله عن أبيه وجده، كما كان من الأئمة المجتهدين في المذهب، فقد كان يفتي في العديد من المسائل على خلاف معتمد الحنابلة لما يراه موافقاً للدليل من الكتاب والسُنة ثم على آراء الصحابة وآثار السلف.

وُلد ابن تيميَّة سنة 661هـ المُوافقة لسنة 1263م في مدينة حران للفقيه الحنبلي عبد الحليم ابن تيمية و"ست النعم بنت عبد الرحمن الحَرَّانية"، ونشأ نشأته الأولى في مدينة حران. بعد بلوغه سن السابعة، هاجرت عائلته منها إلى مدينة دمشق بسبب إغارة التتار عليها وكان ذلك في سنة 667 هـ. وحال وصول الأسرة إلى هناك بدأ والده عبد الحليم ابن تيمية بالتدريس في الجامع الأموي وفي "دار الحديث السُّكَّرية". أثناء نشأة ابن تيمية في دمشق اتجه لطلب العلم، ويذكر المؤرخون أنه أخذ العلم من أزيد من مائتي شيخ في مختلف العلوم منها التفسير والحديث والفقه والعربية. وقد شرع في التأليف والتدريس في سن السابعة عشرة. بعد وفاة والده سنة 682 هـ بفترة، أخذ مكانه في التدريس في "دار الحديث السُّكَّرية"، بالإضافة إلى أنه كان لديه درس لتفسير القرآن الكريم في الجامع الأموي ودرس "بالمدرسة الحنبلية" في دمشق.

واجه ابن تيمية السجن والاعتقال عدة مرات، كانت أولها سنة 693 هـ/1294م بعد أن اعتقله نائب السلطنة في دمشق لمدة قليلة بتهمة تحريض العامة، وسبب ذلك أن ابن تيمية قام على أحد النصارى الذي بلغه عنه أنه شتم النبي محمد. وفي سنة 705 هـ/1306م سُجن في القاهرة مع أخويه "شرف الدين عبد الله" و"زين الدين عبد الرحمن" مدة ثمانية عشر شهراً إلى سنة 707 هـ/1307م، بسبب مسألة العرش ومسألة الكلام ومسألة النزول. وسجن أيضاً لمدة أيام في شهر شوال سنة 707 هـ/1308م بسبب شكوى من الصوفية، لأنه تكلم في القائلين بوحدة الوجود وهم ابن عربي وابن سبعين والقونوي والحلاج. وتم الترسيم(2) عليه في سنة 709 هـ/1309م مدة ثمانية أشهر في مدينة الإسكندرية، وخرج منه بعد عودة السلطان الناصر محمد بن قلاوون للحكم. وفي سنة 720 هـ/1320م سُجن بسبب "مسألة الحلف بالطلاق" نحو ستة أشهر. وسجن في سنة 726 هـ/1326م حتى وفاته سنة 728 هـ/1328م، بسبب مسألة "زيارة القبور وشد الرحال لها". وبالإضافة إلى ذلك، فقد تعرض للمضايقات من الفقهاء المتكلمين والحكام بسبب عقيدته التي صرح بها في الفتوى الحموية في سنة 698 هـ/1299م والعقيدة الواسطية في سنة 705 هـ/1306م التي أثبت فيهما الصفات السمعية التي جاءت في الكتاب والسنة مثل اليد والوجه والعين والنزول والاستواء والفوقية، مع نفي الكيفية عنها.

عاصر ابن تيمية غزوات المغول على الشام، وقد كان له دور في التصدي لهم، ومن ذلك أنه التقى 699 هـ/1299م بالسُلطان التتاري "محمود غازان" بعد قدومه إلى الشام، وأخذ منه وثيقة أمان أجلت دخول التتار إلى دمشق فترة من الزمن. ومنها في سنة 700 هـ/1300م حين أشيع في دمشق قصد التتار الشام، عمل ابن تيمية على حث ودفع المسلمين في دمشق على قتالهم، وتوجهه أيضاً إلى السُلطان في مصر وحثه هو الآخر على المجيء لقتالهم. إلا أن التتار رجعوا في ذلك العام. وفي سنة 702 هـ/1303م اشترك ابن تيمية في "معركة شقحب" التي انتهت بانتصار المماليك على التتار، وقد عمل فيها على حث المسلمين على القتال، وتوجه إلى السُلطان للمرة الثانية يستحثه على القتال فاستجاب له السلطان. وقد أشيع في ذلك الوقت حكم قتال التتار حيث أنهم يظهرون الإسلام، فأفتى ابن تيمية بوجوب قتالهم، وأنهم من الطائفة الممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام. وخرج ابن تيمية أيضاً مع نائب السلطنة في دمشق في سنة 699 هـ/1299م وفي سنة 704 هـ/1305م وفي سنة 705 هـ/1305م لقتال أهل "كسروان" و"بلاد الجرد" من الإسماعيلية والباطنية والحاكمية والنصيرية، وقد ذكر في رسالة للسُلطان أن سبب ذلك هو تعاونهم مع جيوش الصليبيين والتتار.

ظهر أثر ابن تيمية في أماكن مختلفة من العالم الإسلامي، فقد ظهر في الجزيرة العربية في حركة محمد بن عبد الوهاب، وظهر أثره في مصر والشام في محمد رشيد رضا من خلال الأبحاث التي كان ينشرها في "مجلة المنار"، وظهر تأثيره في المغرب العربي في الربع الثاني من القرن العشرين عند عبد الحميد بن باديس وفي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

وانتقل تأثيره إلى مراكش على أيدي الطلبة المغاربة الذين درسوا في الأزهر. وهناك من يقول أن تأثيره في مراكش أقدم حينما ظهر تأييد السلطانين محمد بن عبد الله وسليمان بن محمد لحركة محمد بن عبد الوهاب، وأنه ظهر في موجة ثانية في أوائل القرن العشرين على يد كل من القاضي محمد بن العربي العلوي وعلال الفاسي. وفي شبه القارة الهندية فقد وصلت آراؤه إلى هناك مبكراً في القرن الثامن الهجري بعد قدوم بعض تلاميذه إليها، منهم "عبد العزيز الأردبيلي" و"علم الدين سليمان بن أحمد الملتاني" واختفى أثره فيها إلى القرن الحادي عشر الهجري،، حتى ظهرت "الأسرة الدهلوية" ومنها ولي الله الدهلوي وابنه عبد العزيز الدهلوي وإسماعيل بن عبد الغني الدهلوي الذين كانوا كلهم متأثرين بابن تيمية.

ومن المتأثرين به النواب صديق حسن خان القنوجي البخاري ونذير حسين الدهلوي وعبد الرحمن المباركفوري وشمس الحق العظيم آبادي، بالإضافة إلى شبلي بن حبيب الله النعماني وأبو الكلام آزاد. ويبرز استدلال السلفية الجهادية بكتب وفتاوى ابن تيمية في عدة مواقف، كما يظهر تأثر رموز هذا التيار به مثل محمد عبد السلام فرج وأسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي.


شرع بإذن الله تعالى في ذكر بعض الصفات التي تميز بها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، ولا شك أن أول الصفات التي ينبغي أن نتعرفها صفاته الخلقية، فقد كان رحمه الله تعالى أبيض، أسود الرأس واللحية قليل الشيب شعره إلى شحمة أذنيه، وفي الحقيقة لما قرأت في الصفة الخلقية لشيخ الإسلام كنت أبحث عن صفة معينة حسية في جسده، ترى ما هي أهم صفة في إنسان يبحث عنها؟ عينه، كنت أريد وصف العين كثيرا ما ينم عن الشخصية.

فانظر إلى كلام بعض الأئمة في وصف شيخ الإسلام حينما جاء يصف يقول كأن عينيه لسانان ناطقان، وهو تعبير يتسق تماما مع شخصية شيخ الإسلام ابن تيمية، يعني يشع منها الذكاء وكأن العين هي التي تتكلم وليس اللسان، فهذا هو الذي كنت أنتظر وأنا أقرأ في صفته الخلقية فلما وقفت على هذا الوصف فعلا وصف في غاية الدقة بالنسبة لشخصية شيخ الإسلام، يقول كأن عينيه لسانان ناطقان، ربعة من الرجال، يعني متوسط الطول لا هو بالطويل البائن ولا القصير الشائن، بعيد ما بين المنكبين، جهْوَري الصوت، فصيح اللسان، سريع القراءة، تعتريه حِدَّة، ثمَّ يقهرها بحلم وصفح.

هذا مجمل الصفات الخلقية لشيخ الإسلام رحمه الله تعالى، من صفات شيخ الإسلام التي تجسدت في هذه الشخصية الغريبة النادرة كرمه وزهده وورعه، يقول العلامة عبد الباقي بن عبد المجيد اليمني في كتابه لقطة العجلان في مختصر وفيات الأعيان، يقول عن شيخ الإسلام: خصه الله مع هذه المزايا بكرم يستقل الدنيا لوافده ويستنذر الكبريت الحمر لقاصده مع أمر بالمعروف وإغاثة للملهوف، خصه الله بهذه المزايا بكرم يستقل الدنيا لوافده، يعني هذا الكرم إذا أتى عليه وافد أو ضيف أو زائر فإنه لو بذل كل الدنيا في إكرامه لشعر أنه بذل شيئا قليلا، ولم يوفيه حقه هذا من شدة كرمه.

ويستنذر من النذر، النذر الشيء القليل، ويستنذر الكبريت الأحمر لقاصده من يقصده فالكبريت الأحمر الذي يضرب به المثل في النضرة والنفاسة، لكنه يراه قليلا لقاصده مع أمر بالمعروف وإغاثة للملهوف.

وقال صاحب ذيل تاريخ الإسلام: هذا مع ما كان عليه من الكرم الذي لم أشاهد مثله قط، وقد يتعجب بعض الناس لأن بالذات صفة الكرم والجود والسخاء في شيخ الإسلام صفة غريبة جدا يعني شيء عجيب، مع أن الإنسان قد يخال إنما شيخ الإسلام كان رجلا فقيرا جدا، يعني تقريبا لا مال له ومع ذلك كيف يكون كريما؟ قلنا من قبل مرار أن الكرم حالة نفسية ليست حالة الجيب، هذه حالة النفس السخية، فالفقير يمكن أن يكون في غاية السخاء والكرم لأنه يجود كما يقولون بالموجود بما استطاع، وممكن الغني صاحب الملايين ويكون بخيلا ويضن بالمليم يعني، فإذًا الكرم ليست حالة مادية لكن هي أساسا حالة نفسية شعور وطباع وسخاء يجبل عليه الإنسان.

فلذلك شيخ الإسلام يحكى عنه أمور مدهشة وهذه الصفة بالذات بارزة فيه بروزا عجيبا لكل من اقترب منه وعاشره رحمه الله تعالى، تعرض له مرة رجل مسكين ووقف ما تكلم فرثى شيخ الإسلام لحاله وما كان معه شيء، فقام بنزع عمامته أمام الحاضرين وشقها نصفين وأعطاه نصفها وألبسه إياه عمامة، في مرة أخرى لم يجد شيء إلا أن تصدق بالثوب الذي كان عليه، خلع ثوبه وأعطاه للسائل.

.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَلِيمِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ النُّمَيْرِيُّ الْحَرَّانِيُّ (661هـ - 728هـ / 1263م - 1328م) المشهور باسم ابن تيميَّة. هو فقيه ومحدث ومفسر وفيلسوف ومتكلم وعالم مسلم مجتهد من علماء أهل السنة والجماعة. وهو أحد أبرز العلماء المسلمين خلال النصف الثاني من القرن السابع والثلث الأول من القرن الثامن الهجري. نشأ ابن تيميَّة حنبلي المذهب فأخذ الفقه الحنبلي وأصوله عن أبيه وجده، كما كان من الأئمة المجتهدين في المذهب، فقد كان يفتي في العديد من المسائل على خلاف معتمد الحنابلة لما يراه موافقاً للدليل من الكتاب والسُنة ثم على آراء الصحابة وآثار السلف.

وُلد ابن تيميَّة سنة 661هـ المُوافقة لسنة 1263م في مدينة حران للفقيه الحنبلي عبد الحليم ابن تيمية و"ست النعم بنت عبد الرحمن الحَرَّانية"، ونشأ نشأته الأولى في مدينة حران. بعد بلوغه سن السابعة، هاجرت عائلته منها إلى مدينة دمشق بسبب إغارة التتار عليها وكان ذلك في سنة 667 هـ. وحال وصول الأسرة إلى هناك بدأ والده عبد الحليم ابن تيمية بالتدريس في الجامع الأموي وفي "دار الحديث السُّكَّرية". أثناء نشأة ابن تيمية في دمشق اتجه لطلب العلم، ويذكر المؤرخون أنه أخذ العلم من أزيد من مائتي شيخ في مختلف العلوم منها التفسير والحديث والفقه والعربية. وقد شرع في التأليف والتدريس في سن السابعة عشرة. بعد وفاة والده سنة 682 هـ بفترة، أخذ مكانه في التدريس في "دار الحديث السُّكَّرية"، بالإضافة إلى أنه كان لديه درس لتفسير القرآن الكريم في الجامع الأموي ودرس "بالمدرسة الحنبلية" في دمشق.

واجه ابن تيمية السجن والاعتقال عدة مرات، كانت أولها سنة 693 هـ/1294م بعد أن اعتقله نائب السلطنة في دمشق لمدة قليلة بتهمة تحريض العامة، وسبب ذلك أن ابن تيمية قام على أحد النصارى الذي بلغه عنه أنه شتم النبي محمد. وفي سنة 705 هـ/1306م سُجن في القاهرة مع أخويه "شرف الدين عبد الله" و"زين الدين عبد الرحمن" مدة ثمانية عشر شهراً إلى سنة 707 هـ/1307م، بسبب مسألة العرش ومسألة الكلام ومسألة النزول. وسجن أيضاً لمدة أيام في شهر شوال سنة 707 هـ/1308م بسبب شكوى من الصوفية، لأنه تكلم في القائلين بوحدة الوجود وهم ابن عربي وابن سبعين والقونوي والحلاج. وتم الترسيم(2) عليه في سنة 709 هـ/1309م مدة ثمانية أشهر في مدينة الإسكندرية، وخرج منه بعد عودة السلطان الناصر محمد بن قلاوون للحكم. وفي سنة 720 هـ/1320م سُجن بسبب "مسألة الحلف بالطلاق" نحو ستة أشهر. وسجن في سنة 726 هـ/1326م حتى وفاته سنة 728 هـ/1328م، بسبب مسألة "زيارة القبور وشد الرحال لها". وبالإضافة إلى ذلك، فقد تعرض للمضايقات من الفقهاء المتكلمين والحكام بسبب عقيدته التي صرح بها في الفتوى الحموية في سنة 698 هـ/1299م والعقيدة الواسطية في سنة 705 هـ/1306م التي أثبت فيهما الصفات السمعية التي جاءت في الكتاب والسنة مثل اليد والوجه والعين والنزول والاستواء والفوقية، مع نفي الكيفية عنها.

عاصر ابن تيمية غزوات المغول على الشام، وقد كان له دور في التصدي لهم، ومن ذلك أنه التقى 699 هـ/1299م بالسُلطان التتاري "محمود غازان" بعد قدومه إلى الشام، وأخذ منه وثيقة أمان أجلت دخول التتار إلى دمشق فترة من الزمن. ومنها في سنة 700 هـ/1300م حين أشيع في دمشق قصد التتار الشام، عمل ابن تيمية على حث ودفع المسلمين في دمشق على قتالهم، وتوجهه أيضاً إلى السُلطان في مصر وحثه هو الآخر على المجيء لقتالهم. إلا أن التتار رجعوا في ذلك العام. وفي سنة 702 هـ/1303م اشترك ابن تيمية في "معركة شقحب" التي انتهت بانتصار المماليك على التتار، وقد عمل فيها على حث المسلمين على القتال، وتوجه إلى السُلطان للمرة الثانية يستحثه على القتال فاستجاب له السلطان. وقد أشيع في ذلك الوقت حكم قتال التتار حيث أنهم يظهرون الإسلام، فأفتى ابن تيمية بوجوب قتالهم، وأنهم من الطائفة الممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام. وخرج ابن تيمية أيضاً مع نائب السلطنة في دمشق في سنة 699 هـ/1299م وفي سنة 704 هـ/1305م وفي سنة 705 هـ/1305م لقتال أهل "كسروان" و"بلاد الجرد" من الإسماعيلية والباطنية والحاكمية والنصيرية، وقد ذكر في رسالة للسُلطان أن سبب ذلك هو تعاونهم مع جيوش الصليبيين والتتار.

ظهر أثر ابن تيمية في أماكن مختلفة من العالم الإسلامي، فقد ظهر في الجزيرة العربية في حركة محمد بن عبد الوهاب، وظهر أثره في مصر والشام في محمد رشيد رضا من خلال الأبحاث التي كان ينشرها في "مجلة المنار"، وظهر تأثيره في المغرب العربي في الربع الثاني من القرن العشرين عند عبد الحميد بن باديس وفي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. 

وانتقل تأثيره إلى مراكش على أيدي الطلبة المغاربة الذين درسوا في الأزهر. وهناك من يقول أن تأثيره في مراكش أقدم حينما ظهر تأييد السلطانين محمد بن عبد الله وسليمان بن محمد لحركة محمد بن عبد الوهاب، وأنه ظهر في موجة ثانية في أوائل القرن العشرين على يد كل من القاضي محمد بن العربي العلوي وعلال الفاسي. وفي شبه القارة الهندية فقد وصلت آراؤه إلى هناك مبكراً في القرن الثامن الهجري بعد قدوم بعض تلاميذه إليها، منهم "عبد العزيز الأردبيلي" و"علم الدين سليمان بن أحمد الملتاني" واختفى أثره فيها إلى القرن الحادي عشر الهجري،، حتى ظهرت "الأسرة الدهلوية" ومنها ولي الله الدهلوي وابنه عبد العزيز الدهلوي وإسماعيل بن عبد الغني الدهلوي الذين كانوا كلهم متأثرين بابن تيمية. 

ومن المتأثرين به النواب صديق حسن خان القنوجي البخاري ونذير حسين الدهلوي وعبد الرحمن المباركفوري وشمس الحق العظيم آبادي، بالإضافة إلى شبلي بن حبيب الله النعماني وأبو الكلام آزاد. ويبرز استدلال السلفية الجهادية بكتب وفتاوى ابن تيمية في عدة مواقف، كما يظهر تأثر رموز هذا التيار به مثل محمد عبد السلام فرج وأسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي.

صفات شيخ الإسلام ابن تيمية

نسب ابن تيمية

سيرة ابن تيمية

لماذا سمي ابن تيمية شيخ الاسلام

سيرة ابن تيمية pdf

كيف توفي ابن تيمية

نسب ابن تيمية كردي من اصول يهودية

هل تزوج ابن تيمية

من اقوال شيخ الاسلام ابن تيمية



نوع الكتاب : doc.
عداد القراءة: عدد قراءة صفات شيخ الإسلام ابن تيمية

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل صفات شيخ الإسلام ابن تيمية
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات docقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات doc
يمكن تحميلة من هنا 'http://www.microsoftstore.com/store/msmea/ar_EG/pdp/Office-365-Personal/productID.299498600'

المؤلف:
محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم - Mohammed bin Ahmed bin Ismail al mokadem

كتب محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم محمد إسماعيل المقدم (1952)، من مواليد الإسكندرية، ومؤسس الدعوة السلفية بها [1]، إلى جانب آخرين مثل الدكتور سعيد عبد العظيم، والدكتور أحمد فريد، والدكتور ياسر برهامى.. المقدم طبيب حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة، ومن مشايخ الدعوة السلفية بمصر والعالم الإسلامي. له العديد من المؤلفات بالإضافة إلى المحاضرات المسموعة والمصورة.❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ علو الهمة ❝ ❞ خدعة هرمجدون ❝ ❞ محو الأمية التربوية ❝ ❞ عودة الحجاب ❝ ❞ أصول بلا أصول: بحث وافي في رد عدوان الصوفية ومدعي المهدية على مصادر التلقي والمرجعية الشرعية ❝ ❞ حرمة أهل العلم ❝ ❞ اللحية لماذا ؟ ❝ ❞ أدلة الحجاب : بحث جامع لفضائل الحجاب وأدلة وجوبه والرد على من أباح السفور ❝ ❞ فقه أشراط الساعة ❝ الناشرين : ❞ موقع دار الإسلام ❝ ❞ دار ابن الجوزي ❝ ❞ دار طيبة للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الوطن للطباعة والنشر والتوزيع - السعودية ❝ ❞ الدار العالمية للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الإيمان للطبع والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار التوحيد للنشر ❝ ❞ دار بلنسية ❝ ❞ دار الأرقم للنشر والتوزيع - الكويت ❝ ❞ دار العقيدة ❝ ❞ ط. دار الامل ❝ ❞ دار القمة ودار الإيمان ❝ ❞ دار طيبة الدمشقية للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❱. المزيد..

كتب محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم