هؤلاء قدوتنا
تأليف
خير سليمان شواهين شهرزاد صالح بدندي
المقدمة
يحزن المسلم كثيرا لما يشاهده من أفعال الشباب والشابات هذه الأيام, حيث يقتدون ويقلّدون فئات من ألناس أو أشخاصا بعينهم لا يساوون في ميزان الله شيئا,قال تعالى:
{.. إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (13) سورة الحجرات
فنجد بعضهم يقلد ممثّلا ماجنا أو ممثّلة ساقطة ,أو مطربا لا يتقن غير الزعيق والنعيق, أو راقصة لا تعرف غير هزّ خصرها, أو لاعبا لا يتقن إلاّ رمي الكرة بقدميه,ولا يستخدم الكرة الفارغة التي يحملها فوق كتفيه,والمشكلة أن معظم اللاعبين الذين يقلدهم الشباب من غير المسلمين وجميع شعاراتهم كفرية تتضمن الصليب ورموزا أخرى مثل رموز عبدة الشيطان والماسونية واليهودية والبوذية وغيرها,
والأدهى من ذلك تجده عند من يقلد جنديا أجنبيا كافرا قتل وسفك دماء المسلمين واعتدى على الأعراض والحرمات فيحلق رأسه بطريقة حلق ذلك الجندي,أو يجعل سرواله نازلا للأسفل ليكشف نصف قفاه مقلدا الشواذ في بلاد الغرب.
وبعض هؤلاء الشباب ممن تجدهم يحملون أفكارا يدّعون أنها (ثورية, أو إصلاحية أو بطولية) يقلدون ذلك الشيوعي الملحد العفن(جيفارا), أو ذلك -البطل- الذي يتقن البطولة في الأفلام فقط,رامبو أو الرجل العنكبوت.
كما تجد بعض الأطفال والشباب يقلّدون شخصيات كرتونية قميئة مثل:الفأر ميكي أو بوباي أو زورو وجميع هذه -الأشياء- لا تصلح إلا للإلقاء في سلة القمامة.
ما يحزن كل مسلم واع رؤيته لهؤلاء الشباب يبحثون عن البطولة المزّيفة لدى أمم الشرق والغرب مع أنه لا يوجد أمة في العالم أنجبت أبطالا حقيقيين لهم قيمتهم في ميزان البشر ,وكذلك في ميزان الله سبحانه وتعالى مثل أمتنا.
وحتى في الجاهلية كان العرب يتصفون بكثير من مكارم الأخلاق,مثل الكرم والشجاعة والعفة وغيرها,وهذه الأخلاق لا توجد لدى –أبطال اليوم- الذين يقتدي بهم أبناءنا.
)قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق (
أخرجه الحاكم في المستدرك (2/313) , و صححه الألباني في الصحيحة (45) .
فنجد حاتم الطائي أكرم العرب,ونقرأ لعنترة العبسي هذا الشعر فهو يغض نظره وهو جاهلي لم يدرك الإسلام ولم ينعم بحلاوة الإيمان
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها
إني امرؤ سمح الخليقة ماجد لا أتبع النفس اللجوج هواها
بمن نقتدي:
قال تعالى:
1-{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (21) سورة الأحزاب
2-{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ ...ُ} (4) سورة الممتحنة
3-{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} (6) سورة الممتحنة
4-{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} (90) سورة الأنعام
لقد أمرنا سبحانه وتعالى أن نقتدي برسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وجميع أنبياء الله وأتباعهم من المؤمنين الصالحين المخلصين.
ونحن في هذا الكتاب نقدم – وبشكل مختصر - أمثلة تتضمن عددا من أبطال أمتنا من الرجال والناس ابتداء من عصر النبوة وحتى عصرنا الحالي, وكل واحد من هؤلاء الأبطال يمثل وجها مختلفا لأوجه البطولة,فمنهم المجاهدين الشجعان,ومنهم أهل العلم أو الزهد أو العفة ,ومنهم الشباب والشيوخ,وبعضهم من العرب والبعض الآخر من إخواننا المسلمين من غير العرب.
وكما ذكرنا سابقا فإن قدوتنا هم الأنبياء وعلى رأسهم نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم,وآل بيته الكرام والخلفاء الراشدين وجميع صحابته رضي الله عنهم جميعا
قال صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم "
وقال الشاعر:
فتشبهوا بهم إنْ لم تكونوا مثلهم إنَّ التشبـه بالكرام فـلاح
ورحم الله الإمام الشافعي حين قال تواضعاً:
أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنـال بهم شفاعـة
وأكره من تجارته المعاصي وإن كنا سواء في البضاعـة
ونحن في هذا الكتاب لن نتحدث عن سيرة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم,وآل بيته والخلفاء الراشدين لأنه على كل مسلم أن يهتم بقراءة سيرهم والتأسي بأفعالهم, وسير هؤلاء العظماء تحتاج لأضعاف هذا الكتاب الصغير, ويوجد في المكتبات الكثير من الكتب التي تقدم سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم وآل بيته وصحابته رضي الله عنهم جميعا.
ويمكن أن نورد في هذه المقدمة قصة قصيرة عن أحد ساداتنا من آل البيت الكرام وهو زين العابدين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعا:
علي بن الحسين زين العابدين وصدقة السر:
كان علي بن الحسين زين العابدين يحمل الصدقات والطعام ليلاً على ظهره، ويوصل ذلك إلى بيوت الأرامل والفقراء في المدينة، ولا يعلمون من وضعها، وكان لا يستعين بخادم ولا عبد أو غيره لئلا يطلع عليه أحد.
وبقي كذلك سنوات طويلة، وما كان الفقراء والأرامل يعلمون كيف جاءهم هذا الطعام.
فلما مات وجدوا على ظهره آثاراً من السواد، فعلموا أن ذلك بسبب ما كان يحمله على ظهره، فما انقطعت صدقة السر في المدينة حتى مات زين العابدين.
في هذا الكتاب ذكرنا أشخاصا معظمهم من عامة الناس ولكنهم سطروا سيرهم بحروف من نور وأصبحوا قدوة لنا وسيرتهم نورا يضيء لنا الطريق.
وهذا الكتاب نقدمه لأبنائنا الشباب والشابات رجال ونساء المستقبل متمنين من كل منهم اختيار أحد هؤلاء الأبطال ليكون قدوته ليسعد في الدنيا والآخرة,ويلقي كل ما يملك من رموز وشعارات وصور لتلك القمامة التي ذكرنا سابقا في المكان المناسب لها وهو سلسلة النفايات.
قراءة و تحميل كتاب الحج من شرح بلوغ المرام لابن باز رحمه الله PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب السيوف البواتر على من بدل ميقات الفجر الصادق PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب إسماعيل بن يحيى المزني ورسالته شرح السنة PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب برنامج مكتبة الشيخ عبد المحسن العباد PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب مسلمو أهل الكتاب وأثرهم في الدفاع عن القضايا القرآنية PDF مجانا