كتاب كشف الستر عما ورد في السفر إلى القبركتب إسلامية

كتاب كشف الستر عما ورد في السفر إلى القبر

لم يشرع النبي صلى الله عليه وسلم السفر لزيارة القبور مطلقًا؛ سواء كانت قبور أنبياء أو صالحين أو غيرهم، ولم يسبق إلى ذلك الصحابة رضي الله عنهم، وهم أعلم الناس بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأشدهم تمسُّكًا بها، ولم يُجِز ذلك أحد من أئمة الدين الذين يعتدُّ بهم. والثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن شدِّ الرحال لغير المساجد الثلاثة؛ كما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تُشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى))؛ وذلك لمضاعفة الحسنات بهذه المساجد الثلاثة، ولما لها من الفضل؛ كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاةٌ في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام))، وعن عبدالله بن الزبير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاةٌ في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي هذا)). أخرجه أحمد وابن خزيمة وابن حبان، وفي رواية أخرجها أحمد وابن ماجه: ((وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه)). فلو كان شدُّ الرَّحْل لقصد قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره جائزًا، لبيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم، وزيارة المدينة ليست للقبر، وإنما هي للمسجد، فمن نوى بزيارته القبر لا المسجد، فقد خالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم، ورغب عن سنته، والقول بشرعية شدِّ الرحال لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم يفضي إلى اتِّخاذه عيدًا، ويوقع في المحذور الذي خالفه الرسول صلى الله عليه وسلم من الغلو والإطراء؛ كما قد وقع الكثير من الناس في ذلك بسبب اعتقادهم شرعية شد الرحال لزيارة قبره عليه السلام. وأما ما يروى في هذا الباب من الأحاديث التي يَحْتَجُّ بها من قال بشرعية شد الرحال إلى قبره صلى الله عليه وسلم - فهي أحاديث ضعيفة الأسانيد، بل موضوعة؛ كما قد نَبَّه على ضعفها الحفاظ؛ كالدارقطني، والبيهقي، والحافظ ابن حجر وغيرهم؛ فلا يجوز أن يعارض بها الأحاديث الصحيحة الدالة على تحريم شد الرحال لغير المساجد الثلاثة. ومن الأحاديث الموضوعة في هذا الباب حديث: ((من حجَّ ولم يزرني فقد جفاني))، وحديث: ((من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي))، وحديث: ((مَن زارني وزار أبي إبراهيمَ في عام، ضمنت له على الله الجنة))، وحديث: ((مَن زار قبري وجبت له شفاعتي)) - فهذه الأحاديث وأشباهها لم يثبت منها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال الحافظ ابن حجر في التلخيص بعد ما ذكر أكثر هذه الروايات: طرق هذا الحديث كلُّها ضعيفة. وقال الحافظ العقيلي: لا يَصِحُّ في هذا الباب شيء. وجزم شيخ الإسلام: أن هذه الأحاديث موضوعة، ولو كان شيء منها ثابتًا لكان الصحابة رضي الله عنهم أسبقَ الناس إلى العمل به، وبيانه للأمة. وقصة الأعرابي التي تروى عن العتبي: أن أعرابيًّا جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ ﴾ [النساء: 64] الآية، إلى آخر القصة، هذه القصة لا صحةَ لها، ولا يصح لها سندٌ عن العتبي، ولا هي مما يحتجُّ به، قال ذلك صاحب الصارم المنكي في الردِّ على السُّبكي وغيره، ومثلها ما يروى عن مجيء بلال من الشام، وقصة قوله وفعله عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، هذه الحكايات وما شابهها أثبت المحقِّقون من أهل العلم والفضل عدمَ صحتها، وأثبتوا تنزيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإقدام على شيء من هذه الأمور المبتدعة المنهي عنها، ومن الأحاديث والحكايات المكذوبة التي اشتهرت على ألسنة بعض العوام الحديث: ((توسلوا بجاهي؛ فإن جاهي عند الله عظيم)) هذا الحديث موضوع لا أصل له في جميع كتب السنة، وجاء في كتاب السنن والمبتدعات التأكيد الجازم بأنه موضوع مفترًى لا أصل له قطعًا، ومعلوم أن جاه النبي صلى الله عليه وسلم عظيم عند الله، ولكن التوسل به لم يرد، والخير والبركة والرضوان في الاتباع لا في الابتداع. ومن تلك الأحاديث المكذوبة: ((إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور))، وحديث: ((لو حَسَّن أحدكم ظنَّه بحجر نفعه))، وحديث: ((إن الله يوكِّل ملكًا على قبر كل ولي يقضي حوائج الناس))، هذه الأحاديث ونحوها كلُّها مكذوبة لا وجود لها في كتب السنة المعتمدة، ولا يصدقها عاقل عالم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن الأكاذيب ما يحكى عن أهل القبور أن فلانًا استغاث بالقبر الفلاني في شدة فخلص منها، وفلانًا دعاه أو دعا به في حاجة فقضيت حاجته، وفلانًا نزل به فاسترجى صاحب ذلك القبر فكشف ضره، وعند كثير من السَّدَنة والمقابرة من ذلك ما يطول ذكره من الكذب على الأحياء والأموات، ومع هذا فإن الكثير من الجهلة ينخدعون بمثل هذه الحكايات الباطلة، ويصدقونها؛ فيقصدون صاحب ذلك القبر، ويفعلون عنده مثل ما سمعوا، فيقعون بذلك في الشرك العظيم والعياذ بالله! وقد تقدم في الكلام على الزيارة الشركية المحضة بيان لبعض حالات يجيب الله فيها الدعاء غير المشروع ابتلاء واستدراجًا للداعي، فليراجع. في ذكرِ السلام على النبيِّ صلى الله عليه وسلم عندَ قبره، والسلام على صاحبَيْه: ليست زيارةُ قبر النبيِّ صلى الله عليه وسلم واجبةً ولا شرطًا في الحجِّ ولا في غيره - كما يظنُّه بعض العامَّة وأشباههم - بل هي مستحبَّةٌ في حقِّ مَن زار مسجدَ الرسولِ صلى الله عليه وسلم، أو كان قريبًا منه من الرجال، والذي يُستحبُّ لزائر مسجد النبيِّ صلى الله عليه وسلم هو أن يُقدِّمَ رجلَه اليُمنى عندَ دخوله، ويقول: "بسم اللهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسول اللهِ، أعوذُ بالله العظيمِ، وبوجهِه الكريمِ، وسلطانه القديمِ من الشيطان الرجيم، اللهم افتَحْ لي أبوابَ رحمتك" كما يقول ذلك عند دخولِ سائر المساجد؛ إذ ليس لدخول مسجدِه صلى الله عليه وسلم ودخولِ المسجد الحرام ذكرٌ مخصوص، كما قال ذلك أهل التحقيقِ، ثم يُصلِّي ركعتين؛ فيدعو اللهَ فيهما بما أحبَّ من خيرَيِ الدنيا والآخرةِ، وإن صلَّاهما في الروضة الشريفة، فهو أفضل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ما بينَ بيتي ومِنبري روضةٌ من رياض الجنة)). أما الفريضةُ: فينبغي للزائرِ والمستوطن أن يتقدَّم إليها، ويحافظَ على الصف الأول فالأول، وإن كان في الزيادة القبْليَّة؛ لما جاء في الأحاديث الصحيحة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم من الحثِّ والترغيب في الصف الأول؛ مثل قوله: ((لو يعلمُ الناسُ ما في النداء والصفِّ الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه، لاستهموا))؛ رواه البخاري ومسلم، ومثل قولِه صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((تقدَّموا فَأْتمُّوا بي، وليَأْتَمَّ بكم مَن بعدَكم، ولا يزالُ الرجلُ يتأخَّر عن الصلاة حتى يؤخِّرَه اللهُ))؛ أخرجه مسلم. والأحاديثُ في هذا كثيرة معلومة، وهي عامَّةٌ في مسجده صلى الله عليه وسلم وغير مسجدِه، والدليلُ على عمومها: حثُّه صلى الله عليه وسلم الصحابةَ على ميامنِ الصفوف، ومعلومٌ أن يمينَ الصفِّ في مسجدِه صلى الله عليه وسلم خارجٌ عن الروضة. أما النساءُ فلا يجوز لهنَّ التقدُّمُ؛ بل يتأخَّرْنَ خلفَ الرجال، وكلما كانت المرأةُ بعيدةً عن مشاهدة الرجال، فذلك أفضل، ثم بعدما يصلِّي الزائرُ تحيةَ المسجد يزورُ قبرَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقبرَيْ صاحبَيْه أبي بكرٍ وعمرَ، فيقفُ تِجاهَ قبرِه صلى الله عليه وسلم بأدبٍ، وأبو حنيفة يرى أن يقفَ الزائرُ متوجِّهًا إلى القبلةِ، ثم يُسلِّم عليه صلى الله عليه وسلم، ويغض صوتَه، ويقول: السلام عليكم يا رسول الله ورحمة الله وبركاته. والأحاديثُ الصحيحةُ الثابتة دالَّة على أنه صلى الله عليه وسلم ميِّتٌ كما دل على ذلك القرآن الكريم، وموتُه صلى الله عليه وسلم أمر متَّفَقٌ عليه بينَ أهل العلم، ولكن ذلك لا يمنعُ حياته البرزخيَّة، كما أن موت الشهداء لم يَمنعْ حياتَهم المذكورة في القرآن الكريم، وكذلك جميع الأموات، كما تقدَّم ذكر ذلك في الكلام على الحياة البرزخيَّة. ثم بعدَ السلام على النبيِّ صلى الله عليه وسلم يُسلِّمُ على صاحبَيْه، والاقتصارُ على السلام هو المأثورُ عن الصحابة رضي الله عنهم، وهو الذي يقولُ به الأئمة، وكان ابنُ عمرَ إذا سلَّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبَيْه لا يزيد - غالبًا - على قولِه: السلامُ عليك يا رسولَ الله، السلامُ عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتِ، ثم ينصرفُ.
حماد بن محمد الأنصاري أبو عبد اللطيف - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ رسائل في العقيدة ❝ ❞ كشف الستر عما ورد في السفر إلى القبر ❝ ❞ أبو الحسن الأشعري ❝ الناشرين : ❞ دار الفرقان للنشر والتوزيع ❝ ❱
من كتب إسلامية متنوعة - مكتبة كتب إسلامية.

وصف الكتاب : لم يشرع النبي صلى الله عليه وسلم السفر لزيارة القبور مطلقًا؛ سواء كانت قبور أنبياء أو صالحين أو غيرهم، ولم يسبق إلى ذلك الصحابة رضي الله عنهم، وهم أعلم الناس بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأشدهم تمسُّكًا بها، ولم يُجِز ذلك أحد من أئمة الدين الذين يعتدُّ بهم.

والثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن شدِّ الرحال لغير المساجد الثلاثة؛ كما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تُشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى))؛ وذلك لمضاعفة الحسنات بهذه المساجد الثلاثة، ولما لها من الفضل؛ كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاةٌ في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام))، وعن عبدالله بن الزبير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاةٌ في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي هذا)). أخرجه أحمد وابن خزيمة وابن حبان، وفي رواية أخرجها أحمد وابن ماجه: ((وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه)).

فلو كان شدُّ الرَّحْل لقصد قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره جائزًا، لبيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم، وزيارة المدينة ليست للقبر، وإنما هي للمسجد، فمن نوى بزيارته القبر لا المسجد، فقد خالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم، ورغب عن سنته، والقول بشرعية شدِّ الرحال لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم يفضي إلى اتِّخاذه عيدًا، ويوقع في المحذور الذي خالفه الرسول صلى الله عليه وسلم من الغلو والإطراء؛ كما قد وقع الكثير من الناس في ذلك بسبب اعتقادهم شرعية شد الرحال لزيارة قبره عليه السلام.

وأما ما يروى في هذا الباب من الأحاديث التي يَحْتَجُّ بها من قال بشرعية شد الرحال إلى قبره صلى الله عليه وسلم - فهي أحاديث ضعيفة الأسانيد، بل موضوعة؛ كما قد نَبَّه على ضعفها الحفاظ؛ كالدارقطني، والبيهقي، والحافظ ابن حجر وغيرهم؛ فلا يجوز أن يعارض بها الأحاديث الصحيحة الدالة على تحريم شد الرحال لغير المساجد الثلاثة.

ومن الأحاديث الموضوعة في هذا الباب حديث: ((من حجَّ ولم يزرني فقد جفاني))، وحديث: ((من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي))، وحديث: ((مَن زارني وزار أبي إبراهيمَ في عام، ضمنت له على الله الجنة))، وحديث: ((مَن زار قبري وجبت له شفاعتي)) - فهذه الأحاديث وأشباهها لم يثبت منها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال الحافظ ابن حجر في التلخيص بعد ما ذكر أكثر هذه الروايات: طرق هذا الحديث كلُّها ضعيفة.

وقال الحافظ العقيلي: لا يَصِحُّ في هذا الباب شيء.

وجزم شيخ الإسلام: أن هذه الأحاديث موضوعة، ولو كان شيء منها ثابتًا لكان الصحابة رضي الله عنهم أسبقَ الناس إلى العمل به، وبيانه للأمة.

وقصة الأعرابي التي تروى عن العتبي: أن أعرابيًّا جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ ﴾ [النساء: 64] الآية، إلى آخر القصة، هذه القصة لا صحةَ لها، ولا يصح لها سندٌ عن العتبي، ولا هي مما يحتجُّ به، قال ذلك صاحب الصارم المنكي في الردِّ على السُّبكي وغيره، ومثلها ما يروى عن مجيء بلال من الشام، وقصة قوله وفعله عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، هذه الحكايات وما شابهها أثبت المحقِّقون من أهل العلم والفضل عدمَ صحتها، وأثبتوا تنزيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإقدام على شيء من هذه الأمور المبتدعة المنهي عنها، ومن الأحاديث والحكايات المكذوبة التي اشتهرت على ألسنة بعض العوام الحديث: ((توسلوا بجاهي؛ فإن جاهي عند الله عظيم)) هذا الحديث موضوع لا أصل له في جميع كتب السنة، وجاء في كتاب السنن والمبتدعات التأكيد الجازم بأنه موضوع مفترًى لا أصل له قطعًا، ومعلوم أن جاه النبي صلى الله عليه وسلم عظيم عند الله، ولكن التوسل به لم يرد، والخير والبركة والرضوان في الاتباع لا في الابتداع.

ومن تلك الأحاديث المكذوبة: ((إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور))، وحديث: ((لو حَسَّن أحدكم ظنَّه بحجر نفعه))، وحديث: ((إن الله يوكِّل ملكًا على قبر كل ولي يقضي حوائج الناس))، هذه الأحاديث ونحوها كلُّها مكذوبة لا وجود لها في كتب السنة المعتمدة، ولا يصدقها عاقل عالم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ومن الأكاذيب ما يحكى عن أهل القبور أن فلانًا استغاث بالقبر الفلاني في شدة فخلص منها، وفلانًا دعاه أو دعا به في حاجة فقضيت حاجته، وفلانًا نزل به فاسترجى صاحب ذلك القبر فكشف ضره، وعند كثير من السَّدَنة والمقابرة من ذلك ما يطول ذكره من الكذب على الأحياء والأموات، ومع هذا فإن الكثير من الجهلة ينخدعون بمثل هذه الحكايات الباطلة، ويصدقونها؛ فيقصدون صاحب ذلك القبر، ويفعلون عنده مثل ما سمعوا، فيقعون بذلك في الشرك العظيم والعياذ بالله!

وقد تقدم في الكلام على الزيارة الشركية المحضة بيان لبعض حالات يجيب الله فيها الدعاء غير المشروع ابتلاء واستدراجًا للداعي، فليراجع.

في ذكرِ السلام على النبيِّ صلى الله عليه وسلم عندَ قبره، والسلام على صاحبَيْه:

ليست زيارةُ قبر النبيِّ صلى الله عليه وسلم واجبةً ولا شرطًا في الحجِّ ولا في غيره - كما يظنُّه بعض العامَّة وأشباههم - بل هي مستحبَّةٌ في حقِّ مَن زار مسجدَ الرسولِ صلى الله عليه وسلم، أو كان قريبًا منه من الرجال، والذي يُستحبُّ لزائر مسجد النبيِّ صلى الله عليه وسلم هو أن يُقدِّمَ رجلَه اليُمنى عندَ دخوله، ويقول: "بسم اللهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسول اللهِ، أعوذُ بالله العظيمِ، وبوجهِه الكريمِ، وسلطانه القديمِ من الشيطان الرجيم، اللهم افتَحْ لي أبوابَ رحمتك" كما يقول ذلك عند دخولِ سائر المساجد؛ إذ ليس لدخول مسجدِه صلى الله عليه وسلم ودخولِ المسجد الحرام ذكرٌ مخصوص، كما قال ذلك أهل التحقيقِ، ثم يُصلِّي ركعتين؛ فيدعو اللهَ فيهما بما أحبَّ من خيرَيِ الدنيا والآخرةِ، وإن صلَّاهما في الروضة الشريفة، فهو أفضل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ما بينَ بيتي ومِنبري روضةٌ من رياض الجنة)).

أما الفريضةُ: فينبغي للزائرِ والمستوطن أن يتقدَّم إليها، ويحافظَ على الصف الأول فالأول، وإن كان في الزيادة القبْليَّة؛ لما جاء في الأحاديث الصحيحة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم من الحثِّ والترغيب في الصف الأول؛ مثل قوله: ((لو يعلمُ الناسُ ما في النداء والصفِّ الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه، لاستهموا))؛ رواه البخاري ومسلم، ومثل قولِه صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((تقدَّموا فَأْتمُّوا بي، وليَأْتَمَّ بكم مَن بعدَكم، ولا يزالُ الرجلُ يتأخَّر عن الصلاة حتى يؤخِّرَه اللهُ))؛ أخرجه مسلم.

والأحاديثُ في هذا كثيرة معلومة، وهي عامَّةٌ في مسجده صلى الله عليه وسلم وغير مسجدِه، والدليلُ على عمومها: حثُّه صلى الله عليه وسلم الصحابةَ على ميامنِ الصفوف، ومعلومٌ أن يمينَ الصفِّ في مسجدِه صلى الله عليه وسلم خارجٌ عن الروضة.

أما النساءُ فلا يجوز لهنَّ التقدُّمُ؛ بل يتأخَّرْنَ خلفَ الرجال، وكلما كانت المرأةُ بعيدةً عن مشاهدة الرجال، فذلك أفضل، ثم بعدما يصلِّي الزائرُ تحيةَ المسجد يزورُ قبرَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقبرَيْ صاحبَيْه أبي بكرٍ وعمرَ، فيقفُ تِجاهَ قبرِه صلى الله عليه وسلم بأدبٍ، وأبو حنيفة يرى أن يقفَ الزائرُ متوجِّهًا إلى القبلةِ، ثم يُسلِّم عليه صلى الله عليه وسلم، ويغض صوتَه، ويقول: السلام عليكم يا رسول الله ورحمة الله وبركاته.

والأحاديثُ الصحيحةُ الثابتة دالَّة على أنه صلى الله عليه وسلم ميِّتٌ كما دل على ذلك القرآن الكريم، وموتُه صلى الله عليه وسلم أمر متَّفَقٌ عليه بينَ أهل العلم، ولكن ذلك لا يمنعُ حياته البرزخيَّة، كما أن موت الشهداء لم يَمنعْ حياتَهم المذكورة في القرآن الكريم، وكذلك جميع الأموات، كما تقدَّم ذكر ذلك في الكلام على الحياة البرزخيَّة.

ثم بعدَ السلام على النبيِّ صلى الله عليه وسلم يُسلِّمُ على صاحبَيْه، والاقتصارُ على السلام هو المأثورُ عن الصحابة رضي الله عنهم، وهو الذي يقولُ به الأئمة، وكان ابنُ عمرَ إذا سلَّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبَيْه لا يزيد - غالبًا - على قولِه: السلامُ عليك يا رسولَ الله، السلامُ عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتِ، ثم ينصرفُ.


للكاتب/المؤلف : حماد بن محمد الأنصاري أبو عبد اللطيف .
دار النشر : .
عدد مرات التحميل : 5847 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الأحد , 24 مارس 2019م.
حجم الكتاب عند التحميل : 64 كيلوبايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

لم يشرع النبي صلى الله عليه وسلم السفر لزيارة القبور مطلقًا؛ سواء كانت قبور أنبياء أو صالحين أو غيرهم، ولم يسبق إلى ذلك الصحابة رضي الله عنهم، وهم أعلم الناس بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأشدهم تمسُّكًا بها، ولم يُجِز ذلك أحد من أئمة الدين الذين يعتدُّ بهم.

والثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن شدِّ الرحال لغير المساجد الثلاثة؛ كما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تُشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى))؛ وذلك لمضاعفة الحسنات بهذه المساجد الثلاثة، ولما لها من الفضل؛ كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاةٌ في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام))، وعن عبدالله بن الزبير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاةٌ في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي هذا)). أخرجه أحمد وابن خزيمة وابن حبان، وفي رواية أخرجها أحمد وابن ماجه: ((وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه)).

فلو كان شدُّ الرَّحْل لقصد قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره جائزًا، لبيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم، وزيارة المدينة ليست للقبر، وإنما هي للمسجد، فمن نوى بزيارته القبر لا المسجد، فقد خالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم، ورغب عن سنته، والقول بشرعية شدِّ الرحال لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم يفضي إلى اتِّخاذه عيدًا، ويوقع في المحذور الذي خالفه الرسول صلى الله عليه وسلم من الغلو والإطراء؛ كما قد وقع الكثير من الناس في ذلك بسبب اعتقادهم شرعية شد الرحال لزيارة قبره عليه السلام.

وأما ما يروى في هذا الباب من الأحاديث التي يَحْتَجُّ بها من قال بشرعية شد الرحال إلى قبره صلى الله عليه وسلم - فهي أحاديث ضعيفة الأسانيد، بل موضوعة؛ كما قد نَبَّه على ضعفها الحفاظ؛ كالدارقطني، والبيهقي، والحافظ ابن حجر وغيرهم؛ فلا يجوز أن يعارض بها الأحاديث الصحيحة الدالة على تحريم شد الرحال لغير المساجد الثلاثة.

ومن الأحاديث الموضوعة في هذا الباب حديث: ((من حجَّ ولم يزرني فقد جفاني))، وحديث: ((من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي))، وحديث: ((مَن زارني وزار أبي إبراهيمَ في عام، ضمنت له على الله الجنة))، وحديث: ((مَن زار قبري وجبت له شفاعتي)) - فهذه الأحاديث وأشباهها لم يثبت منها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال الحافظ ابن حجر في التلخيص بعد ما ذكر أكثر هذه الروايات: طرق هذا الحديث كلُّها ضعيفة.

وقال الحافظ العقيلي: لا يَصِحُّ في هذا الباب شيء.

وجزم شيخ الإسلام: أن هذه الأحاديث موضوعة، ولو كان شيء منها ثابتًا لكان الصحابة رضي الله عنهم أسبقَ الناس إلى العمل به، وبيانه للأمة.

وقصة الأعرابي التي تروى عن العتبي: أن أعرابيًّا جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ ﴾ [النساء: 64] الآية، إلى آخر القصة، هذه القصة لا صحةَ لها، ولا يصح لها سندٌ عن العتبي، ولا هي مما يحتجُّ به، قال ذلك صاحب الصارم المنكي في الردِّ على السُّبكي وغيره، ومثلها ما يروى عن مجيء بلال من الشام، وقصة قوله وفعله عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، هذه الحكايات وما شابهها أثبت المحقِّقون من أهل العلم والفضل عدمَ صحتها، وأثبتوا تنزيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإقدام على شيء من هذه الأمور المبتدعة المنهي عنها، ومن الأحاديث والحكايات المكذوبة التي اشتهرت على ألسنة بعض العوام الحديث: ((توسلوا بجاهي؛ فإن جاهي عند الله عظيم)) هذا الحديث موضوع لا أصل له في جميع كتب السنة، وجاء في كتاب السنن والمبتدعات التأكيد الجازم بأنه موضوع مفترًى لا أصل له قطعًا، ومعلوم أن جاه النبي صلى الله عليه وسلم عظيم عند الله، ولكن التوسل به لم يرد، والخير والبركة والرضوان في الاتباع لا في الابتداع.

ومن تلك الأحاديث المكذوبة: ((إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور))، وحديث: ((لو حَسَّن أحدكم ظنَّه بحجر نفعه))، وحديث: ((إن الله يوكِّل ملكًا على قبر كل ولي يقضي حوائج الناس))، هذه الأحاديث ونحوها كلُّها مكذوبة لا وجود لها في كتب السنة المعتمدة، ولا يصدقها عاقل عالم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ومن الأكاذيب ما يحكى عن أهل القبور أن فلانًا استغاث بالقبر الفلاني في شدة فخلص منها، وفلانًا دعاه أو دعا به في حاجة فقضيت حاجته، وفلانًا نزل به فاسترجى صاحب ذلك القبر فكشف ضره، وعند كثير من السَّدَنة والمقابرة من ذلك ما يطول ذكره من الكذب على الأحياء والأموات، ومع هذا فإن الكثير من الجهلة ينخدعون بمثل هذه الحكايات الباطلة، ويصدقونها؛ فيقصدون صاحب ذلك القبر، ويفعلون عنده مثل ما سمعوا، فيقعون بذلك في الشرك العظيم والعياذ بالله!

وقد تقدم في الكلام على الزيارة الشركية المحضة بيان لبعض حالات يجيب الله فيها الدعاء غير المشروع ابتلاء واستدراجًا للداعي، فليراجع.

في ذكرِ السلام على النبيِّ صلى الله عليه وسلم عندَ قبره، والسلام على صاحبَيْه:

ليست زيارةُ قبر النبيِّ صلى الله عليه وسلم واجبةً ولا شرطًا في الحجِّ ولا في غيره - كما يظنُّه بعض العامَّة وأشباههم - بل هي مستحبَّةٌ في حقِّ مَن زار مسجدَ الرسولِ صلى الله عليه وسلم، أو كان قريبًا منه من الرجال، والذي يُستحبُّ لزائر مسجد النبيِّ صلى الله عليه وسلم هو أن يُقدِّمَ رجلَه اليُمنى عندَ دخوله، ويقول: "بسم اللهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسول اللهِ، أعوذُ بالله العظيمِ، وبوجهِه الكريمِ، وسلطانه القديمِ من الشيطان الرجيم، اللهم افتَحْ لي أبوابَ رحمتك" كما يقول ذلك عند دخولِ سائر المساجد؛ إذ ليس لدخول مسجدِه صلى الله عليه وسلم ودخولِ المسجد الحرام ذكرٌ مخصوص، كما قال ذلك أهل التحقيقِ، ثم يُصلِّي ركعتين؛ فيدعو اللهَ فيهما بما أحبَّ من خيرَيِ الدنيا والآخرةِ، وإن صلَّاهما في الروضة الشريفة، فهو أفضل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ما بينَ بيتي ومِنبري روضةٌ من رياض الجنة)).

أما الفريضةُ: فينبغي للزائرِ والمستوطن أن يتقدَّم إليها، ويحافظَ على الصف الأول فالأول، وإن كان في الزيادة القبْليَّة؛ لما جاء في الأحاديث الصحيحة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم من الحثِّ والترغيب في الصف الأول؛ مثل قوله: ((لو يعلمُ الناسُ ما في النداء والصفِّ الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه، لاستهموا))؛ رواه البخاري ومسلم، ومثل قولِه صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((تقدَّموا فَأْتمُّوا بي، وليَأْتَمَّ بكم مَن بعدَكم، ولا يزالُ الرجلُ يتأخَّر عن الصلاة حتى يؤخِّرَه اللهُ))؛ أخرجه مسلم.

والأحاديثُ في هذا كثيرة معلومة، وهي عامَّةٌ في مسجده صلى الله عليه وسلم وغير مسجدِه، والدليلُ على عمومها: حثُّه صلى الله عليه وسلم الصحابةَ على ميامنِ الصفوف، ومعلومٌ أن يمينَ الصفِّ في مسجدِه صلى الله عليه وسلم خارجٌ عن الروضة.

أما النساءُ فلا يجوز لهنَّ التقدُّمُ؛ بل يتأخَّرْنَ خلفَ الرجال، وكلما كانت المرأةُ بعيدةً عن مشاهدة الرجال، فذلك أفضل، ثم بعدما يصلِّي الزائرُ تحيةَ المسجد يزورُ قبرَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقبرَيْ صاحبَيْه أبي بكرٍ وعمرَ، فيقفُ تِجاهَ قبرِه صلى الله عليه وسلم بأدبٍ، وأبو حنيفة يرى أن يقفَ الزائرُ متوجِّهًا إلى القبلةِ، ثم يُسلِّم عليه صلى الله عليه وسلم، ويغض صوتَه، ويقول: السلام عليكم يا رسول الله ورحمة الله وبركاته.

والأحاديثُ الصحيحةُ الثابتة دالَّة على أنه صلى الله عليه وسلم ميِّتٌ كما دل على ذلك القرآن الكريم، وموتُه صلى الله عليه وسلم أمر متَّفَقٌ عليه بينَ أهل العلم، ولكن ذلك لا يمنعُ حياته البرزخيَّة، كما أن موت الشهداء لم يَمنعْ حياتَهم المذكورة في القرآن الكريم، وكذلك جميع الأموات، كما تقدَّم ذكر ذلك في الكلام على الحياة البرزخيَّة.

ثم بعدَ السلام على النبيِّ صلى الله عليه وسلم يُسلِّمُ على صاحبَيْه، والاقتصارُ على السلام هو المأثورُ عن الصحابة رضي الله عنهم، وهو الذي يقولُ به الأئمة، وكان ابنُ عمرَ إذا سلَّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبَيْه لا يزيد - غالبًا - على قولِه: السلامُ عليك يا رسولَ الله، السلامُ عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتِ، ثم ينصرفُ.



نوع الكتاب : ppt.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل كشف الستر عما ورد في السفر إلى القبر
حماد بن محمد الأنصاري أبو عبد اللطيف
حماد بن محمد الأنصاري أبو عبد اللطيف
Hammad bin Muhammad al Ansari Abu Abdul Latif
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ رسائل في العقيدة ❝ ❞ كشف الستر عما ورد في السفر إلى القبر ❝ ❞ أبو الحسن الأشعري ❝ الناشرين : ❞ دار الفرقان للنشر والتوزيع ❝ ❱.



كتب اخرى في كتب إسلامية متنوعة

مختصر مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات PDF

قراءة و تحميل كتاب مختصر مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات PDF مجانا

نماذج مختارة في محاسن الإسلام من هدي خير الأنام PDF

قراءة و تحميل كتاب نماذج مختارة في محاسن الإسلام من هدي خير الأنام PDF مجانا

الصحابة والاستجابة PDF

قراءة و تحميل كتاب الصحابة والاستجابة PDF مجانا

مختصر رسالة .. مظاهر التشبه بالكفار في العصر الحديث وأثرها على المسلمين PDF

قراءة و تحميل كتاب مختصر رسالة .. مظاهر التشبه بالكفار في العصر الحديث وأثرها على المسلمين PDF مجانا

التفكر ربيع الداعية PDF

قراءة و تحميل كتاب التفكر ربيع الداعية PDF مجانا

موسوعة الإجماع PDF

قراءة و تحميل كتاب موسوعة الإجماع PDF مجانا

شگفتیهای خداوند در جهان آفرینش PDF

قراءة و تحميل كتاب شگفتیهای خداوند در جهان آفرینش PDF مجانا

القران الكريم الكامل عالي الدقة PDF

قراءة و تحميل كتاب القران الكريم الكامل عالي الدقة PDF مجانا

المزيد من كتب علوم القرآن في مكتبة كتب علوم القرآن , المزيد من كتب إسلامية متنوعة في مكتبة كتب إسلامية متنوعة , المزيد من إسلامية متنوعة في مكتبة إسلامية متنوعة , المزيد من كتب الفقه العام في مكتبة كتب الفقه العام , المزيد من كتب التوحيد والعقيدة في مكتبة كتب التوحيد والعقيدة , المزيد من مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف في مكتبة مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف , المزيد من كتب أصول الفقه وقواعده في مكتبة كتب أصول الفقه وقواعده , المزيد من التراجم والأعلام في مكتبة التراجم والأعلام , المزيد من السنة النبوية الشريفة في مكتبة السنة النبوية الشريفة
عرض كل كتب إسلامية ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..