الحَمد لله رب العالمين وصلاته على سيدنا مُحَمَّد وعَلى آله وأصْحابه أجْمَعِينَ
وبعد فَإن مُحَمَّد بن الحسن وضع كتابا فِي الفِقْه وسَماهُ الجامِع الصَّغِير قد جمع فِيهِ أرْبَعِينَ كتابا من كتب الفِقْه ولم
قَوْله وسَماهُ الجامِع الصَّغِير ذكر الصَّدْر الشَّهِيد فِي خطْبَة شَرحه ان مَشايِخنا كانون يعظمون مسائِل هَذا الكتاب تَعْظِيمًا ويقدمونه على سائِر الكتب تَقْدِيمًا وكانُوا يَقُولُونَ لا يَنْبَغِي لأحد أن يتقلد القَضاء والفَتْوى ما لم يحفظ مسائِل هَذا الكتاب فَإن مسائِله من أُمَّهات المسائِل فَمن حوى مَعانِيها وحفظ مبانيها صار من زمرة الفُقَهاء وصارَ أهلا للْفَتْوى والقَضاء وذكر فَخر الإسْلام البَزْدَوِيّ فِي أول شَرحه كانَ أبُو يُوسُف يتَوَقَّع من مُحَمَّد أن يروي كتابا عَنهُ فصنف مُحَمَّد هَذا الكتاب وأسنده عَن أبي يُوسُف عَن أبي حنيفَة فَلَمّا عرض على أبي يُوسُف استحسنه
وقالَ حفظ أبُو عبد الله إلّا مسائِل أخطَأ فِي رِوايَتها فَلَمّا بلغ ذَلِك مُحَمَّدًا قالَ حَفظتها ونسي هُوَ وذكر قاضيخان فِي شَرحه إن الجامِع الصَّغِير قيل من تصنيف أبي يُوسُف وقالَ بَعضهم من تصنيف مُحَمَّد فَإنَّهُ حِين فرغ من تصنيف المَبْسُوط أمره أبُو يُوسُف أن يصنف كتابا ويروي عَنهُ فصنف هَذا يبوب الأبْواب لكل كتاب مِنها كَما بوب كتب المَبْسُوط ثمَّ إن القاضِي الإمام أبا طاهِر الدباس بوبه ورتبه ليسهل على المتعلمين حفظه ودراسته
الكتاب وذكرالأتقاني فِي (باب الأذان) من شرح الهِدايَة المُسَمّى بغاية البَيان ذكر مُحَمَّد فِي الجامِع الصغيرفي رِوايَة المسائِل مُحَمَّد عَن يَعْقُوب (وهُوَ اسْم أبى يُوسُف) عَن أبي حنيفَة حَتّى لا يكون وهم التَّسْوِيَة فِي التَّعْظِيم بَين الشَّيْخَيْنِ لِأن الكنية للتعظيم وكانَ مُحَمَّد مَأْمُورا من أبي يُوسُف أن يذكرهُ باسمه حَيْثُ يذكر أبا حنيفَة فَعَن هَذا قالَ مَشايِخنا إن من الأدَب أن لا يَدْعُو الطّلبَة بَعضهم لبَعض بِلَفْظ مَوْلانا عِنْد أستاذهم احْتِرازًا عَن التَّسْوِيَة بَين الأُسْتاذ والتلميذ
قَوْله ولم يبوب الأبْواب إلَخ أي جمع مسائِل مُتَفَرِّقَة فِي كتاب مثلا مسائِل الصَّلاة فِي كتاب الصَّلاة ومسائل الصَّوْم فِي كتاب الصَّوْم ولم يفصل الأبْواب تَحت كل كتاب والفرق بَين الكتاب والباب أن الكتاب عِنْدهم عبارَة عَن طائِفَة من المسائِل اعْتبرت مُسْتَقلَّة شملت أنواعًا أو لم تشْتَمل فَقَوْلهم طائِفَة كالجنس وقَوْلهمْ اعْتبرت مُسْتَقلَّة أي مَعَ قطع النّظر عَن تبعيتها للْغَيْر أو تَبَعِيَّة غَيرها إيّاها فَيدْخل فِيهِ كتاب الطَّهارَة وإن كانَ هُوَ من تَوابِع الصَّلاة وكَذا كتاب الصَّلاة
وإن كانَ مستتبعًا للطَّهارَة فاعتبار الِاسْتِقْلال قد يكون لانقطاعه عَن غَيره ذاتًا كانقطاع كتاب اللّقطَة عَن كتاب المَفْقُود مثلا وقد يكون بِمَعْنى اعتباري يُؤثر فِي ذَلِك كانقطاع كتاب الطَّهارَة عَن الصَّلاة وقَوْلهمْ شملتت أنواعًا ككتاب الصَّلاة والطَّهارَة أو لم تشْتَمل ككتاب الآبِق والمفقود مثلا فَإن كانَ ما تَحْتَهُ أنْواع فَكل نوع مُشْتَمل على الجزئيات يُسمى بِالبابِ كباب نواقض الوضُوء ونَحْوه وإن قصد فصل طائِفَة من الجزئيات يُسمى ذَلِك فصلا فَعلم أن الفَصْل لا يُوجد بِدُونِ الباب والباب لا يُوجد بِدُونِ الكتاب والكتاب قد يُوجد بِدُونِ الباب يبوب الأبْواب لكل كتاب مِنها كَما بوب كتب المَبْسُوط ثمَّ إن القاضِي الإمام أبا طاهِر الدباس بوبه ورتبه ليسهل على المتعلمين حفظه ودراسته..
كتاب الجامع الصغير مع شرحه النافع الكبير pdf تأليف محمد بن الحسن الشيباني أبو عبد الله عبد الحي اللكنوي أبو الحسنات، وهو كتاب في الفقه جمع فيه المؤلف أربعين كتابًا من كتب الفقه، وسماه الجامع الصغير، وذكر الصدر الشهيد في خطبه شرحه أن العلماء كانوا يعظمون مسائل هذا الكتاب تعظيمًا ويقدمونه على سائر الكتب تقديمًا.
بل قيل أنه لا ينبغي لأحد أن يتقلد القضاء والفتوى ما لم يحفظ مسائل هذا الكتاب، فإن مسائله مع أمهات المسائل فمن حوى معانيها وحفظ مبانيها صار من زمرة الفقهاء، وصار أهلا للفتوى والقضاء، والذي بين أيدينا هو المتن مع شرح ماتع له.
ويشتمل الكتاب على عدد من الكتب الفقهية الهامة مثل: الطهارة، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والبيوع، والرهن، والحجر، والإقرار، والإجازة، والشفعة، والمضاربة، والوكالة، والكفالة، والهبة، والوقف، والغصب، والوديعة، والخنثى، واللقطة، والإباق، وإحياء الموات، والرضاع، الرجعة، والإيلاء، والخلع والظهار، واللعان، والنفقات، والعتق، وغيرها من الكتب الفقهية.
قراءة و تحميل كتاب 7 حجج كل يوم وليلة: أعمال تعدل الحج PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب برنامج مكتبة الشيخ عبد الرحمن السعدي PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام المجموعة السابعة عشرة المجلد الثاني PDF مجانا