يعتبر كتاب / دراسة حكم الوقف على رؤوس الآي وتخريج الحديث الوارد في ذلك ذو أهمية خاصة (رغم كونه غير مصنف) لدى الباحثين المهتمين بالقضايا السلوكية والتربوية والإسلامية وربما الاقتصادية والشأن العام ككل حيث يتصل كتاب / دراسة حكم الوقف على رؤوس الآي وتخريج الحديث الوارد في ذلك بالعديد من فروع المعرفة الأكاديمية والثقافية.
ومعلومات الكتاب / الدراسة هي كالتالي:
الوقف، والسكت، والقطع، عبارات يختلف مقصود القراء بها، والصحيح عند المتأخرين التفريق بينها. فالقطع: ترك القراءة رأسا. فإذا قلنا قطع القراءة فمعنى ذلك انتقاله إلى حالة أخرى غير القراءة كترك القراءة بالكلية أو الركوع أو الكلام بغير القرآن. وهذا يستعاذ بعده للقراءة.
والوقف: (قطع الصوت زمنا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة).
وهو المقصود بهذا البحث وهو المراد في فن الوقف والابتداء.
تخريج حديث أم سلمة الذي استدل به على سنية الوقف على رؤوس الآي
روى الإمام أحمد () والترمذي () وأبو داود () والنسائي () وابن خزيمة () وابن حبان () والحاكم () والدارقطني () وأبو عبيد في فضائل القرآن () و الفريابي في فضائل القرآن () وابن أبي شيبة () والطحاوي () والبيهقي في الكبرى وفي شعب الإيمان وفي معرفة السنن والآثار (): عن أم سلمة [أنها سُألت عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وصلاته؟ فقالت: ما لكم وصلاته؟،كان يصلي، ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح، ثم نعتت قراءته، فإذا هي تنعت قراءة مفسّرة حرفا حرفا].
واللفظ للترمذي.قال الترمذي: (حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَمْلك عن أم سلمة -وقد روى ابن جريج هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم ((كان يقطع قراءته)). وحديث الليث أصح) اهـ. ()
وقال في موضع آخر:
(غريب وليس إسناده بمتصل لأن الليث بن سعد روى هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَمْلك عن أم سلمة وحديث الليث أصح) اهـ. ().
فهذا الحديث عمدة العلماء الذين قالوا إن الوقف على رؤوس الآي سنة،فقد استدلوا بلفظ: (كان يقطع قراءته آية آية). كما هو في بعض الروايات لكن الاستدلال بهذه الرواية من الحديث اكتنفه أمور منها: الاضطراب في ألفاظها اضطرابا لا يبقى معه حجة في هذا اللفظ دون غيره مع كون مخرج الرواية واحدا؟. فإن الحديث يدور على التابعي الجليل عبد الله ابن أبي مليكة رحمه الله تعالى () وقد اختلف الثقات في ألفاظه اختلافا كبيرا، يوهّن الاستدلال بهذه الرواية.
ومنها: الاختلاف على ابن أبي مليكة في سنده. ولذا ضعف الإمام الترمذي والإمام الطحاوي هذه الرواية. كما سأبينه وأوضحه بجلاء إن شاء الله تعالى.
قراءة و تحميل كتاب المعلومات الحسان عن سور القرآن (سور الجزء الثلاثين) PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب رسم الطالب عبدالله (الإيضاح الساطع على المحتوي الجامع رسم الصحابة وضبط التابع) PDF مجانا