كتابة القرآن الكريم في العهد المكيكتب إسلامية

كتابة القرآن الكريم في العهد المكي

أنزل اللَّه القرآن الكريم على رسوله الكريم ، ليكون الرسالة الأخيرة، والدستور الدائم للناس جميعاً، بحيث لاتحده حدود الزمان والمكان، فلقد كفل اللَّه حفظ لفظه ومعناه بحيث لايتطرق إليه احتمال نقص أوزيادة أو تحريف أو تغيير بقوله تعالى : إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإنَّا لَهُ لَحَافِظُون (1). وتحقق وعد اللَّه سبحانه بحيث حفظ لهذه الأمة معجزتها الخالدة على ما كانت عليه يوم أنزلت على الرسول الكريم ، وهيأ لحفظ هذا النص طرقاً ووسائل عدة لا يجدها الباحث قد توفرت لكتاب من الكتب أو لنص من النصوص سواء أكان سماوياً أم وضعياً في تاريخ البشرية جمعاء، وإلى جانب ذلك فقد بذل العلماء المسلمون في العصور المختلفة جهوداً جبارة في كتابة البحوث وإجراء الدراسات الكثيرة حول القرآن الكريم، حيث فَصَّـلوا القول في كل مايتعلق بالقرآن الكريم من علوم وموضوعات، من نزول وتاريخ، وتدوين، وجمع، وترتيب، وإعجاز، ومكي ومدني، وناسخ ومنسوخ .. الخ. ولم يكن القرآن الكريم محل اهتمام العلماء والباحثين المسلمين فقط، وإنما أخذ القرآن الكريم مكانة بارزة في دراسات المستشرقين، الذين اهتموا بدراسة الأديان والكتب المقدسة والإسلاميات على مختلف مشاربهم وجنسياتهم، وعلى رأسهم جولد زيهر، ونولدكه، وبلاشير، وغيرهم كثير، حيث أثار بعضهم من الشبهات الشيء الكثير حوله، وكان ذلك عن سوء نية في حين أثار بعض آخر منهم الشبهات لأسباب منهجية أو لغوية فكانت النتيجة أن وقع الفريقان في أخطاء كثيرة. ومما يؤسف له هو انخداع الكثير من الكتاب المسلمين بدراساتهم القرآنية بما يشاع من أن العلماء أو الباحثين الغربيين أو بالأحرى المستشرقين متَّصفون بصفة البحث العلمي وبالموضوعية وتحري الصِّدق والدقة في الاستنتاج وعدم التعصب للآراء والأفكار. إلا أنه عند دراسة ما كتبه المستشرقون بإمعان حول القرآن الكريم بصفة خاصة، وحول الإسلام بصفة عامة، يجد الباحث أنهم ابتعدوا كثيراً عن هذه الحقيقة، حيث يحاولون بكل الوسائل طمس الحقائق الثابتة والواضحة وضوح الشمس في كبد السماء فيما يتعلق بالقرآن والإسلام. فهم مغرضون تدفعهم إلى الكتابة حول الإسلام دوافع وأغراض تجعلهم خارجين عن دائرة العلماء طلاب الحقيقة العلمية فيها، وتتحكم فيهم الأهواء والتعصب ضد الإسلام. قد يكون من بين المستشرقين من هو متصف بالموضوعية وتحري الصدق والأمانة العلمية، أو هناك من يتصف بالإنصاف إذا كان البحث دائراً حول موضوع لاعلاقة له بالإسلام والمسلمين، ولكنهم عندما يأتون إلى الإسلام والمسلمين نجد أن أغلبهم يحاولون تشويه صورة الإسلام الصافية والنقية، والتشكيك في مصدريه الأصليين : القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف. إلى جانب التقليل من القيمة الذاتية للفقه وأصوله القائِمَيْنِ عليها. ولايعني هذا أنه لا يوجد على الإطلاق مستشرقون منصفون، وإنما المقصود أن الصفة العامة والمشتركة بين المستشرقين هي عدم الإنصاف وعدم الموضوعية في الإسلاميات. ولكن لابد أن يشار في هذا المجال إلى حقيقة تاريخية وهي أن كثيراً من المؤرخين تغلب عليهم صفة إطلاق الأحكام العامة والشاملة وعدم الدقة في بعض من الأحيان في إصدار الأحكام، أو في نقل الروايات المتناقضة في الحادثة الواحدة من غير تمييز الصحيح منها من السقيم، فربما يأخذ بواقعة معينة ويبني عليها حكماً عاماً تخالفه وقائع أخرى، وهو ما سيظهر في الدراسة هذه بشكل جلي وواضح، وقد مهّد هذا التوجه لأن يبني المستشرقون على ماصدر من المؤرخين المسلمين من هذا القبيل شبهات خطيرة وافتراءات تمس صلب الإسلام والقرآن الكريم وشخصية الرسول ، فنجد أن جل الشبهات والافتراءات التي تمسك بها المستشرقون قد كان لها أصل في بعض كتب المسلمين. ومن الأخطاء التي صدرت عن بعض المستشرقين من أمثال بلاشير(2) ادعاء أن النبي لم يعط أهمية لكتابة النص القرآني في حياته، ولاسيما في العهد المكي الذي امتد حوالي ثلاثة عشر عاماً، وبقي مفهوم القرآن المكي النازل بمكة والمحفوظ في ذاكرة المسلمين المكيين. وإنما بدأ بكتابة المقاطع الهامة من القرآن المنزل عليه في السنوات الأولى من العهد المدني. وبما أن هذا الموضوع لم تتم دراسته من قبل بشكل مستقل ومفصل فقد صدر من عدد من الباحثين المسلمين ما يفهم منه بأن القرآن المكي لم يكتب، وأن النبي قد بدأ بكتابة القرآن بشكل فعلي في أوائل العهد المدني. ومن جانب آخر حاول بعض الباحثين المسلمين إثبات كتابة القرآن الكريم في العهد المكي والرد على مثل هذه الادعاءات، إلا أنه لم تتضح الصورة عند بعضهم، وصرح بعضهم بأن المسألة لا تزال غير واضحة عندنا(3)، وقال آخرون إن النصوص التي بين أيدينا لا تثبت الكتابة في العهد المكي على وجه قاطع(4). الكتاب يهدف إلى إلى التعريف بالجهود التي بذلها العلماء المسلمون منذ بداية نزول الوحي حتى آخر مراحل جمعه وكتابته، مع تركيز خاص على كتابة القرآن الكريم في العهد المكي، وهو ما يدحض المزاعم التي تجعل الكتابة مقتصرةً على العهد المدني، بهدف إثارة الشبهات حول سلامة النص القرآني الشريف وحفظه في تلك الحقبة المبكرة من نزول الوحي، وهي في الواقع حقبة مهمة جداً، لأن ما نزل فيها يمثل حوالي ثلثَيْ القرآن الكريم. ويشتمل هذا الكتاب الذي تقدمه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إلى القارئ، على مقدمة وخمسة فصول، تحدث فيها المؤلف عن أهمية البحث، وعن الخط العربي وانتقال الكتابة إلى الحجاز، وعن حالة الكتابة في الجزيرة العربية في فجر الإسلام، وعن الأدلة الدامغة والبراهين القاطعة المستمدة من القرآن والسنة والسيرة النبويةعلى كتابة القرآن الكريم في العهد المكي، كما عرض المؤلف لأدوات الكتابة، وللقرآن المكي المكتوب، ووثَّق الكتاب بطائفة من المصادر والمراجع، فجاء بحثاً علمياً أصيلاً ينهج المنهج التاريخي التوثيقي. ولقد استطاع المؤلف أن يجمع من الأدلة والبراهين على القضايا التي ناقشها، ما جعل الكتاب غنياً ومفيداً في توصيل حقيقة كتابة ما نزل من القرآن الكريم في العهد المكي بما لا يدع مجالاً للشك. فهرس الكتاب : • تقديم • ملخص البحث • الفصل الأول : مقدمة البحث • الفصل الثاني : الخط العربي وانتقال الكتابة إلى الحجاز • الفصل الثالث : حالة الكتابة في الجزيرة العربية • الفصل الرابع : الأدلة على كتابة القرآن الكريم في العهد المكي • الفصـل الخامـس : أدوات الكتابة ومصير القرآن المكي المكتوب • خاتمة • المراجع
د.عبد الرحمن عمر محمد اسبينداري - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ كتابة القرآن الكريم في العهد المكي ❝ ❞ الطغيان السياسي وسبل تغييره من المنظور القرآني ❝ ❱
من كتب علوم القرآن كتب التفاسير وعلوم القرآن الكريم - مكتبة كتب إسلامية.

وصف الكتاب : أنزل اللَّه القرآن الكريم على رسوله الكريم ، ليكون الرسالة الأخيرة، والدستور الدائم للناس جميعاً، بحيث لاتحده حدود الزمان والمكان، فلقد كفل اللَّه حفظ لفظه ومعناه بحيث لايتطرق إليه احتمال نقص أوزيادة أو تحريف أو تغيير بقوله تعالى : إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإنَّا لَهُ لَحَافِظُون (1).

وتحقق وعد اللَّه سبحانه بحيث حفظ لهذه الأمة معجزتها الخالدة على ما كانت عليه يوم أنزلت على الرسول الكريم ، وهيأ لحفظ هذا النص طرقاً ووسائل عدة لا يجدها الباحث قد توفرت لكتاب من الكتب أو لنص من النصوص سواء أكان سماوياً أم وضعياً في تاريخ البشرية جمعاء، وإلى جانب ذلك فقد بذل العلماء المسلمون في العصور المختلفة جهوداً جبارة في كتابة البحوث وإجراء الدراسات الكثيرة حول القرآن الكريم، حيث فَصَّـلوا القول في كل مايتعلق بالقرآن الكريم من علوم وموضوعات، من نزول وتاريخ، وتدوين، وجمع، وترتيب، وإعجاز، ومكي ومدني، وناسخ ومنسوخ .. الخ.

ولم يكن القرآن الكريم محل اهتمام العلماء والباحثين المسلمين فقط، وإنما أخذ القرآن الكريم مكانة بارزة في دراسات المستشرقين، الذين اهتموا بدراسة الأديان والكتب المقدسة والإسلاميات على مختلف مشاربهم وجنسياتهم، وعلى رأسهم جولد زيهر، ونولدكه، وبلاشير، وغيرهم كثير، حيث أثار بعضهم من الشبهات الشيء الكثير حوله، وكان ذلك عن سوء نية في حين أثار بعض آخر منهم الشبهات لأسباب منهجية أو لغوية فكانت النتيجة أن وقع الفريقان في أخطاء كثيرة.

ومما يؤسف له هو انخداع الكثير من الكتاب المسلمين بدراساتهم القرآنية بما يشاع من أن العلماء أو الباحثين الغربيين أو بالأحرى المستشرقين متَّصفون بصفة البحث العلمي وبالموضوعية وتحري الصِّدق والدقة في الاستنتاج وعدم التعصب للآراء والأفكار.
إلا أنه عند دراسة ما كتبه المستشرقون بإمعان حول القرآن الكريم بصفة خاصة، وحول الإسلام بصفة عامة، يجد الباحث أنهم ابتعدوا كثيراً عن هذه الحقيقة، حيث يحاولون بكل الوسائل طمس الحقائق الثابتة والواضحة وضوح الشمس في كبد السماء فيما يتعلق بالقرآن والإسلام. فهم مغرضون تدفعهم إلى الكتابة حول الإسلام دوافع وأغراض تجعلهم خارجين عن دائرة العلماء طلاب الحقيقة العلمية فيها، وتتحكم فيهم الأهواء والتعصب ضد الإسلام.

قد يكون من بين المستشرقين من هو متصف بالموضوعية وتحري الصدق والأمانة العلمية، أو هناك من يتصف بالإنصاف إذا كان البحث دائراً حول موضوع لاعلاقة له بالإسلام والمسلمين، ولكنهم عندما يأتون إلى الإسلام والمسلمين نجد أن أغلبهم يحاولون تشويه صورة الإسلام الصافية والنقية، والتشكيك في مصدريه الأصليين : القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف. إلى جانب التقليل من القيمة الذاتية للفقه وأصوله القائِمَيْنِ عليها.
ولايعني هذا أنه لا يوجد على الإطلاق مستشرقون منصفون، وإنما المقصود أن الصفة العامة والمشتركة بين المستشرقين هي عدم الإنصاف وعدم الموضوعية في الإسلاميات. ولكن لابد أن يشار في هذا المجال إلى حقيقة تاريخية وهي أن كثيراً من المؤرخين تغلب عليهم صفة إطلاق الأحكام العامة والشاملة وعدم الدقة في بعض من الأحيان في إصدار الأحكام، أو في نقل الروايات المتناقضة في الحادثة الواحدة من غير تمييز الصحيح منها من السقيم، فربما يأخذ بواقعة معينة ويبني عليها حكماً عاماً تخالفه وقائع أخرى، وهو ما سيظهر في الدراسة هذه بشكل جلي وواضح، وقد مهّد هذا التوجه لأن يبني المستشرقون على ماصدر من المؤرخين المسلمين من هذا القبيل شبهات خطيرة وافتراءات تمس صلب الإسلام والقرآن الكريم وشخصية الرسول ، فنجد أن جل الشبهات والافتراءات التي تمسك بها المستشرقون قد كان لها أصل في بعض كتب المسلمين.

ومن الأخطاء التي صدرت عن بعض المستشرقين من أمثال بلاشير(2) ادعاء أن النبي لم يعط أهمية لكتابة النص القرآني في حياته، ولاسيما في العهد المكي الذي امتد حوالي ثلاثة عشر عاماً، وبقي مفهوم القرآن المكي النازل بمكة والمحفوظ في ذاكرة المسلمين المكيين. وإنما بدأ بكتابة المقاطع الهامة من القرآن المنزل عليه في السنوات الأولى من العهد المدني.

وبما أن هذا الموضوع لم تتم دراسته من قبل بشكل مستقل ومفصل فقد صدر من عدد من الباحثين المسلمين ما يفهم منه بأن القرآن المكي لم يكتب، وأن النبي قد بدأ بكتابة القرآن بشكل فعلي في أوائل العهد المدني.

ومن جانب آخر حاول بعض الباحثين المسلمين إثبات كتابة القرآن الكريم في العهد المكي والرد على مثل هذه الادعاءات، إلا أنه لم تتضح الصورة عند بعضهم، وصرح بعضهم بأن المسألة لا تزال غير واضحة عندنا(3)، وقال آخرون إن النصوص التي بين أيدينا لا تثبت الكتابة في العهد المكي على وجه قاطع(4).

الكتاب يهدف إلى إلى التعريف بالجهود التي بذلها العلماء المسلمون منذ بداية نزول الوحي حتى آخر مراحل جمعه وكتابته، مع تركيز خاص على كتابة القرآن الكريم في العهد المكي، وهو ما يدحض المزاعم التي تجعل الكتابة مقتصرةً على العهد المدني، بهدف إثارة الشبهات حول سلامة النص القرآني الشريف وحفظه في تلك الحقبة المبكرة من نزول الوحي، وهي في الواقع حقبة مهمة جداً، لأن ما نزل فيها يمثل حوالي ثلثَيْ القرآن الكريم.
ويشتمل هذا الكتاب الذي تقدمه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إلى القارئ، على مقدمة وخمسة فصول، تحدث فيها المؤلف عن أهمية البحث، وعن الخط العربي وانتقال الكتابة إلى الحجاز، وعن حالة الكتابة في الجزيرة العربية في فجر الإسلام، وعن الأدلة الدامغة والبراهين القاطعة المستمدة من القرآن والسنة والسيرة النبويةعلى كتابة القرآن الكريم في العهد المكي، كما عرض المؤلف لأدوات الكتابة، وللقرآن المكي المكتوب، ووثَّق الكتاب بطائفة من المصادر والمراجع، فجاء بحثاً علمياً أصيلاً ينهج المنهج التاريخي التوثيقي.

ولقد استطاع المؤلف أن يجمع من الأدلة والبراهين على القضايا التي ناقشها، ما جعل الكتاب غنياً ومفيداً في توصيل حقيقة كتابة ما نزل من القرآن الكريم في العهد المكي بما لا يدع مجالاً للشك.

فهرس الكتاب :
• تقديم
• ملخص البحث
• الفصل الأول : مقدمة البحث
• الفصل الثاني : الخط العربي وانتقال الكتابة إلى الحجاز
• الفصل الثالث : حالة الكتابة في الجزيرة العربية
• الفصل الرابع : الأدلة على كتابة القرآن الكريم في العهد المكي
• الفصـل الخامـس : أدوات الكتابة ومصير القرآن المكي المكتوب
• خاتمة
• المراجع


للكاتب/المؤلف : د.عبد الرحمن عمر محمد اسبينداري .
دار النشر : .
عدد مرات التحميل : 11150 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الخميس , 21 مارس 2019م.
حجم الكتاب عند التحميل : 492 كيلوبايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

 أنزل اللَّه  القرآن الكريم على رسوله الكريم  ، ليكون الرسالة الأخيرة، والدستور الدائم للناس جميعاً، بحيث لاتحده حدود الزمان والمكان، فلقد كفل اللَّه  حفظ لفظه ومعناه بحيث لايتطرق إليه احتمال نقص أوزيادة أو تحريف أو تغيير بقوله تعالى :  إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإنَّا لَهُ لَحَافِظُون (1).

وتحقق وعد اللَّه سبحانه بحيث حفظ لهذه الأمة معجزتها الخالدة على ما كانت عليه يوم أنزلت على الرسول الكريم  ، وهيأ لحفظ هذا النص طرقاً ووسائل عدة لا يجدها الباحث قد توفرت لكتاب من الكتب أو لنص من النصوص سواء أكان سماوياً أم وضعياً في تاريخ البشرية جمعاء، وإلى جانب ذلك فقد بذل العلماء المسلمون في العصور المختلفة جهوداً جبارة في كتابة البحوث وإجراء الدراسات الكثيرة حول القرآن الكريم، حيث فَصَّـلوا القول في كل مايتعلق بالقرآن الكريم من علوم وموضوعات، من نزول وتاريخ، وتدوين، وجمع، وترتيب، وإعجاز، ومكي ومدني، وناسخ ومنسوخ .. الخ.

ولم يكن القرآن الكريم محل اهتمام العلماء والباحثين المسلمين فقط، وإنما أخذ القرآن الكريم مكانة بارزة في دراسات المستشرقين، الذين اهتموا بدراسة الأديان والكتب المقدسة والإسلاميات على مختلف مشاربهم وجنسياتهم، وعلى رأسهم جولد زيهر، ونولدكه، وبلاشير، وغيرهم كثير، حيث أثار بعضهم من الشبهات الشيء الكثير حوله، وكان ذلك عن سوء نية في حين أثار بعض آخر منهم الشبهات لأسباب منهجية أو لغوية فكانت النتيجة أن وقع الفريقان في أخطاء كثيرة.

ومما يؤسف له هو انخداع الكثير من الكتاب المسلمين بدراساتهم القرآنية بما يشاع من أن العلماء أو الباحثين الغربيين أو بالأحرى المستشرقين متَّصفون بصفة البحث العلمي وبالموضوعية وتحري الصِّدق والدقة في الاستنتاج وعدم التعصب للآراء والأفكار.
إلا أنه عند دراسة ما كتبه المستشرقون بإمعان حول القرآن الكريم بصفة خاصة، وحول الإسلام بصفة عامة، يجد الباحث أنهم ابتعدوا كثيراً عن هذه الحقيقة، حيث يحاولون بكل الوسائل طمس الحقائق الثابتة والواضحة وضوح الشمس في كبد السماء فيما يتعلق بالقرآن والإسلام. فهم مغرضون تدفعهم إلى الكتابة حول الإسلام دوافع وأغراض تجعلهم خارجين عن دائرة العلماء طلاب الحقيقة العلمية فيها، وتتحكم فيهم الأهواء والتعصب ضد الإسلام.

قد يكون من بين المستشرقين من هو متصف بالموضوعية وتحري الصدق والأمانة العلمية، أو هناك من يتصف بالإنصاف إذا كان البحث دائراً حول موضوع لاعلاقة له بالإسلام والمسلمين، ولكنهم عندما يأتون إلى الإسلام والمسلمين نجد أن أغلبهم يحاولون تشويه صورة الإسلام الصافية والنقية، والتشكيك في مصدريه الأصليين : القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف. إلى جانب التقليل من القيمة الذاتية للفقه وأصوله القائِمَيْنِ عليها.
ولايعني هذا أنه لا يوجد على الإطلاق مستشرقون منصفون، وإنما المقصود أن الصفة العامة والمشتركة بين المستشرقين هي عدم الإنصاف وعدم الموضوعية في الإسلاميات. ولكن لابد أن يشار في هذا المجال إلى حقيقة تاريخية وهي أن كثيراً من المؤرخين تغلب عليهم صفة إطلاق الأحكام العامة والشاملة وعدم الدقة في بعض من الأحيان في إصدار الأحكام، أو في نقل الروايات المتناقضة في الحادثة الواحدة من غير تمييز الصحيح منها من السقيم، فربما يأخذ بواقعة معينة ويبني عليها حكماً عاماً تخالفه وقائع أخرى، وهو ما سيظهر في الدراسة هذه بشكل جلي وواضح، وقد مهّد هذا التوجه لأن يبني المستشرقون على ماصدر من المؤرخين المسلمين من هذا القبيل شبهات خطيرة وافتراءات تمس صلب الإسلام والقرآن الكريم وشخصية الرسول  ، فنجد أن جل الشبهات والافتراءات التي تمسك بها المستشرقون قد كان لها أصل في بعض كتب المسلمين.

ومن الأخطاء التي صدرت عن بعض المستشرقين من أمثال بلاشير(2) ادعاء أن النبي  لم يعط أهمية لكتابة النص القرآني في حياته، ولاسيما في العهد المكي الذي امتد حوالي ثلاثة عشر عاماً، وبقي مفهوم القرآن المكي النازل بمكة والمحفوظ في ذاكرة المسلمين المكيين. وإنما بدأ بكتابة المقاطع الهامة من القرآن المنزل عليه في السنوات الأولى من العهد المدني.

وبما أن هذا الموضوع لم تتم دراسته من قبل بشكل مستقل ومفصل فقد صدر من عدد من الباحثين المسلمين ما يفهم منه بأن القرآن المكي لم يكتب، وأن النبي  قد بدأ بكتابة القرآن بشكل فعلي في أوائل العهد المدني.

ومن جانب آخر حاول بعض الباحثين المسلمين إثبات كتابة القرآن الكريم في العهد المكي والرد على مثل هذه الادعاءات، إلا أنه لم تتضح الصورة عند بعضهم، وصرح بعضهم بأن المسألة لا تزال غير واضحة عندنا(3)، وقال آخرون إن النصوص التي بين أيدينا لا تثبت الكتابة في العهد المكي على وجه قاطع(4).

الكتاب يهدف إلى إلى التعريف بالجهود التي بذلها العلماء المسلمون منذ بداية نزول الوحي حتى آخر مراحل جمعه وكتابته، مع تركيز خاص على كتابة القرآن الكريم في العهد المكي، وهو ما يدحض المزاعم التي تجعل الكتابة مقتصرةً على العهد المدني، بهدف إثارة الشبهات حول سلامة النص القرآني الشريف وحفظه في تلك الحقبة المبكرة من نزول الوحي، وهي في الواقع حقبة مهمة جداً، لأن ما نزل فيها يمثل حوالي ثلثَيْ القرآن الكريم.
ويشتمل هذا الكتاب الذي تقدمه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إلى القارئ، على مقدمة وخمسة فصول، تحدث فيها المؤلف عن أهمية البحث، وعن الخط العربي وانتقال الكتابة إلى الحجاز، وعن حالة الكتابة في الجزيرة العربية في فجر الإسلام، وعن الأدلة الدامغة والبراهين القاطعة المستمدة من القرآن والسنة والسيرة النبويةعلى كتابة القرآن الكريم في العهد المكي، كما عرض المؤلف لأدوات الكتابة، وللقرآن المكي المكتوب، ووثَّق الكتاب بطائفة من المصادر والمراجع، فجاء بحثاً علمياً أصيلاً ينهج المنهج التاريخي التوثيقي.

ولقد استطاع المؤلف أن يجمع من الأدلة والبراهين على القضايا التي ناقشها، ما جعل الكتاب غنياً ومفيداً في توصيل حقيقة كتابة ما نزل من القرآن الكريم في العهد المكي بما لا يدع مجالاً للشك.

فهرس الكتاب :
• تقديم
• ملخص البحث
• الفصل الأول : مقدمة البحث
• الفصل الثاني : الخط العربي وانتقال الكتابة إلى الحجاز
• الفصل الثالث : حالة الكتابة في الجزيرة العربية
• الفصل الرابع : الأدلة على كتابة القرآن الكريم في العهد المكي
• الفصـل الخامـس : أدوات الكتابة ومصير القرآن المكي المكتوب
• خاتمة
• المراجع



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل كتابة القرآن الكريم في العهد المكي
د.عبد الرحمن عمر محمد اسبينداري
د.عبد الرحمن عمر محمد اسبينداري
Dr Abdul Rahman Omar Muhammad Espindari
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ كتابة القرآن الكريم في العهد المكي ❝ ❞ الطغيان السياسي وسبل تغييره من المنظور القرآني ❝ ❱.



كتب اخرى في كتب علوم القرآن

أخطاء شائعة عند تلاوة جزء النبأ PDF

قراءة و تحميل كتاب أخطاء شائعة عند تلاوة جزء النبأ PDF مجانا

الدليل إلى تعليم الله الجليل نسخة مصورة PDF

قراءة و تحميل كتاب الدليل إلى تعليم الله الجليل نسخة مصورة PDF مجانا

قواعد الترجيح في تفسير ابن تيمية (دراسة تطبيقية ) PDF

قراءة و تحميل كتاب قواعد الترجيح في تفسير ابن تيمية (دراسة تطبيقية ) PDF مجانا

قواعد التقديم والتأخير عند المفسرين PDF

قراءة و تحميل كتاب قواعد التقديم والتأخير عند المفسرين PDF مجانا

ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية ومراعاة خروج الكلام عن مقتضى الظاهر: دراسة تطبيقية على بعض آيات الذكر الحكيم PDF

قراءة و تحميل كتاب ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية ومراعاة خروج الكلام عن مقتضى الظاهر: دراسة تطبيقية على بعض آيات الذكر الحكيم PDF مجانا

السور القرآنية وأسماؤها الجلية PDF

قراءة و تحميل كتاب السور القرآنية وأسماؤها الجلية PDF مجانا

جزء في مرويات دعاء ختم القرآن وحكمه داخل الصلاة وخارجها PDF

قراءة و تحميل كتاب جزء في مرويات دعاء ختم القرآن وحكمه داخل الصلاة وخارجها PDF مجانا

التدبر للجميع PDF

قراءة و تحميل كتاب التدبر للجميع PDF مجانا

المزيد من كتب علوم القرآن في مكتبة كتب علوم القرآن , المزيد من كتب إسلامية متنوعة في مكتبة كتب إسلامية متنوعة , المزيد من إسلامية متنوعة في مكتبة إسلامية متنوعة , المزيد من كتب الفقه العام في مكتبة كتب الفقه العام , المزيد من كتب التوحيد والعقيدة في مكتبة كتب التوحيد والعقيدة , المزيد من مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف في مكتبة مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف , المزيد من كتب أصول الفقه وقواعده في مكتبة كتب أصول الفقه وقواعده , المزيد من التراجم والأعلام في مكتبة التراجم والأعلام , المزيد من السنة النبوية الشريفة في مكتبة السنة النبوية الشريفة
عرض كل كتب إسلامية ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..