تسميةُ السُّوَر القرآنية توقيفيٌّ، فقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يحددُ هذه الأسماءَ لأصحابه رضي الله عنهم في أثناء كتابتهم للوحي؛ يقول: ((ضعُوا هذه الآيةَ أو الآيات في السُّورة التي يذكر فيها كذا))[1]، وعلى ذلك فليس لنا أن نُطْلق لفظ سُورة على عدد مِن آيات القرآن الكريم.
ومن الملاحَظ أنَّ السُّورة القرآنية قد سُمِّيَت بما يُناسب موضوعها، أو باسم شيء بارز ذُكر فيها، كالفاتحة لأنها فاتحة القرآن، وإنْ كانت التسمية لا تحتاج إلى تعليل، ولكن حكمة الله قائمة على الكمال في كل شيء.
ولقد رجَّح السيوطي[2] أن تسمية السُّوَر توقيفية، ثم قال: وقد ثبتَ جميع أسماء السُّوَر بالتوقيف مِن الأحاديث والآثار، ولولا خشية الإطالة لبيَّنتُ ذلك، واستدلَّ بما أخرجه ابنُ أبى حاتم عن عكرمة قال: كان المشركون يقولون: سُورة البقرة، سورة العنكبوت، يَستهزئون بها، فنزل قوله: ﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾ [3].
وقد مال الزركشيُّ إلى ترجيح هذا الرأي؛ إذ قال: يَنبغي البحث عن تَعداد الأسامي هل هو توفيقيٌّ أو بما يَظهر مِن المناسبات؟ فإنْ كان الثاني فلن يعدم الفَطِن أن يَستخرج مِن كل سورة معاني كثيرة يَقتضي اشتقاقَ أسمائها وهو بعيد اهـ [4].
والتحقيق خلاف ما ذهب إليه السيوطي؛ حيث إنَّ جميع أسماء السُّوَر لم يَثبُت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما الثابتُ عنه أسماءُ بعضِها فقط، وبعضها عن الصحابة أو التابعين رضي الله عنهم.
ولقد أورد العلماءُ والمفسِّرون للفاتحة أسماءً كثيرة لُوحظ في كل اسم منها معنى مِن معانيها، وفائدة مِن فوائدها؛ يقول السيوطي في الإتقان: وقد وقفتُ لها على نيف وعشرين اسمًا، وذلك يدلُّ على شرَفها؛ فإنَّ كثرة الأسماء دالَّة على شرَف المسمَّى [5].
فمن هذه الأسماء:
1- فاتحة الكتاب: وقد ورد هذا الاسم فيما رواه ابن جرير بسنده، عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((هي أمُّ القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السَّبع المثاني)) [6]، وإنما سمِّيَت فاتحة الكتاب لأنه يفتتح بكتابتها في المصاحف، فهي فواتح لما يَتلوها مِن سُوَر القرآن في الكتاب، والقراءة، والتعليم، والصلاة وقيل: لأنها أول سُورة نزلتْ، وقيل: لأنها أول سورة كُتبَت في اللوح المحفوظ [7].
2- أم الكتاب وأم القرآن: قال الماوردي: وأما تسميتها بأمِّ القرآن فلتقدُّمها، وتأخُّر ما سِواها تبعًا لها، صارت أمًّا لأنها أَمَّتْهُ؛ أي: تَقَدَّمَتْه، وكذلك قيل لراية الحرب (أمٌّ) لتقدُّمها، واتباع الجيش لها.
وقيل لما مضى على الإنسان مِن سِنِي عمره: (أمٌّ) لتقدُّمها [8]. محمد سعد عبدالدايم - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ أسماء وفضائل وأحكام سورة الفاتحة ❝ ❞ سيرة نبي الله عيسى ابن مريم عليـه الصـلاة والسـلام وبيان فساد دين النصارى ❝ ❞ القرآن العظيم .. بدايات نزوله كيفية الوحي فضائل القرآن العظيم ❝ ❞ الوضوء .. فضائله كيفيته آدابه أحكامه ❝ ❞ سيرة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ❝ ❞ تاريخ ماء زمزم وذكر فضائله ❝ ❞ أحاديث السيدة عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري ❝ ❞ صحيح الأخبار في ذكر المسيح الدجال ❝ ❞ صوم شهر شعبان وبيان فضله والتحذير من البدع المنتشرة فيه ❝ الناشرين : ❞ دار الإسلام للنشر والتوزيع ❝ ❱ من التفاسير القرآنية كتب التفاسير وعلوم القرآن الكريم - مكتبة كتب إسلامية.
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
وصف الكتاب : تسميةُ السُّوَر القرآنية توقيفيٌّ، فقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يحددُ هذه الأسماءَ لأصحابه رضي الله عنهم في أثناء كتابتهم للوحي؛ يقول: ((ضعُوا هذه الآيةَ أو الآيات في السُّورة التي يذكر فيها كذا))[1]، وعلى ذلك فليس لنا أن نُطْلق لفظ سُورة على عدد مِن آيات القرآن الكريم.
ومن الملاحَظ أنَّ السُّورة القرآنية قد سُمِّيَت بما يُناسب موضوعها، أو باسم شيء بارز ذُكر فيها، كالفاتحة لأنها فاتحة القرآن، وإنْ كانت التسمية لا تحتاج إلى تعليل، ولكن حكمة الله قائمة على الكمال في كل شيء.
ولقد رجَّح السيوطي[2] أن تسمية السُّوَر توقيفية، ثم قال: وقد ثبتَ جميع أسماء السُّوَر بالتوقيف مِن الأحاديث والآثار، ولولا خشية الإطالة لبيَّنتُ ذلك، واستدلَّ بما أخرجه ابنُ أبى حاتم عن عكرمة قال: كان المشركون يقولون: سُورة البقرة، سورة العنكبوت، يَستهزئون بها، فنزل قوله: ﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾ [3].
وقد مال الزركشيُّ إلى ترجيح هذا الرأي؛ إذ قال: يَنبغي البحث عن تَعداد الأسامي هل هو توفيقيٌّ أو بما يَظهر مِن المناسبات؟ فإنْ كان الثاني فلن يعدم الفَطِن أن يَستخرج مِن كل سورة معاني كثيرة يَقتضي اشتقاقَ أسمائها وهو بعيد اهـ [4].
والتحقيق خلاف ما ذهب إليه السيوطي؛ حيث إنَّ جميع أسماء السُّوَر لم يَثبُت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما الثابتُ عنه أسماءُ بعضِها فقط، وبعضها عن الصحابة أو التابعين رضي الله عنهم.
ولقد أورد العلماءُ والمفسِّرون للفاتحة أسماءً كثيرة لُوحظ في كل اسم منها معنى مِن معانيها، وفائدة مِن فوائدها؛ يقول السيوطي في الإتقان: وقد وقفتُ لها على نيف وعشرين اسمًا، وذلك يدلُّ على شرَفها؛ فإنَّ كثرة الأسماء دالَّة على شرَف المسمَّى [5].
فمن هذه الأسماء:
1- فاتحة الكتاب: وقد ورد هذا الاسم فيما رواه ابن جرير بسنده، عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((هي أمُّ القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السَّبع المثاني)) [6]، وإنما سمِّيَت فاتحة الكتاب لأنه يفتتح بكتابتها في المصاحف، فهي فواتح لما يَتلوها مِن سُوَر القرآن في الكتاب، والقراءة، والتعليم، والصلاة وقيل: لأنها أول سُورة نزلتْ، وقيل: لأنها أول سورة كُتبَت في اللوح المحفوظ [7].
2- أم الكتاب وأم القرآن: قال الماوردي: وأما تسميتها بأمِّ القرآن فلتقدُّمها، وتأخُّر ما سِواها تبعًا لها، صارت أمًّا لأنها أَمَّتْهُ؛ أي: تَقَدَّمَتْه، وكذلك قيل لراية الحرب (أمٌّ) لتقدُّمها، واتباع الجيش لها.
وقيل لما مضى على الإنسان مِن سِنِي عمره: (أمٌّ) لتقدُّمها [8]. عدد مرات التحميل : 9047 مرّة / مرات. تم اضافته في : الإثنين , 18 مارس 2019م. حجم الكتاب عند التحميل : 192 كيلوبايت .
تعليقات ومناقشات حول الكتاب:
ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:
مهلاً ! قبل تحميل الكتاب .. يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات rar يمكن تحميلة من هنا 'تحميل البرنامج'
نوع الكتاب : rar. اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
محمد سعد عبدالدايم Mohammed Saad Abdel Dayem
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ أسماء وفضائل وأحكام سورة الفاتحة ❝ ❞ سيرة نبي الله عيسى ابن مريم عليـه الصـلاة والسـلام وبيان فساد دين النصارى ❝ ❞ القرآن العظيم .. بدايات نزوله كيفية الوحي فضائل القرآن العظيم ❝ ❞ الوضوء .. فضائله كيفيته آدابه أحكامه ❝ ❞ سيرة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ❝ ❞ تاريخ ماء زمزم وذكر فضائله ❝ ❞ أحاديث السيدة عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري ❝ ❞ صحيح الأخبار في ذكر المسيح الدجال ❝ ❞ صوم شهر شعبان وبيان فضله والتحذير من البدع المنتشرة فيه ❝ الناشرين : ❞ دار الإسلام للنشر والتوزيع ❝ ❱.