كتاب رجل لكل العصور : ابن تيميةكتب إسلامية

كتاب رجل لكل العصور : ابن تيمية

تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَلِيمِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ النُّمَيْرِيُّ الْحَرَّانِيُّ (661 هـ - 728هـ/1263م - 1328م) المشهور باسم ابن تيميَّة. هو فقيه ومحدث ومفسر وفيلسوف ومتكلم وعالم مسلم مجتهد من علماء أهل السنة والجماعة. وهو أحد أبرز العلماء المسلمين خلال النصف الثاني من القرن السابع والثلث الأول من القرن الثامن الهجري. نشأ ابن تيميَّة حنبلي المذهب فأخذ الفقه الحنبلي وأصوله عن أبيه وجده، كما كان من الأئمة المجتهدين في المذهب، فقد كان يفتي في العديد من المسائل على خلاف معتمد الحنابلة لما يراه موافقاً للدليل من الكتاب والسُنة ثم على آراء الصحابة وآثار السلف. وُلد ابن تيميَّة سنة 661 هـ المُوافقة لسنة 1263م في مدينة حران للفقيه الحنبلي عبد الحليم ابن تيمية و"ست النعم بنت عبد الرحمن الحَرَّانية"، ونشأ نشأته الأولى في مدينة حران. بعد بلوغه سن السابعة، هاجرت عائلته منها إلى مدينة دمشق بسبب إغارة التتار عليها وكان ذلك في سنة 667 هـ. وحال وصول الأسرة إلى هناك بدأ والده عبد الحليم ابن تيمية بالتدريس في الجامع الأموي وفي "دار الحديث السُّكَّرية". أثناء نشأة ابن تيمية في دمشق اتجه لطلب العلم، ويذكر المؤرخون أنه أخذ العلم من أزيد من مائتي شيخ في مختلف العلوم منها التفسير والحديث والفقه والعربية. وقد شرع في التأليف والتدريس في سن السابعة عشرة. بعد وفاة والده سنة 682 هـ بفترة، أخذ مكانه في التدريس في "دار الحديث السُّكَّرية"، بالإضافة إلى أنه كان لديه درس لتفسير القرآن الكريم في الجامع الأموي ودرس "بالمدرسة الحنبلية" في دمشق. واجه ابن تيمية السجن والاعتقال عدة مرات، كانت أولها سنة 693 هـ/1294م بعد أن اعتقله نائب السلطنة في دمشق لمدة قليلة بتهمة تحريض العامة، وسبب ذلك أن ابن تيمية قام على أحد النصارى الذي بلغه عنه أنه شتم النبي محمد. وفي سنة 705 هـ/1306م سُجن في القاهرة مع أخويه "شرف الدين عبد الله" و"زين الدين عبد الرحمن" مدة ثمانية عشر شهراً إلى سنة 707 هـ/1307م، بسبب مسألة العرش ومسألة الكلام ومسألة النزول. وسجن أيضاً لمدة أيام في شهر شوال سنة 707 هـ/1308م بسبب شكوى من الصوفية، لأنه تكلم في القائلين بوحدة الوجود وهم ابن عربي وابن سبعين والقونوي والحلاج. وتم الترسيم(2) عليه في سنة 709 هـ/1309م مدة ثمانية أشهر في مدينة الإسكندرية، وخرج منه بعد عودة السلطان الناصر محمد بن قلاوون للحكم. وفي سنة 720 هـ/1320م سُجن بسبب "مسألة الحلف بالطلاق" نحو ستة أشهر. وسجن في سنة 726 هـ/1326م حتى وفاته سنة 728 هـ/1328م، بسبب مسألة "زيارة القبور وشد الرحال لها". وبالإضافة إلى ذلك، فقد تعرض للمضايقات من الفقهاء المتكلمين والحكام بسبب عقيدته التي صرح بها في الفتوى الحموية في سنة 698 هـ/1299م والعقيدة الواسطية في سنة 705 هـ/1306م التي أثبت فيهما الصفات السمعية التي جاءت في الكتاب والسنة مثل اليد والوجه والعين والنزول والاستواء والفوقية، مع نفي الكيفية عنها. عاصر ابن تيمية غزوات المغول على الشام، وقد كان له دور في التصدي لهم، ومن ذلك أنه التقى 699 هـ/1299م بالسُلطان التتاري "محمود غازان" بعد قدومه إلى الشام، وأخذ منه وثيقة أمان أجلت دخول التتار إلى دمشق فترة من الزمن. ومنها في سنة 700 هـ/1300م حين أشيع في دمشق قصد التتار الشام، عمل ابن تيمية على حث ودفع المسلمين في دمشق على قتالهم، وتوجهه أيضاً إلى السُلطان في مصر وحثه هو الآخر على المجيء لقتالهم. إلا أن التتار رجعوا في ذلك العام. وفي سنة 702 هـ/1303م اشترك ابن تيمية في "معركة شقحب" التي انتهت بانتصار المماليك على التتار، وقد عمل فيها على حث المسلمين على القتال، وتوجه إلى السُلطان للمرة الثانية يستحثه على القتال فاستجاب له السلطان. وقد أشيع في ذلك الوقت حكم قتال التتار حيث أنهم يظهرون الإسلام، فأفتى ابن تيمية بوجوب قتالهم، وأنهم من الطائفة الممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام. وخرج ابن تيمية أيضاً مع نائب السلطنة في دمشق في سنة 699 هـ/1299م وفي سنة 704 هـ/1305م وفي سنة 705 هـ/1305م لقتال أهل "كسروان" و"بلاد الجرد" من الإسماعيلية والباطنية والحاكمية والنصيرية، وقد ذكر في رسالة للسُلطان أن سبب ذلك هو تعاونهم مع جيوش الصليبيين والتتار. ظهر أثر ابن تيمية في أماكن مختلفة من العالم الإسلامي، فقد ظهر في الجزيرة العربية في حركة محمد بن عبد الوهاب، وظهر أثره في مصر والشام في محمد رشيد رضا من خلال الأبحاث التي كان ينشرها في "مجلة المنار"، وظهر تأثيره في المغرب العربي في الربع الثاني من القرن العشرين عند عبد الحميد بن باديس وفي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. وانتقل تأثيره إلى مراكش على أيدي الطلبة المغاربة الذين درسوا في الأزهر. وهناك من يقول أن تأثيره في مراكش أقدم حينما ظهر تأييد السلطانين محمد بن عبد الله وسليمان بن محمد لحركة محمد بن عبد الوهاب، وأنه ظهر في موجة ثانية في أوائل القرن العشرين على يد كل من القاضي محمد بن العربي العلوي وعلال الفاسي. وفي شبه القارة الهندية فقد وصلت آراؤه إلى هناك مبكراً في القرن الثامن الهجري بعد قدوم بعض تلاميذه إليها، منهم "عبد العزيز الأردبيلي" و"علم الدين سليمان بن أحمد الملتاني" واختفى أثره فيها إلى القرن الحادي عشر الهجري،، حتى ظهرت "الأسرة الدهلوية" ومنها ولي الله الدهلوي وابنه عبد العزيز الدهلوي وإسماعيل بن عبد الغني الدهلوي الذين كانوا كلهم متأثرين بابن تيمية. ومن المتأثرين به النواب صديق حسن خان القنوجي البخاري ونذير حسين الدهلوي وعبد الرحمن المباركفوري وشمس الحق العظيم آبادي، بالإضافة إلى شبلي بن حبيب الله النعماني وأبو الكلام آزاد. ويبرز استدلال السلفية الجهادية بكتب وفتاوى ابن تيمية في عدة مواقف، كما يظهر تأثر رموز هذا التيار به مثل محمد عبد السلام فرج وأسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي. منهجه العام الاعتماد على القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة ثم على آراء الصحابة وآثار السلف. وفهم النصوص على مراد الله وعلى مراد الرسول مستيعناً بفهم السلف لذلك، فقد كان يرى أن الشريعة أصلها القرآن وقد فسره النبي، والذين تلقوا ذلك التفسير من النبي هم الصحابة ثم ألقوها إلى التابعين. وقد اتصف منهجه بالاهتمام بأقوال ومفهومات السلف وعلى الأخص القرون الثلاثة الأولى. عدم التعصب لمذهب معين، والدعوة إلى فقه في الدين ونبذ الجمود، حيث كان لا يتبع غيره في رأي له بغير دليل من القرآن والسنة النبوية وما صح عن الصحابة من الآثار وآثار السلف. وسعى ابن تيمية إلى ترك التعصب المذهبي، بسبب أن عصره كان يموج بالتعصب لدى بعض متبعي المذاهب، وما أدى إليه هذا من ركود فكري في تلك الفترة. موافقة المعقول للمنقول وشمولية النصوص للأحكام، فلم يكن يهمل العقل والفكر في دراساته، ولم يكن يجاوز به مجاله، ولا يجعله حاكماً على نص قرآني أو حديث صحيح. تحقيق مقاصد الشارع بجلب المصالح ودرء المفاسد، وقد أولى ابن تيمية هذا الجانب اهتماماً كبيراً حيث يتتبع ويبرز مقاصد الشارع من النصوص الشرعية، ويبين الأسباب التي رتبت عليها الأحكام، واهتم أيضاً بدرء المفاسد المتمثل بأصل سد الذرائع. مراعاة الأصول والقواعد العامة بربط منهجه بالأصول والقواعد العامة، وسبب ذلك ملاحظته تفكك الأفكار واختلاف المفهومات والخطأ في المسائل الشرعية، بسبب النظرة الجزئية في الأدلة الشرعية لدى بعض الفقهاء. التسهيل والتيسير ما لم يكن مانع شرعي بحدود ما يدركه على ضوء الأدلة الشرعية، ولا يتجه إلى هذا الجانب عند وجود دليل منع في المسألة. هذه الرحلة ليست ككل الرحلات لا يقصد بها التسلية أو المتعة مجرد المتعة الذهنية، لكن لأن ابن تيمية شخصية من المحطات أو هو محطة في الحقيقة في غاية الأهمية لمن يريد بالفعل أن يسلك طريق الفرقة الناجية وأن ينتظم في سلك أهل السنة والجماعة بحقه وحقيقته، وهذه السلسة من المحاضرات يعني يرجى منها ثمرات كثيرة أولها وأسهلها حتى لمن من لا يجتهد في القراءة مجرد معنى عبر عنه بعض السلف في قوله: "كن عالمًا أو متعلما أو محبا، ولا تكون الرابعة فتهلك". كن عالِما أو متعلما، يعني عالِما يعلم الآخرين أو متعلما يطلب العلم من الآخرين فإن لم تكن في هذا ولا ذاك فكن محبًا، أحب العلماء وطلبة العلم، ولا تكون الرابعة وهو المبغض المعادي فتهلك، كثير من الناس رضوا لأنفسهم أن يكونوا من الفئة الرابعة الهالكة بظلمهم لشيخ الإسلام والتطاول عليه رحمه الله تعالى. ومن حكم الله أن كل من يتطاول على شيخ الإسلام يسدي إليه معروفًا جليلاً وهو أن كثير من الناس لم يعرفوا شيخ الإسلام إلا من خلال سب وشتم وتطاول الصغار والسفهاء على مقامه الشريف، فكان هذا يفزع الناس إلى أن يتطلعوا من هو ابن تيمية؟ وما هذا الذي يقال عنه؟ فإذا مجرد الاحتكاك المباشر بكتب شيخ الإسلام أو علم شيخ الإسلام وبركاته، دائما كانوا ينضمون إلى حزب الحق وحزب أهل السنة والجماعة وأصحاب المنهج السلفي الأصيل. القصص في ذلك كثيرة بل كثير من رواد الدعوة السلفية من كثير من العصور إذا تتبعنا تراجمهم سنجد إن بداية التزامه بالمنهج السلفي وانتمائه إليه أنه كان أصلاً ينتدب نفسه لمعاداته كما نرى مثلا دكتور محمد خليل هراس، لما كان يعد رسالة معينة رشح له أستاذه بأن يتكلم عن ابن تيمية فرد عليه بالعبارة العامية يعني قال له ما وجدت أحد مثل هذا الكذا وذكر كلمة عين فاء شين، فرد عليه قال نبين هذه الصفة يعني من خلال هذه الدراسة فذهب إلى صاحب المكتبة المنيرية محمد منير أغا الدمشقي بالقاهرة وطلب منه أن يعينه بمراجع لشيخ الإسلام ابن تيمية حتى يستطيع أن يؤدي هذه الرسالة.
محمد أحمد إسماعيل المقدم - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ مناجاة المحسنين في الخلوات نسخة مصورة ❝ ❞ عودة الحجاب ( 3 أجزاء كاملة ) ❝ ❞ سيدى تحفة قصة إسلام أكبر علماء النصارى في القرن الثامن الهجري نسخة مصورة ❝ ❞ رجل لكل العصور : ابن تيمية ❝ ❞ المهدي ❝ ❞ مختصر النصيحة في الأذكار والأدعية الصحيحة نسخة مصورة ❝ ❞ هويتنا أو الهاوية ❝ ❞ أهداف الدعوة ومنطلقاتها ❝ ❞ أدلة تحريم مصافحة الأجنبية نسخة مصورة ❝ الناشرين : ❞ دار ابن الجوزي ❝ ❞ الدار العالمية للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار العقيدة ❝ ❞ ط. دار الامل ❝ ❱
من التراجم والأعلام - مكتبة كتب إسلامية.

وصف الكتاب : تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَلِيمِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ النُّمَيْرِيُّ الْحَرَّانِيُّ (661 هـ - 728هـ/1263م - 1328م) المشهور باسم ابن تيميَّة. هو فقيه ومحدث ومفسر وفيلسوف ومتكلم وعالم مسلم مجتهد من علماء أهل السنة والجماعة. وهو أحد أبرز العلماء المسلمين خلال النصف الثاني من القرن السابع والثلث الأول من القرن الثامن الهجري. نشأ ابن تيميَّة حنبلي المذهب فأخذ الفقه الحنبلي وأصوله عن أبيه وجده، كما كان من الأئمة المجتهدين في المذهب، فقد كان يفتي في العديد من المسائل على خلاف معتمد الحنابلة لما يراه موافقاً للدليل من الكتاب والسُنة ثم على آراء الصحابة وآثار السلف.

وُلد ابن تيميَّة سنة 661 هـ المُوافقة لسنة 1263م في مدينة حران للفقيه الحنبلي عبد الحليم ابن تيمية و"ست النعم بنت عبد الرحمن الحَرَّانية"، ونشأ نشأته الأولى في مدينة حران. بعد بلوغه سن السابعة، هاجرت عائلته منها إلى مدينة دمشق بسبب إغارة التتار عليها وكان ذلك في سنة 667 هـ. وحال وصول الأسرة إلى هناك بدأ والده عبد الحليم ابن تيمية بالتدريس في الجامع الأموي وفي "دار الحديث السُّكَّرية". أثناء نشأة ابن تيمية في دمشق اتجه لطلب العلم، ويذكر المؤرخون أنه أخذ العلم من أزيد من مائتي شيخ في مختلف العلوم منها التفسير والحديث والفقه والعربية. وقد شرع في التأليف والتدريس في سن السابعة عشرة. بعد وفاة والده سنة 682 هـ بفترة، أخذ مكانه في التدريس في "دار الحديث السُّكَّرية"، بالإضافة إلى أنه كان لديه درس لتفسير القرآن الكريم في الجامع الأموي ودرس "بالمدرسة الحنبلية" في دمشق.

واجه ابن تيمية السجن والاعتقال عدة مرات، كانت أولها سنة 693 هـ/1294م بعد أن اعتقله نائب السلطنة في دمشق لمدة قليلة بتهمة تحريض العامة، وسبب ذلك أن ابن تيمية قام على أحد النصارى الذي بلغه عنه أنه شتم النبي محمد. وفي سنة 705 هـ/1306م سُجن في القاهرة مع أخويه "شرف الدين عبد الله" و"زين الدين عبد الرحمن" مدة ثمانية عشر شهراً إلى سنة 707 هـ/1307م، بسبب مسألة العرش ومسألة الكلام ومسألة النزول. وسجن أيضاً لمدة أيام في شهر شوال سنة 707 هـ/1308م بسبب شكوى من الصوفية، لأنه تكلم في القائلين بوحدة الوجود وهم ابن عربي وابن سبعين والقونوي والحلاج. وتم الترسيم(2) عليه في سنة 709 هـ/1309م مدة ثمانية أشهر في مدينة الإسكندرية، وخرج منه بعد عودة السلطان الناصر محمد بن قلاوون للحكم. وفي سنة 720 هـ/1320م سُجن بسبب "مسألة الحلف بالطلاق" نحو ستة أشهر. وسجن في سنة 726 هـ/1326م حتى وفاته سنة 728 هـ/1328م، بسبب مسألة "زيارة القبور وشد الرحال لها". وبالإضافة إلى ذلك، فقد تعرض للمضايقات من الفقهاء المتكلمين والحكام بسبب عقيدته التي صرح بها في الفتوى الحموية في سنة 698 هـ/1299م والعقيدة الواسطية في سنة 705 هـ/1306م التي أثبت فيهما الصفات السمعية التي جاءت في الكتاب والسنة مثل اليد والوجه والعين والنزول والاستواء والفوقية، مع نفي الكيفية عنها.

عاصر ابن تيمية غزوات المغول على الشام، وقد كان له دور في التصدي لهم، ومن ذلك أنه التقى 699 هـ/1299م بالسُلطان التتاري "محمود غازان" بعد قدومه إلى الشام، وأخذ منه وثيقة أمان أجلت دخول التتار إلى دمشق فترة من الزمن. ومنها في سنة 700 هـ/1300م حين أشيع في دمشق قصد التتار الشام، عمل ابن تيمية على حث ودفع المسلمين في دمشق على قتالهم، وتوجهه أيضاً إلى السُلطان في مصر وحثه هو الآخر على المجيء لقتالهم. إلا أن التتار رجعوا في ذلك العام. وفي سنة 702 هـ/1303م اشترك ابن تيمية في "معركة شقحب" التي انتهت بانتصار المماليك على التتار، وقد عمل فيها على حث المسلمين على القتال، وتوجه إلى السُلطان للمرة الثانية يستحثه على القتال فاستجاب له السلطان. وقد أشيع في ذلك الوقت حكم قتال التتار حيث أنهم يظهرون الإسلام، فأفتى ابن تيمية بوجوب قتالهم، وأنهم من الطائفة الممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام. وخرج ابن تيمية أيضاً مع نائب السلطنة في دمشق في سنة 699 هـ/1299م وفي سنة 704 هـ/1305م وفي سنة 705 هـ/1305م لقتال أهل "كسروان" و"بلاد الجرد" من الإسماعيلية والباطنية والحاكمية والنصيرية، وقد ذكر في رسالة للسُلطان أن سبب ذلك هو تعاونهم مع جيوش الصليبيين والتتار.

ظهر أثر ابن تيمية في أماكن مختلفة من العالم الإسلامي، فقد ظهر في الجزيرة العربية في حركة محمد بن عبد الوهاب، وظهر أثره في مصر والشام في محمد رشيد رضا من خلال الأبحاث التي كان ينشرها في "مجلة المنار"، وظهر تأثيره في المغرب العربي في الربع الثاني من القرن العشرين عند عبد الحميد بن باديس وفي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. وانتقل تأثيره إلى مراكش على أيدي الطلبة المغاربة الذين درسوا في الأزهر. وهناك من يقول أن تأثيره في مراكش أقدم حينما ظهر تأييد السلطانين محمد بن عبد الله وسليمان بن محمد لحركة محمد بن عبد الوهاب، وأنه ظهر في موجة ثانية في أوائل القرن العشرين على يد كل من القاضي محمد بن العربي العلوي وعلال الفاسي. وفي شبه القارة الهندية فقد وصلت آراؤه إلى هناك مبكراً في القرن الثامن الهجري بعد قدوم بعض تلاميذه إليها، منهم "عبد العزيز الأردبيلي" و"علم الدين سليمان بن أحمد الملتاني" واختفى أثره فيها إلى القرن الحادي عشر الهجري،، حتى ظهرت "الأسرة الدهلوية" ومنها ولي الله الدهلوي وابنه عبد العزيز الدهلوي وإسماعيل بن عبد الغني الدهلوي الذين كانوا كلهم متأثرين بابن تيمية. ومن المتأثرين به النواب صديق حسن خان القنوجي البخاري ونذير حسين الدهلوي وعبد الرحمن المباركفوري وشمس الحق العظيم آبادي، بالإضافة إلى شبلي بن حبيب الله النعماني وأبو الكلام آزاد. ويبرز استدلال السلفية الجهادية بكتب وفتاوى ابن تيمية في عدة مواقف، كما يظهر تأثر رموز هذا التيار به مثل محمد عبد السلام فرج وأسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي.


منهجه العام
الاعتماد على القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة ثم على آراء الصحابة وآثار السلف. وفهم النصوص على مراد الله وعلى مراد الرسول مستيعناً بفهم السلف لذلك، فقد كان يرى أن الشريعة أصلها القرآن وقد فسره النبي، والذين تلقوا ذلك التفسير من النبي هم الصحابة ثم ألقوها إلى التابعين. وقد اتصف منهجه بالاهتمام بأقوال ومفهومات السلف وعلى الأخص القرون الثلاثة الأولى.

عدم التعصب لمذهب معين، والدعوة إلى فقه في الدين ونبذ الجمود، حيث كان لا يتبع غيره في رأي له بغير دليل من القرآن والسنة النبوية وما صح عن الصحابة من الآثار وآثار السلف. وسعى ابن تيمية إلى ترك التعصب المذهبي، بسبب أن عصره كان يموج بالتعصب لدى بعض متبعي المذاهب، وما أدى إليه هذا من ركود فكري في تلك الفترة.

موافقة المعقول للمنقول وشمولية النصوص للأحكام، فلم يكن يهمل العقل والفكر في دراساته، ولم يكن يجاوز به مجاله، ولا يجعله حاكماً على نص قرآني أو حديث صحيح.

تحقيق مقاصد الشارع بجلب المصالح ودرء المفاسد، وقد أولى ابن تيمية هذا الجانب اهتماماً كبيراً حيث يتتبع ويبرز مقاصد الشارع من النصوص الشرعية، ويبين الأسباب التي رتبت عليها الأحكام، واهتم أيضاً بدرء المفاسد المتمثل بأصل سد الذرائع.

مراعاة الأصول والقواعد العامة بربط منهجه بالأصول والقواعد العامة، وسبب ذلك ملاحظته تفكك الأفكار واختلاف المفهومات والخطأ في المسائل الشرعية، بسبب النظرة الجزئية في الأدلة الشرعية لدى بعض الفقهاء.

التسهيل والتيسير ما لم يكن مانع شرعي بحدود ما يدركه على ضوء الأدلة الشرعية، ولا يتجه إلى هذا الجانب عند وجود دليل منع في المسألة.



هذه الرحلة ليست ككل الرحلات لا يقصد بها التسلية أو المتعة مجرد المتعة الذهنية، لكن لأن ابن تيمية شخصية من المحطات أو هو محطة في الحقيقة في غاية الأهمية لمن يريد بالفعل أن يسلك طريق الفرقة الناجية وأن ينتظم في سلك أهل السنة والجماعة بحقه وحقيقته، وهذه السلسة من المحاضرات يعني يرجى منها ثمرات كثيرة أولها وأسهلها حتى لمن من لا يجتهد في القراءة مجرد معنى عبر عنه بعض السلف في قوله: "كن عالمًا أو متعلما أو محبا، ولا تكون الرابعة فتهلك".

كن عالِما أو متعلما، يعني عالِما يعلم الآخرين أو متعلما يطلب العلم من الآخرين فإن لم تكن في هذا ولا ذاك فكن محبًا، أحب العلماء وطلبة العلم، ولا تكون الرابعة وهو المبغض المعادي فتهلك، كثير من الناس رضوا لأنفسهم أن يكونوا من الفئة الرابعة الهالكة بظلمهم لشيخ الإسلام والتطاول عليه رحمه الله تعالى.

ومن حكم الله أن كل من يتطاول على شيخ الإسلام يسدي إليه معروفًا جليلاً وهو أن كثير من الناس لم يعرفوا شيخ الإسلام إلا من خلال سب وشتم وتطاول الصغار والسفهاء على مقامه الشريف، فكان هذا يفزع الناس إلى أن يتطلعوا من هو ابن تيمية؟ وما هذا الذي يقال عنه؟ فإذا مجرد الاحتكاك المباشر بكتب شيخ الإسلام أو علم شيخ الإسلام وبركاته، دائما كانوا ينضمون إلى حزب الحق وحزب أهل السنة والجماعة وأصحاب المنهج السلفي الأصيل.

القصص في ذلك كثيرة بل كثير من رواد الدعوة السلفية من كثير من العصور إذا تتبعنا تراجمهم سنجد إن بداية التزامه بالمنهج السلفي وانتمائه إليه أنه كان أصلاً ينتدب نفسه لمعاداته كما نرى مثلا دكتور محمد خليل هراس، لما كان يعد رسالة معينة رشح له أستاذه بأن يتكلم عن ابن تيمية فرد عليه بالعبارة العامية يعني قال له ما وجدت أحد مثل هذا الكذا وذكر كلمة عين فاء شين، فرد عليه قال نبين هذه الصفة يعني من خلال هذه الدراسة فذهب إلى صاحب المكتبة المنيرية محمد منير أغا الدمشقي بالقاهرة وطلب منه أن يعينه بمراجع لشيخ الإسلام ابن تيمية حتى يستطيع أن يؤدي هذه الرسالة.


للكاتب/المؤلف : محمد أحمد إسماعيل المقدم .
دار النشر : .
عدد مرات التحميل : 6565 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الجمعة , 15 مارس 2019م.
حجم الكتاب عند التحميل : 6.4 ميجا بايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَلِيمِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ النُّمَيْرِيُّ الْحَرَّانِيُّ (661 هـ - 728هـ/1263م - 1328م) المشهور باسم ابن تيميَّة. هو فقيه ومحدث ومفسر وفيلسوف ومتكلم وعالم مسلم مجتهد من علماء أهل السنة والجماعة. وهو أحد أبرز العلماء المسلمين خلال النصف الثاني من القرن السابع والثلث الأول من القرن الثامن الهجري. نشأ ابن تيميَّة حنبلي المذهب فأخذ الفقه الحنبلي وأصوله عن أبيه وجده، كما كان من الأئمة المجتهدين في المذهب، فقد كان يفتي في العديد من المسائل على خلاف معتمد الحنابلة لما يراه موافقاً للدليل من الكتاب والسُنة ثم على آراء الصحابة وآثار السلف.

وُلد ابن تيميَّة سنة 661 هـ المُوافقة لسنة 1263م في مدينة حران للفقيه الحنبلي عبد الحليم ابن تيمية و"ست النعم بنت عبد الرحمن الحَرَّانية"، ونشأ نشأته الأولى في مدينة حران. بعد بلوغه سن السابعة، هاجرت عائلته منها إلى مدينة دمشق بسبب إغارة التتار عليها وكان ذلك في سنة 667 هـ. وحال وصول الأسرة إلى هناك بدأ والده عبد الحليم ابن تيمية بالتدريس في الجامع الأموي وفي "دار الحديث السُّكَّرية". أثناء نشأة ابن تيمية في دمشق اتجه لطلب العلم، ويذكر المؤرخون أنه أخذ العلم من أزيد من مائتي شيخ في مختلف العلوم منها التفسير والحديث والفقه والعربية. وقد شرع في التأليف والتدريس في سن السابعة عشرة. بعد وفاة والده سنة 682 هـ بفترة، أخذ مكانه في التدريس في "دار الحديث السُّكَّرية"، بالإضافة إلى أنه كان لديه درس لتفسير القرآن الكريم في الجامع الأموي ودرس "بالمدرسة الحنبلية" في دمشق.

واجه ابن تيمية السجن والاعتقال عدة مرات، كانت أولها سنة 693 هـ/1294م بعد أن اعتقله نائب السلطنة في دمشق لمدة قليلة بتهمة تحريض العامة، وسبب ذلك أن ابن تيمية قام على أحد النصارى الذي بلغه عنه أنه شتم النبي محمد. وفي سنة 705 هـ/1306م سُجن في القاهرة مع أخويه "شرف الدين عبد الله" و"زين الدين عبد الرحمن" مدة ثمانية عشر شهراً إلى سنة 707 هـ/1307م، بسبب مسألة العرش ومسألة الكلام ومسألة النزول. وسجن أيضاً لمدة أيام في شهر شوال سنة 707 هـ/1308م بسبب شكوى من الصوفية، لأنه تكلم في القائلين بوحدة الوجود وهم ابن عربي وابن سبعين والقونوي والحلاج. وتم الترسيم(2) عليه في سنة 709 هـ/1309م مدة ثمانية أشهر في مدينة الإسكندرية، وخرج منه بعد عودة السلطان الناصر محمد بن قلاوون للحكم. وفي سنة 720 هـ/1320م سُجن بسبب "مسألة الحلف بالطلاق" نحو ستة أشهر. وسجن في سنة 726 هـ/1326م حتى وفاته سنة 728 هـ/1328م، بسبب مسألة "زيارة القبور وشد الرحال لها". وبالإضافة إلى ذلك، فقد تعرض للمضايقات من الفقهاء المتكلمين والحكام بسبب عقيدته التي صرح بها في الفتوى الحموية في سنة 698 هـ/1299م والعقيدة الواسطية في سنة 705 هـ/1306م التي أثبت فيهما الصفات السمعية التي جاءت في الكتاب والسنة مثل اليد والوجه والعين والنزول والاستواء والفوقية، مع نفي الكيفية عنها.

عاصر ابن تيمية غزوات المغول على الشام، وقد كان له دور في التصدي لهم، ومن ذلك أنه التقى 699 هـ/1299م بالسُلطان التتاري "محمود غازان" بعد قدومه إلى الشام، وأخذ منه وثيقة أمان أجلت دخول التتار إلى دمشق فترة من الزمن. ومنها في سنة 700 هـ/1300م حين أشيع في دمشق قصد التتار الشام، عمل ابن تيمية على حث ودفع المسلمين في دمشق على قتالهم، وتوجهه أيضاً إلى السُلطان في مصر وحثه هو الآخر على المجيء لقتالهم. إلا أن التتار رجعوا في ذلك العام. وفي سنة 702 هـ/1303م اشترك ابن تيمية في "معركة شقحب" التي انتهت بانتصار المماليك على التتار، وقد عمل فيها على حث المسلمين على القتال، وتوجه إلى السُلطان للمرة الثانية يستحثه على القتال فاستجاب له السلطان. وقد أشيع في ذلك الوقت حكم قتال التتار حيث أنهم يظهرون الإسلام، فأفتى ابن تيمية بوجوب قتالهم، وأنهم من الطائفة الممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام. وخرج ابن تيمية أيضاً مع نائب السلطنة في دمشق في سنة 699 هـ/1299م وفي سنة 704 هـ/1305م وفي سنة 705 هـ/1305م لقتال أهل "كسروان" و"بلاد الجرد" من الإسماعيلية والباطنية والحاكمية والنصيرية، وقد ذكر في رسالة للسُلطان أن سبب ذلك هو تعاونهم مع جيوش الصليبيين والتتار.

ظهر أثر ابن تيمية في أماكن مختلفة من العالم الإسلامي، فقد ظهر في الجزيرة العربية في حركة محمد بن عبد الوهاب، وظهر أثره في مصر والشام في محمد رشيد رضا من خلال الأبحاث التي كان ينشرها في "مجلة المنار"، وظهر تأثيره في المغرب العربي في الربع الثاني من القرن العشرين عند عبد الحميد بن باديس وفي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. وانتقل تأثيره إلى مراكش على أيدي الطلبة المغاربة الذين درسوا في الأزهر. وهناك من يقول أن تأثيره في مراكش أقدم حينما ظهر تأييد السلطانين محمد بن عبد الله وسليمان بن محمد لحركة محمد بن عبد الوهاب، وأنه ظهر في موجة ثانية في أوائل القرن العشرين على يد كل من القاضي محمد بن العربي العلوي وعلال الفاسي. وفي شبه القارة الهندية فقد وصلت آراؤه إلى هناك مبكراً في القرن الثامن الهجري بعد قدوم بعض تلاميذه إليها، منهم "عبد العزيز الأردبيلي" و"علم الدين سليمان بن أحمد الملتاني" واختفى أثره فيها إلى القرن الحادي عشر الهجري،، حتى ظهرت "الأسرة الدهلوية" ومنها ولي الله الدهلوي وابنه عبد العزيز الدهلوي وإسماعيل بن عبد الغني الدهلوي الذين كانوا كلهم متأثرين بابن تيمية. ومن المتأثرين به النواب صديق حسن خان القنوجي البخاري ونذير حسين الدهلوي وعبد الرحمن المباركفوري وشمس الحق العظيم آبادي، بالإضافة إلى شبلي بن حبيب الله النعماني وأبو الكلام آزاد. ويبرز استدلال السلفية الجهادية بكتب وفتاوى ابن تيمية في عدة مواقف، كما يظهر تأثر رموز هذا التيار به مثل محمد عبد السلام فرج وأسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي.


منهجه العام
الاعتماد على القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة ثم على آراء الصحابة وآثار السلف. وفهم النصوص على مراد الله وعلى مراد الرسول مستيعناً بفهم السلف لذلك، فقد كان يرى أن الشريعة أصلها القرآن وقد فسره النبي، والذين تلقوا ذلك التفسير من النبي هم الصحابة ثم ألقوها إلى التابعين. وقد اتصف منهجه بالاهتمام بأقوال ومفهومات السلف وعلى الأخص القرون الثلاثة الأولى.

عدم التعصب لمذهب معين، والدعوة إلى فقه في الدين ونبذ الجمود، حيث كان لا يتبع غيره في رأي له بغير دليل من القرآن والسنة النبوية وما صح عن الصحابة من الآثار وآثار السلف. وسعى ابن تيمية إلى ترك التعصب المذهبي، بسبب أن عصره كان يموج بالتعصب لدى بعض متبعي المذاهب، وما أدى إليه هذا من ركود فكري في تلك الفترة.

موافقة المعقول للمنقول وشمولية النصوص للأحكام، فلم يكن يهمل العقل والفكر في دراساته، ولم يكن يجاوز به مجاله، ولا يجعله حاكماً على نص قرآني أو حديث صحيح.

تحقيق مقاصد الشارع بجلب المصالح ودرء المفاسد، وقد أولى ابن تيمية هذا الجانب اهتماماً كبيراً حيث يتتبع ويبرز مقاصد الشارع من النصوص الشرعية، ويبين الأسباب التي رتبت عليها الأحكام، واهتم أيضاً بدرء المفاسد المتمثل بأصل سد الذرائع.

مراعاة الأصول والقواعد العامة بربط منهجه بالأصول والقواعد العامة، وسبب ذلك ملاحظته تفكك الأفكار واختلاف المفهومات والخطأ في المسائل الشرعية، بسبب النظرة الجزئية في الأدلة الشرعية لدى بعض الفقهاء.

التسهيل والتيسير ما لم يكن مانع شرعي بحدود ما يدركه على ضوء الأدلة الشرعية، ولا يتجه إلى هذا الجانب عند وجود دليل منع في المسألة.

هذه الرحلة ليست ككل الرحلات لا يقصد بها التسلية أو المتعة مجرد المتعة الذهنية، لكن لأن ابن تيمية شخصية من المحطات أو هو محطة في الحقيقة في غاية الأهمية لمن يريد بالفعل أن يسلك طريق الفرقة الناجية وأن ينتظم في سلك أهل السنة والجماعة بحقه وحقيقته، وهذه السلسة من المحاضرات يعني يرجى منها ثمرات كثيرة أولها وأسهلها حتى لمن من لا يجتهد في القراءة مجرد معنى عبر عنه بعض السلف في قوله: "كن عالمًا أو متعلما أو محبا، ولا تكون الرابعة فتهلك".

كن عالِما أو متعلما، يعني عالِما يعلم الآخرين أو متعلما يطلب العلم من الآخرين فإن لم تكن في هذا ولا ذاك فكن محبًا، أحب العلماء وطلبة العلم، ولا تكون الرابعة وهو المبغض المعادي فتهلك، كثير من الناس رضوا لأنفسهم أن يكونوا من الفئة الرابعة الهالكة بظلمهم لشيخ الإسلام والتطاول عليه رحمه الله تعالى.

ومن حكم الله  أن كل من يتطاول على شيخ الإسلام يسدي إليه معروفًا جليلاً وهو أن كثير من الناس لم يعرفوا شيخ الإسلام إلا من خلال سب وشتم وتطاول الصغار والسفهاء على مقامه الشريف، فكان هذا يفزع الناس إلى أن يتطلعوا من هو ابن تيمية؟ وما هذا الذي يقال عنه؟ فإذا مجرد الاحتكاك المباشر بكتب شيخ الإسلام أو علم شيخ الإسلام وبركاته، دائما كانوا ينضمون إلى حزب الحق وحزب أهل السنة والجماعة وأصحاب المنهج السلفي الأصيل.

القصص في ذلك كثيرة بل كثير من رواد الدعوة السلفية من كثير من العصور إذا تتبعنا تراجمهم سنجد إن بداية التزامه بالمنهج السلفي وانتمائه إليه أنه كان أصلاً ينتدب نفسه لمعاداته كما نرى مثلا دكتور محمد خليل هراس، لما كان يعد رسالة معينة رشح له أستاذه بأن يتكلم عن ابن تيمية فرد عليه بالعبارة العامية يعني قال له ما وجدت أحد مثل هذا الكذا وذكر كلمة عين فاء شين، فرد عليه قال نبين هذه الصفة يعني من خلال هذه الدراسة فذهب إلى صاحب المكتبة المنيرية محمد منير أغا الدمشقي بالقاهرة وطلب منه أن يعينه بمراجع لشيخ الإسلام ابن تيمية حتى يستطيع أن يؤدي هذه الرسالة.

رجل لكل العصور : ابن تيمية

نسب ابن تيمية

ماهو اصل ابن تيمية

سيرة ابن تيمية pdf

ابن تيمية كردي

كيف توفي ابن تيمية

لماذا سمي ابن تيمية شيخ الاسلام

نسب ابن تيمية كردي من اصول يهودية

اقوال ابن تيمية

دائما الذين يتعاملون أو يستفيدون من علم شيخ الإسلام في الغالب تجد نقطة التحول في حياته بحادثة بصورة أو بأخرى أدت إلى اعتزازه بهذا المنهج واستفادته من علم شيخ الإسلام رحمه الله تعالى، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ما أحب أن أخوض في أمور شخصية لكن كان لي تجربة معينة في هذا الأمر وإن كان ما ينبغي أن تذكر في هذا السياق لكن أنا الجميل الذي أسدي إليّ رد أن أقابله بأن أسديه إلى من يأتي من الإخوة أو من الشباب الذين لما تستقر توجهاتهم الفكرية بعد إلى وجهة معينة ولعل هذا ينفعهم.
فكنت في نهاية الستينيات تقريبا بدأت أقرأ كان أيامها القراءة الإسلامية كنا في المدارس فريقين اللي هو الإسلامي الملتزم إما أن يقرأ لطه حسين وإما للعقاد، مدرستين متناقضتين ومتصارعتين فنوع من تقليد الكبار لا أكثر، أنا ملت إلى كتب العقاد وكنت أشتري كتب عقاد حتى تقريبا جمعتها كلها، على أساس إن هذا هو الإسلام، ما أمامنا غير هذا، يعني هذا الذي كان متاح في ساحة الفكر يعني، كان في كتب الدكتور محمد البهي بعد 



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل رجل لكل العصور : ابن تيمية
محمد أحمد إسماعيل المقدم
محمد أحمد إسماعيل المقدم
Muhammad Ahmad Ismail Al Qadam
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ مناجاة المحسنين في الخلوات نسخة مصورة ❝ ❞ عودة الحجاب ( 3 أجزاء كاملة ) ❝ ❞ سيدى تحفة قصة إسلام أكبر علماء النصارى في القرن الثامن الهجري نسخة مصورة ❝ ❞ رجل لكل العصور : ابن تيمية ❝ ❞ المهدي ❝ ❞ مختصر النصيحة في الأذكار والأدعية الصحيحة نسخة مصورة ❝ ❞ هويتنا أو الهاوية ❝ ❞ أهداف الدعوة ومنطلقاتها ❝ ❞ أدلة تحريم مصافحة الأجنبية نسخة مصورة ❝ الناشرين : ❞ دار ابن الجوزي ❝ ❞ الدار العالمية للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار العقيدة ❝ ❞ ط. دار الامل ❝ ❱.



كتب اخرى في التراجم والأعلام

معجم تراجم أعلام الفقهاء PDF

قراءة و تحميل كتاب معجم تراجم أعلام الفقهاء PDF مجانا

الحكيم الجراح سيرة حياة محمد عبد اللطيف PDF

قراءة و تحميل كتاب الحكيم الجراح سيرة حياة محمد عبد اللطيف PDF مجانا

علماء الحنابلة من الإمام أحمد المتوفي سنة 241 إلى وفيات عام 1420 PDF

قراءة و تحميل كتاب علماء الحنابلة من الإمام أحمد المتوفي سنة 241 إلى وفيات عام 1420 PDF مجانا

معجم العلماء والمشاهير : الذين أفردوا بتراجم خاصة PDF

قراءة و تحميل كتاب معجم العلماء والمشاهير : الذين أفردوا بتراجم خاصة PDF مجانا

الإمام مسلم بن الحجاج صاحب المسند الصحيح ومحدث الإسلام الكبير PDF

قراءة و تحميل كتاب الإمام مسلم بن الحجاج صاحب المسند الصحيح ومحدث الإسلام الكبير PDF مجانا

صفة الصفوة ت: علي PDF

قراءة و تحميل كتاب صفة الصفوة ت: علي PDF مجانا

معجم الصحابة ابن قانع PDF

قراءة و تحميل كتاب معجم الصحابة ابن قانع PDF مجانا

شبلي النعماني علامة الهند الأديب والمؤرخ الناقد الأريب PDF

قراءة و تحميل كتاب شبلي النعماني علامة الهند الأديب والمؤرخ الناقد الأريب PDF مجانا

المزيد من كتب علوم القرآن في مكتبة كتب علوم القرآن , المزيد من كتب إسلامية متنوعة في مكتبة كتب إسلامية متنوعة , المزيد من إسلامية متنوعة في مكتبة إسلامية متنوعة , المزيد من كتب الفقه العام في مكتبة كتب الفقه العام , المزيد من كتب التوحيد والعقيدة في مكتبة كتب التوحيد والعقيدة , المزيد من مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف في مكتبة مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف , المزيد من كتب أصول الفقه وقواعده في مكتبة كتب أصول الفقه وقواعده , المزيد من التراجم والأعلام في مكتبة التراجم والأعلام , المزيد من السنة النبوية الشريفة في مكتبة السنة النبوية الشريفة
عرض كل كتب إسلامية ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..