أبلت المرأة المسلمة في صدر الإسلام البلاء الحسن في نصرة الدعوة الإسلامية، وقدمت التضحيات الجسام خلال محطات كثيرة من تاريخ الإسلام، وأظهرت نساء الأمة في تلك الحقبة التاريخية عن قوة ايمانهن وشدة صبرهم على الشدائد التي لاقينها في طريقهن، ولقد كنّ عونا لرجالهن وسندا قوياً لهم في مباشرة مهامهم في خدمة دين الله تعالى ونشر هديه. وتعد في طليعة أولئك الفضليات أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن وأرضاهن؛ إذ عشن في كنف بيت النبوة، وقمن بخدمة النبي صلى الله عليه وسلم والوقوف بجانبه في السراء والضراء، ونقلن عنه الكثير من أقواله، وأفعاله، وخاصة أحواله في بيته مع أهله ومحيطه الصغير، والكثير من الهدي النبوي لم يصل إلينا إلا عن طريق أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن.
وقد ورد الثناء في الذكر الحكيم والسنة المطهرة على الصحابة من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ذكورا وإناثا، وبين الحق سبحانه وتعالى بأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في مرتبة علية ومنزلة رفيعة قال تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ). سورة الأحزاب. الآية 28.
وأفادت هذه الآية الكريمة فضيلة عظيمة ومنقبة رفيعة لكافة أزواجه عليه الصلاة والسلام، ومن خلالها أوجب المولى تعالى لهُنَّ حكم الأمومة على كل مؤمن، تعظيما لحقهن، وتأكيدا لحرمتهن، وتشريفا لمنزلتهن.
وما اختارهن الله تعالى لبيت النبوة إلا لفضلهن ومناقبهن، ويكفي إجمال بعض تلك الفضائل ما ورد في سورة الأحزاب التي أبرزت رفعة مكانتهن المتمثلة في:
الحديث عنهن بوصف الزوجية: (يا أيها النبي قل لأزواجك). سورة الأحزاب الآية 28. وذِكْرُهُنّ بلفظ الزوجية له دلالة على الفضل، ولفظ الأزواج مُشْعِرٌ بالمجانسة والاقتران.
العناية بنصحهن وخطابهن بأحسن الألقاب: (يا نساء النبي). سورة الأحزاب الآية 28. وهذا أمر تميزن به عن بقية الصحابة، بل عن باقي آل البيت رضوان الله عليهم أجمعين.
استحقاقهن الأجر العظيم في الدنيا والآخرة: وقد دلَّت على ذلك الآية 29 من سورة الأحزاب( فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرًا عظيمًا).
مضاعفة الأجر لهن: وهو منطوق الآية الكريمة:( نؤتها أجرها مرتين). الأحزاب. الآية 31.
البشارة لهن بالجنة: وقد أخذت هذه البشارة من قوله تعالى: (وأعتدنا لها رزقا كريما). الأحزاب. 31. قال أهل العلم بالتفسير: الرزق الكريم هو الجنة.
تفضيلهن على عموم النساء: (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء). الأحزاب. الآية 32.
وقد احتفى علماء السيرة ودلائل النبوة والإخباريون، وكُتَّاب تاريخ الإسلام، بموضوع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، احتفاء كبيرًا، وتوجهت عنايتهم إلى وضع مصنفات مستقلة في زمن مبكر، وبعضها لم يصلنا منها إلا أخبارها وأسماؤها، ومع توالي القرون عكف العلماء على وضع المؤلفات الجامعة المشتملة على سيرهن العطرة وجليل مناقبهن السنية، وقبسات من مواقفهن السامية في خدمة النبي عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. ومن أهم المؤلفات في هذا الموضوع:
كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. لمحمد بن الحسن بن زبالة (ت199هـ)، وصلنا منه منتخبه فقط برواية الزبير بن بكار (ت 256هـ). (وهو موضوع هذه الورقة).
كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. هشام بن محمد ابن الكلبي (ت204هـ). (الفهرست لابن النديم. 128).
كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. محمد بن عمر الواقدي (ت 207هـ). (الفهرست لابن النديم. 126). ومن حسن الحظ فإن قسما منه احتفظ به ابن سعد في الطبقات الكبرى.
تسمية أزواج النبي وأولاده. أبو عبيدة معمر بن المثنى (ت208هـ). نشر بتحقيق كمال الحوت. مؤسسة الكتب الثقافية. بيروت. 1405هـ.
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. علي بن محمد المدائني (ت 220هـ). (الفهرست لابن النديم. 130).
اللمعة في ذكر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأولاده السبعة. محمد بن قاسم التميمي (ت603هـ). الذيل والتكملة. لابن عبدالملك المراكشي.5/256.
مؤلف الكتاب: د.أكرم ضياء العمري
قسم الكتاب: محمد صلى الله عليه وسلم
حجم الكتاب: 1.44 ميجا بايت
مؤلف الكتاب: د.أكرم ضياء العمري
قسم الكتاب: محمد صلى الله عليه وسلم
حجم الكتاب: 1.44 ميجا بايت
قراءة و تحميل كتاب الإسلاميات بين كتابات المستشرقين والباحثين المسلمين PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب عظمة القرآن الكريم وتعظيمه وأثره في النفوس في ضوء الكتاب والسنة PDF مجانا