الأمثال في القرآن لها بلاغة خاصة لا يدركها إلا العارف بأسرار اللغة العربية، وضرب الأمثال في القرآن من الله تعالى لعباده لسهولة الفهم والإدراك ولسهولة الوصول إليه حتى لا يكون لأحد حجة يوم القيامة فكل الدلائل العقلية والكونية والأدبية تشير بنفس واحد لا إله إلا الله.
تعريف المثل
المثل هو إعطاء شيء منزلة شيء عن طريق التشبيه وبيان وجه الشبه، ولا يلزم في الشبيه المطابقة من كل الوجوه، بل يكفي فيه أن يُلمح منه جانبٌ فيه شبهٌ ما يحقق الغرض من التشبيه.
لماذا ضرب الله الأمثال في القرآن
ضرب الله -عز وجل- في القرآن الكريم الأمثال للناس لعلهم يتذكرون، ويتفكرون، ويعتبرون، وجعل في ضرب الأمثلة تربيةً قرآنية عاليةً لكل إنسان يتقبل الهدى والعلم النافع.
اقرأ أيضا: رمضان عبد المعز يحذر من العمل بهذا المثل الشعبي بعد رمضان
وضرب الأمثال في القرآن لقضايا أو سنن أو أعمال تتشابه مع أحوال الأفراد والجماعات، ليفهم الناس من خلالها كيف يتعاملون معها ويقيسوا كل ما شابهها على مر الزمان.
وكما قال بعض السلف الحريصين على فهم القرآن أمثالًا وحكمًا وأحكامًا، وتشريعات وتوحيدًا وقصصًا، قال هذا الرجل: "كنت إذا قرأت مثلًا من القرآن، فلم أفهمه، بكيت على نفسي؛ لأن الله تعالى يقول: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) [العنكبوت:43] فأبكي؛ لأنني لست من العالمين الذين عرفوا هذه الأمثلة"، وهذه الآية التي قرأناها نمرُّ بها كثيرًا.
المثال الصريح في القرآن
وجاءتِ الأمثالُ الصريحة في القرآن الكريم مِن أجل الهداية لمَن لم يهتدِ من الناس، ولزيادة الإيمان لمن كان الله تعالى قد هداهُ؛ قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴾ [البقرة: 26].
أنواع الأمثال في القرآن
ضُربت الأمثالُ في القُرآن الكريم على وجوه:
من الأمثال في القرآن: إخراج الغامض إلى الظاهر: ولِما للأمثال من فوائدَ؛ امتنَّ الله تعالى علينا بقوله: ﴿ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ ﴾ [إبراهيم: 45]، وبقوله تعالى: ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 43]، وسُمِّي مثلًا؛ لأنه ماثلٌ بخاطر الإنسان أبدًا؛ أي: شاخص، فيتأسى به ويتَّعِظ.
ومنها ما يأتي فيها المثل بمعنى الصفة؛ كقوله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى ﴾ [النحل: 60]، وقوله تعالى: ﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ ﴾ [الرعد: 35]، وقوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ ﴾ [الفتح: 29].
ومن الأمثال في القرآن ما فيه تشبيه المعنوي الخفي بالحسِّي، والغائب بالشاهد؛ كتشبيهِ الإيمان بالنور، والكفر بالظلمة، والكلمة الطيبة بالشجرة.
لما للأمثال من أهمية فى عند العرب، فالأمثال لدى العرب لها من دور بارز فى الإقناع ، وسرعة التفهيم وإزالة الإشكال، وما أفضل تلك الأمثال عندما تكن من القرآن الكريم ، فأمثاله موعظة حسنة ليئة بالحكمة السديدة على القارىء تدبرها.
قراءة و تحميل كتاب القواعد النورانية باسمها الصحيح القواعد الكلية (ت: المحيسن) PDF مجانا