- قال الله تبارك وتعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ [الحجر: 75].
قال النَّسفي: (للمتفَرِّسين المتأمِّلين، كأنَّهم يعرفون باطن الشَّيء بِسمَةٍ ظاهرة) .
وقال ابن زيد في نفس الآية: (المتفكِّرون والمعتبرون، الذين يتوسَّمون الأشياء، ويتفكَّرون فيها ويعتبرون) .
وقال أبو المظفَّر السَّمعاني: (أي: للنَّاظرين المعتبرين. وقيل: للمتفَرِّسين، وهم الذين يعلمون النَّاس بسِيمَاهم على ما يُرِيهم الله منها) .
- الفرق بين الفِرَاسَة وسوء الظَّنِّ:
قال أبو طالب المكي: (الفرق بين الفِرَاسَة وسوء الظَّنِّ: أنَّ الفِرَاسَة ما توسَّمته من أخيك بدليل يظهر لك، أو شاهد يبدو منه، أو علامة تشهدها فيه، فتتفَرَّس من ذلك فيه، ولا تنطق به إن كان سوءًا، ولا تُظْهره، ولا تحكم عليه، ولا تقطع به فتأثم.
وسوء الظَّنِّ: ما ظننته من سوء رأيك فيه، أو لأجل حقد في نفسك عليه، أو لسوء نيَّة تكون، أو خُبْث حال فيك، تعرفها من نفسك، فتحمل حال أخيك عليها، وتقيسه بك، فهذا هو سوء الظَّنِّ والإثم، وهو غيبة القلب) .
- الفرق بين الفِرَاسَة والإلهام:
قال الملا علي القاري: (الفرق بين الإلهام والفِرَاسَة: أنَّها كشف الأمور الغيبيَّة بواسطة تفَرُّس آثار الصُّور. والإلهام كشفها بلا واسطة) .
- الفرق بين الفِرَاسَة والكَهَانَة:
الفِرَاسَة: غالبًا لا يَدَّعي صاحبها الغيب، بخلاف الكاهن؛ فإنَّه يدَّعي الغيب، ويفتخر بادِّعائه، بل وربَّما كَثُر مريدوه بسبب هذا الادِّعاء، وهذا بخلاف المتفَرِّس، لا يدَّعي الغيب، فضلًا أن يفتخر به.
الكَهَانَة: لها مقدِّمات غالبًا غير مشروعة، وأما الفِرَاسَة فإنَّها تعتمد على مقدِّمات مشروعة .
- قال أبو الدَّرداء: (اتَّقوا فِرَاسَة العلماء؛ فإنَّهم ينظرون بنور الله، إنَّه شيء يقذفه الله في قلوبهم، وعلى ألسنتهم) .
- قال الشَّافعي: (خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفِراسة، حتى كتبتها وجمعتها) .
- وقال أحمد بن عاصم الأنطاكي: (إذا جالستم أهل الصِّدق، فجالسوهم بالصِّدق؛ فإنَّهم جواسيس القلوب، يدخلون في قلوبكم ويخرجون منها من حيث لا تُحسُّون) .
- وقال الهروي عن الفراسة: (هو استئناس حكم غيبٍ من غير اسْتِدْلَال بشَاهِد، ولا اختبار بتجربة) .
- وقال أبو حفص النَّيسابوري: (ليس لأحد أن يدَّعي الفِرَاسَة. ولكن يتَّقي الفِرَاسَة من الغير؛ لأنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اتَّقوا فِرَاسَة المؤمن فإنَّه ينظر بنور الله)). ولم يقل: تفَرَّسوا. وكيف يصحُّ دعوى الفِرَاسَة لمن هو في محلِّ اتقاء الفِراسة؟!).
- وقال ابن القيِّم: (الفِراسة الإيمانيَّة... سببها نورٌ يقذفه الله في قلب عبده، يفرِّق به بين الحقِّ والباطل، والصَّادق والكاذب، وهذه الفِرَاسَة على حسب قوَّة الإيمان، وكان أبو بكر الصِّدِّيق أعظم الأمَّة فِرَاسَة) .
قراءة و تحميل كتاب زاد المهاجر: الرسالة التابوكية (ط. الحديث) PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب أثر الأدلة المختلف فيها (مصادر التشريع التبعية ) في الفقه الاسلامي نسخة مصورة PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب كيف تتحمس لقيام الليل: أكثر من 100 طريقة للتحمس لقيام الليل PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب نساء أهل البيت في ضوء القرآن والحديث PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب عشرون موقفا إيجابيا من الأحاديث النبوية الشريفة / ج1 PDF مجانا