كتاب تأملات إيمانية في سورة يوسف كتب إسلامية

كتاب تأملات إيمانية في سورة يوسف

سُورَة يُوسُفَ هي سُورَة مكَّية، تميزت بذكر قصة نبي الله يوسف عليه السلام كاملة في أسلوب قصصي بديع، وهي أطول قصة في القرآن في سياق واحد، ولذلك سميت باسم نبي الله يوسف لاشتمالها على قصته، وهو الاسم الوحيد لها، قيل أنها أول سورة نقلت من مكة إلى المدينة، ترتيبها الثّانية عشرةَ بين سّور المُصْحَف بعد سورة هود وقبل سورة الرعد، وعدد آياتها مائةٌ وإحدى عشرةَ آيةً. اسم السورة الاسم الوحيد لهذه السورة هو «سورة يوسف»، وسبب تسميتها ظاهر لأنها ذكرت قصة يوسف عليه السلام كلَّها، ولم تذكر قصّته في غيرها. ولم يذكر اسمه في غيرها إلّا في سورة الأنعام وسورة غافر، وقال ابن عاشور: ولم تذكر قصّة نبي في القرآن بمثل ما ذكرت قصّة يوسف عليه السلام هذه السّورة من الإطناب. مكان نزولها «سورة يوسف» مكية بالإجماع، كلها، وقيل: إن الآيات الثلاث من أوّلها مدنيّةٌ. قال جلال الدين السيوطي في «الإتقان»: وهو واهٍ لا يلتفت إليه. ووردت عدة آثار في أن سورة يوسف مكية عن عبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعكرمة مولى ابن عباس، والحسن البصري، وقتادة بن دعامة، والزهري، وعلي بن أبي طلحة. وورد فيما يثبت القول بأنها مكية من الأحاديث حديث إسلام رافع بن مالك «أنَّه خرج هو وابن خالته معاذ بن عفراء، حتَّى قدما مكَّة، فلمَّا هبطا من الثَّنيَّة، رأيا رجلًا تحت شجرةٍ، قال: وهذا قبل خروج السِّتَّة من الأنصار. قال: فلمَّا رأيناه كلَّمناه، قلنا: نأتي هذا الرَّجل نستودعه راحلتينا حتَّى نطوف بالبيت. فجئنا فسلَّمنا عليه تسليم أهل الجاهليَّة، فردَّ علينا تسليم أهل الإسلام، وقد سمعت بالنَّبيِّ. قال: فأنكرنا. فقلنا: من أنت؟ قال: «انزلوا». فنزلوا، فقلنا: أين هذا الرَّجل الَّذي يدَّعي ما يدَّعي، ويقول ما يقول؟ قال: «أنا هو». قلنا: فاعرض علينا الإسلام. فعرض، وقال: «من خلق السَّماوات والأرض والجبال؟» قلنا: خلقهنَّ الله. قال: «من خلقكم؟» قلنا: الله. قال: «فمن عمل هذه الأصنام التي تعبدون؟» قلنا: نحن. قال: «الخالق أحقُّ بالعبادة أو المخلوق؟» قلنا: الخالق. قال: «فأنتم أحقُّ أنَّ تعبدكم، وأنتم عملتموها، والله أحقُّ أن تعبدوه من شيءٍ عملتموه، وأنا أدعو إلى عبادة الله، وشهادة أن لا إله إلَّا الله، وأنِّي رسول الله، وصلة الرَّحم، وترك العدوان، وإن غضب النَّاس». فقالا: والله لو كان هذا الَّذي تدعو إليه باطلًا، لكان من معالي الأمور، ومحاسن الأخلاق، فأمسك راحلتينا حتَّى نأتي البيت. فجلس عنده معاذ بن عفراء. قال رافعٌ: وجئت البيت فطفت، وأخرجت سبعة قداحٍ، وجعلت له منها قدحًا، فاستقبلت البيت، فقلت: اللهمَّ إن كان ما يدعو إليه محمَّدٌ حقًّا فأخرج قدحه. سبع مرَّاتٍ، فضربت بها سبع مرَّاتٍ، فصحت: أشهد أن لا إله إلَّا الله، وأنَّ محمَّدًا رسول الله. فاجتمع النَّاس عليَّ، وقالوا: مجنونٌ، رجلٌ صبأ. فقلت: بل رجلٌ مؤمنٌ. ثمَّ جئت إلى النَّبيِّ ﷺ بأعلى مكَّة، فلمَّا رآني معاذ بن عفراء، قال: لقد جئت بوجهٍ ما ذهبت به، رافع. فجئت وآمنت، وعلَّمنا رسول الله ﷺ سورة يوسف و﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ۝١﴾ [العلق:1]، ثمَّ خرجنا راجعين إلى المدينة، فلمَّا كنَّا بالعقيق، قال معاذٌ: إنِّي لم أطرق ليلًا قطُّ، فبت بنا حتَّى نصبح. فقلت: أبيت ومعي ما معي من الخير؟! ما كنت لأفعل. وكان رافعٌ إذا خرج سفرًا ثمَّ قدم عرَّض قومه» إلا أن بعض المحدثين ضعفوا هذا الحديث. الحديث أخرجه ابن كثير في البداية والنهاية وعزاه إلى أبي زرعة الرازي في «دلائل النبوة» وقال عقبه: إسناد وسياق حسن. وأخرجه الحاكم في مستدركه ولكن جعل القصة لرفاعة بن رافع وليس لأبيه، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي فقال: يحيى الشجري صاحب مناكير. واعتمد على هذا الحديث من قال إن أول سورة نقلت من مكة إلى المدينة سورة يوسف. ترتيب نزولها نزلت بعد سورة هود وقبل سورة الحجر،، واختلف في ترتيبها فقيل الثانية والخمسون وهو قول الزهري، وقيل الثالثة والخمسون ونسب ابن عاشور هذا القول إلى الجمهور. سبب نزولها عن سعد بن أبي وقاص، في قول الله: ﴿نَحۡنُ ‌نَقُصُّ عَلَیۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ﴾ الآية. قال: «أنزل الله القرآن على رسول الله ﷺ، فتلاه عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول الله لو قصصت علينا! فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿الۤرۚ تِلۡكَ ءَايَـٰتُ ٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُبِينِ ۝١﴾ [يوسف:1]إلى قوله: ﴿نَحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ﴾ [يوسف:3] الآية. فتلاها رسول الله ﷺ زمانًا، فقالوا: يا رسول الله، لو حدَّثتنا! فـأنزل الله تعالى: ﴿ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ كِتَـٰبࣰا مُّتَشَـٰبِهࣰا﴾ [الزمر:23] الآية، كلُّ ذلك يؤمرون بالقرآن». رواه إسحاق بن راهويه، وابن مردويه، وأبو يعلى، والبزار، وابن حبان، وابن جرير الطبري في «تفسيره»، والحاكم وقال: صحيح الإسناد، وسكت علي الذهبي. وحسَّنه ابن حجر العسقلاني، وصححه مقبل الوادعي. هذه محاولة لتدبر سورة يوسف وما فيها من معاني عظيمة، بعد الوقوف على تفسيرها، وبيان حقائق الإيمان وتزكية النفس من مواقف القصة، بعيدا عما علق بكثير من التفاسير في هذه المواقف من اﻹسرائيليات التي تهتم دائما بالتفاصيل غير المفيدة
ياسر برهامي - ياسر برهامي (مواليد 25 صفر 1378 هـ الموافق 9 سبتمبر 1958) داعية سلفي مصري ويشغل منصب نائب رئيس الدعوة السلفية.❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ فضل الغني الحميد في شرح كتاب التوحيد ❝ ❞ فقه الجهاد ❝ ❞ السلفية ومناهج التغيير ❝ ❞ تأملات إيمانية في سورة يوسف ❝ ❞ الكواشف المضية عن لآلئ رسالة العبودية لابن تيمية ❝ ❞ شرح فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ❝ ❞ وصية لقمان فوائد وعبر ❝ ❞ لا إله إلا الله مفتاح الجنة ❝ ❞ التوسل وأحكامه عند شيخ الإسلام ابن تيمية ❝ الناشرين : ❞ دار الإيمان للطبع والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الخلفاء الراشدين ❝ ❞ دار العقيدة ❝ ❞ دار القمة ودار الإيمان ❝ ❱
من التفاسير القرآنية كتب التفاسير وعلوم القرآن الكريم - مكتبة كتب إسلامية.

وصف الكتاب : سُورَة يُوسُفَ هي سُورَة مكَّية، تميزت بذكر قصة نبي الله يوسف عليه السلام كاملة في أسلوب قصصي بديع، وهي أطول قصة في القرآن في سياق واحد، ولذلك سميت باسم نبي الله يوسف لاشتمالها على قصته، وهو الاسم الوحيد لها، قيل أنها أول سورة نقلت من مكة إلى المدينة، ترتيبها الثّانية عشرةَ بين سّور المُصْحَف بعد سورة هود وقبل سورة الرعد، وعدد آياتها مائةٌ وإحدى عشرةَ آيةً.

اسم السورة
الاسم الوحيد لهذه السورة هو «سورة يوسف»، وسبب تسميتها ظاهر لأنها ذكرت قصة يوسف عليه السلام كلَّها، ولم تذكر قصّته في غيرها. ولم يذكر اسمه في غيرها إلّا في سورة الأنعام وسورة غافر، وقال ابن عاشور: ولم تذكر قصّة نبي في القرآن بمثل ما ذكرت قصّة يوسف عليه السلام هذه السّورة من الإطناب.

مكان نزولها

«سورة يوسف» مكية بالإجماع، كلها، وقيل: إن الآيات الثلاث من أوّلها مدنيّةٌ. قال جلال الدين السيوطي في «الإتقان»: وهو واهٍ لا يلتفت إليه.

ووردت عدة آثار في أن سورة يوسف مكية عن عبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعكرمة مولى ابن عباس، والحسن البصري، وقتادة بن دعامة، والزهري، وعلي بن أبي طلحة.

وورد فيما يثبت القول بأنها مكية من الأحاديث حديث إسلام رافع بن مالك «أنَّه خرج هو وابن خالته معاذ بن عفراء، حتَّى قدما مكَّة، فلمَّا هبطا من الثَّنيَّة، رأيا رجلًا تحت شجرةٍ، قال: وهذا قبل خروج السِّتَّة من الأنصار. قال: فلمَّا رأيناه كلَّمناه، قلنا: نأتي هذا الرَّجل نستودعه راحلتينا حتَّى نطوف بالبيت. فجئنا فسلَّمنا عليه تسليم أهل الجاهليَّة، فردَّ علينا تسليم أهل الإسلام، وقد سمعت بالنَّبيِّ. قال: فأنكرنا. فقلنا: من أنت؟ قال: «انزلوا».

فنزلوا، فقلنا: أين هذا الرَّجل الَّذي يدَّعي ما يدَّعي، ويقول ما يقول؟ قال: «أنا هو». قلنا: فاعرض علينا الإسلام. فعرض، وقال: «من خلق السَّماوات والأرض والجبال؟» قلنا: خلقهنَّ الله. قال: «من خلقكم؟» قلنا: الله. قال: «فمن عمل هذه الأصنام التي تعبدون؟» قلنا: نحن. قال: «الخالق أحقُّ بالعبادة أو المخلوق؟» قلنا: الخالق. قال: «فأنتم أحقُّ أنَّ تعبدكم، وأنتم عملتموها، والله أحقُّ أن تعبدوه من شيءٍ عملتموه، وأنا أدعو إلى عبادة الله، وشهادة أن لا إله إلَّا الله، وأنِّي رسول الله، وصلة الرَّحم، وترك العدوان، وإن غضب النَّاس».

فقالا: والله لو كان هذا الَّذي تدعو إليه باطلًا، لكان من معالي الأمور، ومحاسن الأخلاق، فأمسك راحلتينا حتَّى نأتي البيت. فجلس عنده معاذ بن عفراء. قال رافعٌ: وجئت البيت فطفت، وأخرجت سبعة قداحٍ، وجعلت له منها قدحًا، فاستقبلت البيت، فقلت: اللهمَّ إن كان ما يدعو إليه محمَّدٌ حقًّا فأخرج قدحه. سبع مرَّاتٍ، فضربت بها سبع مرَّاتٍ، فصحت: أشهد أن لا إله إلَّا الله، وأنَّ محمَّدًا رسول الله. فاجتمع النَّاس عليَّ، وقالوا: مجنونٌ، رجلٌ صبأ. فقلت: بل رجلٌ مؤمنٌ. ثمَّ جئت إلى النَّبيِّ ﷺ بأعلى مكَّة، فلمَّا رآني معاذ بن عفراء، قال: لقد جئت بوجهٍ ما ذهبت به، رافع.

فجئت وآمنت، وعلَّمنا رسول الله ﷺ سورة يوسف و﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ۝١﴾ [العلق:1]، ثمَّ خرجنا راجعين إلى المدينة، فلمَّا كنَّا بالعقيق، قال معاذٌ: إنِّي لم أطرق ليلًا قطُّ، فبت بنا حتَّى نصبح. فقلت: أبيت ومعي ما معي من الخير؟! ما كنت لأفعل. وكان رافعٌ إذا خرج سفرًا ثمَّ قدم عرَّض قومه» إلا أن بعض المحدثين ضعفوا هذا الحديث. الحديث أخرجه ابن كثير في البداية والنهاية وعزاه إلى أبي زرعة الرازي في «دلائل النبوة» وقال عقبه: إسناد وسياق حسن. وأخرجه الحاكم في مستدركه ولكن جعل القصة لرفاعة بن رافع وليس لأبيه، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي فقال: يحيى الشجري صاحب مناكير. واعتمد على هذا الحديث من قال إن أول سورة نقلت من مكة إلى المدينة سورة يوسف.

ترتيب نزولها
نزلت بعد سورة هود وقبل سورة الحجر،، واختلف في ترتيبها فقيل الثانية والخمسون وهو قول الزهري، وقيل الثالثة والخمسون ونسب ابن عاشور هذا القول إلى الجمهور.

سبب نزولها

عن سعد بن أبي وقاص، في قول الله: ﴿نَحۡنُ ‌نَقُصُّ عَلَیۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ﴾ الآية. قال: «أنزل الله القرآن على رسول الله ﷺ، فتلاه عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول الله لو قصصت علينا! فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿الۤرۚ تِلۡكَ ءَايَـٰتُ ٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُبِينِ ۝١﴾ [يوسف:1]إلى قوله: ﴿نَحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ﴾ [يوسف:3] الآية. فتلاها رسول الله ﷺ زمانًا، فقالوا: يا رسول الله، لو حدَّثتنا! فـأنزل الله تعالى: ﴿ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ كِتَـٰبࣰا مُّتَشَـٰبِهࣰا﴾ [الزمر:23] الآية، كلُّ ذلك يؤمرون بالقرآن».

رواه إسحاق بن راهويه، وابن مردويه، وأبو يعلى، والبزار، وابن حبان، وابن جرير الطبري في «تفسيره»، والحاكم وقال: صحيح الإسناد، وسكت علي الذهبي. وحسَّنه ابن حجر العسقلاني، وصححه مقبل الوادعي.


هذه محاولة لتدبر سورة يوسف وما فيها من معاني عظيمة، بعد الوقوف على تفسيرها، وبيان حقائق الإيمان وتزكية النفس من مواقف القصة، بعيدا عما علق بكثير من التفاسير في هذه المواقف من اﻹسرائيليات التي تهتم دائما بالتفاصيل غير المفيدة


للكاتب/المؤلف : ياسر برهامي .
دار النشر : دار القمة ودار الإيمان .
سنة النشر : 2004م / 1425هـ .
عدد مرات التحميل : 7429 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الأحد , 10 مارس 2019م.
حجم الكتاب عند التحميل : 13.9 ميجا بايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

سُورَة يُوسُفَ هي سُورَة مكَّية، تميزت بذكر قصة نبي الله يوسف عليه السلام كاملة في أسلوب قصصي بديع، وهي أطول قصة في القرآن في سياق واحد، ولذلك سميت باسم نبي الله يوسف لاشتمالها على قصته، وهو الاسم الوحيد لها، قيل أنها أول سورة نقلت من مكة إلى المدينة، ترتيبها الثّانية عشرةَ بين سّور المُصْحَف بعد سورة هود وقبل سورة الرعد، وعدد آياتها مائةٌ وإحدى عشرةَ آيةً.

اسم السورة
الاسم الوحيد لهذه السورة هو «سورة يوسف»، وسبب تسميتها ظاهر لأنها ذكرت قصة يوسف عليه السلام كلَّها، ولم تذكر قصّته في غيرها. ولم يذكر اسمه في غيرها إلّا في سورة الأنعام وسورة غافر، وقال ابن عاشور: ولم تذكر قصّة نبي في القرآن بمثل ما ذكرت قصّة يوسف عليه السلام هذه السّورة من الإطناب.

مكان نزولها

«سورة يوسف» مكية بالإجماع، كلها، وقيل: إن الآيات الثلاث من أوّلها مدنيّةٌ. قال جلال الدين السيوطي في «الإتقان»: وهو واهٍ لا يلتفت إليه.

ووردت عدة آثار في أن سورة يوسف مكية عن عبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعكرمة مولى ابن عباس، والحسن البصري، وقتادة بن دعامة، والزهري، وعلي بن أبي طلحة.

وورد فيما يثبت القول بأنها مكية من الأحاديث حديث إسلام رافع بن مالك «أنَّه خرج هو وابن خالته معاذ بن عفراء، حتَّى قدما مكَّة، فلمَّا هبطا من الثَّنيَّة، رأيا رجلًا تحت شجرةٍ، قال: وهذا قبل خروج السِّتَّة من الأنصار. قال: فلمَّا رأيناه كلَّمناه، قلنا: نأتي هذا الرَّجل نستودعه راحلتينا حتَّى نطوف بالبيت. فجئنا فسلَّمنا عليه تسليم أهل الجاهليَّة، فردَّ علينا تسليم أهل الإسلام، وقد سمعت بالنَّبيِّ. قال: فأنكرنا. فقلنا: من أنت؟ قال: «انزلوا». 

فنزلوا، فقلنا: أين هذا الرَّجل الَّذي يدَّعي ما يدَّعي، ويقول ما يقول؟ قال: «أنا هو». قلنا: فاعرض علينا الإسلام. فعرض، وقال: «من خلق السَّماوات والأرض والجبال؟» قلنا: خلقهنَّ الله. قال: «من خلقكم؟» قلنا: الله. قال: «فمن عمل هذه الأصنام التي تعبدون؟» قلنا: نحن. قال: «الخالق أحقُّ بالعبادة أو المخلوق؟» قلنا: الخالق. قال: «فأنتم أحقُّ أنَّ تعبدكم، وأنتم عملتموها، والله أحقُّ أن تعبدوه من شيءٍ عملتموه، وأنا أدعو إلى عبادة الله، وشهادة أن لا إله إلَّا الله، وأنِّي رسول الله، وصلة الرَّحم، وترك العدوان، وإن غضب النَّاس».

 فقالا: والله لو كان هذا الَّذي تدعو إليه باطلًا، لكان من معالي الأمور، ومحاسن الأخلاق، فأمسك راحلتينا حتَّى نأتي البيت. فجلس عنده معاذ بن عفراء. قال رافعٌ: وجئت البيت فطفت، وأخرجت سبعة قداحٍ، وجعلت له منها قدحًا، فاستقبلت البيت، فقلت: اللهمَّ إن كان ما يدعو إليه محمَّدٌ حقًّا فأخرج قدحه. سبع مرَّاتٍ، فضربت بها سبع مرَّاتٍ، فصحت: أشهد أن لا إله إلَّا الله، وأنَّ محمَّدًا رسول الله. فاجتمع النَّاس عليَّ، وقالوا: مجنونٌ، رجلٌ صبأ. فقلت: بل رجلٌ مؤمنٌ. ثمَّ جئت إلى النَّبيِّ ﷺ بأعلى مكَّة، فلمَّا رآني معاذ بن عفراء، قال: لقد جئت بوجهٍ ما ذهبت به، رافع. 

فجئت وآمنت، وعلَّمنا رسول الله ﷺ سورة يوسف و﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ۝١﴾ [العلق:1]، ثمَّ خرجنا راجعين إلى المدينة، فلمَّا كنَّا بالعقيق، قال معاذٌ: إنِّي لم أطرق ليلًا قطُّ، فبت بنا حتَّى نصبح. فقلت: أبيت ومعي ما معي من الخير؟! ما كنت لأفعل. وكان رافعٌ إذا خرج سفرًا ثمَّ قدم عرَّض قومه» إلا أن بعض المحدثين ضعفوا هذا الحديث. الحديث أخرجه ابن كثير في البداية والنهاية وعزاه إلى أبي زرعة الرازي في «دلائل النبوة» وقال عقبه: إسناد وسياق حسن. وأخرجه الحاكم في مستدركه ولكن جعل القصة لرفاعة بن رافع وليس لأبيه، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي فقال: يحيى الشجري صاحب مناكير. واعتمد على هذا الحديث من قال إن أول سورة نقلت من مكة إلى المدينة سورة يوسف.

ترتيب نزولها
نزلت بعد سورة هود وقبل سورة الحجر،، واختلف في ترتيبها فقيل الثانية والخمسون وهو قول الزهري، وقيل الثالثة والخمسون ونسب ابن عاشور هذا القول إلى الجمهور.

سبب نزولها

عن سعد بن أبي وقاص، في قول الله: ﴿نَحۡنُ ‌نَقُصُّ عَلَیۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ﴾ الآية. قال: «أنزل الله القرآن على رسول الله ﷺ، فتلاه عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول الله لو قصصت علينا! فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿الۤرۚ تِلۡكَ ءَايَـٰتُ ٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُبِينِ ۝١﴾ [يوسف:1]إلى قوله: ﴿نَحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ﴾ [يوسف:3] الآية. فتلاها رسول الله ﷺ زمانًا، فقالوا: يا رسول الله، لو حدَّثتنا! فـأنزل الله تعالى: ﴿ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ كِتَـٰبࣰا مُّتَشَـٰبِهࣰا﴾ [الزمر:23] الآية، كلُّ ذلك يؤمرون بالقرآن».

رواه إسحاق بن راهويه، وابن مردويه، وأبو يعلى، والبزار، وابن حبان، وابن جرير الطبري في «تفسيره»، والحاكم وقال: صحيح الإسناد، وسكت علي الذهبي. وحسَّنه ابن حجر العسقلاني، وصححه مقبل الوادعي.


هذه محاولة لتدبر سورة يوسف وما فيها من معاني عظيمة، بعد الوقوف على تفسيرها، وبيان حقائق الإيمان وتزكية النفس من مواقف القصة، بعيدا عما علق بكثير من التفاسير في هذه المواقف من اﻹسرائيليات التي تهتم دائما بالتفاصيل غير المفيدة



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل تأملات إيمانية في سورة يوسف
ياسر برهامي
ياسر برهامي
Yasser Al Borhamy
ياسر برهامي (مواليد 25 صفر 1378 هـ الموافق 9 سبتمبر 1958) داعية سلفي مصري ويشغل منصب نائب رئيس الدعوة السلفية. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ فضل الغني الحميد في شرح كتاب التوحيد ❝ ❞ فقه الجهاد ❝ ❞ السلفية ومناهج التغيير ❝ ❞ تأملات إيمانية في سورة يوسف ❝ ❞ الكواشف المضية عن لآلئ رسالة العبودية لابن تيمية ❝ ❞ شرح فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ❝ ❞ وصية لقمان فوائد وعبر ❝ ❞ لا إله إلا الله مفتاح الجنة ❝ ❞ التوسل وأحكامه عند شيخ الإسلام ابن تيمية ❝ الناشرين : ❞ دار الإيمان للطبع والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الخلفاء الراشدين ❝ ❞ دار العقيدة ❝ ❞ دار القمة ودار الإيمان ❝ ❱.



كتب اخرى في التفاسير القرآنية

تفسير القرآن العظيم تفسير ابن كثير ط قرطبة وأولاد الشيخ PDF

قراءة و تحميل كتاب تفسير القرآن العظيم تفسير ابن كثير ط قرطبة وأولاد الشيخ PDF مجانا

تفسير القرآن الكريم الفاتحة والبقرة PDF

قراءة و تحميل كتاب تفسير القرآن الكريم الفاتحة والبقرة PDF مجانا

تدبر سورة البقرة PDF

قراءة و تحميل كتاب تدبر سورة البقرة PDF مجانا

فتح القدير الجامع بين فني ال والدراية من علم التفسير تفسير الشوكاني PDF

قراءة و تحميل كتاب فتح القدير الجامع بين فني ال والدراية من علم التفسير تفسير الشوكاني PDF مجانا

الجواهر الحسان في تفسير القرآن تفسير الثعالبي PDF

قراءة و تحميل كتاب الجواهر الحسان في تفسير القرآن تفسير الثعالبي PDF مجانا

تفسير النسفى PDF

قراءة و تحميل كتاب تفسير النسفى PDF مجانا

التفسير الصحيح موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور PDF

قراءة و تحميل كتاب التفسير الصحيح موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور PDF مجانا

التجويد المصور الجزء الأول والثاني PDF

قراءة و تحميل كتاب التجويد المصور الجزء الأول والثاني PDF مجانا

المزيد من كتب علوم القرآن في مكتبة كتب علوم القرآن , المزيد من كتب إسلامية متنوعة في مكتبة كتب إسلامية متنوعة , المزيد من إسلامية متنوعة في مكتبة إسلامية متنوعة , المزيد من كتب الفقه العام في مكتبة كتب الفقه العام , المزيد من كتب التوحيد والعقيدة في مكتبة كتب التوحيد والعقيدة , المزيد من مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف في مكتبة مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف , المزيد من كتب أصول الفقه وقواعده في مكتبة كتب أصول الفقه وقواعده , المزيد من التراجم والأعلام في مكتبة التراجم والأعلام , المزيد من السنة النبوية الشريفة في مكتبة السنة النبوية الشريفة
عرض كل كتب إسلامية ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..