❞ كتاب تاريخ الدعوة إلى الإسلام ❝  ⏤ وحيد الدين خان

❞ كتاب تاريخ الدعوة إلى الإسلام ❝ ⏤ وحيد الدين خان

الدعوة في الإسلام هي الدعوة إلى دخول الإسلام، والإيمان به وبما جاءت به رسله، بتصديقهم فيما أخبروا به، وطاعتهم فيما أمروا، وهو بحسب المفهوم الإسلامي قيام المسلم ذي الأهلية ـ في العلم والدين ـ بتبصير الناس بأمور الدين، وحثهم على الخير، وإنقاذهم من شر واقع، وتحذيرهم من سوء متوقع، على قدر الطاقة، ليفوزوا بسعادة العاجل والآجل، ويُختصر تعريف الدعوة بأنه معرفة الدين ودعوة الناس إليه، ويُسمى المُسلم المُتطوع للدعوة بـالداعي أو الداعية، وهو الشخص الذي تطوّع لنفسه لهذا العمل، وهو الذي يدعو الناس إلى الإسلام عن طريق الحوار وإقامة الحُجج بغرض التبليغ وإيصال الرسالة، وُردت أدلة شرعيّة من القرآن والسنة النبوية وكذلك على بعض آثار صحابة نبي الإسلام محمد بأن أساس الدعوة هي اللين والرحمة والتعامل بخُلقٍ حسن، لا الغِلظة والفظاظة، كما يؤمن المُسلمين بأنه لا يُوجد إكراه في الدعوة ولا إجبار، وتكون الاستجابة بالاختيار. لا تكون الدعوة فقط في غرض الدخول في الإسلام، بل الدعوة في العمل بواجباته وأركانه، والتخلي عن ما يناقضه، فالدعوة تكون على المُسلمين وبشكلٍ أكبر على غير المسلمين.

يُعتبر النبي محمد هو أكبر الدعاة في الإسلام، وأكثرهم بصيرةً وتنويراً، وهو الأساس الذي بدأت به الدعوة، وهو المُصطفي الذي يُوحى إليه أساليب الدعوة وطُرقها، يُؤمن المُسلمون بأن محمد بدأ دعوته بتعاملٍ إنساني تعتليه مبادئ الرحمة والأخلاق الحسنة وأنه لو بدأ دعوته بغِلظة وفظاظة لما استجاب أحدٌ لدعوته، استناداً للآية القرآنية: Ra bracket.png فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ Aya-159.png La bracket.png، كان النبي محمد مُنذ بداية نزول الوحي يتدرج في الدعوة، إبتدأت الدعوة على مرحلتين مرحلةٌ في السر ومرحلة في العلن، الدعوة في السر كانت في بداية الوحي الإسلامي، وذلك من باب الحكمة، لإن مكة كانت مركزاً لدين العرب، وكان بها سدنة الكعبة والقائمون على الأوثان والأصنام التي كانت مقدسة عند سائر العرب في ذلك الزمان، وكان الأمر يحتاج إلى صبر ومثابرة وعزيمة لا تزلزلها المصائب والكوارث. فكان من الحكمة أن تكون الدعوة في بداية أمرها سرية، لئلاً يفاجأ أهل مكة بما يهيجهم ويثير حميتهم لآلهتهم وأصنامهم، وبدأ النبي محمد ﷺ بعرض الإسلام أولاً على أقرب الناس إليه، وألصقهم به، فدعا آل بيته وأصدقاءه ممن يعرفهم ويعرفونه، يَعْرِفهم بحب الحق والخير، ويعرفونه بالصدق والصلاح، فأجابه من هؤلاء جَمْعٌ عرفوا في التاريخ الإسلامي بالسابقين الأولين. أم في مرحلة العلن، فقد أمر الله نبيّه بأن يصدع بالحق ولا يخاف من أحد، وأن يجهر بدعوته، وأخبره أن يبدأ الجهر بدعوة أهله وعشيرته الأقربين، فدعا بني هاشم ومن معهم من بني المطلب. بعد أن تمكن المسلمون من فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة وما تلاه من انتصارات متتابعة وفتوحات متعاقبة، أرسل النبي محمد ﷺ الصحابة إلى مناطق الجزيرة العربية يعلمون الناس دين الإسلام ويقرؤون عليهم القرآن ويصلون بهم ويجمعون منهم الزكاة.

هدف الدعوة
في الدين الإسلامي، تكون الدعوة للمسلمين ولغير المُسلمين على حدٍ سواء، والغرض منه هو فهم عبادة الله كما ورد في القرآن والسنة، والدعوة إلى الله هي الوسيلة التي بدأ محمد نشر رسالة القرآن للبشرية. وأما بعد محمد فإن المسؤولية تقع على المُسلمين من أتباع محمد ﷺ لإيصال رسالة القرآن الكريم من خلال توفّر العلم والحجج الكافيّة لإيصال رسالة التوحيد الذي بُعث بها النبي محمد ﷺ.

في هذا الكتاب الماتع لوحيد الدين خان يحدثنا عن تاريخ الدعوة إلى الإسلام، والحماية عن طريق الدعوة، والتخطيط الإنساني والتدبير الرباني، ويسلط الضوء على حوادث مضيئة من التاريخ الإسلامي ليقدم لنا العديد من الفوائد، مثل الهجرة إلى الحبشة، وإسلام عمر بن الخطاب، وإسلام قبائل يثرب، وانتشار الإسلام في المدينة، والهجرة إلى المدينة، ومدى انتشار الدعوة بعد صلح الحديبية، ثم المد الإسلام خارج الجزيرة، وإسلام الأتراك والسلاجقة، وإسلام التتار والمغول، ووصول الإسلام إلى جزر الملايو، وغير ذلك من الأحداث المضيئة التي يستخدمها المؤلف لتقديم العديد من الفوائد للدعوة الإسلامية في وقتنا الحالي.
وحيد الدين خان - وحيد الدين خان (10 أكتوبر 1925- 21 أبريل 2021). مفكر مسلم هندي معاصر، لهُ فكر متميز يحاول الجمع بين المنهج الإسلامي والمنهج العلمي والفلسفي وبهذا المنهج كان يحاور الملحدين واللادينيين في العديد من كتبهِ. تتميز مؤلفاته بأنها تجمع بين البساطة والعمق وبالتالي تناسب مختلف أنواع القراء، و تأثر كثيراً بأبي الأعلى المودودي وأبي الحسن الندوي في أول نشأته ثم خالف و ناقش علميا وفكريا ضد إيديولوجيات المودودي في العديد من كتبه.


حياته
كانت دعوتهُ قائمة على مهاجمة العنف وجماعات العنف المسلح، والدعوة لتبني المنهج العلمي في الدعوة. ولعلً كثيراً من القراء العرب يعرفون وحيد الدين خان من مؤلفه المشهور «الإسلام يتحدى» ولكنّه من المؤسف مازال مجهولاً على الصعيد الفكري المنهجي بسبب تأخر ترجمة مؤلفاته إلى اللغة العربية، ومن عرف وحيد الدين المفكر المنهجي سوف يجد أمامه نوعية فريدة من الفكر الإسلامي الإيجابي. فهو مفكر عملاق يتصدى لمعالجة أعقد قضايا الفكر بأسلوب علمي يبهر العقول. والميزة التي يمتاز بها وحيد الدين خان من بين أقرانه من مفكري العصر إدمانه القاتل على دراسة الكتب العلمية و الفكرية باللغة الانكليزية ويمكن تقدير سعة اطلاعه وعمق دراسته من خلال مؤلفاتهِ، ولقد أخبر بأنه ّلكي يستوعب الفلسفة الماركسية ظل منكّباً على قراءة أهم المصادر الأساسية والأولية حتى قرأ أكثر من عشرة ألف صفحة في صميم الموضوع قبل أن يكتب عن الماركسية كتابه « الماركسية في الميزان » وعندما تصدى للرد على المدارس الفكرية الإلحادية وعلى رأسهم « برتراند رسل » الذي يعد دعامة الفكر الإلحادي في العصر الحديث قرأ كافة أعماله، ولقد أخبر عنه أيضا أنّه ربما قرأ مائة صفحة ليكتب صفحة واحدة فقط.

وتمتاز كتاباته بالأسلوب العلمي والتحليلي، فهو أحد المفكرين المسلمين القلائل الذين تمكنوا من استيعاب ثقافة العصر، وربما وصل اطلاعه على الفكر المعاصر درجة لم يصلها مفكر مسلم من قبلهِ وفي نفس الوقت فهو متمكن من العلوم والدراسات الإسلامية في أدق خفاياها وكما جاء في وصفه:« وحيد الدين خان أحد المفكرين المسلمين القلائل الذين جمعوا بين ثقافة العصر في أعمق ظواهرها وأعقد تشعبانها، وبين ثقافة الإسلام الخالدة في أدق خصائصها وأشمل معطياتها وهي ميزة؟ قلما وجدت بين مثقفي هذا العصر» مجلة الأمة القطرية ذو القعدة 1405هـ.

ولد وحيد الدين خان في أول يناير سنة ( 1925) في مدينة أعظم كره بالهند وتعلم في جامعة الإصلاح العربية الإسلامية، وبدأ وحيد الدين يقدم حصيلة فكره بعد دراسات عميقة وفي البدء انتظم في سلك لجنة التآلف التابعة للجماعة الإسلامية بالهند وعمل سنوات معدودة، ثم أمضى ثلاث سنوات مكباً على التآلف في المجمع الإسلامي العلمي التابع لندوة العلماء بلكناؤ، ثم شغل رئيس تحرير الجمعية الأسبوعية في دلهي (1967) لمدة سبع سنوات حتى أغلقت المجلة من قبل السلطات وفي أكتوبر سنة (1976) أصدر لأول مرة ومستقلاً عن كافة الهيئات مجلة (الرسالة) ودأبت هذه المجلة الشهرية على الصدور حتى الآن ونالت حظاً كبيراً من النجاح و القبول ولقد ألف الأستاذ وحيد عدّة مؤلفات هامة نذكر منها على الخصوص « الإسلام يتحدى »، « الدين في مواجهة العلم»، « تجديد الدين»، «الإسلام والعصر الحديث»، « حكمة الدين »، «قضية البعث الإسلامي»، « الإنسان القرآني»، «الإسلام » وكل هذه المؤلفات ترجمت إلى العربية ومن المؤلفات الهامة التي لم تترجم له: « محمد رسول الثورة»، «ظهور الإسلام »، « الله أكبر»، بالإضافة إلى تفسيره للقرآن « تذكير القران» إلى غير ذلك من المؤلفات التي تربو على خمسين كتاباً، وآلالف المقالات المنشورة وغير المنشورة.

وفاته
تُوفي وحيد الدين خان في اليوم التاسع من شهر رمضان سنة 1442 هـ الموافق لـ21 أبريل 2021 م، عن عمر ناهز 96 عامًا.

من مؤلفاته
لوحيد الدين خان الكثير من المؤلفات باللغة الإنجليزية منها:

Religion and Science
God Arises: Evidence of God in Nature & Science
In Search of God
Islam and Modern Challenges
The Way to Find God
The Quran, an abiding wonder
The Moral Vision : Islamic Ethics for Success in Life
Women Between Islam and Western Society
A Treasury Of The Qur'an
The Prophet Muhammad : A Simple Guide to His Life
ISLAM: THE VOICE OF HUMAN NATURE
Islam and the Modern Man
ISLAM: CREATOR OF THE MODERN AGE
Islam As It Is
A Treasury Of The Qur'an

وله عدد من المؤلفات المترجمة إلى العربية منها:

الإسلام يتحدى
الدين في مواجهة العلم
حكمة الدين
تجديد علوم الدين
المسلمون بين الماضي والحاضر والمستقبل
خواطر وعبر ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ المرأة بين شريعة الإسلام والحضارة الغربية ❝ ❞ تاريخ الدعوة إلى الإسلام ❝ ❞ عليكم بسنتي ❝ ❞ امكانات جديدة للدعوة الإسلامية ❝ ❞ حقيقة الحج ❝ ❞ واقعنا ومستقبلنا في ضوء الإسلام ❝ ❞ الإسلام يتحدى (مدخل علمي إلى الإيمان) ❝ ❞ مصطلح "الدعوة" ومصطلح "الجهاد" مترادفان أم متناقضان؟ ❝ ❞ المستقبل الجديد ❝ الناشرين : ❞ دار النفائس للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ❝ ❞ دار الصحوة للنشر ❝ ❱
من كتب الدعوة الدعوة والدفاع عن الإسلام - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
تاريخ الدعوة إلى الإسلام

1992م - 1445هـ
الدعوة في الإسلام هي الدعوة إلى دخول الإسلام، والإيمان به وبما جاءت به رسله، بتصديقهم فيما أخبروا به، وطاعتهم فيما أمروا، وهو بحسب المفهوم الإسلامي قيام المسلم ذي الأهلية ـ في العلم والدين ـ بتبصير الناس بأمور الدين، وحثهم على الخير، وإنقاذهم من شر واقع، وتحذيرهم من سوء متوقع، على قدر الطاقة، ليفوزوا بسعادة العاجل والآجل، ويُختصر تعريف الدعوة بأنه معرفة الدين ودعوة الناس إليه، ويُسمى المُسلم المُتطوع للدعوة بـالداعي أو الداعية، وهو الشخص الذي تطوّع لنفسه لهذا العمل، وهو الذي يدعو الناس إلى الإسلام عن طريق الحوار وإقامة الحُجج بغرض التبليغ وإيصال الرسالة، وُردت أدلة شرعيّة من القرآن والسنة النبوية وكذلك على بعض آثار صحابة نبي الإسلام محمد بأن أساس الدعوة هي اللين والرحمة والتعامل بخُلقٍ حسن، لا الغِلظة والفظاظة، كما يؤمن المُسلمين بأنه لا يُوجد إكراه في الدعوة ولا إجبار، وتكون الاستجابة بالاختيار. لا تكون الدعوة فقط في غرض الدخول في الإسلام، بل الدعوة في العمل بواجباته وأركانه، والتخلي عن ما يناقضه، فالدعوة تكون على المُسلمين وبشكلٍ أكبر على غير المسلمين.

يُعتبر النبي محمد هو أكبر الدعاة في الإسلام، وأكثرهم بصيرةً وتنويراً، وهو الأساس الذي بدأت به الدعوة، وهو المُصطفي الذي يُوحى إليه أساليب الدعوة وطُرقها، يُؤمن المُسلمون بأن محمد بدأ دعوته بتعاملٍ إنساني تعتليه مبادئ الرحمة والأخلاق الحسنة وأنه لو بدأ دعوته بغِلظة وفظاظة لما استجاب أحدٌ لدعوته، استناداً للآية القرآنية: Ra bracket.png فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ Aya-159.png La bracket.png، كان النبي محمد مُنذ بداية نزول الوحي يتدرج في الدعوة، إبتدأت الدعوة على مرحلتين مرحلةٌ في السر ومرحلة في العلن، الدعوة في السر كانت في بداية الوحي الإسلامي، وذلك من باب الحكمة، لإن مكة كانت مركزاً لدين العرب، وكان بها سدنة الكعبة والقائمون على الأوثان والأصنام التي كانت مقدسة عند سائر العرب في ذلك الزمان، وكان الأمر يحتاج إلى صبر ومثابرة وعزيمة لا تزلزلها المصائب والكوارث. فكان من الحكمة أن تكون الدعوة في بداية أمرها سرية، لئلاً يفاجأ أهل مكة بما يهيجهم ويثير حميتهم لآلهتهم وأصنامهم، وبدأ النبي محمد ﷺ بعرض الإسلام أولاً على أقرب الناس إليه، وألصقهم به، فدعا آل بيته وأصدقاءه ممن يعرفهم ويعرفونه، يَعْرِفهم بحب الحق والخير، ويعرفونه بالصدق والصلاح، فأجابه من هؤلاء جَمْعٌ عرفوا في التاريخ الإسلامي بالسابقين الأولين. أم في مرحلة العلن، فقد أمر الله نبيّه بأن يصدع بالحق ولا يخاف من أحد، وأن يجهر بدعوته، وأخبره أن يبدأ الجهر بدعوة أهله وعشيرته الأقربين، فدعا بني هاشم ومن معهم من بني المطلب. بعد أن تمكن المسلمون من فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة وما تلاه من انتصارات متتابعة وفتوحات متعاقبة، أرسل النبي محمد ﷺ الصحابة إلى مناطق الجزيرة العربية يعلمون الناس دين الإسلام ويقرؤون عليهم القرآن ويصلون بهم ويجمعون منهم الزكاة.

هدف الدعوة
في الدين الإسلامي، تكون الدعوة للمسلمين ولغير المُسلمين على حدٍ سواء، والغرض منه هو فهم عبادة الله كما ورد في القرآن والسنة، والدعوة إلى الله هي الوسيلة التي بدأ محمد نشر رسالة القرآن للبشرية. وأما بعد محمد فإن المسؤولية تقع على المُسلمين من أتباع محمد ﷺ لإيصال رسالة القرآن الكريم من خلال توفّر العلم والحجج الكافيّة لإيصال رسالة التوحيد الذي بُعث بها النبي محمد ﷺ.

في هذا الكتاب الماتع لوحيد الدين خان يحدثنا عن تاريخ الدعوة إلى الإسلام، والحماية عن طريق الدعوة، والتخطيط الإنساني والتدبير الرباني، ويسلط الضوء على حوادث مضيئة من التاريخ الإسلامي ليقدم لنا العديد من الفوائد، مثل الهجرة إلى الحبشة، وإسلام عمر بن الخطاب، وإسلام قبائل يثرب، وانتشار الإسلام في المدينة، والهجرة إلى المدينة، ومدى انتشار الدعوة بعد صلح الحديبية، ثم المد الإسلام خارج الجزيرة، وإسلام الأتراك والسلاجقة، وإسلام التتار والمغول، ووصول الإسلام إلى جزر الملايو، وغير ذلك من الأحداث المضيئة التي يستخدمها المؤلف لتقديم العديد من الفوائد للدعوة الإسلامية في وقتنا الحالي. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

نبذة من الكتاب :

الدعوة في الإسلام هي الدعوة إلى دخول الإسلام، والإيمان به وبما جاءت به رسله، بتصديقهم فيما أخبروا به، وطاعتهم فيما أمروا، وهو بحسب المفهوم الإسلامي قيام المسلم ذي الأهلية ـ في العلم والدين ـ بتبصير الناس بأمور الدين، وحثهم على الخير، وإنقاذهم من شر واقع، وتحذيرهم من سوء متوقع، على قدر الطاقة، ليفوزوا بسعادة العاجل والآجل، ويُختصر تعريف الدعوة بأنه معرفة الدين ودعوة الناس إليه، ويُسمى المُسلم المُتطوع للدعوة بـالداعي أو الداعية، وهو الشخص الذي تطوّع لنفسه لهذا العمل، وهو الذي يدعو الناس إلى الإسلام عن طريق الحوار وإقامة الحُجج بغرض التبليغ وإيصال الرسالة، وُردت أدلة شرعيّة من القرآن والسنة النبوية وكذلك على بعض آثار صحابة نبي الإسلام محمد بأن أساس الدعوة هي اللين والرحمة والتعامل بخُلقٍ حسن، لا الغِلظة والفظاظة، كما يؤمن المُسلمين بأنه لا يُوجد إكراه في الدعوة ولا إجبار، وتكون الاستجابة بالاختيار. لا تكون الدعوة فقط في غرض الدخول في الإسلام، بل الدعوة في العمل بواجباته وأركانه، والتخلي عن ما يناقضه، فالدعوة تكون على المُسلمين وبشكلٍ أكبر على غير المسلمين.

يُعتبر النبي محمد هو أكبر الدعاة في الإسلام، وأكثرهم بصيرةً وتنويراً، وهو الأساس الذي بدأت به الدعوة، وهو المُصطفي الذي يُوحى إليه أساليب الدعوة وطُرقها، يُؤمن المُسلمون بأن محمد بدأ دعوته بتعاملٍ إنساني تعتليه مبادئ الرحمة والأخلاق الحسنة وأنه لو بدأ دعوته بغِلظة وفظاظة لما استجاب أحدٌ لدعوته، استناداً للآية القرآنية: Ra bracket.png فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ Aya-159.png La bracket.png، كان النبي محمد مُنذ بداية نزول الوحي يتدرج في الدعوة، إبتدأت الدعوة على مرحلتين مرحلةٌ في السر ومرحلة في العلن، الدعوة في السر كانت في بداية الوحي الإسلامي، وذلك من باب الحكمة، لإن مكة كانت مركزاً لدين العرب، وكان بها سدنة الكعبة والقائمون على الأوثان والأصنام التي كانت مقدسة عند سائر العرب في ذلك الزمان، وكان الأمر يحتاج إلى صبر ومثابرة وعزيمة لا تزلزلها المصائب والكوارث. فكان من الحكمة أن تكون الدعوة في بداية أمرها سرية، لئلاً يفاجأ أهل مكة بما يهيجهم ويثير حميتهم لآلهتهم وأصنامهم، وبدأ النبي محمد ﷺ بعرض الإسلام أولاً على أقرب الناس إليه، وألصقهم به، فدعا آل بيته وأصدقاءه ممن يعرفهم ويعرفونه، يَعْرِفهم بحب الحق والخير، ويعرفونه بالصدق والصلاح، فأجابه من هؤلاء جَمْعٌ عرفوا في التاريخ الإسلامي بالسابقين الأولين. أم في مرحلة العلن، فقد أمر الله نبيّه بأن يصدع بالحق ولا يخاف من أحد، وأن يجهر بدعوته، وأخبره أن يبدأ الجهر بدعوة أهله وعشيرته الأقربين، فدعا بني هاشم ومن معهم من بني المطلب. بعد أن تمكن المسلمون من فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة وما تلاه من انتصارات متتابعة وفتوحات متعاقبة، أرسل النبي محمد ﷺ الصحابة إلى مناطق الجزيرة العربية يعلمون الناس دين الإسلام ويقرؤون عليهم القرآن ويصلون بهم ويجمعون منهم الزكاة.

هدف الدعوة
في الدين الإسلامي، تكون الدعوة للمسلمين ولغير المُسلمين على حدٍ سواء، والغرض منه هو فهم عبادة الله كما ورد في القرآن والسنة، والدعوة إلى الله هي الوسيلة التي بدأ محمد نشر رسالة القرآن للبشرية. وأما بعد محمد فإن المسؤولية تقع على المُسلمين من أتباع محمد ﷺ لإيصال رسالة القرآن الكريم من خلال توفّر العلم والحجج الكافيّة لإيصال رسالة التوحيد الذي بُعث بها النبي محمد ﷺ.

في هذا الكتاب الماتع لوحيد الدين خان يحدثنا عن تاريخ الدعوة إلى الإسلام، والحماية عن طريق الدعوة، والتخطيط الإنساني والتدبير الرباني، ويسلط الضوء على حوادث مضيئة من التاريخ الإسلامي ليقدم لنا العديد من الفوائد، مثل الهجرة إلى الحبشة، وإسلام عمر بن الخطاب، وإسلام قبائل يثرب، وانتشار الإسلام في المدينة، والهجرة إلى المدينة، ومدى انتشار الدعوة بعد صلح الحديبية، ثم المد الإسلام خارج الجزيرة، وإسلام الأتراك والسلاجقة، وإسلام التتار والمغول، ووصول الإسلام إلى جزر الملايو، وغير ذلك من الأحداث المضيئة التي يستخدمها المؤلف لتقديم العديد من الفوائد للدعوة الإسلامية في وقتنا الحالي. 

تاريخ الدعوة إلى الإسلام

من كتب إسلامية



سنة النشر : 1992م / 1412هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 3.2 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة تاريخ الدعوة إلى الإسلام

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل تاريخ الدعوة إلى الإسلام
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
وحيد الدين خان - Wahiduddin Khan

كتب وحيد الدين خان وحيد الدين خان (10 أكتوبر 1925- 21 أبريل 2021). مفكر مسلم هندي معاصر، لهُ فكر متميز يحاول الجمع بين المنهج الإسلامي والمنهج العلمي والفلسفي وبهذا المنهج كان يحاور الملحدين واللادينيين في العديد من كتبهِ. تتميز مؤلفاته بأنها تجمع بين البساطة والعمق وبالتالي تناسب مختلف أنواع القراء، و تأثر كثيراً بأبي الأعلى المودودي وأبي الحسن الندوي في أول نشأته ثم خالف و ناقش علميا وفكريا ضد إيديولوجيات المودودي في العديد من كتبه. حياته كانت دعوتهُ قائمة على مهاجمة العنف وجماعات العنف المسلح، والدعوة لتبني المنهج العلمي في الدعوة. ولعلً كثيراً من القراء العرب يعرفون وحيد الدين خان من مؤلفه المشهور «الإسلام يتحدى» ولكنّه من المؤسف مازال مجهولاً على الصعيد الفكري المنهجي بسبب تأخر ترجمة مؤلفاته إلى اللغة العربية، ومن عرف وحيد الدين المفكر المنهجي سوف يجد أمامه نوعية فريدة من الفكر الإسلامي الإيجابي. فهو مفكر عملاق يتصدى لمعالجة أعقد قضايا الفكر بأسلوب علمي يبهر العقول. والميزة التي يمتاز بها وحيد الدين خان من بين أقرانه من مفكري العصر إدمانه القاتل على دراسة الكتب العلمية و الفكرية باللغة الانكليزية ويمكن تقدير سعة اطلاعه وعمق دراسته من خلال مؤلفاتهِ، ولقد أخبر بأنه ّلكي يستوعب الفلسفة الماركسية ظل منكّباً على قراءة أهم المصادر الأساسية والأولية حتى قرأ أكثر من عشرة ألف صفحة في صميم الموضوع قبل أن يكتب عن الماركسية كتابه « الماركسية في الميزان » وعندما تصدى للرد على المدارس الفكرية الإلحادية وعلى رأسهم « برتراند رسل » الذي يعد دعامة الفكر الإلحادي في العصر الحديث قرأ كافة أعماله، ولقد أخبر عنه أيضا أنّه ربما قرأ مائة صفحة ليكتب صفحة واحدة فقط. وتمتاز كتاباته بالأسلوب العلمي والتحليلي، فهو أحد المفكرين المسلمين القلائل الذين تمكنوا من استيعاب ثقافة العصر، وربما وصل اطلاعه على الفكر المعاصر درجة لم يصلها مفكر مسلم من قبلهِ وفي نفس الوقت فهو متمكن من العلوم والدراسات الإسلامية في أدق خفاياها وكما جاء في وصفه:« وحيد الدين خان أحد المفكرين المسلمين القلائل الذين جمعوا بين ثقافة العصر في أعمق ظواهرها وأعقد تشعبانها، وبين ثقافة الإسلام الخالدة في أدق خصائصها وأشمل معطياتها وهي ميزة؟ قلما وجدت بين مثقفي هذا العصر» مجلة الأمة القطرية ذو القعدة 1405هـ. ولد وحيد الدين خان في أول يناير سنة ( 1925) في مدينة أعظم كره بالهند وتعلم في جامعة الإصلاح العربية الإسلامية، وبدأ وحيد الدين يقدم حصيلة فكره بعد دراسات عميقة وفي البدء انتظم في سلك لجنة التآلف التابعة للجماعة الإسلامية بالهند وعمل سنوات معدودة، ثم أمضى ثلاث سنوات مكباً على التآلف في المجمع الإسلامي العلمي التابع لندوة العلماء بلكناؤ، ثم شغل رئيس تحرير الجمعية الأسبوعية في دلهي (1967) لمدة سبع سنوات حتى أغلقت المجلة من قبل السلطات وفي أكتوبر سنة (1976) أصدر لأول مرة ومستقلاً عن كافة الهيئات مجلة (الرسالة) ودأبت هذه المجلة الشهرية على الصدور حتى الآن ونالت حظاً كبيراً من النجاح و القبول ولقد ألف الأستاذ وحيد عدّة مؤلفات هامة نذكر منها على الخصوص « الإسلام يتحدى »، « الدين في مواجهة العلم»، « تجديد الدين»، «الإسلام والعصر الحديث»، « حكمة الدين »، «قضية البعث الإسلامي»، « الإنسان القرآني»، «الإسلام » وكل هذه المؤلفات ترجمت إلى العربية ومن المؤلفات الهامة التي لم تترجم له: « محمد رسول الثورة»، «ظهور الإسلام »، « الله أكبر»، بالإضافة إلى تفسيره للقرآن « تذكير القران» إلى غير ذلك من المؤلفات التي تربو على خمسين كتاباً، وآلالف المقالات المنشورة وغير المنشورة. وفاته تُوفي وحيد الدين خان في اليوم التاسع من شهر رمضان سنة 1442 هـ الموافق لـ21 أبريل 2021 م، عن عمر ناهز 96 عامًا. من مؤلفاته لوحيد الدين خان الكثير من المؤلفات باللغة الإنجليزية منها: Religion and Science God Arises: Evidence of God in Nature & Science In Search of God Islam and Modern Challenges The Way to Find God The Quran, an abiding wonder The Moral Vision : Islamic Ethics for Success in Life Women Between Islam and Western Society A Treasury Of The Qur'an The Prophet Muhammad : A Simple Guide to His Life ISLAM: THE VOICE OF HUMAN NATURE Islam and the Modern Man ISLAM: CREATOR OF THE MODERN AGE Islam As It Is A Treasury Of The Qur'an وله عدد من المؤلفات المترجمة إلى العربية منها: الإسلام يتحدى الدين في مواجهة العلم حكمة الدين تجديد علوم الدين المسلمون بين الماضي والحاضر والمستقبل خواطر وعبر❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ المرأة بين شريعة الإسلام والحضارة الغربية ❝ ❞ تاريخ الدعوة إلى الإسلام ❝ ❞ عليكم بسنتي ❝ ❞ امكانات جديدة للدعوة الإسلامية ❝ ❞ حقيقة الحج ❝ ❞ واقعنا ومستقبلنا في ضوء الإسلام ❝ ❞ الإسلام يتحدى (مدخل علمي إلى الإيمان) ❝ ❞ مصطلح "الدعوة" ومصطلح "الجهاد" مترادفان أم متناقضان؟ ❝ ❞ المستقبل الجديد ❝ الناشرين : ❞ دار النفائس للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ❝ ❞ دار الصحوة للنشر ❝ ❱. المزيد..

كتب وحيد الدين خان