❞ كتاب تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري ❝  ⏤ محمد بن مطر الزهراني

❞ كتاب تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري ❝ ⏤ محمد بن مطر الزهراني

يختلف تعريف السُنة عند المسلمين بحسب مجال استخدامها:

عند المحدثين السنة هي: «كل ما أثر عن النبي ﷺ من قول أو فعل أو تقرير أو سيرة أو صفة خَلقية أو خُلقية، سواء أكان ذلك قبل البعثة أم بعدها». راجع الحديث النبوي.

عند علماء أصول الفقه؛ السنة هي: المصدر الثاني للتشريع. ويقصد بها الحديث نبوي من حيث أنه الأصل الثاني لتشريع الأحكام، وأيضا بمعنى: الحكم التكليفي المندوب غير الفرض.

في علم مصطلح الحديث السنة هي: «ما أضيف إلى النبي ﷺ من قول أو فعل أو تقرير».

عند الفقهاء السنة هي: «ما دل عليه الشرع من غير افتراض ولا وجوب» أو «ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه».

عند علماء العقيدة؛ السنة هي: «هدي النبي ﷺ في أصول الدين، وما كان عليه من العلم والعمل والهدى، وما شرعه أو أقره مقابل البدع والمحدثات في الدين». وقد تطلق السنة أيضا بمعنى الدين كله.

السنة في القرآن الكريم
أما عن مصطلح السنة فهي كلمة عربية قديمة، كانت تعرف قبل ذلك في عصر ما قبل الإسلام (الجاهلية). وقد يعرف المعني عادة ب (المارسة المتبعة) أو ( الممارسة). ولقد وردت كلمة سنة في القرآن الكريم حوالي ستة عشر مرة 16، وقد استخدمت في أوائل التسلسل الزمني للقرآن في الآيات المدنية في فترة الوحي. وتعرف هذه الاعمال بالسنة أي سنة الله أو سنة الأولين (أول جيل بعد عهد النبي صلي الله عليه وسلم).أما بالنسبة للمفهوم الأساسي في وقت إسلامي لاحق لممارسة النبي ﷺ للأعمال (’’سنة النبي’’)، فلا يمكن العثور عليها في القرآن الكريم، غير أنه مع ذلك مرسخ في القرآن الأحكام الإسلامية والصورة التشكيلية للسنة الماضية، -’’السنة الماضية’’- هي التي تحتوي علي إلزام، أنها جاءت في وقت سابق لاستعمالها. ويشتق الفعل العربي (مضي) من اسم الفاعل (ماض), وكما أشار ( Meïr Bravmann ) أنه يشتمل علي كلا من المعنين السابق والالتزام.

ويوجد في القرآن أيضا سنة الأولين وهذا ما ورد في سورة الأنفال -اية 38 ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ۝٣٨﴾ [الأنفال:38]

السنة السيرة والحديث في الاستخدام القرآني
وهناك معني آخر للسنة وهو (الاستعمال) وهذا شائع بوجه عام، وقد يختلف علي حسب المنطقة والمكان - الذي تستخدم فيه- ،ولهذا في كتاب الموطأ للأمام مالك بن أنس (رضي الله عنه) تعتبر سنة أهل المدينة جزء رائد في الفقه الإسلامي. و في جميع المراكز حول العالم الإسلامي تحدث المرأ في بدايات القرن الثاني للمسلمين عن مصطلح (السنة عندنا) أو (السنة في رأينا)، دون أن يكون ذلك راجع للسنة النبوية في شيء. والمعني المناقض والمضاد للسنة هو البدعة. وأيضا يظهر في الكتب الإسلامية السالفة مصطلح آخر للسنة وهو (السيرة)، وهذا بمعني السلوك أو أسلوب المعيشة، وكما أشار ( محمد براف مان) -1927- أنهما في كثير من الأحيان علي حد سواء في الاستخدام، سنة النبي وسيرته. ومن هذه الحالات تعتبر السيرة من حياة الأنبياء كنموذج أدبي، لكنها تطلق أيضا علي حياة النبي محمد ﷺ ، ولقد قام ابن إسحاق 768م بالتمييز والمقارنة في هذا الموضوع. وبالإضافة إلي القرآن الكريم فإن السنة النبوية تعتبر هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي وفي الفقه الإسلامي. وقد حدد الإمام الشافعي (820م) في كتابه أن السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، وهذه السنة تكون من الأحاديث المتصلة بإسنادها للنبي ﷺ . ولكن كان الإمام أحمد بن حنبل (855م) أول من حاول ربط السنة كمصدر للتشريع مع نصوص القرآن الكريم ، وقد استدل علي ذلك بقوله تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) سورة الأحزاب.

السنة كمصدر ثان للتشريع
تعتبر سنة النبي كما أوضح القرآن باعتبارها المصدر الثاني للتشريع، تم التأكيد عليها مرارا وتكرارا في القرآن الكريم. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ۝٢٠﴾ [الأنفال:20]، وقال تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ۝٩٢﴾ [المائدة:92] ، وقال تعالى: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ۝٥٤﴾ [النور:54] .

والذي يتبع السنة النبوية يسمي بصاحب السنن، ولذا كان في القرن الإسلامي الثاني (الثامن ميلاديا) بعدما ألفت علوم الحديث كان يسمي بهذا الاسم صاحب السنة والجماعة. وبالتالي تربط التقاليد الإسلامية القرآن بالسنة والتي يجب اتباع القياس فيها حتي نضمن وحدة المسلمين أجمعين، وخطاب النبي محمد صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع يجمع هذه الأفكار كلها. يقول ﷺ ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلو بعدي أبدا كتاب الله وسنتي).
محمد بن مطر الزهراني - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري ❝ الناشرين : ❞ دار الهجرة للنشر والتوزيع ❝ ❱
من مصطلح الحديث السنة النبوية الشريفة - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري

1996م - 1445هـ
يختلف تعريف السُنة عند المسلمين بحسب مجال استخدامها:

عند المحدثين السنة هي: «كل ما أثر عن النبي ﷺ من قول أو فعل أو تقرير أو سيرة أو صفة خَلقية أو خُلقية، سواء أكان ذلك قبل البعثة أم بعدها». راجع الحديث النبوي.

عند علماء أصول الفقه؛ السنة هي: المصدر الثاني للتشريع. ويقصد بها الحديث نبوي من حيث أنه الأصل الثاني لتشريع الأحكام، وأيضا بمعنى: الحكم التكليفي المندوب غير الفرض.

في علم مصطلح الحديث السنة هي: «ما أضيف إلى النبي ﷺ من قول أو فعل أو تقرير».

عند الفقهاء السنة هي: «ما دل عليه الشرع من غير افتراض ولا وجوب» أو «ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه».

عند علماء العقيدة؛ السنة هي: «هدي النبي ﷺ في أصول الدين، وما كان عليه من العلم والعمل والهدى، وما شرعه أو أقره مقابل البدع والمحدثات في الدين». وقد تطلق السنة أيضا بمعنى الدين كله.

السنة في القرآن الكريم
أما عن مصطلح السنة فهي كلمة عربية قديمة، كانت تعرف قبل ذلك في عصر ما قبل الإسلام (الجاهلية). وقد يعرف المعني عادة ب (المارسة المتبعة) أو ( الممارسة). ولقد وردت كلمة سنة في القرآن الكريم حوالي ستة عشر مرة 16، وقد استخدمت في أوائل التسلسل الزمني للقرآن في الآيات المدنية في فترة الوحي. وتعرف هذه الاعمال بالسنة أي سنة الله أو سنة الأولين (أول جيل بعد عهد النبي صلي الله عليه وسلم).أما بالنسبة للمفهوم الأساسي في وقت إسلامي لاحق لممارسة النبي ﷺ للأعمال (’’سنة النبي’’)، فلا يمكن العثور عليها في القرآن الكريم، غير أنه مع ذلك مرسخ في القرآن الأحكام الإسلامية والصورة التشكيلية للسنة الماضية، -’’السنة الماضية’’- هي التي تحتوي علي إلزام، أنها جاءت في وقت سابق لاستعمالها. ويشتق الفعل العربي (مضي) من اسم الفاعل (ماض), وكما أشار ( Meïr Bravmann ) أنه يشتمل علي كلا من المعنين السابق والالتزام.

ويوجد في القرآن أيضا سنة الأولين وهذا ما ورد في سورة الأنفال -اية 38 ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ۝٣٨﴾ [الأنفال:38]

السنة السيرة والحديث في الاستخدام القرآني
وهناك معني آخر للسنة وهو (الاستعمال) وهذا شائع بوجه عام، وقد يختلف علي حسب المنطقة والمكان - الذي تستخدم فيه- ،ولهذا في كتاب الموطأ للأمام مالك بن أنس (رضي الله عنه) تعتبر سنة أهل المدينة جزء رائد في الفقه الإسلامي. و في جميع المراكز حول العالم الإسلامي تحدث المرأ في بدايات القرن الثاني للمسلمين عن مصطلح (السنة عندنا) أو (السنة في رأينا)، دون أن يكون ذلك راجع للسنة النبوية في شيء. والمعني المناقض والمضاد للسنة هو البدعة. وأيضا يظهر في الكتب الإسلامية السالفة مصطلح آخر للسنة وهو (السيرة)، وهذا بمعني السلوك أو أسلوب المعيشة، وكما أشار ( محمد براف مان) -1927- أنهما في كثير من الأحيان علي حد سواء في الاستخدام، سنة النبي وسيرته. ومن هذه الحالات تعتبر السيرة من حياة الأنبياء كنموذج أدبي، لكنها تطلق أيضا علي حياة النبي محمد ﷺ ، ولقد قام ابن إسحاق 768م بالتمييز والمقارنة في هذا الموضوع. وبالإضافة إلي القرآن الكريم فإن السنة النبوية تعتبر هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي وفي الفقه الإسلامي. وقد حدد الإمام الشافعي (820م) في كتابه أن السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، وهذه السنة تكون من الأحاديث المتصلة بإسنادها للنبي ﷺ . ولكن كان الإمام أحمد بن حنبل (855م) أول من حاول ربط السنة كمصدر للتشريع مع نصوص القرآن الكريم ، وقد استدل علي ذلك بقوله تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) سورة الأحزاب.

السنة كمصدر ثان للتشريع
تعتبر سنة النبي كما أوضح القرآن باعتبارها المصدر الثاني للتشريع، تم التأكيد عليها مرارا وتكرارا في القرآن الكريم. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ۝٢٠﴾ [الأنفال:20]، وقال تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ۝٩٢﴾ [المائدة:92] ، وقال تعالى: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ۝٥٤﴾ [النور:54] .

والذي يتبع السنة النبوية يسمي بصاحب السنن، ولذا كان في القرن الإسلامي الثاني (الثامن ميلاديا) بعدما ألفت علوم الحديث كان يسمي بهذا الاسم صاحب السنة والجماعة. وبالتالي تربط التقاليد الإسلامية القرآن بالسنة والتي يجب اتباع القياس فيها حتي نضمن وحدة المسلمين أجمعين، وخطاب النبي محمد صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع يجمع هذه الأفكار كلها. يقول ﷺ ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلو بعدي أبدا كتاب الله وسنتي). .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

يختلف تعريف السُنة عند المسلمين بحسب مجال استخدامها:

عند المحدثين السنة هي: «كل ما أثر عن النبي ﷺ من قول أو فعل أو تقرير أو سيرة أو صفة خَلقية أو خُلقية، سواء أكان ذلك قبل البعثة أم بعدها». راجع الحديث النبوي.

عند علماء أصول الفقه؛ السنة هي: المصدر الثاني للتشريع. ويقصد بها الحديث نبوي من حيث أنه الأصل الثاني لتشريع الأحكام، وأيضا بمعنى: الحكم التكليفي المندوب غير الفرض.

في علم مصطلح الحديث السنة هي: «ما أضيف إلى النبي ﷺ من قول أو فعل أو تقرير».

عند الفقهاء السنة هي: «ما دل عليه الشرع من غير افتراض ولا وجوب» أو «ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه».

عند علماء العقيدة؛ السنة هي: «هدي النبي ﷺ في أصول الدين، وما كان عليه من العلم والعمل والهدى، وما شرعه أو أقره مقابل البدع والمحدثات في الدين». وقد تطلق السنة أيضا بمعنى الدين كله.

السنة في القرآن الكريم
أما عن مصطلح السنة فهي كلمة عربية قديمة، كانت تعرف قبل ذلك في عصر ما قبل الإسلام (الجاهلية). وقد يعرف المعني عادة ب (المارسة المتبعة) أو ( الممارسة). ولقد وردت كلمة سنة في القرآن الكريم حوالي ستة عشر مرة 16، وقد استخدمت في أوائل التسلسل الزمني للقرآن في الآيات المدنية في فترة الوحي. وتعرف هذه الاعمال بالسنة أي سنة الله أو سنة الأولين (أول جيل بعد عهد النبي صلي الله عليه وسلم).أما بالنسبة للمفهوم الأساسي في وقت إسلامي لاحق لممارسة النبي ﷺ للأعمال (’’سنة النبي’’)، فلا يمكن العثور عليها في القرآن الكريم، غير أنه مع ذلك مرسخ في القرآن الأحكام الإسلامية والصورة التشكيلية للسنة الماضية، -’’السنة الماضية’’- هي التي تحتوي علي إلزام، أنها جاءت في وقت سابق لاستعمالها. ويشتق الفعل العربي (مضي) من اسم الفاعل (ماض), وكما أشار ( Meïr Bravmann ) أنه يشتمل علي كلا من المعنين السابق والالتزام.

ويوجد في القرآن أيضا سنة الأولين وهذا ما ورد في سورة الأنفال -اية 38 ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ۝٣٨﴾ [الأنفال:38]

السنة السيرة والحديث في الاستخدام القرآني
وهناك معني آخر للسنة وهو (الاستعمال) وهذا شائع بوجه عام، وقد يختلف علي حسب المنطقة والمكان - الذي تستخدم فيه- ،ولهذا في كتاب الموطأ للأمام مالك بن أنس (رضي الله عنه) تعتبر سنة أهل المدينة جزء رائد في الفقه الإسلامي. و في جميع المراكز حول العالم الإسلامي تحدث المرأ في بدايات القرن الثاني للمسلمين عن مصطلح (السنة عندنا) أو (السنة في رأينا)، دون أن يكون ذلك راجع للسنة النبوية في شيء. والمعني المناقض والمضاد للسنة هو البدعة. وأيضا يظهر في الكتب الإسلامية السالفة مصطلح آخر للسنة وهو (السيرة)، وهذا بمعني السلوك أو أسلوب المعيشة، وكما أشار ( محمد براف مان) -1927- أنهما في كثير من الأحيان علي حد سواء في الاستخدام، سنة النبي وسيرته. ومن هذه الحالات تعتبر السيرة من حياة الأنبياء كنموذج أدبي، لكنها تطلق أيضا علي حياة النبي محمد ﷺ ، ولقد قام ابن إسحاق 768م بالتمييز والمقارنة في هذا الموضوع. وبالإضافة إلي القرآن الكريم فإن السنة النبوية تعتبر هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي وفي الفقه الإسلامي. وقد حدد الإمام الشافعي (820م) في كتابه أن السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، وهذه السنة تكون من الأحاديث المتصلة بإسنادها للنبي ﷺ . ولكن كان الإمام أحمد بن حنبل (855م) أول من حاول ربط السنة كمصدر للتشريع مع نصوص القرآن الكريم ، وقد استدل علي ذلك بقوله تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) سورة الأحزاب.

السنة كمصدر ثان للتشريع
تعتبر سنة النبي كما أوضح القرآن باعتبارها المصدر الثاني للتشريع، تم التأكيد عليها مرارا وتكرارا في القرآن الكريم. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ ۝٢٠﴾ [الأنفال:20]، وقال تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ۝٩٢﴾ [المائدة:92] ، وقال تعالى: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ۝٥٤﴾ [النور:54] .

والذي يتبع السنة النبوية يسمي بصاحب السنن، ولذا كان في القرن الإسلامي الثاني (الثامن ميلاديا) بعدما ألفت علوم الحديث كان يسمي بهذا الاسم صاحب السنة والجماعة. وبالتالي تربط التقاليد الإسلامية القرآن بالسنة والتي يجب اتباع القياس فيها حتي نضمن وحدة المسلمين أجمعين، وخطاب النبي محمد صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع يجمع هذه الأفكار كلها. يقول ﷺ ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلو بعدي أبدا كتاب الله وسنتي).

تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري من مصطلح الحديث تحميل مباشر :
تحميل
تصفح
(نسخة للشاملة)



سنة النشر : 1996م / 1417هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 3.6 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
محمد بن مطر الزهراني - Muhammad bin Matar Al Zahrani

كتب محمد بن مطر الزهراني ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري ❝ الناشرين : ❞ دار الهجرة للنشر والتوزيع ❝ ❱. المزيد..

كتب محمد بن مطر الزهراني
الناشر:
دار الهجرة للنشر والتوزيع
كتب دار الهجرة للنشر والتوزيع ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة ❝ ❞ تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري ❝ ❞ الطبقات ❝ ❞ الأدلة الرضية لمتن الدرر البهية في المسائل الفقهية ❝ ❞ الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة ❝ ❞ بغية المتطوع في صلاة التطوع ❝ ❞ مختصر كتاب الإعتصام ❝ ❞ تهذيب وترتيب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ❝ ❞ إعلان النكير على المفتونين بالتصوير ❝ ❞ المنتخب من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني ❝ ❞ مصطفى العدوي ❝ ❞ أحمد بن علي بن ثابت ❝ ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ ابن حجر العسقلاني ❝ ❞ محمد بن علي الشوكاني ❝ ❞ إبن كثير أبو الفداء عماد الدين إسماعيل ❝ ❞ حمود بن عبد الله التويجري ❝ ❞ علوي بن عبدالقادر السقاف ❝ ❞ محمد بن عمر بن سالم بازمول ❝ ❞ أحمد بن عبد الحليم بن تيمية محمد خليل هراس ❝ ❞ محمد عمر بازمول ❝ ❞ مسلم بن الحجاج ❝ ❞ محمد بن مطر الزهراني ❝ ❞ سمير بن أمين الزهيري ❝ ❞ سحاق بن منصور الكوسج المروزي ❝ ❞ عبد الخالق خميس علي، عاصم إسماعيل كنعان ❝ ❱.المزيد.. كتب دار الهجرة للنشر والتوزيع