كتاب المقومات الشخصية لمعلم القرآن الكريمكتب إسلامية

كتاب المقومات الشخصية لمعلم القرآن الكريم

الاشتغال بكتاب الله العظيم حفظاً، وفهماً، وعملاً، وتعليماً من أفضل القربات وأزكاها عند الله، وقد بُعث النبي صلى الله عليه وسلم رسولاً يتلو آيات الله، معلماً ومزكياً لنفوس الصحب الكرام، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (الجمعة: 2) . وحث عليه الصلاة والسلام على الوصاة بكتاب الله (1) ، وقال: " خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه" (2) . قال أبو عبد الرحمن السلمي - راوي الحديث عن عثمان رضي الله عنه: (فذلك الذي أقعدني مقعدي هذا) ، فكان يعلِّم من خلافة عثمان إلى إمرة الحجاج (3) . وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة، فقال: "أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان (1) ، أو إلى العقيق (2) ، فيأتي منه بناقتين كوماوين (3) ، في غير إثم ولا قطع رحم؟ "، فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك، قال: "أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل" (4) . ومما يدل على حرص السلف على تعلم القرآن وعنايتهم به ما ذكره أبو هريرة - رضي الله عنه - لما وكله النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة الفطر، وسرقة الشيطان منها ثلاث ليال، من قول الشيطان له: (دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها) يقصد آية الكرسي، قال الراوي: (وكانوا أحرص شيء على الخير) (5) . وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشغَل، فإذا قدم رجل مهاجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن) (6) . يعدُّ المدرس هو الأداة الفاعلة والعنصر الرئيس في نطاق التعليم والتربية، ومعرفة الصفات التي ينبغي أن يتحقق بها ويرتقي إليها، تمكننا من الوقوف على الدور الهام والحساس الذي يمكن له أن يصنعه. ونجد أن من بواكير الاهتمام بمعلم القرآن الكريم بعث عثمان - رضي الله عنه - قراء مع المصاحف التي أرسلها إلى الأمصار، لتكون المصاحف قدوة لأهل تلك الديار، يأتمون بها في قراءتهم وصلواتهم، وليكون القارئ المبعوث معلماً لعامة أهل كل مصر القراءة وَفق مصحفهم. وإن جاز أن تؤخذ بعض العلوم بلا معلِّم، فإن هذا الأمر لا يمكن حصوله أبداً في تعلّم قراءة القرآن الكريم، لأن تعلمه متوقف على العرض والتلقي والمشافهة والإسناد، فلا بدَّ فيه من معلِّم يرجع إليه. (قيل لأبي حنيفة - رحمه الله - في المسجد حلقة ينظرون في الفقه، فقال: ألهم رأس؟ قالوا: لا، قال: لا يفقه هؤلاء أبداً!) (1) ، هذا مع الفقه فكيف مع القرآن؟! ويتناول هذا البحث قِوامة معلم القرآن الكريم، وصفاته الذاتية، والعلمية، والتربوية، التي تؤهله للمشاركة بمقومات شخصية تميزه في درب خيرية تعلّم القرآن وتعليمه، دون التطرق لأهداف التعليم القرآني، أو طرائقه، أو أخلاق طلاب الحلق (2) القرآنية، وغيرها من الآداب التي ينبغي توافرها في عملية التعليم. والصفات التي يتحدث عنها البحث، هي بعض من صفات لازمة، ينبغي تحققها في معلم القرآن الكريم، وهي غير مقصورة على المتصدي للتعليم في الحلقات، بل هي متأكدة في حق كل متعاط لهذه العملية الشريفة، بصورة جماعية، أو فردية. وذلك أن المعلم هو محور التعليم والدرس والتربية، فمهما وضعت من مناهج متقنة، وهيئت من ظروف ملائمة، ووفرت من وسائل معينة، كل ذلك لا يغني عن الأداة الفاعلة في العملية التعليمية، وهو المدرس الكفء في الموقع المناسب، لأن عناصر التعليم قد تكون في غاية المواصفات المتقنة، لكنها تنحدر وتهبط على يد المدرس غير المؤهل، أو توجَّه من قبله توجيهاً نافراً، أو تهمل ولا يفاد منها. فلا غرو أن تكون دراسات جادة في تأصيل شخصية المعلم، وبيان دوره الفعَّال. ولقد حرَص الخلفاء وعلية القوم ووعاة الناس - قديماً - على اختيار المدرس الناجح لأبنائهم، ونجد - اليوم - في عالم الناس من يحرص على التحاق ولده في المدرسة النموذجية، التي فيها نخبة من المدرسين الأكفاء، لأن ثمرة التعليم وجناه مترتبة على تأهل المدرس بالصفات اللائقة، وأخذه بها في مسيرته المباركة. إن تأهيل المدرس بالمقومات التي تصل به إلى المستوى المناسب من إقامة الدين - وهو أحد حملته ونقلته - فالطلاب عيونهم مفتوحة على هذا الموجه، فيحسِّنون ما حسَّن، ويعيبون ما قبَّح، وقد يتأثر التلميذ - أحياناً - بمدرِّسه أكثر مما يتأثر بوالده، والطبع - كما يقال - سرَّاق؛ لذلك ربط بعض السلف بين العلم والدين، وكانوا يتعلمون من معلميهم - أيضاً - الدلَّ والسمت والخلق. ويسهم هذا البحث إسهاماً متواضعاً في بيان بعض الصفات الأساسية لمعلِّم القرآن الكريم، ويشير إلى وسائل مفيدة - أيضاً - لمدرس القراءات القرآنية من باب التتميم والإفادة.
حازم سعيد حيدر - الشيخ حازم بن سعيد حيدر سعيد الكرمي (18 فبراير 1964) مقرئ للقرآن الكريم وباحث في مجال علوم القرآن والتفسير، يعمل حالياً مديراً لمركز البحوث الرقمية لخدمة القرآن الكريم وعلومه في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة.❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ علوم القرآن بين البرهان والإتقان (دراسة مقارنة) ❝ ❞ المقومات الشخصية لمعلم القرآن الكريم ❝ الناشرين : ❞ مجمع الملك فهد ❝ ❞ مكتبة دار الزمان للنشر والتوزيع ❝ ❱
من كتب علوم القرآن كتب التفاسير وعلوم القرآن الكريم - مكتبة كتب إسلامية.

وصف الكتاب : الاشتغال بكتاب الله العظيم حفظاً، وفهماً، وعملاً، وتعليماً من أفضل القربات وأزكاها عند الله، وقد بُعث النبي صلى الله عليه وسلم رسولاً يتلو آيات الله، معلماً ومزكياً لنفوس الصحب الكرام، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (الجمعة: 2) .

وحث عليه الصلاة والسلام على الوصاة بكتاب الله (1) ، وقال: " خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه" (2) .

قال أبو عبد الرحمن السلمي - راوي الحديث عن عثمان رضي الله عنه: (فذلك الذي أقعدني مقعدي هذا) ، فكان يعلِّم من خلافة عثمان إلى إمرة الحجاج (3) .



وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة، فقال: "أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان (1) ، أو إلى العقيق (2) ، فيأتي منه بناقتين كوماوين (3) ، في غير إثم ولا قطع رحم؟ "، فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك، قال: "أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل" (4) .

ومما يدل على حرص السلف على تعلم القرآن وعنايتهم به ما ذكره أبو هريرة - رضي الله عنه - لما وكله النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة الفطر، وسرقة الشيطان منها ثلاث ليال، من قول الشيطان له: (دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها) يقصد آية الكرسي، قال الراوي:

(وكانوا أحرص شيء على الخير) (5) .

وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشغَل، فإذا قدم رجل مهاجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن) (6) .

يعدُّ المدرس هو الأداة الفاعلة والعنصر الرئيس في نطاق التعليم والتربية، ومعرفة الصفات التي ينبغي أن يتحقق بها ويرتقي إليها، تمكننا من الوقوف على الدور الهام والحساس الذي يمكن له أن يصنعه.

ونجد أن من بواكير الاهتمام بمعلم القرآن الكريم بعث عثمان - رضي الله عنه - قراء مع المصاحف التي أرسلها إلى الأمصار، لتكون المصاحف قدوة لأهل تلك الديار، يأتمون بها في قراءتهم وصلواتهم، وليكون القارئ المبعوث معلماً لعامة أهل كل مصر القراءة وَفق مصحفهم.

وإن جاز أن تؤخذ بعض العلوم بلا معلِّم، فإن هذا الأمر لا يمكن حصوله أبداً في تعلّم قراءة القرآن الكريم، لأن تعلمه متوقف على العرض والتلقي والمشافهة والإسناد، فلا بدَّ فيه من معلِّم يرجع إليه.

(قيل لأبي حنيفة - رحمه الله - في المسجد حلقة ينظرون في الفقه، فقال: ألهم رأس؟ قالوا: لا، قال: لا يفقه هؤلاء أبداً!) (1) ، هذا مع الفقه فكيف مع القرآن؟!

ويتناول هذا البحث قِوامة معلم القرآن الكريم، وصفاته الذاتية، والعلمية، والتربوية، التي تؤهله للمشاركة بمقومات شخصية تميزه في درب خيرية تعلّم القرآن وتعليمه، دون التطرق لأهداف التعليم القرآني، أو طرائقه، أو أخلاق طلاب الحلق (2) القرآنية، وغيرها من الآداب التي ينبغي توافرها في عملية التعليم.

والصفات التي يتحدث عنها البحث، هي بعض من صفات لازمة، ينبغي تحققها في معلم القرآن الكريم، وهي غير مقصورة على المتصدي للتعليم في الحلقات، بل هي متأكدة في حق كل متعاط لهذه العملية الشريفة، بصورة جماعية، أو فردية.

وذلك أن المعلم هو محور التعليم والدرس والتربية، فمهما وضعت من مناهج متقنة، وهيئت من ظروف ملائمة، ووفرت من وسائل معينة، كل ذلك لا يغني عن الأداة الفاعلة في العملية التعليمية، وهو المدرس الكفء في الموقع المناسب، لأن عناصر التعليم قد تكون في غاية المواصفات المتقنة، لكنها تنحدر وتهبط على يد المدرس غير المؤهل، أو توجَّه من قبله توجيهاً نافراً، أو تهمل ولا يفاد منها.

فلا غرو أن تكون دراسات جادة في تأصيل شخصية المعلم، وبيان دوره الفعَّال.

ولقد حرَص الخلفاء وعلية القوم ووعاة الناس - قديماً - على اختيار المدرس الناجح لأبنائهم، ونجد - اليوم - في عالم الناس من يحرص على التحاق ولده في المدرسة النموذجية، التي فيها نخبة من المدرسين الأكفاء، لأن ثمرة التعليم وجناه مترتبة على تأهل المدرس بالصفات اللائقة، وأخذه بها في مسيرته المباركة.

إن تأهيل المدرس بالمقومات التي تصل به إلى المستوى المناسب من إقامة الدين - وهو أحد حملته ونقلته - فالطلاب عيونهم مفتوحة على هذا الموجه، فيحسِّنون ما حسَّن، ويعيبون ما قبَّح، وقد يتأثر التلميذ - أحياناً - بمدرِّسه أكثر مما يتأثر بوالده، والطبع - كما يقال - سرَّاق؛ لذلك ربط بعض السلف بين العلم والدين، وكانوا يتعلمون من معلميهم - أيضاً - الدلَّ والسمت والخلق.

ويسهم هذا البحث إسهاماً متواضعاً في بيان بعض الصفات الأساسية لمعلِّم القرآن الكريم، ويشير إلى وسائل مفيدة - أيضاً - لمدرس القراءات القرآنية من باب التتميم والإفادة.


للكاتب/المؤلف : حازم سعيد حيدر .
دار النشر : مجمع الملك فهد .
عدد مرات التحميل : 12523 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الأحد , 20 مارس 2016م.
حجم الكتاب عند التحميل : 1 ميجا بايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

 

الاشتغال بكتاب الله العظيم حفظاً، وفهماً، وعملاً، وتعليماً من أفضل القربات وأزكاها عند الله، وقد بُعث النبي صلى الله عليه وسلم رسولاً يتلو آيات الله، معلماً ومزكياً لنفوس الصحب الكرام، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (الجمعة: 2) .

وحث عليه الصلاة والسلام على الوصاة بكتاب الله (1) ، وقال: " خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه" (2) .

قال أبو عبد الرحمن السلمي - راوي الحديث عن عثمان رضي الله عنه: (فذلك الذي أقعدني مقعدي هذا) ، فكان يعلِّم من خلافة عثمان إلى إمرة الحجاج (3) .

وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة، فقال: "أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان (1) ، أو إلى العقيق (2) ، فيأتي منه بناقتين كوماوين (3) ، في غير إثم ولا قطع رحم؟ "، فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك، قال: "أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل" (4) .

ومما يدل على حرص السلف على تعلم القرآن وعنايتهم به ما ذكره أبو هريرة - رضي الله عنه - لما وكله النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة الفطر، وسرقة الشيطان منها ثلاث ليال، من قول الشيطان له: (دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها) يقصد آية الكرسي، قال الراوي:

(وكانوا أحرص شيء على الخير) (5) .

وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشغَل، فإذا قدم رجل مهاجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن) (6) .

يعدُّ المدرس هو الأداة الفاعلة والعنصر الرئيس في نطاق التعليم والتربية، ومعرفة الصفات التي ينبغي أن يتحقق بها ويرتقي إليها، تمكننا من الوقوف على الدور الهام والحساس الذي يمكن له أن يصنعه.

ونجد أن من بواكير الاهتمام بمعلم القرآن الكريم بعث عثمان - رضي الله عنه - قراء مع المصاحف التي أرسلها إلى الأمصار، لتكون المصاحف قدوة لأهل تلك الديار، يأتمون بها في قراءتهم وصلواتهم، وليكون القارئ المبعوث معلماً لعامة أهل كل مصر القراءة وَفق مصحفهم.

وإن جاز أن تؤخذ بعض العلوم بلا معلِّم، فإن هذا الأمر لا يمكن حصوله أبداً في تعلّم قراءة القرآن الكريم، لأن تعلمه متوقف على العرض والتلقي والمشافهة والإسناد، فلا بدَّ فيه من معلِّم يرجع إليه.

(قيل لأبي حنيفة - رحمه الله - في المسجد حلقة ينظرون في الفقه، فقال: ألهم رأس؟ قالوا: لا، قال: لا يفقه هؤلاء أبداً!) (1) ، هذا مع الفقه فكيف مع القرآن؟!

ويتناول هذا البحث قِوامة معلم القرآن الكريم، وصفاته الذاتية، والعلمية، والتربوية، التي تؤهله للمشاركة بمقومات شخصية تميزه في درب خيرية تعلّم القرآن وتعليمه، دون التطرق لأهداف التعليم القرآني، أو طرائقه، أو أخلاق طلاب الحلق (2) القرآنية، وغيرها من الآداب التي ينبغي توافرها في عملية التعليم.

والصفات التي يتحدث عنها البحث، هي بعض من صفات لازمة، ينبغي تحققها في معلم القرآن الكريم، وهي غير مقصورة على المتصدي للتعليم في الحلقات، بل هي متأكدة في حق كل متعاط لهذه العملية الشريفة، بصورة جماعية، أو فردية.

وذلك أن المعلم هو محور التعليم والدرس والتربية، فمهما وضعت من مناهج متقنة، وهيئت من ظروف ملائمة، ووفرت من وسائل معينة، كل ذلك لا يغني عن الأداة الفاعلة في العملية التعليمية، وهو المدرس الكفء في الموقع المناسب، لأن عناصر التعليم قد تكون في غاية المواصفات المتقنة، لكنها تنحدر وتهبط على يد المدرس غير المؤهل، أو توجَّه من قبله توجيهاً نافراً، أو تهمل ولا يفاد منها.

فلا غرو أن تكون دراسات جادة في تأصيل شخصية المعلم، وبيان دوره الفعَّال.

ولقد حرَص الخلفاء وعلية القوم ووعاة الناس - قديماً - على اختيار المدرس الناجح لأبنائهم، ونجد - اليوم - في عالم الناس من يحرص على التحاق ولده في المدرسة النموذجية، التي فيها نخبة من المدرسين الأكفاء، لأن ثمرة التعليم وجناه مترتبة على تأهل المدرس بالصفات اللائقة، وأخذه بها في مسيرته المباركة.

إن تأهيل المدرس بالمقومات التي تصل به إلى المستوى المناسب من إقامة الدين - وهو أحد حملته ونقلته - فالطلاب عيونهم مفتوحة على هذا الموجه، فيحسِّنون ما حسَّن، ويعيبون ما قبَّح، وقد يتأثر التلميذ - أحياناً - بمدرِّسه أكثر مما يتأثر بوالده، والطبع - كما يقال - سرَّاق؛ لذلك ربط بعض السلف بين العلم والدين، وكانوا يتعلمون من معلميهم - أيضاً - الدلَّ والسمت والخلق.

ويسهم هذا البحث إسهاماً متواضعاً في بيان بعض الصفات الأساسية لمعلِّم القرآن الكريم، ويشير إلى وسائل مفيدة - أيضاً - لمدرس القراءات القرآنية من باب التتميم والإفادة.

المقومات الشخصية لمعلم القرآن الكريم من علوم القرآن تحميل مباشر :
 

المقومات الشخصية لمعلم القرآن الكريم من علوم القرآن 

 المقومات الشخصية لمعلم القرآن الكريم
 المؤلف: حازم بن سعيد حيدر
 الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف

المحتويات : 

مقدمة 
تمهيد 
الفصل الأول: المقومات الذاتية 
التمسك بمنهج السلف في الإعتقاد 
إخلاص النية 
التدين الصادق 
حسن الخلق 
الفصل الثاني: المقومات العلمية 
التأهل بأساسيات العلم الشرعي 
الإلمام بعلوم التخصص 
الإستمرار في طلب العلم 
الفصل الثالث: المقومات التربوية 
مدخل 
وضوح الغاية من التعليم 
التدرج في التعليم 
مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب 
الرفق في التعليم 
الصبر على المتعلم 
استخدام الوسائل التوضيحية 
العدل بين الطلاب 
القدرة على إدارة الحلقة القرآنية 

مقدمة 
تمهيد 
الفصل الأول: المقومات الذاتية 
التمسك بمنهج السلف في الإعتقاد 
إخلاص النية 
التدين الصادق 
حسن الخلق 
الفصل الثاني: المقومات العلمية 
التأهل بأساسيات العلم الشرعي 
الإلمام بعلوم التخصص 
الإستمرار في طلب العلم 
الفصل الثالث: المقومات التربوية 

وضوح الغاية من التعليم 
التدرج في التعليم 
مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب 
الرفق في التعليم 
الصبر على المتعلم 
استخدام الوسائل التوضيحية 
العدل بين الطلاب 
القدرة على إدارة الحلقة القرآنية 
مصادر ومراجع

        

        تحميل وقراءة وتصفح أولاين مباشر بدون روابط كتاب المقومات الشخصية لمعلم القرآن الكريمpdf 



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل المقومات الشخصية لمعلم القرآن الكريم
حازم سعيد حيدر
حازم سعيد حيدر
Hazem Said Haidar
الشيخ حازم بن سعيد حيدر سعيد الكرمي (18 فبراير 1964) مقرئ للقرآن الكريم وباحث في مجال علوم القرآن والتفسير، يعمل حالياً مديراً لمركز البحوث الرقمية لخدمة القرآن الكريم وعلومه في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ علوم القرآن بين البرهان والإتقان (دراسة مقارنة) ❝ ❞ المقومات الشخصية لمعلم القرآن الكريم ❝ الناشرين : ❞ مجمع الملك فهد ❝ ❞ مكتبة دار الزمان للنشر والتوزيع ❝ ❱.



كتب اخرى في كتب علوم القرآن

وقفة مع بعض الترجمات الإنجليزية لمعاني القرآن الكريم PDF

قراءة و تحميل كتاب وقفة مع بعض الترجمات الإنجليزية لمعاني القرآن الكريم PDF مجانا

تقويم حفظ القرآن الكريم وتعليمه في حلقات جمعيات تحفيظ القرآن الكريم PDF

قراءة و تحميل كتاب تقويم حفظ القرآن الكريم وتعليمه في حلقات جمعيات تحفيظ القرآن الكريم PDF مجانا

تقويم طرق تعليم القرآن وعلومه في مدارس تحفيظ القرآن الكريم PDF

قراءة و تحميل كتاب تقويم طرق تعليم القرآن وعلومه في مدارس تحفيظ القرآن الكريم PDF مجانا

تقويم أساليب تعليم القرآن الكريم وعلومه في وسائل الإعلام PDF

قراءة و تحميل كتاب تقويم أساليب تعليم القرآن الكريم وعلومه في وسائل الإعلام PDF مجانا

معاجم مفردات القرآن (موازنات ومقترحات) PDF

قراءة و تحميل كتاب معاجم مفردات القرآن (موازنات ومقترحات) PDF مجانا

معاجم معاني ألفاظ القرآن الكريم PDF

قراءة و تحميل كتاب معاجم معاني ألفاظ القرآن الكريم PDF مجانا

المعاجم المفهرسة لألفاظ القرآن الكريم PDF

قراءة و تحميل كتاب المعاجم المفهرسة لألفاظ القرآن الكريم PDF مجانا

كتب غريب القرآن الكريم PDF

قراءة و تحميل كتاب كتب غريب القرآن الكريم PDF مجانا

المزيد من كتب علوم القرآن في مكتبة كتب علوم القرآن , المزيد من كتب إسلامية متنوعة في مكتبة كتب إسلامية متنوعة , المزيد من إسلامية متنوعة في مكتبة إسلامية متنوعة , المزيد من كتب الفقه العام في مكتبة كتب الفقه العام , المزيد من كتب التوحيد والعقيدة في مكتبة كتب التوحيد والعقيدة , المزيد من مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف في مكتبة مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف , المزيد من كتب أصول الفقه وقواعده في مكتبة كتب أصول الفقه وقواعده , المزيد من التراجم والأعلام في مكتبة التراجم والأعلام , المزيد من السنة النبوية الشريفة في مكتبة السنة النبوية الشريفة
عرض كل كتب إسلامية ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..