❞ كتاب قصة سنغافورة ❝  ⏤ مذكرات لي كوان يو

❞ كتاب قصة سنغافورة ❝ ⏤ مذكرات لي كوان يو

سنغافورة، الاسم الرسمي هو جمهورية سنغافورة، هي جمهورية تقع على جزيرة في جنوب شرقي آسيا، عند الطرف الجنوبي من شبه جزيرة ملايو، ويفصلها عن ماليزيا مضيق جوهور وعن جزر ريا و الاندونيسة مضيق سنغافورة. وتعتبر سنغافورة رابع أهم مركز مالي في العالم ومدينة عالمية تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد العالمي. ويعد مرفأ سنغافورة خامس مرفأ في العالم من ناحية النشاط.

ولسنغافورة تاريخ حافل بالمهاجرين. فسكانها الذي يصل تعدادهم إلى خمسة ملايين، هو خليط من الصينيين والمالاويين والهنود وآسيويين من ثقافات مختلفة والقوقازيين. 42% من سكان الجزيرة هم من الأجانب الوافدين للعمل أو للدراسة. وتعتبر سنغافورة ثالث دولة في العالم من ناحية الكثافة السكانية بعد ماكاو وموناكو. بعد الانفجار الديموغرافي الذي شهدته من 1985 إلى 2001 ميلادي.

وفي عام 2006، سمت شركة "ات كيرني" (at Kearney ) جمهورية سنغافورة "المدينة الأكثر عولمة" في العالم بحسب مؤشرها للعولمة. قبل الاستقلال في عام 1969، كان الناتج المحلي الإجمالي هو 511 دولارا، وكان يعتبر ثالث أعلى ناتج في آسيا الشرقية في ذلك الزمن. وبعد الاستقلال، أدت سياسة الاستثمار وتشجيع الصناعة، التي قام بها نائب رئيس الوزراء غوه كنغ سوي، إلى تحديث اقتصادها.

وفي مؤشر جودة الحياة التي تنشره "وحدة الاستخبارات الاقتصادية" في مجلة "الايكونوميست"، حصلت سنغافورة على الدرجة الأولى في آسيا والمرتبة الحادية عشرة على مستوى العالم. وتمتلك تاسع أعلى احتياطي في العالم. ولدَى الدولة جيش وطني مجهز بشكل جيد ويعتمد على أحدث الأسلحة. ووفق مؤشر هينلي وشركاؤه للقيود على التأشيرات عام 2014 احتل الجواز السنغافوري المركز السادس على مستوى العالم حيث يمكن من حمله دخول 167 دولة من دون تأشيرة مسبقة.

بعد الانكماش في الربع الرابع من العام 2009 الذي وصل إلى -6.8% استعادت سنغافورة تنامي اقتصادها في النصف الأول من 2010 لتصبح أسرع دولة في إنعاش اقتصادها بنمو وصل إلى 17.9%.

السجلات الأولى للاستيطان في سنغافورة من القرن الثاني. كانت الجزيرة موقعا للإمبراطورية السريفيجايا السومطرية، وكان في الأصل اسمها بالجاوية تيماسيك (مدينة البحر) في الفترة ما بين القرنين السادس عشر وبداية القرن التاسع عشر، وكانت سنغافورة جزءا من سلطنة جوهر في 1613، أحرق المقاتلون البرتغال المستوطنة عند مصب نهر سنغافورة وغرقت الجزيرة في الظلام خلال القرنين المقبلين.

التاريخ القديم
عرفها العرب قديماً باسمها وكان يصفونها للإيطاليين واليونانيين باسمها الحالي، أثناء رحلاتهم التجارية إلى الشرق الأقصى، وبعد توقف السفن الشراعية ظهرت أهميتها كميناء للسفن التجارية في القرن التاسع عشر، فأصبحت ميناء عالمياً مند سنة 1235 هـ -1819 م ودعم وظيفتها تصدير قصدير الملايو ومطاطها، فأتخدتها شركة الهند الشرقية البريطانية كميناء أول لها في جنوب آسيا منذ سنة 1235 هـ-1876م وخضعت للاستعمار البريطاني إيان سيطرته على شبه جزيرة الملايو، وتحولت إلى قاعدة مهمة للأسطول البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم حصلت على استقلالها مع الملايو حسب اتفاقية لندن سنة 1379 هـ -1957م واتحدت مع ماليزيا في سنة 1379 هـ -1959م وانفصلت عن اتحاد ماليزيا في سنة 1385 هـ -1965م، وعرفت بعد الانفصال بجمهورية سنغافورا.

الحكم الاستعماري البريطاني
حط توماس ستامفورد رافلز في الجزيرة الرئيسية لسنغافورة في 28 يناير 1819، اكتشف أهميتها كمركز تجاري استراتيجي لجنوب شرق آسيا، ووقع رافلز معاهدة مع السلطان حسين شاه جوهر نيابة عن شركة الهند الشرقية البريطانية في 6 فبراير 1819 لتطوير الجزء الجنوبي من سنغافورة كمستوطنة ومركز تجاري بريطاني.

كانت الأراضي السنغافورية حتى عام 1824 لا تزال تحت سيطرة سلطان الملايو. وأصبحت مستعمرة بريطانية في 2 أغسطس 1824 حين كان جون كراوفورد المقيم الثاني لسنغافورة، الجزيرة كلها أصبحت رسميا ملكا لبريطانية من خلال التوقيع على معاهدة مع السلطان حسين شاه حيث سلمها السلطان والتيمينجونج (لقب قديم يطلق على النبلاء المالاويين) إلى شركة الهند الشرقية البريطانية في 1826 أصبحت جزءا من مستوطنات المضيق للمستعمرة البريطانية. خلال عام 1869، 100.000 شخص يعيش في الجزيرة.

الحرب العالمية الثانية وفترة الحرب الباردة

مسيرة قوات جيش امبراطورية اليابان المنتصرة وسط مدينة سنغافورة بعد استسلام بريطانيا.
خلال الحرب العالمية الثانية غزا جيش اليابان الإمبراطوري مالايا، وبلغت ذروتها في معركة سنغافورة. وهزم البريطانيون في ستة أيام، واستسلمت القلاع المنيعة للجنرال الياباني تومويوكي ياماشيتا في 15 فبراير 1942. وصف رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل الاستسلام بأنه "أسوأ كارثة وأكبر استسلام في تاريخ بريطانيا". بعد سقوط سنغافورة حدثت مذبحة تشينغ سوك للعرقية الصينية ومات فيها ما بين 5000 و25000 شخص. اعاد اليابانيون تسمية سنغافورة للاسم شونانتو (昭南島؟)، تعني في اليابانية " شوا نو جيداي ني ايتا مينامي نو شيما " ( 昭和の時代に得た南の島؟)، أو " تم الاستيلاء على الجزيرة الجنوبية في عصر شوا "، ومازلت تحت الاحتلال حتى استعاد البريطانيون الجزيرة في 12 سبتمبر 1945، وبعد شهر استسلم اليابانيون.

بعد الحرب، سمحت الحكومة البريطانية لسنغافورة اجراء أول انتخابات عامة عام 1955، التي فاز بها المرشح المؤيد للاستقلال، ديفيد مارشال، زعيم حزب جبهة العمل، الذي أصبح رئيس وزراء.

قاد مارشال وفدا إلى لندن للمطالبة بالحكم الذاتي الكامل، لكنه تم الرفض من قبل البريطانيين. واستقال عند العودة، وحل محله ليم يو هوك، الذي عمل على سياسة اقناع البريطانيين. وكانت سنغافورة قد منحت الحكم الذاتي الداخلي الكامل للحكومة مع رئيس وزرائها ومجلس الوزراء للإشراف على جميع قضايا الحكومة باستثناء الدفاع والشؤون الخارجية.

جرت الانتخابات في 30 مايو 1959 مع حزب العمل الشعبي الذي حقق فوزا ساحقا. أصبحت سنغافورة في نهاية المطاف دولة تتمتع بالحكم الذاتي داخل الكومنولث في يوم 3 يونيو 1959، وأدى اليمين لي كوان يو لتولي منصب رئيس الوزراء الأول. ثم حاكم سنغافورة السير وليام الموند كودرينغتون غود، شغل منصب أول رئيس دولة حتى 3 ديسمبر 1959. وقد خلفه يوسف بن اسحاق، في وقت لاحق أصبح أول رئيس لسنغافورة.

أعلنت سنغافورة الاستقلال عن بريطانيا من طرف واحد في أغسطس 1963، قبل الانضمام إلى الاتحاد الفيدرالي الماليزي في سبتمبر لتلحق بالملايا وصباح وسراوق نتيجة استفتاء الاندماج 1962 لسنغافورة. تم طرد سنغافورة من الاتحاد الفيدرالي بعد عامين، بعد الصراع الفكري والأيديولوجي الساخن بين حكومة زعماء حزب العمل الشعبي والحكومة الفيدرالية في كوالالمبور.

الاستقلال
ابان صباح يوم 9 اغسطس 1965 صوت البرلمان الماليزي بالأغلبية على طرد سنغافورة من الاتحاد وبعدها بساعات اعلن البرلمان السنغافوري الانفصال واعلان جمهورية سنغافورة المستقلة أدى يوسف بن إسحاق اليمين الدستورية لمنصب رئيس سنغافورة ليكون بذلك أول رئيس لجمهورية سنغافورة وأصبح لي كوان يو أول رئيس وزراء لجمهورية سنغافورة

ردود الافعال
كان تعليق رئيس وزراء ماليزيا تونكو عبد الرحمن (قررنا أن لا بد من الفراق) ، اما رئيس الوزراء لي كوان يو فقد ظهر بعد الانفصال ليقول (كنت أؤمن باندماج واتحاد المنطقتين) ، ومن ردود الافعال عنوان صحيفة سدني مورننغ بعد انفصال سنغافورة (إعلان سنغافورة دولة مستقلة، وفي اليوم التالي تم نشر أن "سنغافورة كدولة مستقلة لم تكن من الأمور القابلة للتحقق منذ ثلاث سنوات، والوضع الحالي لا يبشر بتغيير )

1965 الي 1979
بعد تشكيل أول حكومة في تاريخ جمهورية سنغافورة لجأت الحكومة السنغافورية في مواجهة الفقر وقلة الموارد وضعف البنى التحتية والمؤسسات وغياب التاريخ والأساطير لملء هذه الفجوات عن طريق طائفة غير متجانسة من الأسس الأيديولوجية لبناء الأمة: التشديد على الحداثة والتقدم على أساس التعددية العرقية وحكم الأكفأ، وهذه بذاتها أدوات ضعيفة لبناء أمة وكان البديل هو النخبوية، فبزغت النخبوية بسرعة وقوة بوصفها المصدر الأساسي للحكومة.

سعت سنغافورة فورا على الاعتراف الدولي لسيادتها ونجحت بالحصول علي عضوية الأمم المتحدة في 21 أيلول عام 1965 لتصبح العضو رقم 117 وانضمت إلى الكومنولث في أكتوبر 1965 ونجح وزير خارجيتها سيناثامبي راجاراتنام بتأكيد استقلال سنغافورة عبر اقامة علاقات دبلوماسية مع الكثير من الدول الاخري عملت حكومة سنغافورة بجانب تأكيد استقلالها إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالدفاع عن أراضيها وذلك بتأسيس جيش وطني وقوات أمن تحمي البلاد إلى جانب مشاكل الامن والسيادة كانت هناك مشاكل اخرى مثل البطالة والإسكان والتعليم ونقص الموارد الطبيعية والأراضي حيث كانت البطالة تصل إلى 12% في بداية الحكومة السنغافورية الاولى.

ومن أهم الجهود التي بذلها لي كوان يو إنشاء هيئة التنمية الاقتصادية في عام 1961, كمؤسسة واحدة يسهل على المستثمر التعامل معها ولا يحتاج للتعامل مع عدد كبير من الإدارات والوزارات. هذا الاجراء جذب المستثمرين الاجانب مع اعطائهم امتيازات ضريبية وضمانات قانونية وحمايتهم استعانت الهيئة بخبراء من برنامج التنمية في الامم المتحدة واستطاعت الترويج للاستثمار في سنغافورة وتقديم الضمانات مع التركيز على أربع صناعات أساسية هي بناء وصناعة السفن وهندسة المعادن والكيماويات والأدوات الكهربائية. واختار رئيس الوزراء لي كوان يو أفضل العلماء والخريجين المؤهلين من جامعات أجنبية للعمل بهذه اللجنة واختار لها رئيساً مؤهلاً استطاع أن يجعل منها مؤسسة ناجحة وكانت تعقد ندوات مع مديري الشركات متعددة الجنسيات للاستماع لمشاكلهم القانونية وغيرها. نجحت سياسة اللجنة في جذب شركات النفط الكبري مثل شل وأيسو وانشئت المصافي النفطية ومصانع التكرير وبحلول التسعينات أصبحت ثالث أكبر مركز لتكرير النفط في العالم بعد هيوستون ونوتردام وثالث أكبر مركز لتجارة النفط بعد نيويورك ولندن وأصبحت منتجاً رئيساً للبتروكيماويات علي مستوي العالم.

الانسحاب البريطاني
كان اعلان بريطانيا في يناير 1968 عزمها سحب قواتها بحلول عام 1971م ازمة بالنسبة الي سنغافورة حيث كانت القوات البريطانية لها الاثر الرئيسي في الاقتصاد السنغافوري وحماية سنغافورة ولكن استطاعت الحكومة السنغافورية ان تعتمد علي نفسها وبخلال سنة 1969م جرى تشييد 52 مصنعا وتوافرت 17 ألف فرصة عمل جديدة وفي عام 1970, أضافت الاستثمارات الجديدة 20 ألف وظيفة أخرى وازدادت الإيرادات والمداخيل للحكومة السنغافورية وتجاوزت ازمة القلق من انسحاب القوات البريطانية بنجاح. بجانب الاقتصاد استطاعت سنغافورة بناء جيشها لتعتمد علي نفسها واستمرت علي خطة تم وضعها في عام 1967م واتصلت بإسرائيل سرا التي ارسلت لها مستشارين عسكريين ساعدوها في بناء جيشها وتسليحها

1980 الي 1990
استمرت سنغافورة بتحقيق نمو اقتصادي متميز منذ بداية عام 1980 عندما استطاعت ان تخفض معدل البطالة في البلاد الي 3% واستطاعت ان تقفز بالناتج المحلي الاجمالي واستمرت بتحقيق النجاح وفي عام 1981م افتتحت مطار شانغي سنغافورة واستثمرت الحكومة في شركة طيران سنغافورة واستثمرت في ميناء سنغافورة الذي اصبح فيما بعد واحد من أكثر موانئ العالم ازدحاما، عملت الحكومة في وقت سابق علي انشاء مجلس التنمية الاسكاني في سنغافورة التي استطاع حل مشكلة سنغافورة الاسكانية وانهاء مشكلة البيوت العشوائية عمل المجلس علي تخصيص الاراضي وتسليمها الي القطاع الخاص لتقديم خدمات راقية للسكان مرتفعي الدخل وكذاك عملت علي برنامج اخر عبر ردم البحر حيث بلغ مجموغ عمليات الدفان من عام 1960 الي 2005 مايقارب 3577 هكتارا 0.05% من مساحة سنغافورة.

منذ عام 1966 الي عام 1981 استطاع حزب العمل الشعبي لعلي السيطرة علي جميع المقاعد البرلمانية بالانتخابات التي عقدت في الفترة من 1966 الي 1981 واتهم الحزب من معارضية بالاستبداد واجريت اصلاحات تشريعية حيث ادخلت تعديلات تسمح لأن يصل ثلاثة مرشحين من احزاب المعارضة في مجلس النواب وتم تعديل اخر في 1988 لضمان وصول الاقليات الي البرلمان وادخلت تعديلات اخري في عام 1990 لضمان وصول الممثلين المستقلين الغير حزبيين للوصول للبرلمان



عند استقلال سنغافورة، كانت عائدات القاعدة العسكرية البريطانية تمثل ثلاثة أرباع

دخلها القومي، مما عزز بعض التشاؤم حول قدرة الدولة الصغيرة على النمو بمفردها. لكن الجزيرة المعزولة جغرافيا عن أسواق الدول المتقدمة، حققت اكبر معجزة اقتصادية خلال العقود الخمسة الماضية، حيث يفوق معدل دخل الفرد 23 ألف دولار، أي قرابة ضعف معدل الدخل بكوريا الجنوبية.

و تحققت المعجزة في ظل حكم الزعيم الواحد "لي كوان يو" باني النهضة السنغافورية الحديثة، الذي حكم البلد على مدى 31 سنة، وفي ظل نظام الحزب الواحد (حزب العمل الشعبي) الذي هيمن على البرلمان في انتخابات 1972, 1976, 1980, 1984. 1988. ثم وبعد 14 سنة من تولي "جوه شوك تونج" الوزارة الأولى تم تعيين ابن الزعيم التاريخي "لي كوان يو" السيد "لي هسيان لونج" على راس الحكومة، السؤال المطروح إذن كيف استطاعت سنغافورة تحقيق كل هذه الإنجازات في ظل حكم غير ديمقراطي؟ ولماذا لم يحل اعتمادها النظام "الجملكي" مؤخرا دون المزيد من التقدم؟
مذكرات لي كوان يو - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ قصة سنغافورة ❝ ❱
من كتب السير و المذكرات التراجم والأعلام - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.

نبذة عن الكتاب:
قصة سنغافورة

سنغافورة، الاسم الرسمي هو جمهورية سنغافورة، هي جمهورية تقع على جزيرة في جنوب شرقي آسيا، عند الطرف الجنوبي من شبه جزيرة ملايو، ويفصلها عن ماليزيا مضيق جوهور وعن جزر ريا و الاندونيسة مضيق سنغافورة. وتعتبر سنغافورة رابع أهم مركز مالي في العالم ومدينة عالمية تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد العالمي. ويعد مرفأ سنغافورة خامس مرفأ في العالم من ناحية النشاط.

ولسنغافورة تاريخ حافل بالمهاجرين. فسكانها الذي يصل تعدادهم إلى خمسة ملايين، هو خليط من الصينيين والمالاويين والهنود وآسيويين من ثقافات مختلفة والقوقازيين. 42% من سكان الجزيرة هم من الأجانب الوافدين للعمل أو للدراسة. وتعتبر سنغافورة ثالث دولة في العالم من ناحية الكثافة السكانية بعد ماكاو وموناكو. بعد الانفجار الديموغرافي الذي شهدته من 1985 إلى 2001 ميلادي.

وفي عام 2006، سمت شركة "ات كيرني" (at Kearney ) جمهورية سنغافورة "المدينة الأكثر عولمة" في العالم بحسب مؤشرها للعولمة. قبل الاستقلال في عام 1969، كان الناتج المحلي الإجمالي هو 511 دولارا، وكان يعتبر ثالث أعلى ناتج في آسيا الشرقية في ذلك الزمن. وبعد الاستقلال، أدت سياسة الاستثمار وتشجيع الصناعة، التي قام بها نائب رئيس الوزراء غوه كنغ سوي، إلى تحديث اقتصادها.

وفي مؤشر جودة الحياة التي تنشره "وحدة الاستخبارات الاقتصادية" في مجلة "الايكونوميست"، حصلت سنغافورة على الدرجة الأولى في آسيا والمرتبة الحادية عشرة على مستوى العالم. وتمتلك تاسع أعلى احتياطي في العالم. ولدَى الدولة جيش وطني مجهز بشكل جيد ويعتمد على أحدث الأسلحة. ووفق مؤشر هينلي وشركاؤه للقيود على التأشيرات عام 2014 احتل الجواز السنغافوري المركز السادس على مستوى العالم حيث يمكن من حمله دخول 167 دولة من دون تأشيرة مسبقة.

بعد الانكماش في الربع الرابع من العام 2009 الذي وصل إلى -6.8% استعادت سنغافورة تنامي اقتصادها في النصف الأول من 2010 لتصبح أسرع دولة في إنعاش اقتصادها بنمو وصل إلى 17.9%.

السجلات الأولى للاستيطان في سنغافورة من القرن الثاني. كانت الجزيرة موقعا للإمبراطورية السريفيجايا السومطرية، وكان في الأصل اسمها بالجاوية تيماسيك (مدينة البحر) في الفترة ما بين القرنين السادس عشر وبداية القرن التاسع عشر، وكانت سنغافورة جزءا من سلطنة جوهر في 1613، أحرق المقاتلون البرتغال المستوطنة عند مصب نهر سنغافورة وغرقت الجزيرة في الظلام خلال القرنين المقبلين.

التاريخ القديم
عرفها العرب قديماً باسمها وكان يصفونها للإيطاليين واليونانيين باسمها الحالي، أثناء رحلاتهم التجارية إلى الشرق الأقصى، وبعد توقف السفن الشراعية ظهرت أهميتها كميناء للسفن التجارية في القرن التاسع عشر، فأصبحت ميناء عالمياً مند سنة 1235 هـ -1819 م ودعم وظيفتها تصدير قصدير الملايو ومطاطها، فأتخدتها شركة الهند الشرقية البريطانية كميناء أول لها في جنوب آسيا منذ سنة 1235 هـ-1876م وخضعت للاستعمار البريطاني إيان سيطرته على شبه جزيرة الملايو، وتحولت إلى قاعدة مهمة للأسطول البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم حصلت على استقلالها مع الملايو حسب اتفاقية لندن سنة 1379 هـ -1957م واتحدت مع ماليزيا في سنة 1379 هـ -1959م وانفصلت عن اتحاد ماليزيا في سنة 1385 هـ -1965م، وعرفت بعد الانفصال بجمهورية سنغافورا.

الحكم الاستعماري البريطاني
حط توماس ستامفورد رافلز في الجزيرة الرئيسية لسنغافورة في 28 يناير 1819، اكتشف أهميتها كمركز تجاري استراتيجي لجنوب شرق آسيا، ووقع رافلز معاهدة مع السلطان حسين شاه جوهر نيابة عن شركة الهند الشرقية البريطانية في 6 فبراير 1819 لتطوير الجزء الجنوبي من سنغافورة كمستوطنة ومركز تجاري بريطاني.

كانت الأراضي السنغافورية حتى عام 1824 لا تزال تحت سيطرة سلطان الملايو. وأصبحت مستعمرة بريطانية في 2 أغسطس 1824 حين كان جون كراوفورد المقيم الثاني لسنغافورة، الجزيرة كلها أصبحت رسميا ملكا لبريطانية من خلال التوقيع على معاهدة مع السلطان حسين شاه حيث سلمها السلطان والتيمينجونج (لقب قديم يطلق على النبلاء المالاويين) إلى شركة الهند الشرقية البريطانية في 1826 أصبحت جزءا من مستوطنات المضيق للمستعمرة البريطانية. خلال عام 1869، 100.000 شخص يعيش في الجزيرة.

الحرب العالمية الثانية وفترة الحرب الباردة

مسيرة قوات جيش امبراطورية اليابان المنتصرة وسط مدينة سنغافورة بعد استسلام بريطانيا.
خلال الحرب العالمية الثانية غزا جيش اليابان الإمبراطوري مالايا، وبلغت ذروتها في معركة سنغافورة. وهزم البريطانيون في ستة أيام، واستسلمت القلاع المنيعة للجنرال الياباني تومويوكي ياماشيتا في 15 فبراير 1942. وصف رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل الاستسلام بأنه "أسوأ كارثة وأكبر استسلام في تاريخ بريطانيا". بعد سقوط سنغافورة حدثت مذبحة تشينغ سوك للعرقية الصينية ومات فيها ما بين 5000 و25000 شخص. اعاد اليابانيون تسمية سنغافورة للاسم شونانتو (昭南島؟)، تعني في اليابانية " شوا نو جيداي ني ايتا مينامي نو شيما " ( 昭和の時代に得た南の島؟)، أو " تم الاستيلاء على الجزيرة الجنوبية في عصر شوا "، ومازلت تحت الاحتلال حتى استعاد البريطانيون الجزيرة في 12 سبتمبر 1945، وبعد شهر استسلم اليابانيون.

بعد الحرب، سمحت الحكومة البريطانية لسنغافورة اجراء أول انتخابات عامة عام 1955، التي فاز بها المرشح المؤيد للاستقلال، ديفيد مارشال، زعيم حزب جبهة العمل، الذي أصبح رئيس وزراء.

قاد مارشال وفدا إلى لندن للمطالبة بالحكم الذاتي الكامل، لكنه تم الرفض من قبل البريطانيين. واستقال عند العودة، وحل محله ليم يو هوك، الذي عمل على سياسة اقناع البريطانيين. وكانت سنغافورة قد منحت الحكم الذاتي الداخلي الكامل للحكومة مع رئيس وزرائها ومجلس الوزراء للإشراف على جميع قضايا الحكومة باستثناء الدفاع والشؤون الخارجية.

جرت الانتخابات في 30 مايو 1959 مع حزب العمل الشعبي الذي حقق فوزا ساحقا. أصبحت سنغافورة في نهاية المطاف دولة تتمتع بالحكم الذاتي داخل الكومنولث في يوم 3 يونيو 1959، وأدى اليمين لي كوان يو لتولي منصب رئيس الوزراء الأول. ثم حاكم سنغافورة السير وليام الموند كودرينغتون غود، شغل منصب أول رئيس دولة حتى 3 ديسمبر 1959. وقد خلفه يوسف بن اسحاق، في وقت لاحق أصبح أول رئيس لسنغافورة.

أعلنت سنغافورة الاستقلال عن بريطانيا من طرف واحد في أغسطس 1963، قبل الانضمام إلى الاتحاد الفيدرالي الماليزي في سبتمبر لتلحق بالملايا وصباح وسراوق نتيجة استفتاء الاندماج 1962 لسنغافورة. تم طرد سنغافورة من الاتحاد الفيدرالي بعد عامين، بعد الصراع الفكري والأيديولوجي الساخن بين حكومة زعماء حزب العمل الشعبي والحكومة الفيدرالية في كوالالمبور.

الاستقلال
ابان صباح يوم 9 اغسطس 1965 صوت البرلمان الماليزي بالأغلبية على طرد سنغافورة من الاتحاد وبعدها بساعات اعلن البرلمان السنغافوري الانفصال واعلان جمهورية سنغافورة المستقلة أدى يوسف بن إسحاق اليمين الدستورية لمنصب رئيس سنغافورة ليكون بذلك أول رئيس لجمهورية سنغافورة وأصبح لي كوان يو أول رئيس وزراء لجمهورية سنغافورة

ردود الافعال
كان تعليق رئيس وزراء ماليزيا تونكو عبد الرحمن (قررنا أن لا بد من الفراق) ، اما رئيس الوزراء لي كوان يو فقد ظهر بعد الانفصال ليقول (كنت أؤمن باندماج واتحاد المنطقتين) ، ومن ردود الافعال عنوان صحيفة سدني مورننغ بعد انفصال سنغافورة (إعلان سنغافورة دولة مستقلة، وفي اليوم التالي تم نشر أن "سنغافورة كدولة مستقلة لم تكن من الأمور القابلة للتحقق منذ ثلاث سنوات، والوضع الحالي لا يبشر بتغيير )

1965 الي 1979
بعد تشكيل أول حكومة في تاريخ جمهورية سنغافورة لجأت الحكومة السنغافورية في مواجهة الفقر وقلة الموارد وضعف البنى التحتية والمؤسسات وغياب التاريخ والأساطير لملء هذه الفجوات عن طريق طائفة غير متجانسة من الأسس الأيديولوجية لبناء الأمة: التشديد على الحداثة والتقدم على أساس التعددية العرقية وحكم الأكفأ، وهذه بذاتها أدوات ضعيفة لبناء أمة وكان البديل هو النخبوية، فبزغت النخبوية بسرعة وقوة بوصفها المصدر الأساسي للحكومة.

سعت سنغافورة فورا على الاعتراف الدولي لسيادتها ونجحت بالحصول علي عضوية الأمم المتحدة في 21 أيلول عام 1965 لتصبح العضو رقم 117 وانضمت إلى الكومنولث في أكتوبر 1965 ونجح وزير خارجيتها سيناثامبي راجاراتنام بتأكيد استقلال سنغافورة عبر اقامة علاقات دبلوماسية مع الكثير من الدول الاخري عملت حكومة سنغافورة بجانب تأكيد استقلالها إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالدفاع عن أراضيها وذلك بتأسيس جيش وطني وقوات أمن تحمي البلاد إلى جانب مشاكل الامن والسيادة كانت هناك مشاكل اخرى مثل البطالة والإسكان والتعليم ونقص الموارد الطبيعية والأراضي حيث كانت البطالة تصل إلى 12% في بداية الحكومة السنغافورية الاولى.

ومن أهم الجهود التي بذلها لي كوان يو إنشاء هيئة التنمية الاقتصادية في عام 1961, كمؤسسة واحدة يسهل على المستثمر التعامل معها ولا يحتاج للتعامل مع عدد كبير من الإدارات والوزارات. هذا الاجراء جذب المستثمرين الاجانب مع اعطائهم امتيازات ضريبية وضمانات قانونية وحمايتهم استعانت الهيئة بخبراء من برنامج التنمية في الامم المتحدة واستطاعت الترويج للاستثمار في سنغافورة وتقديم الضمانات مع التركيز على أربع صناعات أساسية هي بناء وصناعة السفن وهندسة المعادن والكيماويات والأدوات الكهربائية. واختار رئيس الوزراء لي كوان يو أفضل العلماء والخريجين المؤهلين من جامعات أجنبية للعمل بهذه اللجنة واختار لها رئيساً مؤهلاً استطاع أن يجعل منها مؤسسة ناجحة وكانت تعقد ندوات مع مديري الشركات متعددة الجنسيات للاستماع لمشاكلهم القانونية وغيرها. نجحت سياسة اللجنة في جذب شركات النفط الكبري مثل شل وأيسو وانشئت المصافي النفطية ومصانع التكرير وبحلول التسعينات أصبحت ثالث أكبر مركز لتكرير النفط في العالم بعد هيوستون ونوتردام وثالث أكبر مركز لتجارة النفط بعد نيويورك ولندن وأصبحت منتجاً رئيساً للبتروكيماويات علي مستوي العالم.

الانسحاب البريطاني
كان اعلان بريطانيا في يناير 1968 عزمها سحب قواتها بحلول عام 1971م ازمة بالنسبة الي سنغافورة حيث كانت القوات البريطانية لها الاثر الرئيسي في الاقتصاد السنغافوري وحماية سنغافورة ولكن استطاعت الحكومة السنغافورية ان تعتمد علي نفسها وبخلال سنة 1969م جرى تشييد 52 مصنعا وتوافرت 17 ألف فرصة عمل جديدة وفي عام 1970, أضافت الاستثمارات الجديدة 20 ألف وظيفة أخرى وازدادت الإيرادات والمداخيل للحكومة السنغافورية وتجاوزت ازمة القلق من انسحاب القوات البريطانية بنجاح. بجانب الاقتصاد استطاعت سنغافورة بناء جيشها لتعتمد علي نفسها واستمرت علي خطة تم وضعها في عام 1967م واتصلت بإسرائيل سرا التي ارسلت لها مستشارين عسكريين ساعدوها في بناء جيشها وتسليحها

1980 الي 1990
استمرت سنغافورة بتحقيق نمو اقتصادي متميز منذ بداية عام 1980 عندما استطاعت ان تخفض معدل البطالة في البلاد الي 3% واستطاعت ان تقفز بالناتج المحلي الاجمالي واستمرت بتحقيق النجاح وفي عام 1981م افتتحت مطار شانغي سنغافورة واستثمرت الحكومة في شركة طيران سنغافورة واستثمرت في ميناء سنغافورة الذي اصبح فيما بعد واحد من أكثر موانئ العالم ازدحاما، عملت الحكومة في وقت سابق علي انشاء مجلس التنمية الاسكاني في سنغافورة التي استطاع حل مشكلة سنغافورة الاسكانية وانهاء مشكلة البيوت العشوائية عمل المجلس علي تخصيص الاراضي وتسليمها الي القطاع الخاص لتقديم خدمات راقية للسكان مرتفعي الدخل وكذاك عملت علي برنامج اخر عبر ردم البحر حيث بلغ مجموغ عمليات الدفان من عام 1960 الي 2005 مايقارب 3577 هكتارا 0.05% من مساحة سنغافورة.

منذ عام 1966 الي عام 1981 استطاع حزب العمل الشعبي لعلي السيطرة علي جميع المقاعد البرلمانية بالانتخابات التي عقدت في الفترة من 1966 الي 1981 واتهم الحزب من معارضية بالاستبداد واجريت اصلاحات تشريعية حيث ادخلت تعديلات تسمح لأن يصل ثلاثة مرشحين من احزاب المعارضة في مجلس النواب وتم تعديل اخر في 1988 لضمان وصول الاقليات الي البرلمان وادخلت تعديلات اخري في عام 1990 لضمان وصول الممثلين المستقلين الغير حزبيين للوصول للبرلمان



عند استقلال سنغافورة، كانت عائدات القاعدة العسكرية البريطانية تمثل ثلاثة أرباع

دخلها القومي، مما عزز بعض التشاؤم حول قدرة الدولة الصغيرة على النمو بمفردها. لكن الجزيرة المعزولة جغرافيا عن أسواق الدول المتقدمة، حققت اكبر معجزة اقتصادية خلال العقود الخمسة الماضية، حيث يفوق معدل دخل الفرد 23 ألف دولار، أي قرابة ضعف معدل الدخل بكوريا الجنوبية.

و تحققت المعجزة في ظل حكم الزعيم الواحد "لي كوان يو" باني النهضة السنغافورية الحديثة، الذي حكم البلد على مدى 31 سنة، وفي ظل نظام الحزب الواحد (حزب العمل الشعبي) الذي هيمن على البرلمان في انتخابات 1972, 1976, 1980, 1984. 1988. ثم وبعد 14 سنة من تولي "جوه شوك تونج" الوزارة الأولى تم تعيين ابن الزعيم التاريخي "لي كوان يو" السيد "لي هسيان لونج" على راس الحكومة، السؤال المطروح إذن كيف استطاعت سنغافورة تحقيق كل هذه الإنجازات في ظل حكم غير ديمقراطي؟ ولماذا لم يحل اعتمادها النظام "الجملكي" مؤخرا دون المزيد من التقدم؟

.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

سنغافورة، الاسم الرسمي هو جمهورية سنغافورة، هي جمهورية تقع على جزيرة في جنوب شرقي آسيا، عند الطرف الجنوبي من شبه جزيرة ملايو، ويفصلها عن ماليزيا مضيق جوهور وعن جزر ريا و الاندونيسة مضيق سنغافورة. وتعتبر سنغافورة رابع أهم مركز مالي في العالم  ومدينة عالمية تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد العالمي. ويعد مرفأ سنغافورة خامس مرفأ في العالم من ناحية النشاط.

ولسنغافورة تاريخ حافل بالمهاجرين. فسكانها الذي يصل تعدادهم إلى خمسة ملايين، هو خليط من الصينيين والمالاويين والهنود وآسيويين من ثقافات مختلفة والقوقازيين. 42% من سكان الجزيرة هم من الأجانب الوافدين للعمل أو للدراسة. وتعتبر سنغافورة ثالث دولة في العالم من ناحية الكثافة السكانية بعد ماكاو وموناكو. بعد الانفجار الديموغرافي الذي شهدته من 1985 إلى 2001 ميلادي.

وفي عام 2006، سمت شركة "ات كيرني" (at Kearney ) جمهورية سنغافورة "المدينة الأكثر عولمة" في العالم بحسب مؤشرها للعولمة. قبل الاستقلال في عام 1969، كان الناتج المحلي الإجمالي هو 511 دولارا، وكان يعتبر ثالث أعلى ناتج في آسيا الشرقية في ذلك الزمن. وبعد الاستقلال، أدت سياسة الاستثمار وتشجيع الصناعة، التي قام بها نائب رئيس الوزراء غوه كنغ سوي، إلى تحديث اقتصادها.

وفي مؤشر جودة الحياة التي تنشره "وحدة الاستخبارات الاقتصادية" في مجلة "الايكونوميست"، حصلت سنغافورة على الدرجة الأولى في آسيا والمرتبة الحادية عشرة على مستوى العالم. وتمتلك تاسع أعلى احتياطي في العالم. ولدَى الدولة جيش وطني مجهز بشكل جيد ويعتمد على أحدث الأسلحة. ووفق مؤشر هينلي وشركاؤه للقيود على التأشيرات عام 2014 احتل الجواز السنغافوري المركز السادس على مستوى العالم حيث يمكن من حمله دخول 167 دولة من دون تأشيرة مسبقة.

بعد الانكماش في الربع الرابع من العام 2009 الذي وصل إلى -6.8% استعادت سنغافورة تنامي اقتصادها في النصف الأول من 2010 لتصبح أسرع دولة في إنعاش اقتصادها بنمو وصل إلى 17.9%.

السجلات الأولى للاستيطان في سنغافورة من القرن الثاني. كانت الجزيرة موقعا للإمبراطورية السريفيجايا السومطرية، وكان في الأصل اسمها بالجاوية تيماسيك (مدينة البحر) في الفترة ما بين القرنين السادس عشر وبداية القرن التاسع عشر، وكانت سنغافورة جزءا من سلطنة جوهر في 1613، أحرق المقاتلون البرتغال المستوطنة عند مصب نهر سنغافورة وغرقت الجزيرة في الظلام خلال القرنين المقبلين.

التاريخ القديم
عرفها العرب قديماً باسمها وكان يصفونها للإيطاليين واليونانيين باسمها الحالي، أثناء رحلاتهم التجارية إلى الشرق الأقصى، وبعد توقف السفن الشراعية ظهرت أهميتها كميناء للسفن التجارية في القرن التاسع عشر، فأصبحت ميناء عالمياً مند سنة 1235 هـ -1819 م ودعم وظيفتها تصدير قصدير الملايو ومطاطها، فأتخدتها شركة الهند الشرقية البريطانية كميناء أول لها في جنوب آسيا منذ سنة 1235 هـ-1876م وخضعت للاستعمار البريطاني إيان سيطرته على شبه جزيرة الملايو، وتحولت إلى قاعدة مهمة للأسطول البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم حصلت على استقلالها مع الملايو حسب اتفاقية لندن سنة 1379 هـ -1957م واتحدت مع ماليزيا في سنة 1379 هـ -1959م وانفصلت عن اتحاد ماليزيا في سنة 1385 هـ -1965م، وعرفت بعد الانفصال بجمهورية سنغافورا.

الحكم الاستعماري البريطاني
حط توماس ستامفورد رافلز في الجزيرة الرئيسية لسنغافورة في 28 يناير 1819، اكتشف أهميتها كمركز تجاري استراتيجي لجنوب شرق آسيا، ووقع رافلز معاهدة مع السلطان حسين شاه جوهر نيابة عن شركة الهند الشرقية البريطانية في 6 فبراير 1819 لتطوير الجزء الجنوبي من سنغافورة كمستوطنة ومركز تجاري بريطاني.

كانت الأراضي السنغافورية حتى عام 1824 لا تزال تحت سيطرة سلطان الملايو. وأصبحت مستعمرة بريطانية في 2 أغسطس 1824 حين كان جون كراوفورد المقيم الثاني لسنغافورة، الجزيرة كلها أصبحت رسميا ملكا لبريطانية من خلال التوقيع على معاهدة مع السلطان حسين شاه حيث سلمها السلطان والتيمينجونج (لقب قديم يطلق على النبلاء المالاويين) إلى شركة الهند الشرقية البريطانية في 1826 أصبحت جزءا من مستوطنات المضيق للمستعمرة البريطانية. خلال عام 1869، 100.000 شخص يعيش في الجزيرة.

الحرب العالمية الثانية وفترة الحرب الباردة

مسيرة قوات جيش امبراطورية اليابان المنتصرة وسط مدينة سنغافورة بعد استسلام بريطانيا.
خلال الحرب العالمية الثانية غزا جيش اليابان الإمبراطوري مالايا، وبلغت ذروتها في معركة سنغافورة. وهزم البريطانيون في ستة أيام، واستسلمت القلاع المنيعة للجنرال الياباني تومويوكي ياماشيتا في 15 فبراير 1942. وصف رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل الاستسلام بأنه "أسوأ كارثة وأكبر استسلام في تاريخ بريطانيا". بعد سقوط سنغافورة حدثت مذبحة تشينغ سوك للعرقية الصينية ومات فيها ما بين 5000 و25000 شخص. اعاد اليابانيون تسمية سنغافورة للاسم شونانتو (昭南島؟)، تعني في اليابانية " شوا نو جيداي ني ايتا مينامي نو شيما " ( 昭和の時代に得た南の島؟)، أو " تم الاستيلاء على الجزيرة الجنوبية في عصر شوا "، ومازلت تحت الاحتلال حتى استعاد البريطانيون الجزيرة في 12 سبتمبر 1945، وبعد شهر استسلم اليابانيون.

بعد الحرب، سمحت الحكومة البريطانية لسنغافورة اجراء أول انتخابات عامة عام 1955، التي فاز بها المرشح المؤيد للاستقلال، ديفيد مارشال، زعيم حزب جبهة العمل، الذي أصبح رئيس وزراء.

قاد مارشال وفدا إلى لندن للمطالبة بالحكم الذاتي الكامل، لكنه تم الرفض من قبل البريطانيين. واستقال عند العودة، وحل محله ليم يو هوك، الذي عمل على سياسة اقناع البريطانيين. وكانت سنغافورة قد منحت الحكم الذاتي الداخلي الكامل للحكومة مع رئيس وزرائها ومجلس الوزراء للإشراف على جميع قضايا الحكومة باستثناء الدفاع والشؤون الخارجية.

جرت الانتخابات في 30 مايو 1959 مع حزب العمل الشعبي الذي حقق فوزا ساحقا. أصبحت سنغافورة في نهاية المطاف دولة تتمتع بالحكم الذاتي داخل الكومنولث في يوم 3 يونيو 1959، وأدى اليمين لي كوان يو لتولي منصب رئيس الوزراء الأول. ثم حاكم سنغافورة السير وليام الموند كودرينغتون غود، شغل منصب أول رئيس دولة حتى 3 ديسمبر 1959. وقد خلفه يوسف بن اسحاق، في وقت لاحق أصبح أول رئيس لسنغافورة.

أعلنت سنغافورة الاستقلال عن بريطانيا من طرف واحد في أغسطس 1963، قبل الانضمام إلى الاتحاد الفيدرالي الماليزي في سبتمبر لتلحق بالملايا وصباح وسراوق نتيجة استفتاء الاندماج 1962 لسنغافورة. تم طرد سنغافورة من الاتحاد الفيدرالي بعد عامين، بعد الصراع الفكري والأيديولوجي الساخن بين حكومة زعماء حزب العمل الشعبي والحكومة الفيدرالية في كوالالمبور.

الاستقلال
ابان صباح يوم 9 اغسطس 1965 صوت البرلمان الماليزي بالأغلبية على طرد سنغافورة من الاتحاد وبعدها بساعات اعلن البرلمان السنغافوري الانفصال واعلان جمهورية سنغافورة المستقلة  أدى يوسف بن إسحاق اليمين الدستورية لمنصب رئيس سنغافورة ليكون بذلك أول رئيس لجمهورية سنغافورة وأصبح لي كوان يو أول رئيس وزراء لجمهورية سنغافورة

ردود الافعال
كان تعليق رئيس وزراء ماليزيا تونكو عبد الرحمن (قررنا أن لا بد من الفراق) ، اما رئيس الوزراء لي كوان يو فقد ظهر بعد الانفصال ليقول (كنت أؤمن باندماج واتحاد المنطقتين) ، ومن ردود الافعال عنوان صحيفة سدني مورننغ بعد انفصال سنغافورة (إعلان سنغافورة دولة مستقلة، وفي اليوم التالي تم نشر أن "سنغافورة كدولة مستقلة لم تكن من الأمور القابلة للتحقق منذ ثلاث سنوات، والوضع الحالي لا يبشر بتغيير )

1965 الي 1979
بعد تشكيل أول حكومة في تاريخ جمهورية سنغافورة لجأت الحكومة السنغافورية في مواجهة الفقر وقلة الموارد وضعف البنى التحتية والمؤسسات وغياب التاريخ والأساطير لملء هذه الفجوات عن طريق طائفة غير متجانسة من الأسس الأيديولوجية لبناء الأمة: التشديد على الحداثة والتقدم على أساس التعددية العرقية وحكم الأكفأ، وهذه بذاتها أدوات ضعيفة لبناء أمة وكان البديل هو النخبوية، فبزغت النخبوية بسرعة وقوة بوصفها المصدر الأساسي للحكومة.

سعت سنغافورة فورا على الاعتراف الدولي لسيادتها ونجحت بالحصول علي عضوية الأمم المتحدة في 21 أيلول عام 1965 لتصبح العضو رقم 117 وانضمت إلى الكومنولث في أكتوبر 1965 ونجح وزير خارجيتها سيناثامبي راجاراتنام  بتأكيد استقلال سنغافورة عبر اقامة علاقات دبلوماسية مع الكثير من الدول الاخري عملت حكومة سنغافورة بجانب تأكيد استقلالها إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالدفاع عن أراضيها وذلك بتأسيس جيش وطني وقوات أمن تحمي البلاد إلى جانب مشاكل الامن والسيادة كانت هناك مشاكل اخرى مثل البطالة والإسكان والتعليم ونقص الموارد الطبيعية والأراضي حيث كانت البطالة تصل إلى 12% في بداية الحكومة السنغافورية الاولى.

ومن أهم الجهود التي بذلها لي كوان يو إنشاء هيئة التنمية الاقتصادية في عام 1961, كمؤسسة واحدة يسهل على المستثمر التعامل معها ولا يحتاج للتعامل مع عدد كبير من الإدارات والوزارات. هذا الاجراء جذب المستثمرين الاجانب مع اعطائهم امتيازات ضريبية وضمانات قانونية وحمايتهم استعانت الهيئة بخبراء من برنامج التنمية في الامم المتحدة واستطاعت الترويج للاستثمار في سنغافورة وتقديم الضمانات مع التركيز على أربع صناعات أساسية هي بناء وصناعة السفن وهندسة المعادن والكيماويات والأدوات الكهربائية. واختار رئيس الوزراء لي كوان يو أفضل العلماء والخريجين المؤهلين من جامعات أجنبية للعمل بهذه اللجنة واختار لها رئيساً مؤهلاً استطاع أن يجعل منها مؤسسة ناجحة وكانت تعقد ندوات مع مديري الشركات متعددة الجنسيات للاستماع لمشاكلهم القانونية وغيرها. نجحت سياسة اللجنة في جذب شركات النفط الكبري مثل شل وأيسو وانشئت المصافي النفطية ومصانع التكرير وبحلول التسعينات أصبحت ثالث أكبر مركز لتكرير النفط في العالم بعد هيوستون ونوتردام وثالث أكبر مركز لتجارة النفط بعد نيويورك ولندن وأصبحت منتجاً رئيساً للبتروكيماويات علي مستوي العالم.

الانسحاب البريطاني
كان اعلان بريطانيا في يناير 1968 عزمها سحب قواتها بحلول عام 1971م ازمة بالنسبة الي سنغافورة حيث كانت القوات البريطانية لها الاثر الرئيسي في الاقتصاد السنغافوري وحماية سنغافورة ولكن استطاعت الحكومة السنغافورية ان تعتمد علي نفسها وبخلال سنة 1969م جرى تشييد 52 مصنعا وتوافرت 17 ألف فرصة عمل جديدة وفي عام 1970, أضافت الاستثمارات الجديدة 20 ألف وظيفة أخرى وازدادت الإيرادات والمداخيل للحكومة السنغافورية وتجاوزت ازمة القلق من انسحاب القوات البريطانية بنجاح. بجانب الاقتصاد استطاعت سنغافورة بناء جيشها لتعتمد علي نفسها واستمرت علي خطة تم وضعها في عام 1967م واتصلت بإسرائيل سرا التي ارسلت لها مستشارين عسكريين ساعدوها في بناء جيشها وتسليحها 

1980 الي 1990
استمرت سنغافورة بتحقيق نمو اقتصادي متميز منذ بداية عام 1980 عندما استطاعت ان تخفض معدل البطالة في البلاد الي 3% واستطاعت ان تقفز بالناتج المحلي الاجمالي واستمرت بتحقيق النجاح وفي عام 1981م افتتحت مطار شانغي سنغافورة واستثمرت الحكومة في شركة طيران سنغافورة واستثمرت في ميناء سنغافورة الذي اصبح فيما بعد واحد من أكثر موانئ العالم ازدحاما، عملت الحكومة في وقت سابق علي انشاء مجلس التنمية الاسكاني في سنغافورة التي استطاع حل مشكلة سنغافورة الاسكانية وانهاء مشكلة البيوت العشوائية عمل المجلس علي تخصيص الاراضي وتسليمها الي القطاع الخاص لتقديم خدمات راقية للسكان مرتفعي الدخل وكذاك عملت علي برنامج اخر عبر ردم البحر حيث بلغ مجموغ عمليات الدفان من عام 1960 الي 2005 مايقارب 3577 هكتارا 0.05% من مساحة سنغافورة.

منذ عام 1966 الي عام 1981 استطاع حزب العمل الشعبي لعلي السيطرة علي جميع المقاعد البرلمانية بالانتخابات التي عقدت في الفترة من 1966 الي 1981 واتهم الحزب من معارضية بالاستبداد واجريت اصلاحات تشريعية حيث ادخلت تعديلات تسمح لأن يصل ثلاثة مرشحين من احزاب المعارضة في مجلس النواب وتم تعديل اخر في 1988 لضمان وصول الاقليات الي البرلمان وادخلت تعديلات اخري في عام 1990 لضمان وصول الممثلين المستقلين الغير حزبيين للوصول للبرلمان

عند استقلال سنغافورة، كانت عائدات القاعدة العسكرية البريطانية تمثل ثلاثة أرباع

دخلها القومي، مما عزز بعض التشاؤم حول قدرة الدولة الصغيرة على النمو بمفردها. لكن الجزيرة المعزولة جغرافيا عن أسواق الدول المتقدمة، حققت اكبر معجزة اقتصادية خلال العقود الخمسة الماضية، حيث يفوق معدل دخل الفرد 23 ألف دولار، أي قرابة ضعف معدل الدخل بكوريا الجنوبية. 

و تحققت المعجزة في ظل حكم الزعيم الواحد "لي كوان يو" باني النهضة السنغافورية الحديثة، الذي حكم البلد على مدى 31 سنة، وفي ظل نظام الحزب الواحد (حزب العمل الشعبي) الذي هيمن على البرلمان في انتخابات 1972, 1976, 1980, 1984. 1988. ثم وبعد 14 سنة من تولي "جوه شوك تونج" الوزارة الأولى تم تعيين ابن الزعيم التاريخي "لي كوان يو" السيد "لي هسيان لونج" على راس الحكومة، السؤال المطروح إذن كيف استطاعت سنغافورة تحقيق كل هذه الإنجازات في ظل حكم غير ديمقراطي؟ ولماذا لم يحل اعتمادها النظام "الجملكي" مؤخرا دون المزيد من التقدم؟ 



حجم الكتاب عند التحميل : 13.4 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة قصة سنغافورة

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل قصة سنغافورة
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
مذكرات لي كوان يو - MZKRAT LI KOAN IO

كتب مذكرات لي كوان يو ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ قصة سنغافورة ❝ ❱. المزيد..

كتب مذكرات لي كوان يو