اللغةُ العربيّةُ دوحةٌ باسقةُ الأفنانِ، يانعةُ الثمارِ، ومن أفنانِها الممتعةِ النَّحوُ والصَّرفُ والبلاغةُ والعَروضُ والإملاءُ والنَّقدُ، وما إلى هذا من فروعٍ استُحدثَتْ في الدّرْسِ اللُّغويِّ الحديثِ.
فعلومُ العربيّةِ هذه هي روحُها التي تسري في أعطافها، فتمنحُها الدقّةَ والحيويّةَ والنماءَ. ..
أدرك هذا اسلافُنا العظامُ، فتناصرتْ هِمَمُهْم وعزائِمُهم على استقراءِ معظم ِنصوصِ اللغةِ التي وصلَتْ إليهم، فاستنبطُوا وقعّدُوا، وأشادُوا صرحاً شامخاً سيبقى على مرِّالعصورِموضوعَ إعزازٍ وإكبارٍ وإعجابٍ. . . وحظيَتْ هذه العلومُ العربيّةُ برعايةٍ واهتمامٍ ظاهرين. . .
وفي عصرنا بوادرُ تَسري فيها روحُ الحبِّ للعربيّة، والحرصُ على ديمومةِ العطاءِ وامتدادِه، فاتّصلَ الماضي اللغويُّ الثرُّ بحاضرٍ طامحٍ تغمرُهُ آمالٌ كبيرةٌ.
وهكذا قيّضَ اللهُ – جلَّ شأنُهُ - لهذهِ اللغةِ الكريمةِ مَن يُعطيْها كلَّ ما في وسعِهِ من جهْد وعلم وفِطنة.. . وبهذه العطاءاتِ الفيّاضةِ، والجهودِ المثمرةِ عَبَرَتِ اللغةُ العربيةُ المحنَ والخطوبَ، رائعةَ المجتلى، شامخةً، وضاءةً... لم تنلْ منها أيدي العابثينَ والحانقينَ والمغرضينَ، وتحطَّمتْ كلُّ المكايدِ والدعَوَاتِ الهدّامةِ بكلِّ ما تقنَّعتْ به، وتَمَزَّقَ كُلُّ لَبُوسٍ به اختفتْ أواستترتْ.
هذا عن اللغةِ العربيّةِ بوجهٍ عامّ ٍ، أمّا عن هذا الفننِ المورقِ منها وهو الكتابةُ فيطولُ بنا المُقامُ لو فصًّلْنا. . .
لقيتِ الكتابةُ العربيّةُ حُظوةً ظاهرةً في تاريخ لغتِنا... فعُنيَ القومُ بأحرفِها ورسمها، ووضعوا لها قواعدَ وضوابطَ تُعينُ على استيعاب المعاني الثرّةِ التي تزخرُ بها العربيّةُ...
ولقيتِ الكتابةُ هي الأخرى صدوداً وهجوماً من داخلِ حصونِها ومن خارجِها، ولكنْ لم تزدْ هذه الهجماتُ كِتابتَنا إلا صموداً ورسوخاً وضياءً... فالإملاءُ هو صورةُ اللغةِ المشرقة ِالأخّاذة ِ،فلا غَرْوَ أن تتزاحمَ أَسَلاتُ الأقلام ِعلى صونِه وحفظـِه ِ...
وهذا الكتابُ لا نَزْعُم أنّه استوفى الإملاءَ العربيَّ، ولكنّه رشفاتٌ عذابٌ تَمْتَحُ من نهرِ العربيّةِ الدفّاقِ، وتكتسبُ قيمتَها من لغة ٍشرَّفها ربُّ العزّةِ، واصطفاها لتكونَ لغةَ آخرِ رسالةٍ سماويّةٍ إلى بني البشر.
واتّجهتْ النيّةُ إلى اصطفاءِ بعض ِ الجوانبِ أو القضايا الإملائيّةِ البارزة التي تلبِّي مَطلباً مُلِحاً، فكانتْ هذه الصحائفُ التي حاولتُ فيها أنْ أُعنى بالبارزِ من المسائلِ، وبما أشعرُ أنّنا بحاجةٍ إليهِ بشكلٍ متواصلٍ.
وقد توخّيتُ في نسجِها الانطلاقَ من أسسِ التعليم ِوالتعلّم ِلمستزيد ٍفي التحصيل ِبشفعِ القواعدِ الإملائيّةِ بأمثلةٍ معبّرةٍ ملبّيةٍ، إذ بالدُربةِ والمراسِ والمِرانِ يتمكّنُ دارسُ هذه القضايا المطروحة بأبوابها الأساسيّةِ، وفصولها الرئيسة ِالمستندة ِإلى موضوعات ٍشتّى؛ من الإحاطةِ والمُكْنَةِ من مهارات الإملاء العربيّ بُغية توخّي الدّقّة َفي رسم ِحروف ِالكلمة، تجويداً للكتابة وتصويباً للقراءة بالصورة السليمة.
وقد نهجتُ اختيارَ نصوص ٍأدبيّة ٍمتنوّعةٍ بمضامينَ شائقةٍ، وفَحْوى جذّابةٍ يريحُ القارئَ جوهرُها ودلالاتُها لتعزيز ِأساليبِ القواعد ِالإملائيّةِ؛ بحيثُ يتولَّى القارئُ توظيفَها تطبيقاً وتدريباً.
فهذه قطراتٌ من معين ِالعربيّة ِالثرِّ، عسى القارئ الكريم يجدُ فيها ما ينقعُ غُلَّتَهُ، ويروي ظمأَهُ.
فإن حقَّقَتْ هذه الصحائفُ المبتغى فهذا حسبُها، وإلا فإنَّها لن تُحْرمَ من أجر ِالمحاولة.
واللهُ من وراءِ القصد. عدنان محمد الخطيب - الدكتور عدنان محمّد الخطيب من مدينة درعا / سوريا.
حائزعلى شهادة الدكتوراه والماجستير في الأدب العربيّ والنقد الأدبيّ.
1ـ صدر له ثمانية عشر كتاباً في اللغة العربيّة وآدابها، والتربية، والحضارة العربيّة الإسلاميّة... منها كتب تدرّس للطلبة الجامعيين وما قبل الجامعة، ومنها في حقل الأدب عن أدباء وشعراء.
2ـ حاضر ودرّس في عدّة جامعات:
- جامعة دمشق - جامعة عجمان، والشارقة، والعين بالإمارات العربية المتحدة
- جامعة اليرموك الخاصة في سوريا من بداية العام الدراسي 2008-2009 ولغاية العام الدراسي 2013-2014
- جامعة عفّت بجدة بالمملكة العربية السعوديّة من بداية العام الدراسي 2014-2015 ولغاية العام الدراسي 2022 -2023 .
3-له في رحاب الأدب مزيد من الأبحاث، منها المحكّمة من قبل المجلّات في مجامع اللغة.
4-شارك في مؤتمرات ذائعة الصّيت، وذلك بتقديم أوراق عمل فيها، ولاسيّما المنظّمة العربيّة للتربية والثقافة والعلوم بدمشق والشارقة.
5-له حضوره في محطّات إعلاميّة إماراتيّة وسواها من خلال تقديم البرامج في رحاب الأدب والمعرفة.
6-مرجع يُعتدُّ به في تدقيق الكتب، والأبحاث، وأوراق العمل، ولا سيّما رسائل الحصول على درجة علميّة أو شهادة تخصّصيّة، من مثل الإجازات الجامعيّة"بكالوريوس" وأطروحات الماجستير والدكتوراه.
7-له نشاطات جمّة في إلقاء المحاضرات التخصصيّة وغيرها.
8ـ كان موجّهاً لمادّة اللغة العربيّة لأعوام ٍعدّة في سوريا والإمارات.
9ـ أُوكل إليه وهو في دولة الإمارات اختيار مدرّسِيْن لمادّة اللغة العربيّة بالعاصمة السوريّة دمشق لعامين متتاليين.
10ـ أثمر شغفه الكبير باللغة العربيّة عن حصوله على تقديرات وجوائز عدّة، وكتب شكر على أعماله القيّمة. من كتب إسلامية متنوعة - مكتبة كتب إسلامية.
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
وصف الكتاب : اللغةُ العربيّةُ دوحةٌ باسقةُ الأفنانِ، يانعةُ الثمارِ، ومن أفنانِها الممتعةِ النَّحوُ والصَّرفُ والبلاغةُ والعَروضُ والإملاءُ والنَّقدُ، وما إلى هذا من فروعٍ استُحدثَتْ في الدّرْسِ اللُّغويِّ الحديثِ.
فعلومُ العربيّةِ هذه هي روحُها التي تسري في أعطافها، فتمنحُها الدقّةَ والحيويّةَ والنماءَ. ..
أدرك هذا اسلافُنا العظامُ، فتناصرتْ هِمَمُهْم وعزائِمُهم على استقراءِ معظم ِنصوصِ اللغةِ التي وصلَتْ إليهم، فاستنبطُوا وقعّدُوا، وأشادُوا صرحاً شامخاً سيبقى على مرِّالعصورِموضوعَ إعزازٍ وإكبارٍ وإعجابٍ. . . وحظيَتْ هذه العلومُ العربيّةُ برعايةٍ واهتمامٍ ظاهرين. . .
وفي عصرنا بوادرُ تَسري فيها روحُ الحبِّ للعربيّة، والحرصُ على ديمومةِ العطاءِ وامتدادِه، فاتّصلَ الماضي اللغويُّ الثرُّ بحاضرٍ طامحٍ تغمرُهُ آمالٌ كبيرةٌ.
وهكذا قيّضَ اللهُ – جلَّ شأنُهُ - لهذهِ اللغةِ الكريمةِ مَن يُعطيْها كلَّ ما في وسعِهِ من جهْد وعلم وفِطنة.. . وبهذه العطاءاتِ الفيّاضةِ، والجهودِ المثمرةِ عَبَرَتِ اللغةُ العربيةُ المحنَ والخطوبَ، رائعةَ المجتلى، شامخةً، وضاءةً... لم تنلْ منها أيدي العابثينَ والحانقينَ والمغرضينَ، وتحطَّمتْ كلُّ المكايدِ والدعَوَاتِ الهدّامةِ بكلِّ ما تقنَّعتْ به، وتَمَزَّقَ كُلُّ لَبُوسٍ به اختفتْ أواستترتْ.
هذا عن اللغةِ العربيّةِ بوجهٍ عامّ ٍ، أمّا عن هذا الفننِ المورقِ منها وهو الكتابةُ فيطولُ بنا المُقامُ لو فصًّلْنا. . .
لقيتِ الكتابةُ العربيّةُ حُظوةً ظاهرةً في تاريخ لغتِنا... فعُنيَ القومُ بأحرفِها ورسمها، ووضعوا لها قواعدَ وضوابطَ تُعينُ على استيعاب المعاني الثرّةِ التي تزخرُ بها العربيّةُ...
ولقيتِ الكتابةُ هي الأخرى صدوداً وهجوماً من داخلِ حصونِها ومن خارجِها، ولكنْ لم تزدْ هذه الهجماتُ كِتابتَنا إلا صموداً ورسوخاً وضياءً... فالإملاءُ هو صورةُ اللغةِ المشرقة ِالأخّاذة ِ،فلا غَرْوَ أن تتزاحمَ أَسَلاتُ الأقلام ِعلى صونِه وحفظـِه ِ...
وهذا الكتابُ لا نَزْعُم أنّه استوفى الإملاءَ العربيَّ، ولكنّه رشفاتٌ عذابٌ تَمْتَحُ من نهرِ العربيّةِ الدفّاقِ، وتكتسبُ قيمتَها من لغة ٍشرَّفها ربُّ العزّةِ، واصطفاها لتكونَ لغةَ آخرِ رسالةٍ سماويّةٍ إلى بني البشر.
واتّجهتْ النيّةُ إلى اصطفاءِ بعض ِ الجوانبِ أو القضايا الإملائيّةِ البارزة التي تلبِّي مَطلباً مُلِحاً، فكانتْ هذه الصحائفُ التي حاولتُ فيها أنْ أُعنى بالبارزِ من المسائلِ، وبما أشعرُ أنّنا بحاجةٍ إليهِ بشكلٍ متواصلٍ.
وقد توخّيتُ في نسجِها الانطلاقَ من أسسِ التعليم ِوالتعلّم ِلمستزيد ٍفي التحصيل ِبشفعِ القواعدِ الإملائيّةِ بأمثلةٍ معبّرةٍ ملبّيةٍ، إذ بالدُربةِ والمراسِ والمِرانِ يتمكّنُ دارسُ هذه القضايا المطروحة بأبوابها الأساسيّةِ، وفصولها الرئيسة ِالمستندة ِإلى موضوعات ٍشتّى؛ من الإحاطةِ والمُكْنَةِ من مهارات الإملاء العربيّ بُغية توخّي الدّقّة َفي رسم ِحروف ِالكلمة، تجويداً للكتابة وتصويباً للقراءة بالصورة السليمة.
وقد نهجتُ اختيارَ نصوص ٍأدبيّة ٍمتنوّعةٍ بمضامينَ شائقةٍ، وفَحْوى جذّابةٍ يريحُ القارئَ جوهرُها ودلالاتُها لتعزيز ِأساليبِ القواعد ِالإملائيّةِ؛ بحيثُ يتولَّى القارئُ توظيفَها تطبيقاً وتدريباً.
فهذه قطراتٌ من معين ِالعربيّة ِالثرِّ، عسى القارئ الكريم يجدُ فيها ما ينقعُ غُلَّتَهُ، ويروي ظمأَهُ.
فإن حقَّقَتْ هذه الصحائفُ المبتغى فهذا حسبُها، وإلا فإنَّها لن تُحْرمَ من أجر ِالمحاولة.
واللهُ من وراءِ القصد. للكاتب/المؤلف : عدنان محمد الخطيب . دار النشر : جميع الحقوق محفوظة للمؤلف . سنة النشر : 2025م / 1446هـ . عدد مرات التحميل : 35 مرّة / مرات. تم اضافته في : الأربعاء , 8 أكتوبر 2025م.
تعليقات ومناقشات حول الكتاب:
ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:
مهلاً ! قبل تحميل الكتاب .. يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf يمكن تحميلة من هنا 'تحميل البرنامج'
نوع الكتاب : pdf. اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
عدنان محمد الخطيب Adnan Mohammed Al Khatib الدكتور عدنان محمّد الخطيب من مدينة درعا / سوريا.
حائزعلى شهادة الدكتوراه والماجستير في الأدب العربيّ والنقد الأدبيّ.
1ـ صدر له ثمانية عشر كتاباً في اللغة العربيّة وآدابها، والتربية، والحضارة العربيّة الإسلاميّة... منها كتب تدرّس للطلبة الجامعيين وما قبل الجامعة، ومنها في حقل الأدب عن أدباء وشعراء.
2ـ حاضر ودرّس في عدّة جامعات:
- جامعة دمشق - جامعة عجمان، والشارقة، والعين بالإمارات العربية المتحدة
- جامعة اليرموك الخاصة في سوريا من بداية العام الدراسي 2008-2009 ولغاية العام الدراسي 2013-2014
- جامعة عفّت بجدة بالمملكة العربية السعوديّة من بداية العام الدراسي 2014-2015 ولغاية العام الدراسي 2022 -2023 .
3-له في رحاب الأدب مزيد من الأبحاث، منها المحكّمة من قبل المجلّات في مجامع اللغة.
4-شارك في مؤتمرات ذائعة الصّيت، وذلك بتقديم أوراق عمل فيها، ولاسيّما المنظّمة العربيّة للتربية والثقافة والعلوم بدمشق والشارقة.
5-له حضوره في محطّات إعلاميّة إماراتيّة وسواها من خلال تقديم البرامج في رحاب الأدب والمعرفة.
6-مرجع يُعتدُّ به في تدقيق الكتب، والأبحاث، وأوراق العمل، ولا سيّما رسائل الحصول على درجة علميّة أو شهادة تخصّصيّة، من مثل الإجازات الجامعيّة"بكالوريوس" وأطروحات الماجستير والدكتوراه.
7-له نشاطات جمّة في إلقاء المحاضرات التخصصيّة وغيرها.
8ـ كان موجّهاً لمادّة اللغة العربيّة لأعوام ٍعدّة في سوريا والإمارات.
9ـ أُوكل إليه وهو في دولة الإمارات اختيار مدرّسِيْن لمادّة اللغة العربيّة بالعاصمة السوريّة دمشق لعامين متتاليين.
10ـ أثمر شغفه الكبير باللغة العربيّة عن حصوله على تقديرات وجوائز عدّة، وكتب شكر على أعماله القيّمة..